الثورة / خاص / تقرير
منذ سيطر مرتزقة العدوان على مدينة مارب، تحولت المدينة المعروفة بقبائلها وبأعرافها إلى نقطة عبور إلى الموت للمسافرين المارين بها ، كان المرضى والطلاب والمغتربون الحلقة الأضعف في نقاط مارب التي يسيطر عليها المرتزقة، ومنذ عام 2015م أصبحوا هدفا حقيقيا لنقاط القتل والخطف والنهب التي نصبها مرتزقة العدوان في مداخل المدينة وعلى الطرقات التي يمر بها المسافرون حين ينوون العودة إلى صنعاء أو السفر منها إلى الخارج.
ونفذ المرتزقة مئات عمليات الخطف للمسافرين من نقطة الفلج التي تقع خارج مدينة مارب ، وبين هؤلاء طلاب ومغتربون وأكاديميون ومرضى قام المرتزقة بخطفهم وزجهم في السجون ، وعشرات هؤلاء تم تصفيتهم تحت التعذيب ، وفي إحصائيات للثورة فقد مارست مليشيات المرتزقة التابعة للعدوان السعودي – تنتمي لحزب الإصلاح الإخواني العميل – عمليات خطف لمئات المسافرين من نقطة الفلج بعضهم ماتوا تحت التعذيب ، وآخرون ما زالوا مخفيين بينهم الأكاديمي الدكتور مصطفى المتوكل ، كما تعرض المغتربون لابتزاز ونهب من قبل المليشيات.
ويوضح التقرير أن مليشيات المرتزقة قامت بخطف عشرات النساء من مدينة مارب وزجهن في السجون بدعاوى كيدية ، وكشفت الإحصائيات أن المرتزقة قاموا بتصفية خمس نساء في السجون التي يقيمونها داخل المدينة ، وبيع عدد من المعتقلات إلى العدو السعودي.
ويخضع المخطوفون لحملات تعذيب وضرب يومية داخل السجون التي أقامها مرتزقة العدوان داخل مدينة مارب منها سجن في معهد الصالح ، وآخر في الأمن السياسي ، وداخل معسكرات تابعة لهم داخل المدينة نفسها.
ويوضح التقرير أن مليشيات المرتزقة المنتمية لحزب الإصلاح الإخواني العميل، كانت تقوم بخطف المسافرين من نقطة الفلج، بهدف نهبهم وابتزازهم وزجت بهم في السجون واستخدمت معهم عمليات تعذيب بشعة ومتعددة ما أدى إلى وفاة المئات منهم، وكان الطلاب والمغتربون والمرضى أكثر الشرائح الذين خُطفوا من الطريق، كما لجأت هذه المليشيات إلى سرقة ونهب أموال المغتربين العائدين إلى اليمن وإجبارهم على تسليم سياراتهم.
وارتفع معدل حالات الخطف التي مارسها المرتزقة، إلى 350 حالة خطف خلال الأعوام الأربعة الأخيرة ، أما جرائم قتل المخطوفين فسجلت 120 حالة وفاة تحت التعذيب ، ومارس مرتزقة العدوان عمليات الخطف لأسباب مالية ومادية كالحصول على الفدية من ذوي المخطوف مقابل الإفراج عنه، أو نهب أمواله التي بحوزته ، أو لأسباب انتقامية من قبل مليشيات جماعة الاخوانج الارتزاقية ، أو لأسباب أخرى سياسية واجتماعية وثقافية وحتى مناطقية.
كما ارتفعت عدد عمليات السلب المسجلة من نقاط المرتزقة في محافظة مارب خلال سنوات العدوان إلى 2095 ، ولسنوات تجاهل المجتمع الدولي معاناة المسافرين عبر مارب بسبب إغلاق مطار صنعاء.
وعانت مدينة مارب من جرائم مروعة مارسها المرتزقة خلال سنوات سيطرتهم على المدينة ، تصنف ضمن جرائم العيب الأسود ، وأقدموا على شن عمليات خطف للنساء وزجهن في السجون ، حيث تخضع أكثر من 15 امرأة لإخفاء قسري منذ 3 سنوات في سجون مليشيات الارتزاق العميلة.
ومنذ تفردها بالسيطرة على مدينة مارب، مارست جماعة الاخوانج العميلة قيودا مشددة على مرور المواطنين اليمنيين ، وقامت باحتجازهم والتنكيل بهم وخطفهم ، ما جعل من مدينة مارب نقطة عبور خطرة لا ينجو منها إلا القليل، وتعد هذه الممارسات الإجرامية انتهاكاً صارخاً لحق المواطن اليمني في التنقل، حيث تنص المادة (38) من الدستور اليمني على: «حرية التنقل من مكان إلى آخر في الأراضي اليمنية مكفولة لكل مواطن، ولا يجوز تقييدها إلاَّ في الحالات التي يبينها القانون لمقتضيات أمن وسلامة المواطنين، وحرية الدخـول إلى الجمهورية والخروج منها ينظمها القانون، ولا يجوز إبعاد أي مواطن عن الأراضي اليمنية أو منعه من العودة إليها».
كما نصت المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على أنه: «لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة»، كما «يحق لكل فرد أن يغادر أي بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليها».
ويقول سكان محليون في مدينة مارب إن مليشيات الاخوانج التي تسيطر على مارب بدعم تحالف العدوان السعودي الأمريكي ، حوّلت مدينة مارب إلى سجن مغلق تختطف فيه مئات اليمنيين ، وتقوم بتعذيبهم وقتلهم، كما حدث في حالات كثيرة ، وقال السكان إن نقطة الفلج خارج مدينة مارب هي الأسوأ على الإطلاق، وفيها يتعرض المسافرون للخطف ولأبشع أنواع المعاملة، ويضيف السكان أن هذه النقطة تقوم بتفتيش المسافرين وتوقيفهم لساعات إن لم يتم سجنهم ، حتى وإن كان سفرهم من أجل العلاج أو العمل أو الدراسة، وأكدت مصادر أنه في هذه النقطة احتجز المرتزقة مئات المسافرين، والبعض منهم لا يزال مختطفاً في سجن معهد الصالح وفي الأمن السياسي ، ويتعرضون هناك للتحقيق والابتزاز والتعذيب الشديد.
وذكرت المصادر أنه خلال الأربعة الأعوام الأخيرة صعد المرتزقة اعتداءاتهم في مارب ، شملت حتى النساء حيث تعرضن للتفتيش والإهانة والسجن بعد خطفهن من منازلهن بتهم كاذبة.
وتتعمد مليشيات المرتزقة عرقلة المسافرين وتقوم بتفتيش هواتفهم، ومقتنياتهم الشخصية وهذا الإجراء يشمل العوائل أيضا وبطريقة مستفزّة ومهينة، مؤكدة أنه في الغالب يحتجز المرتزقة العشرات في اليوم الواحد ، واشتكى الكثير من المغتربين من استفزاز المرتزقة وتوقيفهم لهم في الطرقات خصوصاً القادمين من السعودية، ويفرضون عليهم دفع إتاوات مالية ليسمح لهم بالمغادرة ، وبعضهم يتم نهب أموالهم وسياراتهم ومن يرفض يتم تصفيته.
اختطاف المواطنين من نقاط الموت في مارب سمة إخوانجية ، تميزت بها مليشيات الإخوان العميلة منذ سيطرتها على مدينة مارب في 2015م ، وإحكام قبضتها الوحشية على كل مناطق السفر والعبور من صنعاء أو من أي محافظة باتجاه السعودية أو حضرموت ، وقامت هذه المليشيات باختطاف المواطنين والمسافرين الأبرياء بمجرد الانتماء إلى جغرافيا معينة تقاوم العدوان وترفضه.
الخطف والنهب للمسافرين وقتلهم واحدة من أبرز الجرائم التي مارسها مرتزقة العدوان في مارب ، أما خطف النساء فهي جريمة تعد من جرائم العيب الأسود التي يُهدر دم فاعلها في عرف القبائل ، ما تزال سبع نساء مخفيات قسريا منذ العام 2017م، حيث تفيد مصادر بأن مليشيات الارتزاق قامت بنقلهن إلى السعودية مقابل أموال حصلت عليها من السعودية كقيمة أو ثمن لهن ، حيث تعتبرهن أسرى يتم مبادلتهن في صفقات تبادل وإفراج.