موقع اليمن الجغرافي جعلها محطة ترانزيت لتجار ومروجي المخدرات

ضبط 399 متهماٍ و 2.3 طن حشيش و434 ألف حبة مخدرة في 2013م

نفتقر للمصحات العلاجية للمدمنين مع أنها أهم متطلبات المكافحة

تفشي ظاهرة التعاطي بين الشباب ينذر بالخطر

حوار – حاشد مزقر

موقع اليمن الجغرافي والاستراتيجي جعلها أحد الأهداف الترويجية للمواد المخدرة وهنا تستغل سواحلنا البحرية الممتدة لأكثر من 2500 كم من قبل مافيا المخدرات وما ساعدهم أكثر الوضع الذي تمربه البلاد وبالتالي تزايدت عمليات تهريب المواد المخدرة إلى الأراضي اليمنية وفي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة التعاطي في المجتمع اليمني وبها تشكل عبئاٍ كبيراٍ على السلم الاجتماعي والأمن العام وتجعل من هؤلاء المدمنين مرتهنين بأنفسهم لمروجي المخدرات وخطراٍ كبيراٍ على أنفسهم وأسرهم والمجتمع..
ولأهمية الموضوع توجهنا إلى مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية العميد خالد الرضي وأجرينا معه الحوار التالي :

* بداية نود أن نتعرف على آخر الإحصائيات لعدد الضبطيات التي قمتم بها في الفترة الماضية¿
– ارتفع عدد القضايا المضبوطة من 116 في 2012م إلى 271 قضية في العام الماضي فيما ارتفع أعداد المتهمين من 175 متهماٍ في 2012 إلى 399 في العام الماضي كان عدد منهم من الجنسيات غير اليمنية حيث تم ضبط 22 أجنبياٍ في العامين الماضيين فيما بلغت الكميات المضبوطة في 2012 بـ طنين و614 كغم من مادة الحشيش مقارنة بـ طنين و304 كغم من نفس المادة في العام الماضي فيما تم ضبط كيلو و326 جرام من الكوكايين خلال 2012 مقارنة بـ 115 جرام في العام الماضي..
*ماذا عن الحبوب والعقاقير المْخدرة المستخدمة أصلاٍ في الطب¿
– الإحصائيات السابقة التي ذكرناها لكم عن عدد القضايا والمتورطين فيها تشمل تهريب هذه الحبوب والعقاقير المخدرة حيث ضبطنا 255 ألفاٍ و79 حبة مختلفة في 2012م وبلغت الكمية المضبوطة في العام الماضي 2013م 434608ألف حبة كبتاجون + روش + ريزبام بالإضافة إلى ألفين و796 أمبولة بثدين وهذا يظهر لنا تزايد عمليات تهريب المخدرات وبشكل خطير.
* ما هي المهام التي تضطلع بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات¿.
– إن مهام الإدارة العامة منبثقة من لائحتها التنظيمية نوجزها في الآتي :
العمل على الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية ومكافحة زراعة وتصنيع وترويج وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والاتجار بها وفقاٍ للقانون والأنظمة النافذة كذلك تنظيم التعاون والتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية وآليتها الحكومية للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية ومكافحتها وفقاٍ للقوانين والتعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات في الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الأقليمية والدولية لمكافحة المخدرات بما في ذلك التسليم المراقب وضمان الاستعداد المستمر والفعالية الخاصة لأفراد مكافحة المخدرات بهدف المساهمة الفعِالة في الحفاظ على أمن المجتمع ووقايته من خطر المخدرات. إضافة إلى إعداد الإحصاء الجنائي وتوفير قاعدة معلومات عن مهربي ومروجي ومتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية وعن شبكات وعصابات الاتجار بالمخدرات.
* كيف تأتي المخدرات إلى اليمن وما مصادرها¿
– دخول المخدرات إلى اليمن يتم عن طريق المنافذ الرئيسية والأكثر عن طريق الخط الساحلي أيضاٍ حيث إن اليمن تمتاز بخط ساحلي مفتوح يبلغ حوالي 2500 كيلو متر أما مصادرها فنستطيع أن نقول بأن موقع اليمن الجغرافي في ما بين الدول المنتجة والمصنعة للمخدرات من دول شرق وغرب آسيا ودول الاستهلاك من بقية بلدان العالم حيث يعتبر البعض أن اليمن عبارة عن محطة ترانزيت لكنه ثبت تاريخياٍ أن أي بلد من البلدان كان ترانزيت يصبح في يوم من الأيام بلداٍ متعاطياٍ وفي الأونة الأخيرة وللأسف الشديد بدأت ظاهرة التعاطي في اليمن خاصة بين الشباب المغرر بهم فيجب على جميع فئات المجتمع أن يقف صفاٍ واحداٍ ضد هذه الظاهرة الخبيثة والسموم القاتلة.
* ما مستوى التنسيق بينكم وبين دول الجوار لمكافحة هذه الآفة الخطيرة¿
– بالنسبة للتنسيق في ما بيننا وبين دول الجوار فإن من أهم مهام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات هو التنسيق الدائم والمستمر مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المحلية الإقليمية والدولية لمكافحة المخدرات حيث إن مكافحة المخدرات تعتبر عالمية يتم من خلالها التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات في ما بين الدول فقد ثبت بأن أي دولة مهما امتلكت من إمكانيات فلا يمكن أن تمني نفسها بالنجاح بالقضاء على هذه الظاهرة ما لم تساندها بقية البلدان.
* هل تقدم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات برامج لتطوير قدرات ضباط مكافحة المخدرات¿
– في ما يتعلق بالدورات التدريبية للعاملين بمكافحة المخدرات فقد عملت الإدارة العامة على عقد عدد من الدورات التدريبية للضباط والأفراد العاملين بمكافحة المخدرات وبالتعاون مع بعض الخبراء في الدول الشقيقة والصديقة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات تسعى إلى عقد وتكثيف المزيد من الدورات التدريبية للعاملين في هذا المجال.
* لا شك أن التقنيات الحديثة في مكافحة المخدرات تطورت على المستوى الدولي.. ما مدى مواكبتكم لهذه التقنيات¿
– نعم اليمن تواكب ذلك التطور ولكنه قد لا يرقى إلى ما وصلت إليه بعض من الدول المتقدمة في مجال مكافحة المخدرات كون الجمهورية اليمنية من البلدان النامية وهذه الظاهرة حديثة عليها وعلى العموم فإن المخدرات موجودة وبكثرة في تلك البلدان المتقدمة تكنولوجياٍ ومثلما تكلمت سابقاٍ فإن أي دولة لا تستطيع بمفردها القضاء على هذه الظاهرة ما لم تساندها بقية البلدان كون المكافحة دولية مثلما أن الجريمة دولية.
* ما هو دوركم في التوعية وتحذير المجتمع من خطر الوقوع في براثن الإدمان¿
– سبق وأن تحدثنا بأن من أبرز مهام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عملية التوعية والوقاية من الوقوع في آفة المخدرات حيث إن الإدارة تقيم بصورة دورية عدداٍ من الفعاليات التوعوية والتي من أبرزها اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26يونيو من كل عام وغيرها من البرامج واللقاءات كما تعمل أيضاٍ على إصدار بعض من الفلاشات الإعلامية والبروشورات التوعوية والملصقات الجدارية وغيرها من وسائل التوعية وهذا اللقاء يعتبر جزءاٍ من عملية المكافحة كون مكافحة المخدرات مسؤولية مجتمعية يجب أن تضطلع بها كافة الجهات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني.
* هل تستعينون ببعض من الخبرات الدولية في مجال مكافحة المخدرات¿
– نعم يتم الاستعانة ببعض الخبرات المحلية والدولية خصوصاٍ في مجال التأهيل والتدريب سواء من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال مثل المكتب الإقليمي للأمم المتحدة أو من الدول الشقيقة والصديقة والذين لديهم خبرات في هذا الجانب.
*هل يقتصر دوركم على الجانب الأمني أم يتعدى إلى الجانب الوقائي والعلاجي¿
– صحيح أن دورنا أمني لكنه لا يقتصر على أن يكون أمنياٍ فقط بل امني ووقائي وتوعوي أيضاٍ أما الجانب العلاجي فإننا وللأسف الشديد نفتقر للمصحات العلاجية للمدمنين طالبين من الجهات المسؤولة توفير هذه المصحات العلاجية كونها من أهم متطلبات مكافحة المخدرات وستكون رافداٍ أساسياٍ في التقليل من هذه الظاهرة كون القانون في المادة (27) يعفى الذين يتقدمون للعلاج من العقاب فلا تقام الدعوى الجنائية ضده من تقدم للعلاج بمحض إرادته.
* كيف يؤثر الاستقرار السياسي والأمني على تجارة المخدرات¿
– الاستقرار السياسي والأمني جانب مهم في الحد والوقاية من المخدرات فتجار ومروجو المخدرات غالباٍ ما يستغلون الاختلالات الأمنية والسياسية في أي بلد وليس في بلادنا فقط لذا يجب علينا جميعاٍ كيمنيين أن نحافظ على أمن واستقرار وطننا الحبيب وأن نقف صفاٍ واحداٍ ضد المخدرات لأن مكافحة المخدرات تعتبر مسؤولية مجتمعية تتطلب تكاتف جهود جميع فئات المجتمع وليس فئة معينة بذاتها.
* تصف الأمم المتحدة الشخص المدمن بالمرتهن ما المقصود بهذا الوصف¿
– يقصد بذلك أن المدمن يكون مرتهناٍ للمواد المخدرة فتصبح جميع أجزاء جسمه معتمدة على هذه المادة المخدرة وبالتالي لا تؤدي وظائفها الحيوية إلا إذا تعاطى هذه المادة وإذا لم يتناول هذه المادة تحدث لديه أعراض الكف والانقطاع وهي أعراض مرضية خطيرة قد تؤدي به إلى الوفاة.
* هناك من يقول بأن بعض تجار المخدرات في اليمن هم من مراكز القوى .. نريد توضيحاٍ لهذا الأمر¿
– نحن في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لا نشير بأصابع الاتهام إلى أحد أو أي فئة معينة بذاتها والقانون واضح في هذا الجانب ولا يستثني أحداٍ فمن ثبت تورطه في تجارة وترويج أو تعاطي هذه المواد يتم ضبطه وإحالته إلى القضاء لاستكمال الإجراءات القانونية وفق قانون مكافحة المخدرات وجرائم المخدرات عموماٍ هي من الجرائم الجسيمة والتي يتطلب الأمر فيها حالة التلبس لتثبيت الإدانة في هذه القضايا.

قد يعجبك ايضا