إنجاز دفاعي جديد يكشف وجود قوات أمريكية في الحدود، ويشير إلى تغيير موازين القوة
الدفاعات الجوية تُسقط طائرة تجسسية أمريكية نوع RQ_20 «آر كيو 20» بعون الله
الخصائص المميزة لـلطائرة الأمريكية “20 – RQ ” جعل إسقاطها إنجازاً نوعياً معتبراً
خبير عسكري: إسقاط الطائرة “20 – RQ ” يشير إلى جملة من الحقائق السياسية والعسكرية
تفاصيل هامة عن الطائرة تكشف عن التطور النوعي في تطور القدرات الدفاعية للجيش واللجان الشعبية
بث الاعلام الحربي مشاهد لإسقاط طائرة تجسسية أمريكية الصنع نوع RQ_20 «آر كيو 20» تابعة لسلاح جو العدو السعودي أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء جبهة جيزان يوم أمس الأول.
وأكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان موجز تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط الطائرة الأمريكية، وأشار إلى أن الدفاعات الجوية استخدمت سلاحاً مناسباً لم يكشف عنه بعد في العملية، لافتاً إلى أن مقاطع مصورة ستنشر لاحقاً توثق إسقاط الطائرة التجسسية وحطامها.
ويستخدم العدو السعودي عدة أنواع من الطائرات الأمريكية بدون طيار تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط عدد كبير منها، كما يستخدم أخرى صينية وتركية.
وتعد الطائرة RQ-20 Puma «آر كيو 20 بوما» من الطائرات التجسسية المتطورة، ولا توجد بيانات على الانترنت تشير إلى أن السعودية اشترت هذا النوع من الطائرات الأمريكية…فما هي الدلالات السياسية والعسكرية لإسقاط الطائرة الأمريكية RQ_20 «آر كيو 20»؟
الثورة / تقرير/ عبدالرحمن عبدالله
وحسب خبير عسكري على صلة بالعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة فإن إسقاط هذا النوع من الطائرات في الأراضي اليمنية يكشف الدور الأمريكي المباشر في العدوان على اليمن ، ويشير إلى أن الجيش الأمريكي يشارك مباشرة في العمليات العسكرية.
عسكرياً.. يشير الخبير العسكري إلى أن تمكن القوات المسلحة من إسقاط الطائرة آر كيو 20 يشير إلى مدى التطور الكبير في قدرات الدفاعات الجوية اليمنية ، وإلى حدوث متغير نوعي في معركة الأجواء تحد من التفوق الجوي لتحالف العدوان على اليمن.
وفي هذا السياق يمكن الإشارة أولاً إلى أن السلاح الذي استخدمته الدفاعات الجوية في عملية إسقاط الطائرة الأمريكية يوم أمس سلاح مناسب- حسب تعبير المتحدث باسم القوات المسلحة- العميد يحيى سريع – أي لم يكشف عنه بعد في ما كشفته القوات المسلحة من أسلحة يمنية تم تصنيعها محلياً، في السياق فإن إسقاط طائرة من هذا النوع هي الثانية فقط على عكس الطرازات الأخرى التي استطاعت الدفاعات الجوية إسقاط العشرات منها.
ففي الثاني من أغسطس عام 2020 ، أسقطت الدفاعات الجوية لقواتنا المسلحة طائرة أمريكية تجسسية من نوع RQ_20 «آر كيو 20» في منطقة حرض قرب جيزان على حدود السعودية ، وقال المتحدث العسكري العميد يحيى سريع حينها إن العملية نفذت بسلاح مناسب.
العملية الأولى تلك كانت تشير إلى حدوث تطور نوعي في القدرات العسكرية للقوات المسلحة صدمت الجيش الأمريكي الذي ظل ينفي إسقاط الطائرة حتى مع نشر فيديو مصور لحطامها ، فقد كانت العملية موثقة ، وإذا كانت عملية أمس الأول موثقة أيضا، حسب بيان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد سريع فكيف سيتعامل الجيش الأمريكي مع الحادثة!
حين أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة إسقاط الطائرة المسيرة نوع RQ-20 Puma» آر كيو 20 بوما في الثاني من أغسطس للعام 2020 ، زعم الجيش الأمريكي في بيان له نشره في اليوم الثاني للعملية أنه لم يتم فقد أي طائرة أمريكية ، غير أن الإعلام الحربي والمتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية نشرا في 4 أغسطس أي بعد يوم واحد من البيان المقتضب للجيش الأمريكي فيديو مصور أظهر حطام الطائرة الأمريكية آر كيو 20 ، بثت القنوات اليمنية بينها قناة المسيرة ، الفيديو المصور الذي تم توزيعه على نطاق واسع أظهر حطام الطائرة وكافة بياناتها المسجلة ومواصفاتها ، حول الحطام مجموعة من أبطال الجيش واللجان الشعبية بمدينة حرض ، كما أظهر الفيديو بالإضافة إلى بيانات الطائرة ونوعها تعرضها لصاروخ أحدث ثقوباً فيها.
ورغم ذلك زادت القيادة المركزية للجيش الأمريكي في وقت لاحقاً النفي ، وقالت في تصريحات إنه لا توجد مؤشرات على فقدان أي طائرة أمريكية، مضيفة أن “جميع الأصول العسكرية الأمريكية قد تم حسابها” بحسب وكالة أسوشيتد برس.
كان نفي الجيش الأمريكي على رغم نشر الفيديو الواضح بهدف إخفاء جملة من الحقائق، تتعلق أولاً بدور الجيش الأمريكي المباشر في العدوان على اليمن ، فما تؤكده المعلومات أن الطائرات RQ-20 Puma» آر كيو 20 بوما ، تعمل القوات أمريكية على تشغيلها مباشرة، ولم تسجل أي معلومات في الانترنت تفيد عن شراء السعودية لهذا النوع من الطائرات.
ثانياً، إن تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط هذا النوع من الطائرات يشير إلى حدوث تغير كبير في القدرات النوعية للدفاعات الجوية اليمنية ، فهذه الطائرات التجسسية تتميز بمواصفات جيدة ، وفي الوقت نفسه تستخدم للرصد والمراقبة الميدانية التي تستبق عمليات قوات المشاة في الميدان ، لكن امتلاك قواتنا لأسلحة دفاع جوي قادرة على إلغاء هذا التفوق يعني تغيراً كبيراً ونوعياً في ميزان القوة.
وتتمثل المهمة الرئيسية للطائرة – آر كيو-20” إنتاج شركة “إيروفيرونمينت” الأمريكية مقرها كاليفورنيا- في المراقبة، وجمع المعلومات الاستخباراتية باستخدام كاميرا كهرو-ضوئية وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء ، حيث تعمل الطائرة الموجهة عن بعد مع قوات المشاة وتوفر تغطية كاملة لها في نطاق العمليات، ويمكنها العمل من على متن بعض سفن السطح ، وسبق وأن تم اختيار هذه الطائرة في عام 2008م من قبل قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، وفي مارس 2012م أمر جيش أمريكا بطلب “بوما لكل البيئات” وتم تسميتها “آر كيو 20”.
وفي أبريل من نفس العام أمرت قوات مشاة البحرية والقوات الجوية لأمريكا بطلبات مماثلة لوحدات من “أر كيو 20”، وكل منظومة عسكرية من “آر كيو 20 تضم ثلاث مركبات جوية واثنتين من المحطات الأرضية، ويمكن لـ”آر كيو 20” أن تعمل تحت الظروف الجوية القاسية بما في ذلك درجات حرارة تتراوح ما بين 29 – 49 درجة مئوية، وسرعة رياح تصل إلى 25 عقدة، وبوصة واحدة من الأمطار في الساعة، كما يمكن لهذه الطائرة إنجاز مهمات المراقبة بأمان في المواقع الخطرة، وهي أكثر أمانًا وأقل تكلفة وأكثر ملاءمة للبيئة من استخدام الطائرات المأهولة.
ما كرسته عملية إسقاط الطائرة آر كيو في أغسطس من العام الماضي أعاد تأكيده إسقاط الطائرة المماثلة يوم أمس الأول الخميس 7 أكتوبر 2021م، ويمكن تحليل دلالاتها السياسية والعسكرية وفق فرضيتين.
الأولى هي أن أمريكا قامت بيع هذه الطائرة إلى السعودية دون إعلان رسمي من الولايات المتحدة ، وهذا الأمر يكشف بأن الإدارة الأمريكية تخفي كثيرا من الحقائق حول صفقات السلاح ، ويعزز من مصداقية التقارير التي تفيد بأن الإدارة الأمريكية تعمل على بيع السلاح دون بيانات رسمية وتتحول إلى سوق سوداء للمشترين ، وهو ما يكشف كذب ونفاق الإدارة الأمريكية.
الفرضية الثانية وعلى عكس إعلان الرئيس الأمريكي بايدن ومسؤوليه من أن إدارته قلصت مشاركتها في الحرب العدوانية على اليمن التي سببت أسوأ كارثة إنسانية، فوجود هذا النوع من الطائرات يؤكد أن الجيش الأمريكي يشارك مباشرة وهذه قضية مهمّة وحسّاسة ينكرها بايدن ومسؤولوه.
وفي السياق نفسه وبالنظر إلى الموقع التقريبي الذي سقطت فيه الطائرة من دون طيار في الخريطة داخل جيزان، فسوف نجد أنه حتى بافتراض أن مدى الطائرة النهائي يبلغ 60 كم، فإن هذه النقطة قريبة من الحدود اليمنية لذلك يبدو أن أي وحدة عسكرية قامت بإطلاق هذه الطائرة، تقيم في قواعد قريبة من الحدود السعودية اليمنية، ما يكشف أن القوات الأمريكية تشارك مباشرة في المعارك الميدانية على الحدود على افتراض أنها لم تبع هذه الطائرات للسعودية ، ويؤكد أن وحدات من الجيش الأمريكي تتواجد قرب الحدود في قواعد عسكرية سعودية قريبة ، وقد يكون ذلك في سفينة أمريكية داخل المياه اليمنية وقريبة من المكان ويمكن استهدافها في المقابل.
وحتى مع وجود شعارات سعودية في ذيل الطائرة فإن احتمالية أن الأمريكيين يعملون على تحويل الانتباه إلى السعودية من خلال هذه الشعارات إذا ما سقطت الطائرة لصرف الانتباه عن تواجدهم المباشر، ومن المؤكد أن الوحدات العادية للجيش الأمريكي لن تكون موجودة في مكان كهذا ، إلا بدعم جوي ومدفعي كامل قد يكون موجودا ، غير أن المؤكد أن هناك وحدات خاصة من القوات الأمريكية تشارك في الحرب داخل الأراضي اليمنية وتتموضع في قواعد قرب الحدود.
ومن المهم الإشارة إلى أن الوجود المباشر للقوات الأمريكية في العدوان على اليمن ليست قضية جديدة ، ففي عام 2017م، نشرت وكالات إخبارية عن وجود القبعات الخضراء الأمريكية في اليمن، تشترك في إدارة المعارك على الحدود ، وعلى أي حال، إذا كانت هذه الطائرة بدون طيار تكشف وجود قوات أمريكية ونظرًا لحالة الإنكار لدى الإدارة الأمريكية وزعمها العمل على إحياء السلام والتسوية السياسية ، فقد يكون هذا خيارًا جيدًا للقوات المسلحة ولأبطال الجيش واللجان الشعبية لدراسة تمركز هذه القوات ورصدها.
وفي كل الأحوال فإن إسقاط هذا النوع من الطائرات سواء مع وجود قوات أمريكية على مقربة من الحدود ، أم على مسافة بعيدة ، فإن عمليات إسقاطها تسجل كانتصارات نوعية للقوات المسلحة ولأبطال الجيش واللجان الشعبية ، وكهزائم تضاف للهزائم التي يتكبدها تحالف العدوان في الحرب على اليمن ، وقد عانى الجيش الأمريكي من فشل وانكشاف وهزائم في المبيعات المباشرة التي قدمها للسعودية ، وفي المشاركة بشكل مباشر في الحرب العدوانية.
أما ما تسجله الأشهر الأخيرة فهو أن سماء اليمن لم تعد آمنة للمعتدين على الشعب اليمني ، وفي أي لحظة يمكن إسقاط طائرة حربية تابعة لتحالف العدوان تنوي قتل أبناء الشعب اليمني ، فما كادت تمر 24 ساعة يوم أمس الأول من تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة استطلاع مقاتلة صينية الصنع CH4 تابعة للعدو السعودي بصاروخ أرض جو، في أجواء مديرية الجوبة بمحافظة مارب ، حتى أسقطت طائرة أمريكية في جبهة جيزان.
إن أنظمة الدفاعات الجوية في اليمن تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مجال، أنه خلال سنوات العدوان على اليمن استطاع الشعب اليمني وقواته المسلحة والتصنيع العسكري من بناء قوات دفاعية نوعية ، واستطاع إذلال تحالف العدوان السعودي في العديد من جبهات القتال ، وإلحاق الهزائم به.