فيما تقدم لهم خدمات أفضل من ذي قبل

مرضى السرطان يتغلبون على المعاناة ويتشبثون بالحياة

مدير مركز الأورام:
مرضى السرطان اليوم يحصلون على خدمة أفضل مما سبق
في اليوم الواحد يتم تنفيذ 120 جلسة علاجية وفي العام 31 ألف جلسة على يد كادر مؤهل واستشاري
العلاج يقدم مجاناً بنسبة 100% ونزود جميع المحافظات المحتلة
رفض العدوان إدخال جهاز جديد عام 2017م رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية أنه علاجي 100%
رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان:
ننصح المواطنين بالكشف المبكر والعلاج الذي يحصل عليه المريض في اليمن هو نفسه الذي يحصل عليه خارج البلاد باستثناء بعض الحالات
افتتحنا قسم الرقود للأطفال وبصدد افتتاح قسم جراحة الأورام ومستشفى الرسول الأعظم بالحديدة
رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشفقة لإيواء مرضى السرطان:
مبنى المؤسسة مكون من خمسة طوابق وعدد من الأجنحة ويستقبل النساء والأطفال ومرافقي المرضى
رئيس رابطة مرضى السرطان: مريض بسرطان الدم المزمن لكنني أواصل حياتي من خلال التزامي بالأدوية والبرتوكول الطبي

دائماً ما يرتبط اسم مرض السرطان بمفاهيم سلبية كالموت والمعاناة والألم والعجز عن الشفاء وغيرها من المعاني التي تقتل مريض السرطان وتسلبه حقه في الحياة والأمل في العلاج رغم وجود الجوانب المشرقة كالأمل والتفاؤل والثقة بالله ونجاح العلاج والتعايش مع المرض كالمصاب باي مرض مزمن آخر فبالرغم من العدوان والحصار الذي يستمر في عامه السابع إلا أن مرضى السرطان اليوم يعيشون حالاً أفضل من ذي قبل ويتلقون خدمات مميزة والأهم من ذلك أن كثيرا منهم اصبح يمتلك إرادة وعزيمة لمواجهة المرض والتغلب عليه أو على الأقل التعايش معه…
“الثورة” تنقلت بين المركز الوطني للأورام وصندوق مكافحة السرطان ومؤسسة الشفقة لإيواء مرضى السرطان والتقت المرضى والمعنيين ورسمت صورة إيجابية عن مريض السرطان في اليمن وما يتلقاه من خدمات علاجية وإيوائية …تابعوا..
الثورة / احمد السعيدي

سأتحدى المرض
بابتسامة خجولة… استقبلني الطفل علي محمد عثمان “خمسة عشر ربيعاً” جاهلاً سبب زيارتي له وجلوسي بجواره، أخبرته أني أودّ الحديث معه فقط لإعداد موضوع عن مرضى السرطان الذي هو أحد ضحاياه ،فتح لي سمعه وقلبه برحابة صدر بل أحضر الكشافات والإشاعات ليشرح لي ويشبعني بما أريد من معلومات، علي محمد عثمان طفل كان يشارك أقرانه ممارسة رياضة كرة القدم في مدرسته الابتدائية بمحافظة الحديدة قبل أن يشعر بالآلام أسفل الظهر تأتي أسبوعاً وتختفي آخر ، ساوره الشك بأن الرياضة هي السبب فقرر التخلي عنها وهي أحبّ هواياته، لكن المعاناة والألم لم تتخل عنه ولازمته حتى خرج ذلك الورم اللعين عن مكانه وصار الطفل علي يشعر به ويلمسه بأصابعه ، وبعد تردد أخبر والده بوجعه فاسفعه دون تردد إلى مستشفى المحافظة المجاورة وهناك أرسله طبيب محافظة حجة إلى صنعاء ، وفي المركز الوطني للأورام واجه الطفل علي حقيقة أصابته بالسرطان وضرورة تلقي العلاج الذي بدأ بالفعل نهاية العام 2019م، دارت الأيام وبلغ علاج علي 17 جرعة كيميائية و30 جلسة إشعاعية وفي منتصف العام الحالي توقف علي عن العلاج بعد ان تعافى وعاد إلى قريته ومدرسته وقبل أن يفكر بالعودة إلى الرياضة عادت الأوجاع التي أعادته إلى صنعاء لتلقي العلاج مجدداً وهو اليوم في جلسته الرابعة، لكن ما الذي تغير في علي أثناء رحلة علاجه الثانية ،اصبح مطمئناً غير خائف راضياً بما كتبه الله له وقرر التعايش مع المرض والاستمتاع بالحياة وممارسة الرياضة كما لو كان صحيحاً، وكما استقبلني مبتسماً ودّعني كذلك وغادرت المكان مشبعاً بالطاقة الإيجابية التي زرعها بداخلي ذلك الفتي فعلى يديه آمنت أن السرطان ليس مميتاً بل حياة وأملاً لمن قرر مواجهته…

الأمل مهما كان ضئيلاً
عندما أصيب الدكتور وليد بسرطان الأطفال وهو في العاشرة من عمره، لم يدرك أن حالته ستكون الحافز لمساعدة مئات الأطفال المصابين بالسرطان. منذ ذاك الوقت سخّر الدكتور وليد نفسه لكل هؤلاء الأطفال وأهاليهم في مواجهة المرض.
عندما كان وليد في عمر الـ 10 سنوات عانى آلاماً حادة في البطن والمعدة وارتفاعاً في الحرارة. في ذاك الوقت لم يأت التشخيص سريعاً، بل كان يتنقل من طبيب إلى آخر دون أن يعرف أحدهم حقيقة وضعه، إلى أن استطاع أحد الأطباء أن يجري الفحوص اللازمة ويشخص حالته بالشكل الصحيح، بعد أن أُخذت خزعة وتبين أنه مصاب بالسرطان. لا ينسى وليد لحظات بكاء أهله، فيؤكد أن الطفل قد لا يتحدث عن مشاعره في المرحلة نفسها، لكن ثمة تفاصيل تبقى محفورة في ذاكرته ولا يمحوها الزمن. عندها توجّه به أهله إلى المستشفى الجمهوري ولم تكن العلاجات الخاصة بالسرطان متطورة حينها، وكانت مكلفة جداً لأهله الذين لم يكونوا قادرين على تغطيتها.
صحيح أن تلك المرحلة الصعبة التي مر بها وليد بقيت محفورة في الذاكرة، إلا أن ما يتذكره بشكل خاص الآثار الجانبية للعلاج الأسبوعي، صحيح أنه كطفل يعتاد على الألم، لكن ثمة تفاصيل لا يمكن أن ينساها مع مرور الزمن. إنما في الوقت نفسه، يدرك تماماً أن وقوف أهله إلى جانبه وتحلّيهم بالقوة من أجله ساعدته على مواجهة المرض بمزيد من الشجاعة. فيذكر كم كانت هذه المرحلة صعبة عليهم، لكنهم تغلبوا على مخاوفهم وخوفهم الشديد عليه وحزنهم وتحلوا بالقوة في تلك المرحلة لدعمه.
اليوم، بعد هذه السنوات الطويلة، ونظراً للأثر الذي تركه المرض في حياته أصبح أحد الأطباء المميزين في علاج الأطفال المصابين بالسرطان.

خدمات أفضل
في المركز الوطني للأورام بصنعاء تجولنا في أقسام المركز وزرنا عدداً من الحالات المصابة ثم التقينا بمدير مركز الأورام الدكتور عبد الله ثوابة والذي تحدث في البداية عن وضع مرضى السرطان والخدمة التي تقدم لهم حيث قال:” نستطيع القول أن مرضى السرطان اليوم يحصلون على خدمة افضل مما سبق بفضل وعي القيادة السياسية ومساهمة منظمات المجتمع المدني وأنه في اليوم الواحد يتم تنفيذ 120 جلسة علاجية وفي العام 31 ألف جلسة على يد كادر مؤهل واستشاري مدرب في دول خارجية وبإشراف منظمة الصحة العالمية ولم يغادر البلاد منهم أحد بعد العدوان السعودي على بلادنا ، ويحصلون على العلاج مجاناً بنسبة 100 % بل إن المركز يقوم بتزويد جميع المحافظات بالأدوية وحتى المحافظات التي يحتلها العدوان باستثناء عدن ويتم التنسيق هذه الأيام لتزويدها بعد إرسالهم طلب إلينا”
أما بالنسبة للأرقام التي يسجلها المركز ومشاريع المركز في المرحلة القادمة فقال الدكتور ثوابة:
“يسجل المركز ستة آلاف حالة سنويا حيث بلغت الحالات التي استقبلها المركز حتى الآن 76 ألف حالة مسجلة في البلاد وأما مشاريع المركز في الأيام القادمة فبعد افتتاح قسم الرقود للأطفال نحن بصدد افتتاح قسم جراحة الأورام والذي لم يكن موجوداً من قبل وأيضا سوف نستقبل في الأيام القادمة جهازاً جديداص للعلاج بقدرة خمسة ملايين فولت في الثانية وحسب المواصفات العالمية”.
واختتم الدكتور ثوابة حديثه بعرض الصعوبات التي يعاني منها المركز قائلاً:
” من الصعوبات التي واجهتنا أن الجهاز المتواجد للعلاج في المركز قديم ويتبقى له سنة إلى سنة ونصف ويخرج عن الخدمة حيث رفض العدوان إدخال جهاز جديد عام 2017م رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية أنه علاجي 100 % وأيضاً القصور في مجال العلاج النووي وأيضا نعاني من عدة أمور تتعلق بالمواطنين جعلت نسبة الشفاء 25 % وأهمها قلة الوعي حيث لا يأتي إلينا المريض الا في حالة متأخرة ومن ثم لا نستطيع فعل شيء بعكس من يلتزمون الكشف المبكر فيتم علاجهم سريعا والقضاء على السرطان وأيضا الحالة المادية للبعض والتي تمنعهم من التنقل من محافظاتهم إلى صنعاء ولا ننسى العدوان وأسلحته المحرمة التي جعلت نسبة الإصابة بالسرطان تتضاعف ورغم ذلك كله فمرضى السرطان اليوم يتمتعون بحالة نفسية رائعة والوعي عند المواطن أصبحت أفضل والخدمة في تحسنّ مستمر”

تعزيز الشراكة
أما رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان الدكتور عبد السلام المداني فقد تحدث لعدد من وسائل الإعلام ومنها “الثورة” عن دور الصندوق في التخفيف من معاناة مرضى السرطان وموجهاً رسالة لمرضى السرطان حيث أشار في البداية إلى أهمية دور المؤسسات الإعلامية في التوعية بمرض السرطان والوقاية منه، وتعزيز الوعي المجتمعي حول هذا المرض والحد من انتشاره.
وحث على الارتقاء بالخدمات الصحية والتركيز على تأهيل الكوادر في مجال التشخيص خاصة مرض السرطان، وإعادة الثقة بالطبيب اليمني…
وأكد الدكتور المداني أهمية تعزيز الشراكة بين الصندوق ومختلف وسائل الإعلام من أجل خدمة مرضى السرطان وتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر للمرض كونه يساهم في العلاج منه.
ووجه الدكتور المداني رسالة للمواطنين قائلاً:
“رسالتي للمواطنين ومن يشعرون بأنهم مصابين بالسرطان أن يسارعوا في الكشف المبكر وأن يثقوا في الطبيب اليمني حيث أن العلاج الذي يحصل عليه المريض في اليمن هو نفسه الذي يحصل عليه خارج البلاد باستثناء بعض الحالات التي لا يتوفر علاجها في البلاد فالبعض يأتي في حالة متأخرة ويطلب معجزة ثم ينتقد الطب في اليمن ومن باب التجربة أقول أني عالجت أخي المريض بالسرطان في الأردن دون جدوى بل وجدت أنه الدم اليمني يجعل التعامل مع المريض من قبل الأطباء أفضل والنتيجة انه لم يسعفه العلاج وانتقل الى رحمة الله”
وواصل الدكتور المداني حديثه عن جهود الصندوق في رعاية المرضى وتقديم الخدمات الطبية والدوائية وافتتاح وحدات لمكافحة المرض في حجة وصعدة وغيرها وأضاف الدكتور عن هذه الخدمات:
” تأسس الصندوق عام 2018م بموجب القرار القانون رقم 8 وبدأ في ممارسة مهامه مطلع 2019م بهدف دعم جهود مكافحة السرطان والوقاية منه وأما مشاريعنا حتى الآن المساهمة في تكاليف جلسات العلاج الإشعاعي بقيمة 100 مليون ، وأيضا تأهيل عدد 160 من مشرفات الصحة المدرسية في مجال التوعية بأمراض السرطان وطرق الوقاية ، المساهمة في تكاليف شراء الأدوية الموجهة لأمراض السرطان بقيمة 250 مليون ريال ، تأهيل 40 من الكوادر الطبية في مجال العلاج الكيماوي ، إعادة تأهيل وترميم قسم رقود الأطفال بالمركز الوطني للأورام ، تقديم الدعم المالي لوحدة لوكيميا الأطفال لشراء أدوية بإجمالي 39 مليون ريال ، أيضا المساهمة المالية في النفقات التشغيلية للمركز الوطني للأورام بقيمة 16 مليون ريال ، تقديم الدعم المالي للمركز الوطني للأورام لشراء أدوية بإجمالي 4ملايين ريال ولدينا مشاريع يتم تنفيذها في هذه المرحلة أبرزها مستشفى الرسول الأعظم بمحافظة الحديدة ”
ووجه الدكتور المداني في ختام حديثه رسالة للإعلاميين أن يقوموا بدورهم في إبراز الجانب الإيجابي لمرض السرطان والخدمات التي تقدم حتى لا يفقد المريض الأمل في العلاج ويتمكن منه المرض.

نافذة أمل
انتقلنا الى مؤسسة الشفقة الخيرية لإيواء مرضى السرطان والكلى والتقينا رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور واثق القرشي الذي أطلعنا على الدور التي تلعبه المؤسسة في خدمة مرضى السرطان حيث قال:
” مؤسسة الشفقة إنسانية خيرية غير ربحية تأسست عام 2016م وتعمل على الرعاية الصحية والاجتماعية لمرضى السرطان والكلى وتقدم مشاريع إغاثية في مجالات ( الصحة- الحماية المأوى- الأمن الغذائي) وكل مجال يقدم فيه عدد من الخدمات منها خدمات العيادة الطبية الموجودة في المؤسسة ، وتوزيع العلاج المجاني والإيواء ، والتغذية ، والمساعدات النقدية ، ونقل المرضى لمراكز العلاج ووحدة الرعاية ، وكذلك الدعم النفسي بإقامة أيام ترفيهية وتثقيف وتوعية وغيرها ، ويتكون مبنى المؤسسة من خمسة طوابق وعدد من الأجنحة ويستقبل النساء والأطفال ومرافقي المرضى أيضا حيث يوجد في المؤسسة اليوم 150 مريضاً بالإضافة إلى 150 مرافقاً أما الدعم الذي تتلقاه المؤسسة فهناك العدد من شركاء العطاء مثل الهلال الأحمر القطري وبنك الدواء ومؤسسة بازرعة التنموية وworld health وغيرها من الجهات الرسمية والحكومية وأما اكثر من يسكن في المؤسسة اليوم فهم من محافظة الحديدة ،أما رسالتي لمرضى السرطان أن يعلموا بأن السرطان مرض مثل أي مرض ومتى ما تلقى المريض العلاج مبكرا وثقته في نفسه كبيرة سيتم علاجه ويعود صحيحا معافى”.

رسائل إيجابية وقصة صمود
وفي مؤسسة الشفقة التقينا الأخ /حميد الياعري 47 عاماً – موظف حكومي وأحد المصابين بالسرطان والذي أصبح اليوم رئيس رابطة مرضى السرطان حيث رافقنا أثنا تجولنا في الأقسام مقدماً للمرضى رسائل إيجابية ومحفزة والجميع يتفاءل بحديثه، انفردنا به في مكتب رئيس المؤسسة ليتحدث لـ”الثورة” عن حكايته مع المرض وكيف أصبح رئيساً لرابطة مرضى السرطان حيث قال:
“سبع سنوات من رحلتي مع مرض اللوكيميا ” سرطان الدم المزمن” الذي يتوقع الجميع نهاية حتمية سريعة للمريض بعد مصارعة للألم، لكنني استمريت في رحلة نضال بإصرار على مواصلة مشوار حياتي من خلال التزامي بالأدوية والبرتوكول اللازم لمثل هذه الحالات وتمكنت من تحقيق أحلامي وطموحاتي وأصبحت رئيسا لرابطة مرضى السرطان، حيث أن لا شيء مستحيل في الحياة وحيثما وجد الإيمان بالله وقدرته ثم الإرادة يستطيع المريض التغلب على المرض وتحقيق ما يصبو إليه”.
وبابتسامة وتفاؤل واصل حميد اليادعي حكايته لـ((للثورة)) قائلاً:
” الموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى ويجب علينا الأخذ بالأسباب والتوكل على الله فهو الشافي والمعافي وبالخطوات التي يجب أن يتبعها المريض لمقاومة المرض حيث اكتشفت إصابتي بالمرض في فبراير 2014م، بدأت أعاني من حميات وإرهاق شديد، فذهبت وعملت فحوصات بأحد المختبرات بصنعاء أكدت نتيجتها إصابتي بسرطان الدم وهناك انتابتني مشاعر يأس وإحباط ولحظات توجس وخوف توقفت على إثرها كل حواسي ولم يبق غير صوت واحد داخلي سرطان الدم، معاناة وصراع ثم الموت وقد حاول الطبيب التخفيف عني بأن مرض السرطان اصبح من الأمراض المزمنة و ويستطيع المريض التعايش معه وممارسة حياته بشكل طبيعي عند التزامه بالعلاج وإرشادات الطبيب وبرغم محاولات الطبيب في التخفيف من وقع الكارثة إلا أنها لم تجد نفعاً أمام التكاليف الباهظة للعلاج و التي ضاعفت من معاناتي كون ظروفي المادية لا تمكني من شراء الدواء ، وأمام لحظات الإحباط و اليأس التي كنت أشعر بها جاءت رحمة الله حيث تم إبلاغي بالذهاب إلى المركز الوطني للأورام لتوفير الدواء وبالفعل تم توفيره لي مجاناً لأكثر من عام وبعد استخدامي للعلاج لسنة كاملة عرفت من إحدى صيدليات المركز أنه لم يتبقى معي إلا جرعة حق شهرين في العام 2015م ، هنا شعرت أنه يجب عليّ أن أواصل حياتي والاّ استسلم للمرض”.
وواصل حميد سرد قصته حتى وصل إلى أن يكون رئيساً لرابطة مرضى السرطان قائلاً:
” مثل انقطاع الدواء بالنسبة لي حافزا ًكبيرا للتمسك بالحياة فقد أدركت أنه لا فرصة للنجاة من الموت فذهبت ووضعت رقم هاتفي في صيدليات المركز وطلبت منهم توزيعه للمرضى الذين يستخدمون نفس الدواء، فقد قام كثير منهم بالتواصل معي لتكون تلك بداية انطلاق مرحلة جديدة في حياتي وأمثالي من مرضى السرطان لنعلن رابطة تجمع كل من يتجرع ألم المعاناة ويصارع من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وعن تجاوزه للمرض وآثاره النفسية تحدث حميد قائلاً:
” الحمد لله اليوم الأمر طبيعي وأصبح مريض السرطان يتعايش مع الناس دون عيب أو خجل وأصبح هناك إمكانية للعلاج وتوفير الأدوية، بالنسبة لي نسيت أني مريض وحاولت أن أخرج وأمارس حياتي بشكل طبيعي وأشعر أن حالتي أفضل بكثير ومعنوياتي عالية”.

قد يعجبك ايضا