أسرى فقدوا حياتهم تحت التعذيب وآخرون أُصيبوا بحالات نفسية
أسرى محررون يروون لـ ” الثورة ” قصص معاناتهم في جحيم سجون مليشيا الإصلاح في تعز
إرهاب نفسي ونهب أموال كانت تُحَوّل للأسرى من أهاليهم
ظروف اعتقال صعبة للغاية ولا إنسانية، وتعذيب بأبشع الطرق وحرمان من النوم والطعام ، وتهديد بالذبح ، وقتل أسرى على مرأى ومسمع من رفاقهم في السجون .
قصص مأساوية يرويها عدد من الأسرى لـ ” الثورة ” بعد تحريرهم في صفقة التبادل الأخيرة التي تمت بين الطرف الوطني ومليشيا حزب الإصلاح في تعز نهاية الأسبوع المنصرم .
الثورة / محمد الروحاني
تصفية الأسرى في السجون
الأسير المحرر عبدالله حسين العنسي أحد أبناء محافظة ذمار الذي تم أسره من قبل مرتزقة العدوان في محافظة تعز في العام 2015 يؤكد لـ ” الثورة ” أنه تعرض لأشد أنواع التعذيب في سجن ما يسمى بالنيابة العامة التابع للمرتزقة ابتداء من الألفاظ السيئة ، واللطم ، والركل وصولاً إلى استخدام الكهرباء.
بعد قضاء الأسير العنسي عدة أشهر في هذا السجن ، تم نقله إلى سجن ما يسمى بالاستخبارات العسكرية ، والذي لم يختلف كثيراً عن سجن النيابة العامة من حيث التعذيب .
في سجن الاستخبارات العسكرية فقد الأسير العميسي رفيقه الأسير محمد زاهر والذي قام المرتزقة بقتله أمام رفاقه كما يروي الأسير العميسي .
وعن سبب قيام المرتزقة بقتل الأسير محمد زاهر يقول العميسي إنه في أحد الأيام قام الأسرى بإغلاق الممر والغرف التي كانوا مسجونين فيها للمطالبة بتحسين أوضاعهم الماسأوية .. حتى أتت ما يسمى بالمكافحة واقتحمت الممر وباشرت برمي القنابل المسيلة للدموع وضرب الأسرى .. عندها قام الأسير محمد زاهر بالتلاسن مع هؤلاء ليقوم أحد المرتزقة بإطلاق الرصاص عليه، وتركه ينزف حتى الموت .
كسر الأسنان
في سجن النيابة العامة كان مرتزقة العدوان يقومون بتعذيب الأسرى ابتداء من منتصف الليل وحتى الفجر وبشكل يومي بحسب رواية أسير آخر هو الأسير يحيى علي حسين قاضي الجرب أحد أبناء محافظة حجة والذي تم أسره في المسراخ ونقله إلى هذا السجن .
يقول الأسير الجرب أنه خلال الفترة التي قضاها في سجن النيابة العامة كان يسمع صراخ الأسرى الذين يتم تعذيبهم في الدور الثالث طوال الفترة التي قضاها هناك .
الأسير الجرب تعرض للكثير من التعذيب في هذا السجن ومنها الضرب بالعصا الكهربائية على الكتف ، وكسر أسنانه بغرض انتزاع الاعترافات كما أكد لنا .
أسرى أصيبوا بحالات نفسية
الأسير إياد محمد علي السقاف من محافظة إب مديرية النادرة أحد الأسرى الذين أسرهم مرتزقة العدوان في تعز، يؤكد هو الآخر أنه تعرض للعديد من أساليب التعذيب في سجون المرتزقة ولأنه كان جريحاً فقد كان المرتزقة يقومون بضربه على الجرح أثناء عملية التحقيق .. إضافة إلى الركل واللطم والذي صار يمارس بشكل يومي بحق الأسرى .
من كثرة التعذيب أصيب العديد من الأسرى بحالات نفسية كما يروي لنا الأسير السقاف ومنهم الأسير عبده جوهر أحد أبناء الحيمة محافظة صنعاء ، والأسير محمد الجبري أحد أبناء محافظة إب ، والأسير يحيى مراد أحد أبناء محافظة حجة .
ومن أشكال التعذيب النفسي الذي كان المرتزقة يمارسونه مع الأسرى هو قيامهم بنقل الأسرى إلى ما يسمى بالمسلخ وهو مكان ملطخ بالدم وإخبارهم أنه سيتم ذبحهم .
قلع الأظافر
الأسير حافظ محمد العمري أحد أبناء مديرية القفر محافظة إب والذي تم أسره من قبل مرتزقة العدوان في منطقة كلابة يحكي لنا نوعاً آخر من أنواع التعذيب الذي مورس بحق الأسرى وهو قلع الأظافر ، ودق المسامير على أظافر الأسرى أثناء التحقيق .
الأسير العمري أكد لنا أن أحد رفاقه وهو الأسير نصر ردمان أحد أبناء محافظة صنعاء فقد حياته تحت التعذيب أمام عينيه حيث قام المرتزقة بضربه ضرباً مبرحاً وضرب رأسه على أحد الأعمدة الحديدية الموجودة في السجن حتى فارق الحياة ، ورغم علمهم بأنه فارق الحياة إلا أنهم واصلوا ضربه كما روى لنا الأسير العمري .
نهب الأموال الخاصة بالأسرى
الأسير علي حسن مقبل عقلان أكد لنا أن المرتزقة يقومون بالاستيلاء على المبالغ المالية التي يقوم أهالي الأسرى بإرسالها إليهم وعند المطالبة بها يتعرضون للضرب المبرح .
يقول الأسير عقلان إن الأسرى طالبوا في يوم من الأيام بهذه الأموال والتي كانت حوالي مليون وستمائة الف ريال لكن المرتزقة رفضوا إعطائهم المبالغ عندها قام الأسرى بالصراخ ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” ليقوم المرتزقة بضربهم بالعصي الغليظة والأسلاك الكهربائية ما سبب بإصابة بالغة للأسير عقلان في العمود الفقري والتي ما زال يعاني منها إلى اليوم .
الأسير عقلان يروي لنا أن أحد المرتزقة قام بمناداة أسير من أبناء صنعاء وقام بقتله أمام أعين الأسرى .
تجويع وحرمان من الماء
طوال فترة الأسر التي قضاها الأسرى المحررون في سجون مرتزقة العدوان في تعز لم يحصلوا على الطعام ، فالطعام الذي كان يقدم لهم في هذه السجون هو ثلاثة أرغفة فقط والقليل من ماء الفول وأحياناً كان يقدم لهم رغيف ونصف طوال اليوم .. كذلك عانى الأسرى من نقص الماء وأحياناً انعدامه كما أكد لنا الأسرى المحررون .