استوقفتني الابتسامة الساحرة لطفل السابعة القادم من محافظة إب للعلاج من مرض السرطان.
أخذت الحياة والد محمد وهو في عمر العامين، وبعد عام من فقدانه والده بدأ يشعر بإرهاق وآلام في جسده وبدأ يفقد وزنه بشكل ملحوظ، ثم ظهر في ساقه ورم صغير كان يكبر مع مرور الوقت.
أصيبت الأم بالهلع وهرعت لتجري كافة الفحوصات لولدها الوحيد الذي لا تملك سواه ليصدمها ما قاله الطبيب لها.. نعم طفلها مصاب بـ(مرض خبيث)، استسلمت للأمر الواقع الذي اجبرها على الصمود لكي تكون مصدر قوة لفلذة كبدها لتبدأ معه إجراءات بدء العلاج الكيماوي.
أربعة أعوام ومحمد يصارع ذلك المرض الذي يحاول إعجازه عن الحركة، لكنه لم يضعف، مازال يقاوم بقوة وعناد السرطان الذي يحاول إسقاط قدمه عن جسده لكنه متمسك بتلك القدم بقوة رغم كل الألم الذي يعانيه.
استأذنت في التقاط صورة لمحمد فكانت تلك الابتسامة الساحرة في لقطة مملوءة بالتفاؤل، ابتسامته وبالونته الزرقاء التي كان يحملها بجانب كنيولات الكيماوي مسحت من داخلي الخوف من هذا المرض الذي يسمونه بالخبيث.