المهم تجنب الفشل.. والعمل على إنجاح العملية السياسية في اليمن

 - قال أمين عام حزب الحق حسن زيد أن مخرجات الحوار الوطني الشامل هي الورقة الأخيرة الآمنة لمعالجة المشكلات اليمنية وخسارة هذه الورقة ستدخل اليمن واليمنيين إلى مربع العنف.
قال أمين عام حزب الحق حسن زيد أن مخرجات الحوار الوطني الشامل هي الورقة الأخيرة الآمنة لمعالجة المشكلات اليمنية وخسارة هذه الورقة ستدخل اليمن واليمنيين إلى مربع العنف.
وأضاف في لقاء أجرته معه “Š” أن أهم ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني هي وعي الجميع بمخاطر المرحلة وإيمانهم بضرورة بناء دولة مدنية عادلة يتنافسون فيما بعد على إدارتها ويعيشون تحت ظلها.
كما تحدث زيد خلال اللقاء حول عدد من القضايا المتعلقة باختتام مؤتمر الحوار الوطني ودور الأحزاب في إنجاح الحوار الوطني ومحاور أخرى تجدونها في سياق اللقاء:

* تقييمكم لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني¿
– أولاٍ لقد كان لي منذ بداية التمهيد للحوار الوطني ملاحظات شديدة السلبية تجاه عملية التحضير والتهيئة له ولكن من منطلق الحرص على نجاحه لأنه السلم الوحيد الآمن الذي يمكن أن نعبر به إلى المستقبل الذي نحلم به لأبنائنا وأحفادنا وبما أننا شارفنا على نهاية المشوار فيجب علينا جميعاٍ دعم مخرجاته بصرف النظر عما يمكن أن يقال من ملاحظات لم يعد من المجدي الحديث عنها لأنها تجربة واحدة نرجو أن نستقر بعدها ونضع اليمن على طريق المستقبل أي لا يجوز لأي مواطن يعيش القلق والخوف ويدرك حجم المخاطر إلا أن يدعم العملية السياسية لأن من الترف إضاعة لحظة واحدة في التقييم والتقويم.
ضرورة وطنية
* ما أهمية توافق المكونات المشاركة في المؤتمر على هذه المخرجات¿
– توافق المكونات السياسية سواء التي شاركت أم التي منعت من المشاركة أو التي امتنعت ضرورة وطنية لإنجاح العملية السياسية التي لا نجد أي بديل واقعي ممكن اللجوء إليه نتيجة للحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها اليمن وتجعل من المستحيل التفكير بأي بديل ممكن وقابل للحياة وثمنه أقل أو يعادل الثمن الذي يجب أن يدفع لتجاوز العقبات التي تقف أمام اليمن ولهذا أعبر عن تقديري الشخصي وتقدير الحزب للمواقف الإيجابية التي أقدمت عليها قيادات الأحزاب والمكونات السياسية التي لولاها لما تم إنجاز الحد الأدنى الذي كنا نحلم أن يكون أفضل ولكن لا يمكن لقوة وحدها ولا مكون واحد ولا شخصية إنجاز أي خطوة وما عجزنا عن تحقيقه في مرحلة الحوار يمكن تحقيقه في المرحلة التأسيسية التي تم التوافق عليها.
التوافق
* يؤكد البعض على ضرورة وجود فترة تأسيسية بعد انتهاء فترة التوافق تتكون من المكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار لضمان تنفيذ مخرجاتهم.. تعليقك¿
– بالنسبة للمسمى تأسيسية أو مرحلة انتقالية ثانية أو تمديد للمرحلة الانتقالية لتنفيذ مهامها التي كان لابد من إنجازها المسمى ليس المشكلة ولا العائق العائق هو إصرار القوى السياسية الفاعلة على استمرار منطق التقاسم والمحاصصة مع ثبوت فشله.. وعليه فأنا أرى أن منح الرئيس المنتخب والمتوافق على استمراره التفويض في تشكيل الحكومة وتوسيع إطار الشراكة في التشاور مع ضمان وحدة القرار والمرجعية هو الأنجح والأضمن لاختصار المسافة بين اللحظة الراهنة وما نريد الوصول إليه ومادامت القوى موجودة في الساحة ومادام من المستحيل تفرد طرف بالقرار والسلطة وصولاٍ إلى بناء سلطة ديكتاتورية فردية يعني بما أن السلطة ستظل بحاجة للتوافق وعليه فإن تعاون والجميع معها لإنجاز مهام المرحلة هو أقصر الطرق لإنجاح المهمة وليس العكس لأن لنا مؤسسات استثنائية لمرحلة يؤجل البدء بمرحلة بناء الدولة الذي تأخرنا كثيراٍ في البدء بإنشائها بمعنى أن المجالس التأسيسية أو غيرها لن تكون إلا عقبة أو معطلاٍ أو مطولاٍ لإنجاز القرار الذي يجب أن يكون سريعاٍ لقد أضعنا الكثير من الوقت والجهد وعلينا اختصار المسافة وليس القيام بحركة دائرية في نفس المكان.
دعم دولي
* ماذا عن الوثيقة الموقعة بشأن حلول وضمانات القضية الجنوبية¿
– بالنسبة للوثيقة التي تم التوقيع عليها إذا ربطت بالإعلان الصادر عن رئاسة الحوار فإنها تكون قد منحت الرئيس تفويضاٍ مطلقاٍ ليس فقط تشكيل لجنة لتحديد عدد الأقاليم بل وأيضاٍ في إعادة بناء مختلف أجهزة الدولة وقد حظيت الوثيقة بدون الإعلان على دعم دولي وإقليمي وإن كان الدعم الدولي فيما أعتقد منصباٍ على دعم الرئيس وتفويضه كي تمتلك اليمن إرادة تستطيع التصرف بسرعة لمواجهة المخاطر.. وبالنسبة لنا كحزب كان لنا وجهة نظر من تفويض الرئيس لأن التفويض يحمله مسؤولية نخشى أن تستغل من قبل خصوم العملية السياسية والمتربصين بها لإفشال المرحلة الانتقالية التالية لمؤتمر الحوار وكنا نفضل أن يتم حل القضية الجنوبية بقرار حاسم من المؤتمر العام لمؤتمر الحوار الوطني كي يحظى القرار بحصانة نسبية ودعم مجتمعي سيعزز بدون أدنى شك بدعم دولي وإقليمي والمشكلة هنا هو أن القضية الجنوبية تم ترحيل معالجتها وتحميل الرئيس وحده المسؤولية ولابد من حدوث انقسام حول أي قرار سيصدر منه.
أداء الأحزاب
* تقييمك لأداء الأحزاب السياسية في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني¿
– لقد بذلت الأحزاب جهداٍ كبيراٍ في إنجاح الحوار وخلقت بإسهاماتها وعياٍ حقوقياٍ إلا أن إطالة أمد الحوار وعدم المباشرة في مناقشة القضايا الجوهرية المعيقة للتوافق أضعف أداء الجميع ولولا الجرأة الرئاسية في تحمل المسؤولية والدعم الدولي وانشغال القوى بالصراعات السياسية والعسكرية ووقوعنا جميعاٍ تحت ضغط الخوف من انهيار كل شيء لما تمكنا من الوصول إلى الجلسة الختامية.
وعي الجميع
* برأيك ما هي ضمانات تنفيذ هذه المخرجات¿
– الضمانات أهمها الوعي بمخاطر المرحلة وإيمان الجميع بضرورة بناء دولة يعيشون تحت ظلها دولة مدنية عادلة يتنافسون فيما بعد على إدارتها بمعنى أن التسابق والصراع الآن على السلطة هو العائق الأخطر ولذا نحن مع تأجيل التنافس وأيضاٍ التقاسم والمحاصصة لأن ذلك هو العائق ليحكمنا من حكمنا في مرحلة التأسيس بشرط أن يكون التأسيس لدولة مدنية الدولة التي تقف على مسافة واحدة من جميع مواطنيها يتشارك الجميع في إدارتها وفقاٍ للقانون ولموجب قدراتهم وحاجاتهم.
ورقة آمنة
ما هي انعكاسات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على مستقبل اليمن¿
– انعكاسات المخرجات نرجو أن تكون إيجابية ومع هذا لابد من الاعتراف بأن المخاطر كبيرة لأننا إن لم نعمل على إنجاح مؤتمر الحوار بتنفيذ مخرجاته نكون قد خسرنا الورقة الآمنة لمعالجة المشكلات اليمنية ونواجه بعدها مخاطر العنف.

قد يعجبك ايضا