الثورة /
في محاولات تثير السخرية والشفقة يبحث تحالف العدوان ومرتزقته عن إنجاز سياسي ولو كان شكلياً في مواجهة الهزائم النكراء والفشل الذريع الذي مُنوا به في المناطق المحتلة والتي تعيش منذ أسابيع حالات من الغضب الجماهيري المتصاعد إزاء انهيار العملة وغلاء الأسعار وغياب الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من السوء والانحدار ناهيك عن الانفلات الأمني وانتشار الجرائم على نطاق واسع في مدينة عدن وكافة المحافظات الخاضعة لسيطرة العدوان ومرتزقته.
وسارعت أبواق العدوان خلال الساعات الماضية إلى الترويج لنبأ عودة رئيس مايسمى “حكومة فنادق الرياض ” المدعو معين عبدالملك وتصوير ذلك بأنه إنجاز كبير وسيحمل معالجات لكل المعضلات المستعصية للمناطق المحتلة وأبنائها الغاضبين لكن حتى هذه المحاولة الصورية ولدت ميتة وفاشلة بالنظر إلى التناقض والتباين الواسع في تناول هذا الخبر، فمنهم من أكد وصول المرتزق معين إلى شبوة ومنهم من زعم وصوله إلى حضرموت وآخرون أكدوا وصوله إلى عدن بمعية وزراء حكومة الارتزاق والعمالة ما دفع كثيراً من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي إلى التندر ووصفه بالسبع المدهش.
وزعمت وسائل إعلام مقربة من تحالف العدوان بأن معين عبدالملك وصل على متن طائرة سعودية الاثنين برفقة عدد من الضباط السعوديين إلى مدينة عتق – مركز محافظة شبوة التي تشهد توترا بين مرتزقة العدوان.
وقال أكثر من مصدر أن وصول رئيس مايسمى “حكومة فنادق الرياض ” وعدد من وزرائه إلى عتق جاء في إطار حل الخلاف بين حزب الإصلاح والاحتلال الإماراتي حول ميناء بلحاف النفطي، وأفادت المصادر بأن معين قدم من الرياض كلجنة وساطة من السعودية بين الإمارات ومحافظ محافظة شبوة بن عديو حول ملف منشأة بلحاف وأن لا علاقة بهذه الزيارة بتنفيذ ما يسمى اتفاق الرياض الذي تصاعدت المطالب الدولية بتنفيذه مؤخراً ، كون الاتفاق ينهي وجود مليشيات الإصلاح في: أبين وشبوة ولحج ووادي حضرموت ، وتعيين محافظين من طرفي الاتفاق بين ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وحكومة الفار هادي.
وأظهرت وسائل إعلام شرعية الارتزاق والفنادق وأخرى موالية لها، تبايناً في عودة رئيس حكومة الفار هادي إلى عدن.
ففي حين أشارت وكالة “سبأ” (نسخة الرياض) إلى أن “معين عبدالملك” وصل -الثلاثاء- إلى مدينة المكلا والتقى بمحافظ حضرموت “فرج سالمين البحسني”؛ ذكرت مواقع إخبارية أخرى تابعة للمرتزقة أن رئيس حكومة الفار هادي متواجد في عدن.
فيما تحدث موقع “الأمناء نت” في خبر تم حذفه -في الخامسة من مساء الثلاثاء- عن أن “معين عبدالملك” غادر عبر ميناء بلحاف، الذي تتمركز فيه قوات الاحتلال الإماراتية، إلى جهة مجهولة بعد أقل من ساعة من وصوله إلى شبوة.
وتساءل متابعون عن السر وراء الترويج لزيارة معين عبدالملك إلى ثلاث محافظات خلال أقل من أربعٍ وعشرين ساعة؟!
وأشار المتابعون إلى أن ذلك ناتج عن الإرباك الحاصل في محاولة اختصار زيارة “عبدالملك” قبل مغادرته إلى مقر إقامته في الرياض.
وظهر “المرتزق معين عبدالملك” -مساء الاثنين- في مدينة عتق وعقد اجتماعاً للسلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية بحضور “محافظ شبوة” المدعو “محمد صالح بن عديو”.
وكان رئيس مايسمى “حكومة فنادق الرياض ” غادر -أواخر مارس الماضي- إلى العاصمة السعودية متنصلاً من مسؤولياته في معالجة الخدمات والتدهور الاقتصادي مطروداً من مليشيات الانتقالي الانفصالية وظل الفصيلان في مليشيات الإمارات ومرتزقة السعودية يتبادلان الاتهامات عما آلت إليه الأوضاع في عدن وباقي المحافظات المحتلة التي تشهد -منذ مطلع سبتمبر الجاري- انتفاضة شعبية؛ رفضاً لسياسة التجويع والإفقار التي تستهدف المواطنين في تلك المناطق.
ويؤكد مراقبون أن هذه الأنباء لا تعدو كونها تسويقاً إعلامياً للعدوان والمرتزقة وأن عودة حكومة المرتزقة من عدمها لن تغير شيئا من الواقع المأساوي في المناطق المحتلة.
إلى ذلك قال سياسي وأكاديمي جنوبي” إن التحالف فشل تماما في المحافظات الجنوبية”.
وأكد الأكاديمي في جامعة عدن، عبدالرحمن الوالي، في تغريدة له أمس الثلاثاء، على تويتر”، أن فشل التحالف بسبب الحقد الدفين، والأهداف الخاصة، في إشارة منه إلى حقد النظام السعودي وأطماعه التوسعية في شرقي اليمن.
وأوضح الوالي، أن القوى الجنوبية خسرت ولا زالت تخسر، لأن اعتمادها على الخارج، تحول إلى تبعية وليس شراكة.
ولفت الوالي إلى أن الاعتماد على الخارج لا يصنع نصراً للشعوب، منوها بالقول “خاصة إذا كان الحلفاء كاذبين ومتعبين” حسب قوله.