مخاطر طغيان الإنترنت

محمد القادري

تتصاعد التحذيرات من مخاطر الإنترنت على مستويات عدة، ويجدد الأطباء واختصاصيو الطب النفسي والأسرة التحذير بين حين وآخر من الآثار السلبية التي يفرزها طغيان الإنترنت على علاقات البشر.
ووفقاً لدراسة سابقة أجراها باحثان من جامعة نوتنغهام البريطانية فإن إدمان الإنترنت يعد مشكلة صحية (عقلية) قد تتطلب علاجاً.
وتوصل الباحثان إلى أن الاستخدام المفرط للإنترنت له صلة بمشكلات في العلاقات مع الناس، وتراجع مستويات التحصيل الدراسي وقلة الانخراط في مجموعات وأنشطة بعيداً عن الإنترنت.
وأكدت دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة ( بن ستيت) الأمريكية أن رؤية صور المشاهير المعدلة باستخدام برامج التحسين لتبدو أكثر جمالاً تؤثر سلباً على الاعتداد بالنفس والثقة بالذات لدى المستخدمين إذ تساهم في جعل أكثر من نصف المستخدمين غير راضين عن أشكالهم، كما توصل فريق البحث إلى أن الإفراط في استخدام الإنترنت يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، والتفكك الأسري، وتدهور الحالة الصحية، والإصابة ببعض الأمراض أهمها مشاكل البصر، وآلام الرقبة، وتصلب العمود الفقري، والسمنة، إضافة إلى المشاكل النفسية والشعو المستمر بالاكتئاب، والقلق، والتوتر، وعدم الثقة بالآخرين، إضافة إلى سوء الأخلاق من خلال الدخول إلى المواقع المخلة بأخلاق المستخدمين وقيمهم التي تربوا عليها، وما يرسله إليهم بعض قرناء السوء بقصد أو بدون قصد.
ومن خلال الأدلة والشواهد التي سقناها آنفاً، يتضح أن الاستخدام المفرط للإنترنت يؤثر على الناس بأشكال مختلفة وفقاً لظروفهم المسبقة وسمات الشخصية لديهم، وأن الاستخدام المفرط للإنترنت غير مفضل ولا ينصح به.
كما لا بد من الاشارة إلى تشجيع الناس على اتخاذ مزيد من إجراءات تقنين وترشيد استخدام الإنترنت للأسباب والمخاطر التي ذكرناها آنفاً.

قد يعجبك ايضا