إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .. “إزعاج متعمد “

 

المجتمع اليمني يرفض التعبير عن الآراء بالكلمات والانفعالات المنافية للأخلاق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
شباب : التعبير عن الرأي بالألفاظ القبيحة وسيلة للتخريب وتلوث سمعي قد يؤثر على أفراد المجتمع

بغض النظر عن أن الزمن الذي أصبحنا فيه هو زمن حرية الرأي والرأي الآخر فإننا لم ندرك بعد أبعاد المرحلة وخطورة ما يدور حولنا، من مفاهيم تحاول أن تجرنا إلى التيه وعدم الاستقرار؛ تحمل في طياتها الخلاف والشقاق بين أبناء الوطن الواحد ومن هذه المفاهيم (الحرية المطلقة) التي جعلت البعض يسيء استخدامها تجاه الآخرين عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وعلى رأسها (الفيسبوك واليوتيوب )وربما ترجع تبعية هذه التصرفات إلى حالة مزاجية فردية تحاول أن تجذب الكثير من المشاهدات ولو كانت عبر قيم وأخلاق يرفضها المجتمع، و التي حاولت قوى العدوان ومرتزقته استغلالها عقب هزائمهم المتكررة على الميدان وبأيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية ..مواطنون كثر عبروا عن رفضهم القاطع لهذه التصرفات.. وهنا أراؤهم:

ٹ/قضايا وناس

في الآونة الأخيرة ظهرت بعض مقاطع الفيديو ،عبر قنوات التواصل الاجتماعي، لأشخاص يعتقدون أنفسهم من المشاهير وأصحاب الثقل في المجتمع وما يدعو للغرابة أن ما تضمنته هذه المقاطع من كلمات خادشة للحياء وألفاظ بذيئة وشتائم تكاد تكون قاذفة للأعراض لا تعبر سوى عن شخصيات لا تمتلك من التعليم والثقافة والمكانة الاجتماعية أي شيء..
المواطن عبدالجبار الحشف يرفض أن تكون هنالك انفعالات لأشخاص بهذا الشكل تجعل من الكلمات القبيحة هي من تتحكم بطريقتهم في التعبير عن آرائهم التي قد تكون رافضة لا خطاء كثيرة يرتكبها كائنا من كان. فهو يرى أن هذه الطريقة تزيد من مآسينا في الحياة اليومية بل وتضر بالمصلحة العامة للوطن والمواطن الأمر الذي نحن في غنى عنه تماما ، يتحدث هذا الرجل بهذه الطريقة البرجوازية المتحضرة ليس لأنه من الدرجة المتعلمة ذات الشهادات العليا فهو لا يمتلك سوى الثانوية العامة إذ يعول أسرة قوام تعدادها ثمانية أشخاص من بنين وبنات ويسكنون في وادٍ بعيد عن وسائل المواصلات في منطقة ريفية إلا أن قيمه المجتمعية وأخلاقه ووطنيته وتفكيره المتزن جعلته ينبذ ثقافة الكراهية والانحطاط اللفظي على وسائل الاتصال الاجتماعي، التي قال بأنها وسيلة تزيد الجراح ولا تساعد على تعافيها وتصب في مصلحة الغزاة والمتربصين بالوطن.
تلوث سمعي
ياسين الهمداني، شاب في مطلع الثلاثينيات من عمره، حصل على تعاقد في إحدى الجهات الحكومية بشق الأنفس وعاش ساعات العدوان الأولى على إيقاع التهديدات بتفكك الجبهة الداخلية و بالانهيار الاقتصادي للوطن نتيجة الظروف الاستثنائية التي يمر بها فجاءت حكومة “الإنقاذ ” والمجلس السياسي لتنقذ الوطن بأكمله من شبح التشرذم ويتحدث قائلا: على الرغم من فشل العدوان السعودي في تدمير المجتمع اليمني معنويا ونفسيا، مع انه قد دمر البنية التحتية كاملة في الوطن وتسبب في ضياع رواتب وأرزاق الناس، فإن هناك بعض الشباب الجهلاء قد يضرون المجتمع بأخلاقياتهم القبيحة في طرح ما يتناولونه من حديث ومواضيع على وسائل التواصل الاجتماعي كالضرر الناتج عن العدوان فنشاهدهم يوجهون الاتهامات لهذا وذاك على الرغم أن جميعهم يقفون في صف واحد في الإساءة للمجتمع.. ياسين أبدى انزعاجه كثيرا من هذا الأمر كما أنه يطالب المواطنين بتفهم الموضوع وعدم الانجرار وراء منشورات هؤلاء والأولى لهم عدم متابعة مثل هذه التفاهات كونهم يزيدون من نسبة المشاهدة لهم وإعطائهم أهمية رغم سطحيتهم وسذاجتهم داعيا الجهات المسؤولة إلى عدم السماح لمثل هؤلاء باستخدام حرية التعبير في صناعة التلوث السمعي الذي قد يأثر على أفراد المجتمع.
عبدالله حسين اشتاط غضبا من منشورات بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي وقال: البعض قد اتخذوا التعبير عن الرأي كوسيلة للتخريب وهم في الأساس لا ينتمون إلا لأنفسهم التي اعتادت على ترويج الألفاظ القبيحة والإشاعات المغرضة ومحاولة تهويل الحقائق ولفت الأنظار، فإذا كان هذا رأيهم فهو يعتبر من الأشياء التي تفاقم الوضع وتخلخل الصفوف الوطنية ولابد على الجهات المسؤولة في الداخل أن تضع حداً لمثل هذه الأشكال، فالعدوان يتربص بنا جميعا والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وسلامة المجتمع أمر غير قابل للنقاش.
أسلوب غير حضاري
سمير هزام قال: لاشك بأن حملات الهجوم والإساءة على قنوات اليوتيوب وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي والتي يوجهها البعض و هم يحسبون انفسهم من القوى الواقفة ضد العدوان يبعث بالخوف في نفوس المواطنين غير أن التباينات القائمة كافية لتوضيح أن هؤلاء مجموعة لا تعبر عن رأي المجتمع الذي يجابه العدوان فهم مجموعة أشخاص مأزومون يحاولون توجيه الأنظار إليهم عبر إثارة البلبلة والتلفظ بكلمات خادشة للحياء لكي يظهروا للناس كمية كبيرة من الانفعال بهدف وهم الناس أنهم متأثرون بما يحدث وقلوبهم ترجف من الغضب والاستنكار بغية كسب الكثير من المتابعين والحصول على عائد مادي أكبر من شركات التواصل الاجتماعي.. ويضيف: وهنا نشعر بالألم لأن البعض يعاني من المراهقة المتعمدة ويسعى لإشاعة رسائل غير هادفة اجتماعيا، مستغلا لمثل هكذا ظروف، وأجزم بأن هذا الأسلوب غير حضاري ومن يقوم بفعله هو إنسان مستهتر بالأمن والاستقرار مهما كانت مبرراته وادعاءاته وعليه أن يدرك بأن الوعي الشعبي كبير وهو لا يفكر إلا في مواجهة العدوان السعودي الغاشم.
طريقة غير صائبة
فيما يعقب المحامي عبدالسلام المحيا بالقول: لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تعالج الأمور بهذا الشكل و هذه طريقه غير صائبة ولهم الحق في التعبير عن آرائهم ولكن بطريقه احتجاج حضارية لا تضر بالمجتمع فصمود الشعب الكبير في وجه العدو التاريخي لليمن أجمع، لم يكن لينجح لولا سلامة أفراد المجتمع الأخلاقية والفكرية ولذلك لابد أن ننأى بعيداً عن مثل هذه التفاهات فمن واقع ما نشاهده ونلاحظه أن بعض خلايا العدوان تحاول استغلال هذه الظروف وتقوم بالاصطياد في المياه العكرة من خلال مشاركتها في عملية تأجيج الوضع من صفحات وسائل الاتصال الاجتماعي كالفيسبوك واليوتيوب، فهم يدركون بأن مثل هذه التصرفات تؤثر على جبهة مقاومة العدوان في حاله توسعت دائرة التصرفات الانفعالية غير اللائقة فما يجمع اليمنيين هي قضية مبدأ أساسها الدفاع عن الأرض والعرض والدم ضد الغزاة والمرتزقة بالعقول الواعية وبالسلاح على حد سواء.
التربح بطرق غير مشروعة
ويتحدث المهندس احمد مفتاح من الإدارة العامة للعلاقات في المؤسسة اليمنية للاتصالات عن رأيه قائلا: لن نقول أن هناك مسلمات مطلقة لا مجال للاقتراب منها وخاصة ونحن في زمن الاتصال السريع لكن عندما تصل بنا هذه الحرية المفتوحة إلى غياب الأخلاقيات في معالجة ما تطرحه من قضايا وتحاول ابتزاز العقل البشري بتلقينه كطفل في سنوات عمره الأولى وتدفعه إلى خدمة العدوان والعملاء عن طريق إثارة المواضيع بأساليب غير مؤدبة في مضمونها وفيديوهات لا نستطيع أن نصفها إلا بالسخيفة، فإن كل هذه الأعمال لا تتوافق ورؤية الشعب الصامد والصابر وتتناقض مع عزيمة المجاهدين الأبطال في جبهات العزة والشرف.. وبرأيي هذه الأعمال ليست في نطاق الحرية اللامحدودة تحويل شرائح المجتمع المتلائمة إلى أجزاء متناثرة وبذلك فإنها لا تعنينا في شيء ولا تهمنا تفاصيلها ولن نقبل بها على أرض الواقع ولا داعي لوجودها أصلاً، وفي حقيقة الأمر إن استخدام الحرية التي لا تمت إلى معنى الحرية الحقيقة ليس له غرض إلا الأحقاد والتربح بطرق غير مشروعة أصلا على حساب مصلحة البلد العليا.
ظروف الوطن
يحدث وإن كان التعصب وتوزيع الاتهامات وسيلة ناجحة وسديدة لإبداء الرأي أو الاعتراض أو الاحتجاج على قرار ما ضد مكون ما هذا ما قاله المهندس محمد عبدالكريم في مستهل حديثه عن الأسلوب الذي انتهجه البعض في التعبير عن رأيه وقال إن هذه الطريقة لن تزيد الأوضاع إلا مأساوية، فعلى الكل أن يعي الوضع الذي يمر به الوطن والمحن التي يصارعها بغية الخروج منها بأقل الخسائر فمن غير المعقول أن نتعرض لأبشع عدوان عرفه التاريخ على وطن مسالم وشعب عظيم ويأتي أشخاص حمقاء يحاولون بكل جهد تمزيق وشق الصف الوطني لمجرد أنهم يجدون الكثير من الاعجابات لمنشوراتهم مع أن اغلب من يعجب بهذه الآراء ويقوم بالتعليق عليها هم أساسا من الطابور الخامس للعدوان السعودي والذين يهدفون إلى صنع ثغرة للخلاف بين شرائح المجتمع المواجهة للعدوان.

قد يعجبك ايضا