الثورة نت|
رفع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط، وأعضاء المجلس السياسي بمناسبة العيد الـ 59 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة، جاء فيها:
على وقع الانتصارات المباركة، التي يحرزها أبناؤكم وإخوانكم بالمؤسسة العسكرية واللجان الشعبية في كل الميادين والجبهات، نزداد شرفاً وسعادة أن نرفع لسيادتكم باسم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وجميع المرابطين في جبهات العزة والشرف من أبطال الجيش واللجان الشعبية الشرفاء الأوفياء، أسمى وأصدق التهاني والتبريكات، بمناسبة احتفال شعبنا اليمني العظيم بالعيد التاسع والخمسين لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة. هذه الثورة المباركة التي مثلت أنموذجاً نهضوياً فريداً يمزج بين الأصالة التليدة والمعاصرة الرشيدة، ونقلة نوعية في تاريخ اليمن الحديث، وحافزاً لكل الثورات التي تلتها في شمال الوطن وجنوبه، لولا أن تآمر عليها المتآمرون وأحبط تحقيق أهدافها أصحاب النفوس الضعيفة الذين ارتهنت أنفسهم للخارج، وللأسف الشديد أنها ما زالت مرتهنة إلى هذه اللحظة.
وما يجعل هذه المناسبة أكثر بهجة أنها تتزامن مع احتفالات شعبنا بالذكرى السابعة لثورة الـ21 من سبتمبر الخالدة، هذه الثورة التي جاءت ملبية لطموحات وإرادة الشعب اليمني وهويته الإيمانية اليمانية التي لا تقبل الذل أو الارتهان مهما كانت التضحيات التي يقدمها، وما زالت هذه الثورة مستمرة حتى تحقيق كافة الأهداف السبتمبرية.
وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة نسأل الله تعالى أن يعيدها عليكم وأنتم تنعمون بوافر الصحة والعافية، بما يمكنكم من تنفيذ مهامكم ومسؤولياتكم الوطنية الجسيمة بكل حكمة وسداد، وأن يعيدها على شعبنا اليمني الصابر المحتسب وهو في أمن وأمان ومحبة وسلام تحت قيادتكم الحكيمة، التي كان من قدر الله تعالى وحكمته أن تتحمّلوا المسؤولية وبلدنا يمر بمنعطفات وأحداث صعبة للغاية على رأسها العدوان الغاشم، الذي يشنه تحالف العدوان الأمريكي- السعودي -الإماراتي على وطننا وشعبنا منذ سبعة أعوام، فعبرتم بسفينة الوطن بخطى الواثق بعون الله وتأييده، الآخذ بالأسباب حتى يحقق الله أمراً كان مفعولا.
من يتابع الأحداث يدرك مدى استهتار قوى الشر بالشعوب والأنظمة التي خنعت لها، ولعلّ ما جرى في أفغانستان هو درس وعبرة لمن يتعظ بأن المحتلين هم أول من يبيعون مرتزقتهم وعملاءهم، ولكن البعض من المرتهنين ما زالوا يغردون خارج السرب دون إدراك كامل لما يجري على الأرض من أحداث ومتغيرات، منطبق فيهم قول الله تعالى في كتابه العزيز (قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَداًّ حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا العَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً).
ولعلّ الخطوات التي يُقدِم عليها تحالف العدوان الأمريكي- السعودي -الإماراتي -البريطاني في المحافظات المحتلة، رسالة واضحة بأن هناك مؤشرات لخطوات استعمارية جديدة يسعون إلى تنفيذها على حساب بلدنا وشعبنا، وما تسليم محافظة المهرة من قِبل المحتل السعودي لقوات بريطانية، ونزول قوات أمريكية – بريطانية في بعض المحافظات المحتلة، والعمل على بناء قواعد عسكرية في الجزر اليمنية الواقعة تحت سيطرة المرتزقة، ومحاولة تجميع عناصر الإرهاب إلى بعض المحافظات، والرفع من وتيرة الخروقات في الساحل الغربي على مرأى ومسمع الأمم المتحدة، وإشاعة الفوضى في المحافظات الجنوبية، إلا مؤشر على أن العدو ما زال يسير في غيّه وغبائه.
وهنا نقول لتحالف العدوان، ومن يسانده من القوى الإمبريالية، إن الرد سيكون مزلزلاً وموجعاً ورادعاً له، ولعل ما جاء على لسان سيادتكم هي رسالة جلية وواضحة لو كانوا يعقلون، بأننا سنحرر كل بلدنا، وسنستعيد كل المحافظات التي احتلها تحالف العدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال أو وصاية، وسنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا، وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى، وسيكون شعبنا حراً كريماً عزيزاً رغم أنف المعتدين وعملائهم، وواقع الميدان يبشر بالخير، وواقع المرتزقة والأعداء في شمال الوطن وجنوبه ينذر بأنهم في زوال وتساقط ميليشياتهم في جنوب الوطن، وأوكار عناصرهم الإرهابية الذين استنجدوا بهم في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، وفرارهم إلى جبهة مأرب يجعل أبناءكم في الجيش واللجان الشعبية أكثر حماسا واستعداداً وجاهزية لإحراز النصر الأكبر للقضاء على تلك العناصر، وتحرير مدينة مأرب من شرهم وإعادتها إلى حضن الوطن، وكل شبر من أرضنا الغالية (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ).
مرة أخرى نهنئكم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، معاهدين لكم وكل العظماء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية من أجل تحقيق الأفضل لهذا الوطن الغالي؛ أننا -بإذن الله تعالى- على دربهم سائرون حتى يتحقق النصر المبين، أو أن نلقى الله شهداء كما سبقنا إليها زملاء السلاح وشرفاء الوطن، مؤكدين لكم ولكل أبناء شعبنا اليمني العظيم بأن أبناءكم في الجيش واللجان الشعبية في أعلى مستوى من الجاهزية واليقظة الدائمة، ومعنوياتهم تعانق السماء، واثقين بنصر الله وتأييده، شاكرين لكم الدعم والرعاية الدائمة لهذه المؤسسة البطلة ومنتسبيها الأشاوس، بما يُسهم في تطوير قدراتها وبنائها البناء النوعي القادر على مواكبة التطورات في الجانب العسكري في مختلف التخصصات. وأننا ومن منطلق المسؤولية والواجب الديني والوطني والعسكري طوع توجيهاتكم الحكيمة، وسنتحدّى الصعاب مهما عظمت حتى يتحقق الوعد وتتحرر الأرض من دنس الغزاة والمستعمرين، وينتصر اليمن بقيادته الوطنية الشريفة، وإرادة شعبه الوفي وجيشه العظيم.
المجد للوطن.. والرحمة للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والفرج للأسرى.. والنصر لكل المرابطين في مواجهة الأعداء .. والشموخ للشعب وقواته المسلحة ولجانه الشعبية وكل الشرفاء..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.