الثورة نت|
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، أن ثورة الـ 21 من سبتمبر جاءت لتصحح مسارات الثورات السابقة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و11 فبراير، التي انحرفت عن مساراتها خلال الفترات الماضية.
جاء ذلك في فعالية احتفالية نظّمها مجلس الشورى، اليوم بالعيد السابع لثورة الـ 21 من سبتمبر، بحضور رئيس المجلس محمد حسين العيدروس، ومستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب، ومستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى عبد الإله حجر.
وأوضح السامعي أن الثورة أتت لتدافع عن استقلال وحرية وكرامة الشعب اليمني، الذي أصبح قراره بيده، ورفض الوصاية الخارجية .. وقال: “ما هذه الحرب الظالمة التي تشنها دول تحالف العدوان، إلا للبقاء تحت الوصاية السعودية والأمريكية”.
وأضاف: “هذه الثورة مستمرة، وستدافع عن استقلال القرار اليمني وكرامته، فاليوم نرى في المحافظات المحتلة بداية ثورة شعبية على التحالف وأذنابه في عدد من تلك المحافظات الرافضة لكل الممارسات بحق اليمنيين في المحافظات المحتلة”.
وأشار عضو السياسي الأعلى السامعي إلى أن الشعب اليمني استطاع من خلال ثورته مواجهة أكثر من 17 دولة معتدية بشكل مباشر وغير مباشر، بهدف استغلال الموقع الاستراتيجي لليمن وثرواته التي يزخر بها في الساحل وعدد من المناطق اليمنية الغنية بالثروات المعدنية والنفطية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الشورى في الفعالية، التي حضرها نواب رؤساء مجالس الشورى عبده محمد الجندي، والنواب عبد السلام هشول، وعبدالرحمن الجماعي، والوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أن ثورة 21 سبتمبر مثلت منعطفا تاريخيا ومفصليا في تاريخ الشعب اليمني، ولم تكن وليدة لحظة عابرة أو عفوية، لكنها كانت ثورة شعب جاءت كضرورة ملحة لتصحيح كثير من العوامل والأحداث التي عصفت بالبلاد.
وأوضح أن الشعب اليمني استطاع، من خلال الثورة، أن يلتف حول قائدها، السيد عبد الملك الحوثي، وأحرار القبائل والجيش والمكونات السياسية والثقافية، وقال كلمته الفصل الرافضة للطغاة، والمرتهنين للعمالة والارتزاق لأمريكا وإسرائيل، وقوى الهيمنة والاستكبار.
وأشار العيدروس إلى أنه بالرغم من بشاعة جرائم العدوان والحصار الاقتصادي وتردى الأوضاع المعيشية في البلاد، استطاع الشعب والجيش واللجان الشعبية من تحقيق الصمود وتسديد ضربات منكلة، وصلت إلى عمق دول العدو ومراكزها الاستراتيجية.
واعتبر ما يجري في المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت الاحتلال من تظاهرات غاضبة وانتفاضة شعبية، دليلاً واضحاً على استمرارية الثورة في وجه الطغاة وقوى الاستكبار وتأكيداً على أن الشعب اليمني رافض لكل أشكال الوصاية والهيمنة.
وجدد رئيس مجلس الشورى التأكيد على تأييد ومساندة المجلس للقيادة الثورية، والمجلس السياسي الأعلى، والجيش والأمن واللجان الشعبية في الخطوات التي تتخذ لمواجهة العدوان .. داعياً المغرر بهم إلى الاستفادة من قرار العفو العام بالعودة إلى رشدهم وصف الوطن.
وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤولية إيقاف العدوان على اليمن والعمل على رفع الحصار المفروض على الموانئ، والمطارات وفتح مطار صنعاء الدولي لتسهيل نقل الحالات المرضية الحرجة، وضمان سلامة العائدين من الخارج الذين يتعرّضون للقتل والنهب في المنافذ الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان.
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الرويشان أن الشعب اليمني بصموده في مواجهة العدوان منذ ما يقارب سبع سنوات، صنع ملحمة شعبية ووطنية وتاريخية غير مسبوقة في تاريخ اليمن المعاصر.
وأوضح أن اليمن بما يملكه من موقع جيوسياسي متميز جعله مطمعاً لدول الاستكبار العالمي ومرتعاً خصباً لسياساتها وصراعاتها، وقد انعكست تلك السياسات والصراعات على الأوضاع الداخلية لليمن قبل 1990م.
ولفت الرويشان إلى أن السعودية، نتيجة للموقع المهم لليمن، كانت وما تزال ترى في كل خطوة تخطوها اليمن إلى التحرر من تبعية القرار السياسي، وتحقيق الندية المتوازنة القائمة على المصالح المشاركة، واحترام حق الجوار، خروجاً عن سياستها وتمرداً عليها.
وقال: “إن السعودية لم ولن تدرك أن الشعب اليمني لن يتراجع أو ينكسر مهما تكالب عليه الأعداء، ولن تدرك أن المتغيرات الدولية، ورفض الشعوب للوصاية تتطلب مراعاة المصالح والعلاقات المتكافئة أكثر مما تتطلبه علاقة التبعية”.
بدوره، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب الجماعي ثورة 21 سبتمبر خطوة مهمة نحو إنعتاق اليمن أرضاً وإنساناً من قيود الوصاية والتبعية والهيمنة الأجنبية، التي صادرت قراره وسلبته حريته واستقلاله في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والأمنية والثقافية.
وبيّن أن هذه الثورة تميّزت عن سائر الثورات، وتفردت بمصفوفة واسعة من الخصائص، كونها جاءت من رحم الشعب، وانبثقت من صميم الأمة وآمالها وتطلعاتها .. مؤكداً أهمية تعزيز عوامل الثبات والصمود وترسيخ أسس ومبادئ الثورة، وبذل المزيد من الجهود لرفد الجبهات.
عضو الكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، أكد أن الشعب اليمني استطاع بقوة إرادته من خلال هذه الثورة منذ مراحلها الأولى بقيادة قائد الثورة أنه شعب أبيُ يعشق الحرية، ويرفض أن يكون تحت وصاية السعودية أو أمريكا.
وأفاد بأن الشعب اليمني في هذه المرحلة والمراحل الأولى للثورة كان وما يزال يمتلك الروح الثورية بنفس العنفوان والروحية، التي تعشق الحرية والاستقلال.
ولفت القحوم إلى أن النظام السعودي عُرف على مر التاريخ بالإجرام بحق الشعب اليمني، واستهداف مختلف المكونات والأحرار، وسجله حافل بصفحات سوداء بقتل واستهداف الكثير من الشخصيات منذ زمن.
وأكد أن زمن الوصاية ولّى ولا يمكن بأي حال من الأحوال عودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً، لاسيما والشعب اليمني قدم تضحيات في سبيل الاستقلال والكرامة .. مبيناً أن اليمن لن يكون حاملا لمشاريع استعمارية أو يقبل بما تريده أمريكا وإسرائيل، وإنما سيكون حاملا لمشروع تحرري، وسيقدم التضحيات الكبيرة من أجل الحرية والاستقلال.
كلمة الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان، التي ألقاها المهندس لطف الجرموزي، أشادت بالتحركات الشعبية في المدن والمناطق المحتلة في المحافظات الجنوبية.
واعتبر ذلك خياراً طبيعياً لمشروع طرد الغزاة، وإنهاء الاحتلال، وتطهير الأرض اليمنية من دنس المستعمرين .. مؤكداً أن الأحزاب والقوى السياسية الذين ارتموا في أحضان دول العدوان يمثلون الأداة الرخيصة لتنفيذ الأجندة الاستعمارية في اليمن.
وقدمت في الفعالية ورقة لعضو مجلس الشورى عبد الرحمن المختار، حول ثورة 21 سبتمبر الضرورة والأهداف والتطلعات، وقصيدة لعضو المجلس هادي الرزامي.
حضر الفعالية عدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى، والشخصيات السياسية والاجتماعية.