رغم تحليق الطيران التجسسي للعدوان قمت بعملية طيران حر ليعرف العدو أن الحياة عندنا مستمرة
طيار الباراموتور الكابتن ماجد المبنن لـ”الثورة”: قمت بعملية طيران حر محاولاً كسر الحصار على مطار صنعاء الدولي
قيادتنا السياسية معظمها من الشباب وهي أقدر من غيرها على فهم طموحات الشباب وتطلعاتهم
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشخص يقوم بعملية طيران حر، وقد اشتهر هذا الفيديو بأنه لـ”ذماري يطير من قاع جهران”، وفي الحقيقة لم تكن تلك الحادثة سوى عملية طيران بالباراموتور للطيار اليمني ماجد المبنن، وبالرغم من محاولاته توضيح حقيقة الفيديو الذي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن الفيديو ظل محتفظاً باسمه الذي اشتهر به “ذماري يحلق من قاع جهران”، فمن هو ماجد المبنن وما هو التحليق الذي يقوم به، وما علاقة التكنولوجيا الحديثة بالطيران الحر؟.. لإزالة اللبس حول هذه المفاهيم التقينا الطيار ماجد علي المبنن.. فإلى التفاصيل:
لقاء/ هاشم السريحي
ماجد المبنن من مواليد عام 1970م وهو أحد هواة الطيران الحر، التحق بالقوات الجوية بعد تخرجه من الثانوية العامة، وكما يقول المبنن الطيران الحر رياضة عالمية تضم القفز المظلي والطيران الشراعي الحديث أو ما يعرف بالباراموتور -باراشوت، موتور- وهذاالطيران الحديث “الباراموتور” غير معروف في اليمن، فقد دخل الدول العربية في 2013م، ونتيجة لحبه الشديد للطيران فقد كان من أول المشاركين فيه حيث سافر إلى دبي وحصل على تدريب جيد لهذا النوع من الطيران في أول فعالية تقام على مستوى الدول العربية.
وقد تمكن المبنن من النجاح في أول عملية قفز له من الطائرة دون التصاق بالمدرب كما هي العادة، وقد أشاد به مدربوه الذين اشتركوا معه في عملية القفز وقالوا إنه أدى جميع الحركات المطلوبة في عملية القفز بمهارة فائقة.
طيران الباراموتور
بعد تجربته الناجحة عاد إلى بلاده على أمل إدخال طيران الباراموتور إلى اليمن ليكون -كما تمنى- ثاني أو على الأقل ثالث دولة عربية تُمارس فيها هذا الطيران الحديث، ولكن نتيجة للعدوان الجائر على بلادنا لم يكن له ما تمنى، وعلى الرغم من ذلك لم يترك المبنن هوايته، فقد عمل طوال سنوات الحرب على زيادة مهارته وسعى لتعريف كل من التقاه بهذا الطيران الحر.
يحتاج هذا الطيران إلى موتور بالإضافة للطائرة الشراعية، فهو لا يعتمد على التيارات الهوائية كما هو الحال في عملية القفز المظلي، كما أنه لا يحتاج إلى مكان مرتفع لبدء عملية الطيران، فالموتور المستخدم في عملية الطيران يغني عن هذه المتطلبات.
يحتاج الطيار في هذا النوع من الطيران الحر إلى مكان واسع لبدء عملية الطيران، وينبغي أن تتم هذه العملية في الصباح الباكر قبل ارتفاع درجة الحرارة أو في آخر النهار بعد انخفاض درجة الحرارة لتجنب المطبات الهوائية.
الموتور المستخدم في الطائرة اشتراه المبنن من الخارج وحصل على تصريح من وزارة الداخلية بناء على توصية من وزارة الشباب والرياضة للسماح بمروره من النقاط الأمنية، ولكن كما يقول المبنن: الماطور تم تجميع أجزائه، ونحن قادرون على تجميع مثله وعندنا عقول قادرة على عمل الكثير وخير مثال على ذلك الطائرات المسيرة.
ما دفع المبنن لشراء جهاز الباراموتور كما يقول: من أين سأجد طائرة للقفز منها من أجل ممارسة هوايتي متى أشاء، كما أنه لا يمكنني السفر بشكل متواصل كلما أردت التحليق في السماء، كان هذا الجهاز الحديث أفضل حل لكي أتمكن من ممارسة هوايتي في بلدي في أي وقت.
يمن باراموتور
يمن باراموتور هو عنوان صفحته على الفيس بوك والتي من خلالها يمكنه التواصل مع المهتمين بهذه الرياضة ومعرفة كل ما هو جديد حولها، وكذا معرفة الفعاليات العالمية التي تقام حول رياضة التحليق الشراعي الحديث، وقد شارك المبنن في إحدى تلك الفعاليات والتي أقيمت في ماليزيا بمناسبة افتتاح رياضة الباراموتور وتم الحليق فوق سواحل مالايكا، وكذلك فوق جزيرة لنكاوي في عملية طيران ثنائي حيث يحلق الطيار الشراعي برفقة شخص آخر قد يكون ملاحاً أو سائحاً، وحصل على شهادة مشاركة باعتباره ممثلاً عن بلاده.
كما شارك ماجد المبنن في البطولة العالمية لطيران الباراموتور في 2018م والتي أقامتها شركة سكاي سبورت في مصر، غير أن مشاركته كانت شرفية نتيجة عدم وجود اتحاد يمني لطيران الباراموتور يمكنه المشاركة باسمه.
مشاركته في مصر مثلت له الكثير وذلك نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا نتيجة الحصار المفروض عليها، فالسفر في ظل هذه الظروف معقد للغاية، وبلقائه بأشخاص من دول مختلفة عمل المبنن على نشر قضية بلاده والمفاهيم المغلوطة لدى الآخرين عن طبيعة الحرب التي تشن على اليمن الحبيب.
وفي بلده يعمل المبنن على نشر ثقافة الطيران الحر ويتواصل مع الجهات الحكومية المختصة، كما أنه لا يقوم بعملية طيران إلا بعد أخذ التصاريح اللازمة من الجهات الأمنية التي وكما يقول المبنن تتجاوب معه بشكل كبير، ومن ذلك دعم وزير النقل السابق زكريا الشامي –رحمه الله – له.. خلال مشاركته في مصر.
مواقف طريفة
قام ماجد المبنن بعدد من عمليات الطيران في بني مطر -والتي قيل عنها أنها لـ”ذماري يطير من قاع جهران”- والصباحة ومنطقة لولوة والاستاد الرياضي وميدان السبعين وغيرها، ليجد إعجاباً كبيرا وترحيباً من قبل الناس في تلك المناطق والذين اعتبروا ما يقوم به فخراً لبلادهم.
ومن المواقف الطريفة التي يتذكرها المبنن ما حدث معه أثناء تحليقه فوق ميدان السبعين، فقد سبب الموتور غباراً كثيفاً ظن بسببه الناس أن صاروخاً سقط في تلك المنطقة غير أنه قد أخذ احتياطه بتبليغ الجهات الأمنية بعملية الطيران كما قام برفع العلم اليمني أثناء تحليقه الذي شمل ميدان السبعين ومنطقة النهدين وجامع الشعب ليهبط في المنطقة الترابية جوار السبعين.
وفي مشاركة له في فك الحصار عن مطار صنعاء قام المبنن بعملية تحليق رافعاً شعار “كفى حصاراً لمطار صنعاء الدولي”.
رسالة للشباب اليمني
في رسالة منه إلى الشباب اليمني يقول ماجد المبنن: من كان لديه شيء فليتمه، طيراني فوق ميدان السبعين قمت به بالرغم من تحليق طيران العدوان التجسسي في سماء صنعاء لأثبت للجميع أن العدوان لن يرغمنا على البقاء في بيوتنا والحياة مستمرة وسنمارس هواياتنا رغما عنهم فاليمنيون لا يعرفون الاستسلام.
أنا حاولت -وما أزال- أن أقدم شيئاً لبلدي بجعلها رائدة في مجال طيران الباراموتور، وأتمنى من كل شاب عمل ما يستطيعه من أجل بلده،ولابد من الجرأة والمبادرة وغرس الثقة في نفوس أبنائنا بأنهم قادرون على فعل الكثير.
وفي الأخير يوجه المبنن رسالة إلى القيادة السياسية: قائلاً: قيادتنا السياسية معظمها من الشباب وهي أقدر من غيرها على فهم طموحات الشباب وتطلعاتهم، وأتمنى أن تتبنى كل المبدعين من الشباب وتحفزهم، فهم أساس نهضة البلاد وتقدمه.