أكدوا أن فتح مطار صنعاء ضرورة إنسانية
مراقبون وقانونيون لـ”الثورة “: الاعتداء على المسافرين جريمة حرابة تحرمها الأديان والمواثيق الدولية
التعبئة والتحريض المناطقي لدول العدوان السبب الرئيسي للجريمة ونشر الفرقة والاحتراب الداخلي
إغلاق مطار صنعاء ضاعف المأساة الإنسانية ولا مبرر لاستمرار ذلك
أوضح مراقبون وقانونيون أن استهداف المسافرين من قبل مليشيا العدوان -إما بالنهب أو بالسجن أو القتل- يدخل في إطار الحرابة وجريمة تحرمها الأديان السماوية والمواثيق والقوانين الدولية. موضحين أن التعبئة الخاطئة والتحريض المناطقي الذي يحدث اليوم في المحافظات المحتلة بدوافع سياسية هو السبب في ما يحدث من جرائم بحق المسافرين لنشر الفرقة والصراع والاقتتال الدائم بين أبناء البلد الواحد. مطالبين بفتح مطار صنعاء باعتباره حقاً مشروعاً حفظاً لسلامة الأرواح وإنقاذها من السلب والقتل والتعذيب..
الثورة / أسماء البزاز
مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف أوضح أن مطار صنعاء الدولي هو الشريان الرئيسي لكل أبناء الشعب اليمني ويخدم أكثر 80 ٪ من سكان الجمهورية اليمنية، وقد قام تحالف العدوان بإغلاق المطار في 9/ 8/ 2016م بهدف قتل أبناء الشعب اليمني بوسائل عديدة سوف نذكر منها الحالات التي غامرت بالسفر عبر مطار عدن الدولي والذين تعرضوا لشتى أنواع المعاناة، منهم من دفع حياته ثمنا لتلك المغامرة والبعض الآخر تعرض للابتزاز والإهانة وقليل جدا كُتبت لهم النجاة.
وقال الشايف: اذا تكلمنا عن الحالات التي غامرت بالسفر عبر مطار عدن هي الحالات المرضية والتي فارق الحياة منهم 10% توفوا في الطريق بسبب بُعد المسافة وتعدد النقاط الأمنية والانتظار لساعات طويلة في تلك النقاط.. فكثير من الطلاب مُنعوا من السفر والبعض الآخر تعرض للاعتقال أو الإخفاء القسري وقليل جداً حالفهم الحظ بالمغادرة بالإضافة إلى التجار ورجال الأعمال، البعض منهم تعرضوا للابتزاز والبعض منهم مُنعوا من السفر وقليل جدا سُمح لهم السفر بعد أن دفعوا مبالغ باهظة لمعظم النقاط الأمنية.
وتابع الشايف قائلا: كما أن معاناة المغتربين لا تقل عن بقية الفئات، حيث أن البعض منهم تعرض للاعتقال والبعض الآخر تعرض للابتزاز وبعض الحالات تعرضوا للقتل وأما الفئة التي بقيت تنتظر فتح مطار صنعاء الدولي أصحاب الأمراض المستعصية فقد فارق الحياة منهم أكثر من مائة ألف مريض والبعض الآخر ينتظرون مصيرا مجهولا ناهيك عن العالقين في الداخل والخارج وحرمان المغتربين من زيارة أهلهم وأقاربهم ووطنهم.
مبيناً أن كل تلك الجرائم والحوادث والمعاناة تحدث على مرأى ومسمع من العالم وأصبح الجميع يدرك ضرورة وأهمية فتح مطار صنعاء الدولي خاصة أن المطار جاهز ولا يوجد أي مبرر لبقاء المطار مغلقا .. داعيا الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان سرعة الضغط لفتح مطار صنعاء الدولي.
احتراب داخلي
نايف حيدان -عضو الحزب الاشتراكي- أوضح أن الطريق حق عام ولا يجوز اعتراض المسافر مهما كانت الأسباب فهي محرمة شرعا وعرفا وفي كل الديانات الإسلامية فما بالكم بداخل الوطن الواحد.
وقال: إن استهداف المسافرين إما بالنهب أو بالسجن أو بالقتل أو بأي أذى يدخل في إطار الحرابة.
ويرى أن التعبئة الخاطئة والتحريض المناطقي الذي يحدث اليوم بدوافع سياسية هو السبب الرئيسي في ما يحدث من جرائم بحق المسافرين إضافة إلى مخطط دول العدوان وبالذات السعودية والإمارات لنشر الفرقة والصراع والاقتتال الدائم بين أبناء البلد الواحد فقد سبق أن حاولت أدوات العدوان ومرتزقتهم استفزاز أبناء المحافظات الشمالية بممارسة القتل بالهوية والتمثيل بالجثث لغرض إيجاد رد مماثل وباؤوا بالفشل كوننا نقاتل بشرف وبأخلاق ويدنا ممدودة باستمرار لطي صفحة الماضي ونسعى لإعادة اللحمة اليمنية ونبذ الفرقة والصراعات بكل أشكالها .
وبيّن أن إغلاق مطار صنعاء جعل المواطن اليمني المغترب الذي ينوي العودة لأرض الوطن مضطرا لخوض مغامرة المرور من مناطق سيطرة المرتزقة فمنهم من يحالفه الحظ ويصل لأهله بأمان ومنهم من يكون حظه سيئاً بسبب لقبه أو ما يحمل من أغراض وأدوات السفر يقع فريسة سهلة بيد وحوش بشرية تعبأت بثقافة القتل والنهب والتقطع كما حدث مع المسافر المواطن السنباني.. وما أريد قوله أن بشاعة هذه الجريمة وهذه التصرفات التي لا تليق باليمني قد أعادت وحدة اليمنيين من المهرة إلى صعدة وبصوت واحد وموقف واحد مستنكرين وغاضبين ومدينين هذه الجريمة البشعة .
وأوضح أن هذه التصرفات والجرائم التي تحدث اليوم بحق المسافرين يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الأمم المتحدة التي تماطل وتسوف بفتح مطار صنعاء إضافة إلى التعبئة المناطقية الخاطئة التي تحاول أدوات العدوان غرسها في نفوس أبناء الوطن الواحد .
ويرى أنه وبمعاقبة من ارتكبوا مثل هذه الجرائم وعدم التساهل أو التهاون مع مثل هكذا أعمال نستطيع القول إن وحدة الجسد الواحد وتفويت الفرصة على الأعداء قد تتحقق فالموقف الواحد بالإدانة والشجب والرفض لهذه التصرفات لابد أن يعقبها معالجات توعوية ونشر ثقافة الإخاء ونبذ العنف وبث روح التسامح ونبذ الكراهية والفرقة .
وقال حيدان: اليوم اليمن أمام مفترق طرق إما أن يسعى حكماؤها وعقلاؤها لردم هذه الفجوة استجابة للموقف الواحد الرافض لهذا التوجه الخطير أو أنها إلى مزيد من الانزلاق نحو الفوضى والاحتراب الداخلي والتقطعات الذي يسعى العدو لتحقيقها داخل الأرض اليمنية .
ازدواجية المعايير والأمم المتحدة
عضو مجلس الشورى أحمد الأشول، أشار إلى أن ما يحدث من جرائم شنيعة على مدار الساعة في المحافظات التي يطلقون عليها المحررة، يستحيل أن تكون هناك كائنات من بني البشر تقوم بها ؛ وما التعرض للمسافرين من أبناء المحافظات والمناطق التابعة لنفوذ صنعاء واختطافهم واحتجازهم كأسرى ثم بيعهم لدول تحالف العدوان في منافذ بعينها بين حدود المحافظات داخل الجمهورية طوال هذه الأعوام إلا حالة من مخرجات الحصار الآثم وفى مقدَّمِهِ إغلاق مطار صنعاء الدولي ، ولو كان مفتوحًا فإن جميع المسافرين من كافة أنحاء الوطن لن يأمنوا على أنفسهم إلا بارتياده .
وأضاف: لكن والحال هذه ؛ فإننا نجد أن المسافرين لظروف شتى قد أخذوا يتجلدون ويتهيأون عبر الطرق البرية لكلا النتيجتين : إما النجاة وإما الوقوع في أحابيل أحقر الكائنات التي لا يردعها أيٌّ من المُثل والقيم السمحة التي تدركها الحيوانات بفطرتها ولا تدركها الكائنات التي نعنيها وحينما يصل الأمر إلى الحد الذي لا يطاق من هذه الكائنات الوحشية ويقومون بمثل فعلتهم الشنعاء باختطاف المواطن الشاب اليمني الأمريكي عبدالملك السنباني ونهبه وتعذيبه وقتله بتلك الصورة الشنيعة وباختلاق عذر لا يخول لهم فعلتهم خاصة وهم يعلمون أن ليس لدعواهم ما يتكئون عليه لا من قريب ولا من بعيد . وعلى افتراض أنه كما قالوا أليسما الإبقاء على حياته يعد أمرًا مربحًا لهم فيقايضون به على أسوأ الافتراضات .
مبينا ان الأمم المتحدة والولايات الحاكمة لها ، هم القتلة الحقيقيون وهم المجرمون وهم المتسببون في كل ما يحدث للمسافرين من مآسٍ وللمحاصرين الذين تفتك بهم الأمراض المستعصية فتحصد أرواحهم . كما ان لازدواجية المعايير لدى هذه الأمم دوره في جعل كل من هب ودب يمارس علينا ما يشفي غله ويروي ظمأه بذريعة أن مطار صنعاء انقلابي فلنتخيل لو أن هذا الشاب البريء المغدور به قد حدث له ما حدث – لا قدر الله وهو في جهتنا – فإن الطامة الكبرى في اللحظة والآونة تكون قد وقعت وأن الأمر إهانة لأمريكا أن يقتل مواطن لها ويا حقوق الإنسان أرعدوا وأبرقوا .
وختم حديثه بالقول : لن يهدأ بال لكل يمني حر شريف حتى يلقى شذاذ الآفاق وقطاع الطرق ومن قبلوا أن يكونوا أحذية وارتضوا أن يصبحوا مطية وأدوات طيعة للمحتلين وخونة لوطنهم حتى يلقوا مصيرهم الذي ينتظرهم بإذن الله وفي القريب العاجل وهذه الفاجعة لوحدها تجعل المؤمنين يستشرفون النصر المبين والفرج والتمكين ؛ فالله أغْيَر منا على النفوس البريئة التي خلقها ويعبثون بها دونما اكتراث لوجوده ولا خوف من بطشه وهو القائل عز وجل : ( إن بطش ربك لشديد ) ولرجال الله الميامين من قوته ما نعلق عليهم الآمال في نزع الشرور وانتزاع الأشرار من بلد الإيمان والحكمة فنردد كلامه تعالى مخاطبين أنصار الله بقوله : ( وإذا بطشتم بَطَشْتُمْ جبارين ) .
تحرك سريع وجاد
الناشط الحقوقي والمحلل السياسي زيد الشريف قال إن الانتهاكات والفوضى الأمنية في المناطق المحتلة التي يتعرض لها المسافرون في الطرقات سواء العائدين إلى الوطن أو المسافرين إلى الخارج على أيدي العدوان ومرتزقته هي انتهاكات خطيرة وإجرامية لا إنسانية تخدم بالدرجة الأولى المشاريع الاستعمارية الأجنبية وتنتهك حقوق الإنسان اليمني الذي له كامل الحرية في التنقل في كل أرجاء الوطن بكل حرية ولا يحق لأحد أن يعترض طريقه لأنه على تراب وطنه وبين أهله ، ولكن للأسف الشديد صارت القوات الغازية المستعمرة لليمن هي التي تنعم بالأمن والسلام والاستقرار بينما المواطن اليمني هو الذي تفتك به أيادي المجرمين في الطرقات وهذه كارثة وجريمة كبرى يجب أن يثور ضدها كل مواطن يمني حتى لا تصبح واقعاً مفروضاً، كما يريد المستعمرون.
وقال: إن الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المواطن اليمني على أيدي مرتزقة العدوان لا تقتصر فقط على المسافرين بل تطال الجميع بلا استثناء حتى في الأسواق والمدارس والمستشفيات وغير ذلك وهناك الكثير من الجرائم التي تم توثيقها ونشرها في تعز وعدن ولحج وغيرها من المناطق والمحافظات المحتلة، ولكن الشيء الملفت والمثير هو أن مرتزقة العدوان جعلوا من المسافرين فريسة يصطادونهم في الطرقات لينهبوا أموالهم وممتلكاتهم بدون وجه حق واذا اكتشف أمرهم يلفقون لضحاياهم تهماً باطلة لا أساس لها من الصحة.
وأضاف: إن الفوضى الأمنية التي تحصل في المناطق والمحافظات المحتلة هي نتيجة طبيعية للاستعمار لأن المستعمرين يُغرقون المجتمعات المستعمرَة في مشاكل داخلية لكي يتسنى لهم تحقيق أهدافهم ومشاريعهم الخطيرة والخبيثة ولكيلا يلتفت اليهم المجتمع ويكون مشغولاً بنفسه غارقاً في المشاكل وهذه سياسة ثابتة لديهم، وهذا ما يحصل بالضبط اليوم في المناطق المحتلة من قبل دول تحالف العدوان التي شغلت عملاءها ومرتزقتها لصناعة الفوضى الشاملة التي تستهدف الإنسان اليمني في كل مجالات الحياة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسة وغيرها.
مبينا أنه لو كان مطار صنعاء مفتوحاً لما حصلت أي عملية قتل أو تقطع أو نهب أو اختطاف للمسافرين وهذا شيء يدركه المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل المواطنين اليمنيين في الشمال والجنوب ، والجريمة الأخيرة التي ارتكبها مرتزقة العدوان بحق الطالب اليمني عبد الملك السنباني جعلت كل اليمنيين يدركون جيداً ضرورة وأهمية فتح مطار صنعاء حتى لا تستمر هذه الجرائم ولا تتكرر، لأن جريمة قتل السنباني ونهب أمواله ليست إلا واحدة من آلاف الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان اليمني في المناطق التي يسيطر عليها العدوان ومرتزقته.
داعيا القوى السياسية والقبائل والعلماء والمثقفين للقيام بدورهم لوضع حد لهذه الجرائم والمطالبة بفتح مطار صنعاء و استنهاض المجتمع اليمني للقيام بدوره والقيام بخطوات عملية تضغط على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بصفتهم شركاء في هذه الجرائم نتيجة إغلاق العدوان لمطار صنعاء وعلى وزارة حقوق الإنسان ووزارة الخارجية اليمنية وحكومة الإنقاذ أن تتحرك للقيام بدورها لأن حماية المواطن اليمني مسؤوليتها.
ارتفاع معدلات الجرائم
المحلل السياسي رأي الله الأشول بيّن أن ما يتعرض له المسافرون العائدون إلى أرض الوطن يعد انتهاكاً صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية وخاصة القانون الدولي العام والقانون الدولي الخاص الذي قيد حق الدول في فرض سلطتها على الأجانب في دخول أو مغادرة أراضيها.
وقال إن المسافرين اليمنيين خارج نطاق تلك القوانين تماماً فطالما عانى ويعاني العائدون إلى أرض الوطن- سواء من دول الجوار كالسعودية والدول العربية أو أولئك القادمين من أوروبا ودول شرق آسيا- من انتهاكات إنسانية وامتهان للكرامة لا يقف حد منعهم من الدخول أو المغادرة بل يصل إلى جرائم القتل وأعمال تقطع ونهب وليس ما تعرض له السنباني آخرها.
وأضاف أن المغترب وإن نجح في الوصول سالما إلى أراضي الجمهورية اليمنية فلن يسلم داخلها. فيتعرض للامتهان على طول المناطق الخاضعة للاحتلال، حيث توجد نقاط التقطع والحرابة على مرأى ودعم قوات هادي وفصائل العدوان وذاك يفسر ما وصل إليه المرتزقة من إفلاس وانحطاط في العرف والأخلاق.
مبينا أن أحد الأسباب القوية لمعاناة المغتربين يتمثل في استمرار إغلاق مطار صنعاء الذي بدونه يضطر المواطن إلى سلوك مسارات خطرة وشاقة والعبور عبر مناطق المرتزقة التي أضحت أوكارا لعصابات العدوان المتوحشة تمارس فيها أبشع الجرائم بحق المسافرين الأبرياء..كما أن الإغلاق المستمر للمطار يلحق الأذى بالمدنيين والمغتربين بشكل كبير ويضاعف الكارثة الإنسانية للشعب اليمني وينتهك قوانين الحرب وفقاً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وسائر المواثيق الدولية التي تجرم التعرض للمطارات والموانئ المدنية مطلقاًـ باعتبار ذلك من أبسط حقوق الإنسان في السلم والحرب.
وتابع الأشول: تعقيبا على ذلك ونظراً لارتفاع معدل الجرائم والانتهاكات بحق العائدين إلى أراضي الجمهورية وتفاقم الأزمة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني فإن على المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية أن تستشعر دورها المنوط بها وتعمل بكل شفافية ومصداقية من أجل فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية بلا قيد أو شرط لأن تلك قضية إنسانية بحتة تتعلق بحياة ملايين المرضى والمسافرين المدنيين على امتداد الوطن.
تجريم وعقوبات
وأما القانوني حمود مثنى فيقول من جانبه إن قطع الطريق وقتل المسافرين ليست من قيمنا اليمنية ولا العربية ولا من ديننا الإسلامي، فأعرافنا تُعيب وديننا يُحرم وإنسانيتنا تُجرم..
موضحا أن هذا السلوك والأفعال لا ترفع شأن صاحبها أو قبيلته أو أسرته بل على العكس تحط من قدرهم ومنزلتهم وقد تعارفت القبائل على أن للحروب أخلاقا وللرجال أفعالا وجريمة المغدور السنباني ليست من أفعال الرجال ولا من أخلاق القبائل اليمنية.
وقال إن قطع الطريق والاعتداء على مسافر أعزل ونهب أمواله وقتله كلها جناية يعاقب عليها العرف والدين والقانون وقد تعرض المسافرون من المناطق الشمالية وغيرها للمعاناة وخسائر فادحة في الأموال وتعداها إلى حياتهم جراء ممارسات مليشيا الغزاة، وتكررت مئات المرات وكأنه عقاب جماعي خططت له دول العدوان وصمتت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على ذلك وتعبير ذلك -أي العقاب الجماعي إغلاق مطار صنعاء أمام المسافرين حتى الحالات الإنسانية المرضى والجرحى وطلاب العلم ويعد هذا الفعل- جريمة إنسانية يعاقب عليها القانون الدولي لأنها تعتدي على حق الإنسان في حرية التنقل والسفر الآمن .
جسر أمان للمسافرين
الحقوقية والكاتبة بلقيس علي السلطان أوضحت أن إغلاق المطارات المدنية في وجه المسافرين وخاصة في وقت الحروب جريمة حرب وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية ، فمنذ إغلاق مطار صنعاء الدولي والمنافذ الأخرى في وجه المسافرين واستبدالها بالمنافذ الجنوبية ومنفذ مارب وعدد ضحايا العدوان يزداد يوما بعد آخر فمن لم تقتله غارات العدوان ستقتله الأمراض أو الجروح التي أصيب بها ولا يستطيع السفر إلى الخارج لمعالجتها، ومن اختار السفر عبر المنافذ الجنوبية لليمن فعليه أن يتحمل مشقة السفر والإهانات في النقاط الأمنية للمرتزقة التي تنتشر على طول الطريق إلى المطار ، أما من عاد وهو يحدوه الشوق للوطن فمرتزقة الموت له بالمرصاد إما بالسلب والموت أو الخطف والتعذيب والإخفاء ، هذا هو حال العائدين عبر المنافذ المتاحة لدى المرتزقة من الجنوب أو من مارب إهانات وخطف وسلب وقتل ، وتفتيش مهين وغير مبرر وعرقلة السفر لا لشيء إلا لامتهان الكرامة والتلذذ بإذلال المسافرين.
وقالت: بات فتح مطار صنعاء والمنافذ الأخرى أمرا إغاثياً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من الأرواح التي لم تزهق، فهو حق مكفول من حقوق الشعب اليمني ، فمن المعيب أن تستأثر الأمم المتحدة على المطار لرحلاتها الهزيلة والاستفزازية في حين أن هناك آلاف الحالات التي تستوجب العلاج في الخارج، كما أن مطار صنعاء هو الأكثر أمناً من بقية المنافذ خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في مارب وفي الجنوب من خطف للطلاب العائدين من ماليزيا وكذلك قتل الشاب عبدالملك السنباني وغيرها من الحوادث التي أثبتت أن مطار صنعاء هو جسر الأمان للمسافرين.