أدوات العدوان ترفض مبادرات السلام وتُحوِّل أبناء مارب إلى وقود لمعاركها العبثية
رفض المبادرة إعلان بفتح جبهة ضد العدوان من داخل مارب
الثورة / عادل عبدالاله
حين تتحول الحرب إلى استثمار وتجارة وتتحول قضايا الوطن إلى ورقة يوظفها مرتزقة العدوان وأسيادهم لما يحقق أهدافهم ولتحقيق مصالح ومكاسب لصالح الأعداء، تسقط الوطنية ويسقط حق المواطن في الحياة والعيش الكريم، ولا يجد صوت العقل المنادي للسلام آذانا صاغية، وضمائر تدرك أن السلام والأمن مطلب شعبي وهدف سام يجب تغليبه واعتباره المصلحة التي تتلاشى أمامها المصالح الشخصية الضيقة.
اليوم وبعد سبع سنوات من هستيريا التدمير والاستهداف غير المبرر للشعب اليمني، تحولت الحرب لدى أدوات العدوان إلى أكبر شركة استثمارية تستغلها لتحقيق مكاسب شخصية وتتربح من ورائها دون اكتراث بما خلفته وتخلفه من نزيف ومآسي يعيشها ويعاني منها الشعب اليمني، أصبح السلام يشكل خطرا وتهديدا لمصالحها التي لا تريد لها أن تنتهي، ومن أجل استمرارها تسارع في إعلان رفضها لأي مبادرة سلام تدعو لإيقاف الحرب وحق دماء اليمنيين.
– السلام مطلب إنساني
السلام كمصطلح سياسي متعارف عليه عالميا يمثل الخيار البديل للحرب، أما أخلاقيا فإنه يمثل حقا ومطلبا إنسانيا دعت وتدعو لتحقيقه دساتير السماء وقوانين الأرض، لكن ورغم أن التاريخ الإنساني يؤكد ان من يتطلعون للسلام يتشبثون بكل بارقة أمل ويؤيدون ويباركون كل مبادرة تدعو إليه من أي جهة كانت، إلا إن إعلان قوى العدوان وأدواته ومرتزقته رفض المبادرة التي قدمها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من خلال الوفد العماني والمتعلقة بمارب، يؤكد أن حكومة الفار هادي ومنظومته السياسية والعسكرية -التي لم تمتلك قرار الحرب- لا يمكنها إمتلاك قرار السلام.
وفي الوقت الذي نظر العديد من المراقبين والمهتمين والمتابعين للشأن اليمني مبادرة قائد الثورة فرصة وخطوة جادة للسير في اتجاه تحقيق سلام حقيقي إلا أن اعلان وزير الاعلام في حكومة الفار هادي رفض هذه المبادرة أثبت أن العدوان وأدواته لا يريدون للشعب اليمني أن ينعم بالسلام ويسيرون باتجاه المزيد من التصعيد العسكري وهي الحقيقة التي يؤكدها عدم جنوحهم للسلام.
ووفقا للمراقبين فإن إسراع المنظومة السياسية والعسكرية للفار هادي برفض مبادرات السلام التي تطلقها صنعاء، وفي نفس الوقت يؤيدون ويباركون المبادرات التي تطلقها دول العدوان، يؤكد أن حكومة الفار هادي تنفذ أجندات العدوان ولا يمكنها الخروج عما تم رسمه وتوجيهها بتنفيذه.
السلام لا تملكه الأدوات
لم تتوقف دعوات السلام والمبادرات الجادة التي أطلقتها صنعاء عند حدود المبادرة التي أعلنها الرئيس الشهيد صالح الصماد قبل خمس سنوات، بل تلتها عدة مبادرات منها المبادرة التي أطلقها الرئيس مهدي المشاط، وهي المبادرات التي توجتها مبادرة السيد عبدالملك الحوثي من خلال الوفد العماني، والتي تضمنت في مجملها حلولا واقعية وترجمة حقيقية للمبادئ التي يفترض أن يقوم عليها السلام.
ورغم الترحيب الذي قوبلت به تلك المبادرات على المستويين السياسي والشعبي إلا أن تبعية حكومة الفار هادي ومصادرة قرارها ورضوخها لإملاءات دول العدوان حولها إلى بوق للرياض وأبوظبي وجعلها تقف ضد إرادة الشعب اليمني وتطلعاته للسلام والاستقرار.
وبحسب سياسيين وعسكريين فإن تعنت حكومة مرتزقة الرياض وأبوظبي ورفضها لكل مبادرات السلام وتبعيتها المطلقة لقوى العدوان، لن يضعف موقف حكومة الانقاذ في صنعاء كما يتصورون بقدر ما سيعزز ويقوي وحدة الشعب اليمني وتلاحمه مع قيادته الثورية والسياسية ويدعم جبهاتها في مواجهة العدوان والتصدي لفلوله وجحافله.
واكدوا أن رفض أدوات ومرتزقة العدوان لمبادرة قائد الثورة التي قوبلت بترحيب ومباركة أبناء مارب، سيفتح جبهة ضد العدوان ومرتزقة داخل مارب التي لن تقبل قبائلها بأن يتحول أبناءها إلى وقود في معارك العدوان العبثية التي تستهدف تدمير مارب وأبناء مارب الشرفاء.
وأشاروا إلى أن رفض منظومة الفار هادي للمبادرات التي تعبر عن إرادة اليمنيين وترحيبها بالمبادرة السعودية التي جاءت لترجمة إرادة أمريكية تأكيد لحقيقة تخندقها في صف العدوان ضد الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه، وأنها تغلب مصالحها الشخصية على مصالح الشعب اليمني، منوهين إلى أن رفض شرعية الارتزاق للمبادرات الجادة التي تطلقها صنعاء وتفضي إلى حل سياسي شامل، وترحيبهم بالمبادرة السعودية يدخل في إطار الاستهلاك الإعلامي وتلميع قبح السياسات العدائية للنظام السعودي وتجميله أمام العالم.