ثورة الإمام زيد ثورة المسؤولية والوعي والبصيرة

الإمام زيد امتداد لنهج الإمام الحسين عليه السلام في التحرك والمسؤولية والتضحية

 

 

أوضح مراقبون وناشطون أن ثورة الإمام زيد عليه السلام سطرت الكثير من العبر والدروس التي سجلها بسيفه ودمه وبمواقفه الجهادية الثورية المستمدة من ثقافة القرآن ومن تعاليم الإسلام وجسدها قولاً وعملاً فخلدها التاريخ إلى يومنا هذا موضحين أن لها دلالات إنسانية وفكرية وعسكرية عكست تعاليم الإسلام وحملت روح العزة والكرامة.

استطلاع / أسماء البزاز

العلّامة حسين السراجي يستهل حديثه بالقول: من حقيق القول أن المجتمع في الغالب كان قد انحرف عن منهج الله وشريعته و كانوا يطلبون الدنيا وتغريهم الأموال والمصالح والمكاسب !! يلهثون بعد الحطام ولو كان بدماء آل رسول الله فبنو أمية دجّنوا الوعي وحرفوا المسار وغيَّروا المفاهيم من خلال مرويات المحدثين الذين استأجروهم ولذا كانت كربلاء وثورة الإمام زيد وما تلاهما من ثورات ضرورة.
وقال السراجي: لقد ادرك الإمام زيد (ع) خطورة المؤامرة التي تستهدف الإسلام عبر حرف ثقافته وتوهين عزائم أبنائه كما أدركها قبله جده الإمام الحسين (ع) فكان حراكه في البداية حراكاً ثقافياً بل ثورة ثقافية واسعة النطاق بدأها بإعادة إحياء دور العلماء ورسالته الشهيرة لعلماء الأمة دليل ذلك ثم اتجه بعض العلماء نحو تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تعرضت للتحريف .وعادت الجاهلية بثوب قشيب يتدرع بلباس الإسلام و عاد أبو لهب وأبو جهل وعتبة وأمية بن خلف ولكن هذه المرة بيافطة الإسلام وعاد الطلقاء بأحلام الجاهلية وقد قاحت قلوبهم حقداً وانتقاماً من الإسلام ورجالات الإسلام.
وأضاف: من يستقرئ التاريخ بإنصاف يدرك أن عوام المسلمين رجعوا غوغاء همجا رعاعا لا يعرفون من الإسلام وأحكام الإسلام غير المسمى فقط رجعوا أشقياء يقاتلون آل رسول الله ويحمون ملك بني أمية صمُّوا آذانهم عن سماع الهدى وتاجروا بالمواقف وأخيراً قاتلوا الإمام الحسين وسبعين من أهله وصحبه وحاصروهم من المياه وآخر المطاف قتلوا السبط واحتزوا رأسه ونهبوا ملابسه وداسوا جسده بحوافر الخيول ثم ساقوا النساء والأطفال في الأغلال سبايا !! ﴿ بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُروا بِما أَنزَلَ اللَّهُ بَغيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضلِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباءوا بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلكافِرينَ عَذابٌ مُهينٌ ﴾ البقرة 90 .
مبينا أن القتل الذي تعرض له الإمام زيد نتعرض له نحن منذ سبع سنوات والظلم الذي نال الإمام زيد ينالنا منذ سبع سنوات والنبش الذي طال قبر الإمام زيد تتعرض له مقابرنا منذ سبع سنوات فالصلب الذي لقيه الجسد الشريف تقوم به داعش منذ كربلاء وحتى اليوم والحرق الذي تعرض له جسد الإمام زيد يصنعه فينا تحالف الشر منذ سبع سنوات.
وأوضح: رفضنا الظلم كما رفضه الإمام زيد ورفضنا البغي والتبعية كما رفضهما الإمام زيد ورفضنا الصمت والسكوت كما رفضهما الإمام زيد وخرجنا على الطاغوت كما خرج الإمام زيد ونواجه الطواغيت الذين واجههم الإمام زيد ونُحاصر كما حوصر الإمام زيد كما نحن ربانيون، كما نحن محمديون، كما نحن علويون، كما نحن حسينيون . فإننا زيديون قولاً وفعلاً وسنواجه الطغيان وأذنابه مستمدين العون والتأييد من الله سبحانه وتعالى (( وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجزِي اللَّهُ الشّاكِرينَ )) آل عمران 144 .
ثورة الإنسانية
ومن جهته أوضح الكاتب زيد الشريف: ‏نستلهم من ثورة الإمام زيد عليه السلام أنها ثورة جهادية شاملة شملت كل المجالات ثورة ثقافية توعوية ضد الزيف والضلال والكذب والتدليس كان شعارها وعنوانها (البصيرة البصيرة ثم الجهاد) وثورة عسكرية أمنية جهادية ضد الظلم والفساد والفوضى والعبث والطغيان كان عنوانها (من أحب الحياة عاش ذليلاً) وثورة تربوية وفق المبادئ الإسلامية للمجتمع المسلم مفادها ان الخروج على الظالم عقيدة إيمانية عملية وواجب شرعي ومسؤولية على عاتق الجميع.
وقال: لهذا نستلهم من ثورة الإمام زيد عليه السلام الكثير من العبر والدروس التي سطرها بسيفه ودمه وبمواقفه الجهادية الثورية التي استمدها من ثقافة القرآن ومن تعاليم الإسلام وجسدها قولاً وعملاً فخلدها التاريخ إلى يومنا هذا وستبقى إلى يوم الدين لأن الثورة التي قادها الإمام زيد في تلك المرحلة الصعبة كانت ولا تزال تعبر عن روح المسؤولية وعن جوهر ومكنون تعاليم الرسالة الإلهية التي حمل مسؤولية نشرها وتبليغها سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وأضاف: نستلهم من ثورة الإمام زيد عليه السلام أن الإنسان المؤمن لا يسكت على الظلم والقهر ولا يتقاعس عن القيام بدوره في مواجهة الباطل مهما كانت الظروف والتحديات بل ينطلق لتغيير الواقع نحو الأفضل بعزيمة وإرادة وثقة عالية بالله لا يخشى شيئاً سوى الله تعالى والتقصير في أداء المسؤولية التي حمّله الله إياها، فثورة الإمام زيد عليه السلام في وجه طغيان وظلم وفساد بني أمية بقيادة هشام بن عبدالملك بن مروان هي ثورة المسؤولية الإيمانية ضد الانحراف والظلم وثورة الإنسانية والأخلاق الفاضلة ضد الزيف والضلال والشكليات التي لا علاقة لها بقيم ومبادئ الدين الإسلامي ولا بما فطر الله عباده عليه، ثورة الإمام زيد عليه السلام هي امتداد لثورة الإمام الحسين عليه السلام في وجه يزيد بن معاوية وهي امتداد لما بدأه الإمام علي عليه السلام في صفين والنهروان والجمل ضد معاوية ودولة بني أمية وهي فوق هذا كله امتداد لجهاد رسول الله صلوا الله عليه وعلى آله في بدر وأحد والخندق لأنها ثورة الحق ضد الباطل وثورة الحقيقة ضد الضلال وثورة النور ضد الظلام .
زيد فخر الأمّة
أما الكاتبة بلقيس علي السلطان فتقول: لقد جاءت ثورة الإمام زيد عليه السلام كامتداد لثورة جده الحسين عليه السلام وكرد حتمي على تيار الظلم والجبروت المتمثل في بني أمية ، فلقد نشأ الإمام زيد في حجر والده الإمام زين العابدين علي بن الحسين الذي عايش فاجعة كربلاء ونقل أحداثها ودروسها إلى الإمام زيد الذي أيقن أن الثورة ضد الطغاة هي سبيل الأحرار والشرفاء .
وأضافت: ثورة الإمام زيد هي ثورة الحق ضد الباطل وثورة لإحياء ما أماته الطغاة من معالم الدين الحق ومقارعة الظالمين الجبابرة وعدم إفساح المجال لهم ليعوثوا في دين الله الفساد وهي لإنقاذ أمة جده محمد صلوات الله عليه وعلى آله من التيه والضلال الذي انغمسوا فيه ، وما عاشه الإمام زيد من ظلم وتقتيل وتمثيل بجسده الطاهر لأكبر دليل على صدق ثورته وحقيقة طغيان الظالمين الذين خرج من أجل إيقافهم عن طغيانهم .
وبينت أن ثورة الحسين هي الجذوة التي أشعلها الثوار والأحرار على مرور الأزمنة فبها يهتدون وبها سيفخرون عند لقاء نبيهم محمد صلوات الله عليه وعلى آله ولقاء شهداء آل البيت الأحرار الذين اختاروا العزة ونبذوا الذلة واختاروا الشهادة على الحياة مع الظالمين والطغاة فحقت لهم الرفعة والعزة وحقت على الظالمين الذلة والعار ، والعاقبة للمتقين .
الحرية والكرامة
من ناحيتها أوضحت الناشطة: يسرى الدولة: أن ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام تعتبر محطة تربوية عظيمة وهي من المناسبات المهمة التي تذكرنا بعظمة أعلام الهدى من أهل بيت النبي محمد صلوات الله عليه وآله الذين جسدوا منهجية رسول الله في التضحية والفداء وحمل مسؤولية هذا الدين العظيم في إصلاح واقع الأمة.
وقالت: إن إحياءنا لهذه المناسبة يعتبر إحياء للشعور بالمسؤولية من منطلق قول الإمام زيد عليه السلام.
(والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت) وهي كذلك شحذ للهمم في التحرك وفق المنهجية القرآنية لإصلاح واقع هذه الأمة.
ونحن إذا تأملنا في تاريخ أعلام الهدى من أهل البيت سنجده مليئاً بالعديد من الدروس والعبر عن التضحية والفداء. والبذل والعطاء والصبر في مواطن الجهاد والاستشهاد في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين عند مواجهة الطغيان وكل هذا ونحن اليوم في مواجهة أعتى طغيان عالمي ما يزيدنا إلا صبرا إلى صبرنا وعطاء إلى عطائنا وبذلا وتضحية في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
كذلك نستلهم كيفية الثبات على الحق في مواجهة الطغيان مهما كانت الظروف والتحديات ومهما كانت إمكانيات العدو.
وبينت: نستلهم من ثورة الإمام زيد أن الحرية والعزة والكرامة لا تكون إلا بالتضحية وأن السلام المستجدى من العدو يعني الذل والانكسار أمام الطغيان كما قال الإمام زيد بن علي عليه السلام.
(والله ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا).
مؤكدة أهمية الوعي بأن ثورة الإمام زيد ومنهجيته كانت امتداداً لثورة جده الإمام الحسين بن علي عليه السلام والتي كانت امتداد لثورة الإمام الحسن ومنهجيته عليه السلام والتي هي امتداد لمنهجية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام التي تعتبر منهجية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان تحركهم لإحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث كان الإمام زيد يدرك ما قاله جده رسول الله صلى الله عليه وآله (لتأمرنّ بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم)وأن نتيجة التقصير في هذا المبدأ وخيمة جدا ومن هذا كله نستلهم أن منهجية أعلام الهدى من آل البيت واحدة مستمدة من مبادئ الدين الحنيف الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثقافة فكرية وعسكرية
من جهة أخرى تقول الإعلامية والكاتبة وفاء الكبسي: بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الثائر الحر المصلوب “حليف القرآن” الإمام زيد بن علي عليهم الصلاة والسلام لا نملك لا الوقوف مليا عند هذه الثورة، لأنها ليست ثورة عسكرية بل هي ثورة ثقافية عسكرية لهذا هي المصدر الملهم لثورتنا وصمودنا ويقيننا وهي محطة روحية معطاءة تزودنا بالصبر والمرابطة، فنجد أن ثورتنا هي امتداد لثورة الإمام زيد عليه السلام، فما يحصل من عدوان جائر على اليمن هو امتداد لما حصل للإمام زيد من ظلم كبير وكيف أن دمه الطاهر انتصر على السيف، كذلك دماء الشعب اليمني وتضحياته وصبره وصموده كلها تنتصر على كافة الأسلحة الفتاكة وأقواها، فمن ثورته العظيمة نستلهم ونقتبس ما ينير لنا درب التحرر ويسلك بنا سبيل الخلاص من ظلمات وطغيان هذا العدوان الأمريكي الصهيو سعودي.
وقالت الكبسي: نستلهم من ثورته الثقافية الفكرية العسكرية ما تحتاج إليه الأمة في كل وقت وعصر لاستعادة هويتها الإيمانية وتقرير مصيرها ولم شتاتها على أساس متين وهو العودة الصادقة المستنيرة للقرآن الكريم لتطبيق كافة أحكامه وفهم مقاصده للخروج من هذا الواقع المزري الذي نعيشه الذي أوصلنا إليه الحكام الطغاة المتجبرون وعلماء السوء المنحرفون، ولهذا استنهض الإمام زيد العلماء وخاطبهم ووجه لهم الكثير من النداءات ومنها قوله عليه السلام: (إنما تصلح الأمور على أيدي العلماء وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه بمعاونة الظالمين الجائرين )، وبهذا أحيا مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعاد الدور الحقيقي والفعال للعلماء الربانيين ووضح زيف ونفاق وتحريف علماء السلاطين حيث ركز الإمام زيد عليه السلام على فئة العلماء لخطورة دورهم وأن صلاح الأمة بصلاحهم وفسادها بفسادهم، ونستلهم من ثورته أيضاً إقامة الحق والعدل وتطبيق مبدأ المساواة بين الناس وجهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين ورد المظالم ونصرة أهل البيت عليهم السلام هدفا وغاية، ونستلهم منها الشجاعة والتضحية والانطلاقة الصادقة في سبيل الله والعطاء بلا حدود، فكل يمني حر يواجه هذا العدوان الهمجي الغاشم هو اليوم الإمام زيد عليه السلام.

قد يعجبك ايضا