فيما تحتل زراعة شجرة اللوز 60% من الناتج العام لعزل جنب والعروس والراعي

80% من الزراعة في بني مطر (مطرية) والقمح يحتل المرتبة الأولى في زراعة الحبوب

 

 

الثورة / خاص

شاركت صحيفة “الثورة” فريق بحوث ودراسات مؤسسة وأكاديمية بنيان التنموية، النزول الميداني إلى ثلاث عزل في مديرية بني مطر، هي (عزلة بني راعي وجنب والعروس) خلال الفترة 12/7 – 13/7/2021م، بغرض إجراء دراسة للتعرف والاطلاع على ممكنات تطوير التنمية في إطار السعي للاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في المنطقة، وضمن برنامج الثورة الزراعية التي دعا إليها السيد القائد، ومصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
وفي النزول – الذي اعتمد فيه الفريق على منهجية البحث السريع بالمشاركة وهي منهجية وصفية تعتمد على المشاهدة والمقابلة بشكل أساسي – توصل الباحثون – فيما تحصلوا عليه من معلومات ميدانية من واقع الاحتكاك بمجاميع من مزارعي المنطقة – إلى أن المنطقة صالحة لزراعة جميع أنواع الحبوب والخضروات والفواكه وفي مواسم متعددة، كما أكدت الدراسة على وجوب إدخال مجموعة من التعديلات في السياسة الزراعية لصالح المزارع.
الباحثون خلال النزول تمكنوا من طرح مقترحات إنشاء جمعيات يكون من مهامها تحقق الأهداف الاستراتيجية لتنمية المهارة والقدرات الإنتاجية والتسويقية والخدمات اللازمة للمزارعين خاصة في مجال الإرشاد الزراعي والثروة الحيوانية.
ونوه الباحثون بأن استمرارية نقل التربة للمدرجات والتوسع في زراعة شجرة القات لا شك سيؤدي إلى تدهور الأراضي الزراعية، وترك زراعة المحاصيل الزراعية كالحبوب والبقوليات وغيرها، موصين بأهمية توعية مزارعي القات بأهمية الأراضي الزراعية واستغلاها في زراعة المحاصيل الزراعية من الحبوب والبقوليات والخضروات والفواكه لتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل الوضع الراهن والاهتمام بالتسميد العضوي للأراضي الزراعية لتخصيبها لكي تنتج إنتاجا عاليا.
نبذة عن المنطقة
تعتبر مديرية بني مطر إحدى مديريات محافظة صنعاء التي تقع في القطاع الغربي للمحافظة، وتضم 15 عزلة (مخلاف)، ندرس منها هنا ثلاثا وهي (جنب – العروس– الراعي)، بتعداد سكاني (جنب: 14074 نسمة – 13 قرية)، (العروس: 3557 نسمة- 4 قرى)، (الراعي 6869 نسمة- 7 قرى)، وتتميز عزلة بني الراعي بسلاسل جبلية مرتفعة ومتوسطة حيث يدخل فيها مدرجات زراعية وبعض من الوديان التي تحتوي على أراض زراعية، أما عزلة جنب، فتمتاز بتنوع تضاريسها ما بين جبال منخفضة متوسطة الانخفاض وتتواجد فيها الكثير من الوديان التي تحتوي على أراض زراعية واسعة، وتمتاز عزلة العروس بالعديد من الوديان الواسعة .
ويسود المديرية مناخ بارد شتاء ومعتدل صيفا تصل درجة الحرارة على قمم المرتفعات إلى ما تحت الصفر في بعض الأحيان مثل قمة جبل النبي شعيب، ومتوسط سقوط الأمطار 300مل/سنة في فصل الربيع والصيف وتمتاز مناطقها الغربية بغزارة الأمطار صيفا، وأمطار خفيفة ونادرة شتويا.
أما بالنسبة للتربة في العزل الثلاث، فإنها طينية صالحة لزراعة معظم المحاصيل وتتركز التربة في المنطقة في أطراف الجبال ووسط الوديان، ومن مشاكلها قلة العناصر الغذائية وقيام مزارعي القات بأخذ التربة الصالحة للزراعة ونقلها للمدرجات الجبلية لتوسيع زراعة شجرة القات، كما في عزلة العروس.
وتمتاز عزلة بني الراعي بتنوع وكثرة المدرجات والأودية حيث تتم زراعة محاصيل الحبوب كالبر والقمح والشعير بنسبة 20%، وفاكهة اللوز بنسبة 60%، ومحاصيل الخضروات بنسبة 10 %، وزراعة أشجار القات بنسبة 10%، وتسقى من الأمطار، وقليل من الأراضي تسقى من الغيول والآبار المجاورة.
الغطاء النباتي
يختلف الغطاء النباتي من عزلة إلى أخرى، ففي عزلة بن الراعي يوجد غطاء نباتي متوسط الكثافة كما في قرية مسيب الداخلية والخارجية ومداخل ومخارج بعض القرى، ويتكون من الأشجار والشجيرات مثل: القرض، الطلح، السرو، الفلفل والكافور، وتستخدم الكافور والفلفل كأخشاب وظل وتتركز في جوانب الطرقات والهضاب وبالقرب من المنازل، وتستخدم أشجار القرض والطلح للتحطيب، إلا أن هذا الغطاء يقل في عزلة جنب لأن المنطقة زراعية، فيما تمتاز عزلة العروس بتنوع الغطاء النباتي الكثيف والواسع ويتكون من الطلح والأثل والسدر والقرض بنسبة 20%، والحشائش المتنوعة كما في قرية العروس وقرية بيت غضبان وحيث يستغل الغطاء النباتي في الرعي والتحطيب ولكن يعاني الغطاء النباتي من التحطيب بسبب انعدام الغاز، ويوصى بتنفيذ مبادرات مجتمعية لتشجير السهول وجوانب الوديان للمحافظة على الغطاء النباتي وزيادة تنوعه في المنطقة.
توجد مراع متنوعة وتتركز بشكل كبير في عزلة بني الراعي بسبب وجود السوائل والوديان وتوجد في مداخل القرى وجوانب الوديان وتزداد كثافتها في مواسم هطول الأمطار، ومن أهم هذه المراعي (البياض والحشائش المتنوعة والقلاب والسربح والدعبوب السمينة والبورة والسبرق (نبات شوكي) والرميد والحلقب وتستخدم كمراع للحيوانات والماشية.
منطقة زراعية
تمتاز مديرية بني مطر بانها منطقة زراعية ذات مناخات ومواسم زراعية متعددة، حيث يتم الزراعة في موسمين في السنة هم القياض في فصل الشتاء، والصراب في فصل الصيف، والصراب أكثر زراعة وإنتاجا، ويتم زراعة أكثر من محصول في الموسم الواحد، وتقسم الأراضي الزراعية على زراعة عدة أنواع وأصناف، حيث يداول المزارع الأرض الزراعية بين المحاصيل لإفادة المحاصيل في القيمة الإنتاجية للأرض في الخصوبة وتسميد الأرض.
ويزرع في عزل (بني الراعي – جنب – العروس) حبوب (الرومي، الذرة الرفيعة، الذرة الحمراء، القمح، الشعير)، ومن البقوليات (الحلبة، العدس، القلاء)، ومن الفواكه (الفرسك، اللوز، البرقوق، الاجاص)، ومن الخضروات (الثوم، البصل، الطماطم، البطاط، الجزر، البنجر السكري).
وتتركز الأراضي الزراعية على المدرجات الجبلية والوديان، حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية للمنطقة بنسبة 80% الكثير منها غير مستغل، ويعتمد المزارعون في العزل الثلاث على الري المطري بنسبة 80%، والأراضي القريبة من الآبار والغيول يتم الري منها والاعتماد عليها بنسبة 20%، وتنخفض المياه في فصل الشتاء والربيع بسبب الجفاف وارتفاع المشتقات النفطية وعدم قدرة المزارع على شراء منظومات طاقة شمسية بسبب الوضع المادي الضعيف، وبالتنسيق بين المزارعين وتجار مزارع الدجاج عبر الجمعيات التعاونية في شراء منظومة شمسية يمكن زراعة (الرومي وفول الصويا) لتوفير غذاء الدواجن بشكل دائم.
محاصيل مفضلة
حيث تفضل عزلة بني الراعي وعزلة جنب محصول القمح كمرتبة أولى وتتم زراعته بنسبة 50%، لأنه ذات قيمة غذائية عالية ويستهلك كغذاء يومي، يليه في المرتبة الثانية الذرة الرفيعة بنسبة 20%، لأنها تستخدم غذاء وأعلافا أساسيا للحيوانات، وكذلك الشعير في المرتبة الثالثة بنسبة 10 %، لأنه مقاوم للجفاف ويزرع في أي موسم في السنة، فيما يحتل العتر والحلبة والعدس والقلاء المرتبة الرابعة بنسبة 20 %، لأن مردوده الاقتصادي عال ويستخدم بشكل يومي.
وتفضل العروس زراعة محصول الذرة الشامية وجزء من الذرة الرفيعة في المرتبة الأولى بنسبة 40%، لأنها تعطي إنتاجية عالية ومردودا اقتصاديا جيدا، وتستخدم غذاء وأعلافا للحيوانات، وفي المرتبة الثانية تأتي محاصيل القمح والشعير بنسبة 30%، لأنها ذات قيمة غذائية عالية ومقاومة للجفاف، ومحاصيل الخضروات من الجزر والبطاط تقع في المرتبة الثالثة بنسبة 20%، لأنها ذات مردود اقتصادي سريع ويتم زراعتها طوال العام ، وفي المرتبة الربعة يأتي العتر والحلبة والقلاء والعدس بنسبة 10%، لأنها تستخدم في الوجبات بشكل يومي، وكذلك ذات مردود اقتصادي جيد.
وتعتبر زراعة البطاط من الخضروات التي تم التوسع في زراعتها في الأعوام السابقة وتزرع بنسبة 40% بسبب أنها مصدر دخل للمزارعين بشكل مستمر، ولكن بسبب إهمال المزارعين للأصناف المحلية أدى إلى تدهورها بشكل كبير وانقراض البذور المحلية، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار الصيب الخارجي بسعر 35000 إلى 40000 ألف للسلة، ومن مشاكلها استخدام المبيدات والأسمدة بشكل كبير ودائم على مدى الزراعة واستنزاف المياه بكثرة، ناهيك أن البذرة الأولى تعطي ثمرة كثيرة، والثاني متوسطة الإنتاج، والثالثة لا تثمر، مما يضطر المزارع لشراء الصيب مرة أخرى بينما المحلية تستمر بالثمرة عدة أعوام وتزرع دون أي أسمدة أو مبيدات.
يتم زراعة العدس “البلسن” بنسبة 30% من محاصيل البقوليات في المنطقة وذلك بسبب ارتفاع أسعار الصيب ويستخدم في الوجبات اليومية والبيع وتصل قيمة القدح من 18000- 20000 ألف ريال. ويوجد نوعان من العدس هما الثلاثي والخماسي ويزرع الخماسي بشكل كبير، وذلك لاعتماده على مواسم الأمطار، أما الثلاثي فيزرع في فصل الخريف.
يتم زراعة العتر بنسبة 5 % من محاصيل البقوليات في المنطقة وذلك بسبب ارتفاع أسعار الصيب ويحتاج إلى ري تكميلي في حالة قلة الأمطار في بعض المناطق ولكن مردودها الاقتصادي عال ويصل سعر القدح 40000 ألف ريال ويستخدم في الوجبة اليومية. ويتم استهلاكه من قبل أبناء المنطقة قبل نضوجه ما أدى إلى عزوف بعض المزارعين عن زراعته.
العمليات الزراعية
تبدأ عملياتها الزراعية بحراثة الأرض في12 يناير بآلات الحراثة، ثم تترك الأرض للتهوية وأشعة الشمس، ومن ثم يتم حرثها وتسويتها وإضافة السماد العضوي من بداية شهر 3 إلى نهاية شهر 4، وبعد ذلك تتم الزراعة في شهر5 بالحمير، حيث تحتاج كل 5 لبن عشاري إلى 8 لبن 4 كجم من البذور، وتكون الزراعة على هيئة خطوط بمسافة بينية 20 سم، وبين النبات والآخر 10سم كي لا يحدث مضايقة بين النباتات، وفي شهر 8 يكون الشرف؛ إزالة الأوراق، وبداية شهر 10 يتم حصاد المحصول بالأدوات القديمة الشريم، ونقلها للتجفيف في الجرن ثم فصل الحبوب بآلات الحصاد، ويتم انتخاب السنابل الجيدة والكبيرة كبذور للموسم القادم والباقي للاستهلاك ويتم وضعه في البرميل للتخزين، وتتميز المنطقة بزراعة عدة أصناف من الرومي كالثلاثي ومدته ثلاثة أشهر، والخماسي ومدته خمسة أشهر، والسباعي ومدته سبعة أشهر، وتنتشر زراعتها بشكل واسع في عزلة العروس بسبب خصوبة التربة وتوفر مياه الآبار وتعط إنتاجية عالية.
وتستخدم الأسمدة العضوية قبل عملية الزراعة، والكيميائية بعد أربعين يوما من الزراعة وبعد شهرين، أما بالنسبة للري يتم قبل الزراعة والثانية بعد نموها من التربة، من ثم تتم عمليات الري وكل 8-10 أيام حتى نهاية الموسم، وهكذا تتم عمليات زراعتها، ومن ثم تسويقها للأسواق المركزية في أمانة العاصمة، لأنها الأسواق الأقرب والأكثر حركة للبيع والشراء في المنطقة.

قد يعجبك ايضا