أثمرت توجيهات قائد الثورة- حفظه الله- بالعناية بالجانب التنموي والزراعي عن تحرك عملي وجاد في ميدان العمل على مسار الاستغلال الأمثل للموارد وتنسيق الجهود بين المجتمع والدولة، وكذا التحرك الرسمي في تحفيز المجتمع واستنهاض طاقاته وتشجيع جانب الإحسان في الواقع العملي بكل شؤونه، والعمل من خلال ترتيب وتجميع الجهود وتنظيمها في إطار منهجية تمكين المجتمع اجتماعيا واقتصاديا انطلاقا من ترسيخ منهجية ذي القرنين في تحفيز المجتمعات وشرح مدى قوة مواردها وقدراتها وربط المجتمعات بالله قبل أي ارتباط وأن الله سبحانه وتعالى هو الممكن للأمة والمسخر لكل ما يعمل على تجاوز أي عدوان أو حصار.
الثورة / أسامة كشوبع
مؤسسة بنيان التنموية ايمانا منها بأهمية ما دعا إليه السيد القائد -حفظه الله- في توسيع دائرة المواجهة نحو التنمية انطلقت فعملت على بناء مجتمع واع ومنظم من خلال بيوت مبادرات وغرف طوارئ تعمل على تحفيز المجتمع وتنظيم جهوده وتجميعها في هيئة مبادرات مجتمعية نجحت في تنظيف قنوات الري صيانة الحواجز المائية والبرك والكرفانات والسدود، كما ساهمت في صيانة طرق وإعادة تأهيلها بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المبادرات في مجالات الصحة والبيئة ناهيك عن تنفيذ العديد من البرامج التوعوية في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
ومع كل خطوة تخطوها مؤسسة بنيان التنموية بالتعاون مع شركائها في التنمية من المؤسسات والهيئات الحكومة والعامة والقطاع الخاص والصناديق، يظهر للجميع مدى الفاعلية والجهوزية العالية المفعمة بروح العمل الطوعي وحب المشاركة في بناء جيل قوي متسلح بالروحية الجهادية على نهج المسيرة القرآنية محصن بالهوية الإيمانية.
طليعة الشباب من فرسان التنمية واللجان الزراعية الذين تلقوا تأهيلا عاليا في العديد من المهارات والخبرات في دورات مكثفة على أيدي خبراء في مؤسسة بنيان التنموية وأكاديمية بنيان للتأهيل والتدريب، كانت النواة التي أثمرت بما قامت به من حملات توعوية ركزت على إعطاء الجرعات الثقافية والتنموية لتحفيز القدرات المجتمعية نحو المشاركة الفعالة في صناعة الوجود وخلق فرص النجاح، في استجابة صادقة لدعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي إلى ضرورة تحويل صعوبات ما تتعرض له البلاد من عدوان غاشم وحصار جائر إلى فرص نجاح يثبت من خلالها الشعب اليمني للعالم أنه جدير بالصمود والمواجهة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
التاريخ لن ينسى لهؤلاء الفتية الذين جندوا أنفسهم في سبيل استنهاض روح التحدي لدى أبناء المجتمع وإحياء روح المبادرة في أوساط المجتمع الذي تعرض للتجهيل ومسخ الهوية بالثقافات المغلوطة لقوى وتيارات الانحراف التي جثمت على كاهل الأمة عقودا من الزمن، وما رافقتها من البرامج اللا إنسانية التي تبنتها ولا زالت تتبناها تدخلات المنظمات الدولية تحت غطاء ما يسمى بالإغاثة والعمل الإنساني.
تلك التدخلات اللا تنموية واللا إنسانية للمنظمات الدولية تمكنت سابقا وفق خطط وبرامج مدروسة وممنهجة من تحويل المواطن الريفي من إنسان منتج يزود المدن والأسواق بمختلف المنتجات الزراعية كالحبوب والفواكه والخضروات واللحوم والحليب ومشتقاته، وما إلى ذلك من المصنوعات الحرفية الجلدية والقطنية والسعف وفنون “وقيص” ونحت الأحجار والجبس بالزخارف وخلافه، إلى كائن اتكالي مترهل ينتظر معونات وهبات تلك المنظمات.
إن سطورا ستكتب كلماتها وتدوِّن عباراتها بماء الذهب عن جهود وتفاني هؤلاء الفتية الذين يعطون جل أوقاتهم ولا يدخرون جهدا في سبيل إنعاش وإذكاء روح الاعتماد على الذات من خلال ما يقومون به من نشر للوعي بأهمية الإنتاج المحلي من الحبوب وضرورة تنمية وتطوير طرق وأساليب تحقيق زيادة المحصول في حدود الممكن والمتاح من الإمكانات والخبرات المجتمعية اعتمادا على موروث العادات والتقاليد المحلية كالعانة والنكف والجايش والغرم والفزعة… إلخ.
فكرة فرسان التنمية تصب في النهوض بالمجتمع، وهي فكرة تنموية خالصة تعمل على دفع المجتمع نحو إحياء واستمرارية روح المبادرات المجتمعية واستنهاض الطاقات الكامنة والكاملة في المجتمع في سبيل تحقيق نهضة زراعية وتنموية شاملة ومستدامة بجهود وإمكانات محلية تستمد تمويلها من الموروث الشعبي القائم على ثقافة الغرم والجايش والمضاهاة بالتنسيق مع شركاء التنمية في السلطات المحلية وشركاء التنمية في القطاع الخاص واللجان الزراعية والجمعيات التعاونية والمجالس المحلية والمحسنين.
الجدير ذكره أن المجتمعات المحلية نفذت بمساندة مؤسسة بنيان التنموية واللجنة الزراعية والسمكية العليا وشركاء التنمية من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة حوالي (1239) مبادرة اجتماعية واقتصادية تم تنفيذها خلال الفترة من يناير حتى يونيو من العام الجاري 2021م في عدد من المحافظات والمديريات التي تم فيها تفعيل دور فرسان التنمية، كما تم تنفيذ عدد (328) مبادرة زراعية و(237) مبادرة مياه وبيئة و(203) مبادرات شق وتأهيل طرق و(65) مبادرة في جانب الثقافة والتراث و(78) مبادرة في مجال التكافل والإغاثة و(272) مبادرة في مجال التعليم و(55) مبادرة في مجال الصحة.
وفي مجال التدريب والتأهيل تم إعداد (1795) فارسا تنمويا وفق منهجيات علمية قائمة على هدى الله والاحتياجات الميدان العملي العلمية من خلال دورات تدريبية أقامتها أكاديمية بنيان بتمويل من مؤسسة بنيان واللجنة الزراعية والسمكية العليا وشركاء التنمية.
الثروة الحيوانية مثلت الركيزة الأساسية والعمود الفقري للتنمية الاقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث تم تنفيذ عدد من المبادرات المجتمعية عبر فرسان التنمية في مجال الصحة الحيوانية فكان عدد الرؤوس المستفيدة من خدمات الصحة الحيوانية المجتمعية حوالي (1.086.600) رأس من الماشية بمختلف أنواعها من أبقار وأغنام وماعز وإبل.
ونالت المؤسسات المحلية للقطاع الحكومي والخاص حيزا من الاهتمام والعناية في إطار برنامج التأهيل والتدريب حيث استفادت من التوعية في مجال التنمية عدد (6) مؤسسات وعدد (40) جمعية.
وعلى صعيد العناية بالجرحى وذوي الإعاقة قامت المؤسسة بتدريب وتأهيل عدد (13) من ذوي إعاقة الحرب، كما تم تأهيل عدد (166) أسرة من أسر الجرحى في برنامج الأسر المنتجة نحو الاكتفاء الذاتي ضمن استراتيجية الاقتصاد المجتمعي المقاوم.
وفي مجال تمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا عبر التدريب والتأهيل، قام قطاع المرأة في مؤسسة بنيان التنموية بتدريب وتأهيل حوالي (166) أسرة في برنامج الأسر المنتجة، وذلك لتمكين هذه الأسرة من تدبير لقمة العيش الكريمة، وبما يعمل على زيادة النهوض بالاقتصاد المجتمعي المقاوم، بعيدا عن منهجيات وسياسات المنظمات الدولية التي تعمل على تجريد المرأة من كافة القيم وتعمل على الترويج لدعم المرأة من خلال مشاريع لا تحمل في مضمونها كرامة المرأة أو الحفاظ عليها.
من جهة أخرى حرصت مؤسسة بنيان التنموية بالتعاون مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا وفي إطار في المرحلة الأولى من الثورة الزراعية على تحفيز المجتمع لاستنهاض طاقاته ورفع وعي المجتمع وإرشاده على اكتشاف واستغلال موارده وكيفية تجميع الجهود وتوجيهها التوجيه الأمثل لزيادة الاستفادة منها بما يحقق التنمية المستدامة وصولا للاكتفاء الذاتي.
وبعد تطوير العمل واتساع رقعته جغرافيا، تم تشكيل عدد من اللجان الزراعية تقوم بمسؤوليات أوسع وبمشاركة عدد أكبر من فرسان التنمية واللجان الزراعية الفاعلين في كل منطقة في اللجان التي تعمل من خلال منهجية العمل الثوري وليس العمل النمطي.
وانتشرت اللجان الزراعية وبيوت المبادرات في كل محافظة ومديرية وعزلة وقرية آخذة على عاقتها مهمة تحفيز المجتمعات وتنوير الطلائع الشابة بنهج المسيرة القرآنية وغرس روحية المشاركة المجتمعية التنمية والعمل المجتمعي على مختلف الأصعدة التنموية.
وأكد التقرير “أن أبرز تقييم للمرحلة الأولى يكمن في أن المجتمع هو المصدر الأساسي لتمويل كل المبادرات والأنشطة والبرامج، فالمجتمع هو نفذ 1054 مبادرة في جانب البناء المجتمعي، و1357 نشاطاً ومبادرة في البناء المؤسسي، و1033 مبادرة ونشاطاً في مجال تنمية الثروة الحيوانية ومبادرات في مجال الموارد المائية بعدد 294، ومبادرات في الثروة النباتية بحوالي 584 نشاطاً ومبادرة، بالإضافة إلى تشكيل اللجان الزراعية على امتداد القري والعزل في عموم مديريات المحافظات المحررة، وتنفيذ مبادرات زراعية من أهمها اطلاق مبادرة غرس 100 مليون شتلة من الأشجار الاقتصادية على مستوى الجمهورية، وكذا مبادرة علاج 10 ملايين رأس من الماشية، وغرس مليون شتلة عنب في أمانة العاصمة، والعديد من المبادرات في مختلف المجالات التنموية والخدمية”.