كم شاهدنا أفلاما أمريكية لعقود والأمريكي يظهر نفسه على أنه المخلص للشعوب من حالات الظلم والاضطهاد في بطولات زائفة تساقطت أوراق التوت عن سوءاتها في كثير من البلدان.
أمريكا التي كانت تدفع – وشركاتها الهوليودية – ملايين الدولارات؛ ولمبالغ أكثر من الملايين لتصل للمليار دولار أحيانا لنشر خيالات المؤلف وبراعة الممثل الأمريكي ولما يقولون إنها المثالية الأمريكية من تصوير لحقوق الإنسان والديمقراطية المبالغ فيها.
الاسبوع الماضي شاهدنا فيلما أمريكيا في أفغانستان عقب انسحاب أمريكا من هذا البلد بعد احتلاله نحو عقدين من الزمن، ونذكر كيف كان احتلال أفغانستان عقب ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ م وكيف كانت الشعارات، قبل ذلك بل والحملات النفسية والإعلامية وكل جوانب الحروب الأخرى.
نذكر كيف ضربت الولايات المتحدة أفغانستان بقاصفاتها الب٥٢ العملاقة وكم كان الضحايا من المدنيين الأبرياء بدواعي محاربة الإرهاب على هذا الشعب المظلوم والمسلم.
كيف كانت شعارات أمريكا بعد هجمات سبتمبر وكم وعدت بتغيير النظام الأفغاني ونشر الديمقراطية الأمريكية وكيف كانت الديمقراطية في هذا البلد التي لم يحققها الأمريكيون لهذا الشعب بتلك الطريقة، لقد انسحبت أمريكا وتركت أحلام المخدوعين بها تذهب أدراج الرياح وكأنها سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.
هزمت أمريكا ولم تحقق شيئا، لا تنمية ولا ديمقراطية وليت أبناء هذا الشعب سلموا من جرائم أمريكا.
نعرف أن القاعدة كانت صنيعة أمريكا في هذا البلد لفرض تموضع جديد.
لكن ما هو شعور المخدوعين في بلداننا وهم يشاهدون ذلك المشهد، مشهد الأفغانيين تحت الطائرات الأمريكية الضخمة وقد تعلقوا بأجنحتها وعجلاتها عقب إقفال الطيارين كل الأبواب واكتمال عدد المغادرين من الأمريكيين على متنها، وتساقط الأفغانيون بذلك الشكل المهين.
أين أمريكا وحقوق الإنسان والديمقراطية التي تشدقت بها طيلة عقود؟! أمريكا هربت من أفغانستان ولم تحقق شيئا للشعب الأفغاني سوى الجرائم والإبادات ولا ديمقراطية ولاهم يحزنون ولا حرية ولا كرامة، كل ما حققته للشعب الأفغاني سوى الإبادات الجماعية ونهب ثروات هذا البلد.
كنا ضمن الكثير من الذين حذروا بعدم المراهنة على أمريكا لكن لا مجيب. فهل يتعض وتتعض شعوب أمتنا مما حصل في أفغانستان. هل تصحوا شعوب امتنا في الطرف المقابل لمحور المقاومة؟!
فلا يعيش هؤلاء في الوضع الراهن سوى الإذلال والجرائم في طريقها كما أفغانستان ولو كانت بدرجة أقل. لكن من اليمن يجب أن نعلن أن الطرف الأفغاني يساويه الطرف الذي يؤيد العدوان على اليمن ويساند التحالف وكذلك المحايدين.
ترك الأمريكي أفغانستان ولم ينه الفيلم بإنقاذ الحشود التي تحت الطائرة كما يجري في أفلامهم البطولية بل تخلوا عنهم.
وللأسف داست الطائرات المواطنين الأفغانيين وحلقت الطائرة وتساقط المواطنون من على عجلاتها وسقطوا من الهواء وتردوا قتلى.
لم يعرهم الأمريكي أي اهتمام.. صحيح أن فيلم أفغانستان انتهى لكن أمريكا تخلت عن كل وعودها، لمن خدعتهم، ولم تسلم أمريكا من الإهانات ففي النهاية فشل البطل الأمريكي في “فيلم أفغانستان”.