• الوجود الأمريكي في الخارج.. نهايات غير سعيدة
• تنهار الأنظمة التي يزرعها الأمريكيون أينما حلوا
الثورة / علي الشرجي
تتشابه سيناريوهات نهايات التواجد الأمريكي في عدد من الدول كفيتنام والعراق وأفغانستان، لتصنع من عناوين فشلها مؤامرات جديدة ضد الشعوب.
بالأمس القريب جرّت الولايات المتحدة الأمريكية أذيال هزيمتها وفشلها في أفغانستان دون حتى وداع أو تلويح بسلام لأصدقائها الذين تدافعوا بالآلاف في مطار كابول بحثا عن قشة أمريكية تنجيهم من الغرق في مستنقع طالبان، وبعض العملاء تركوا مرميين في مدرجات المطار وقارعة الطريق بانتظار فرصة هروب مع فلول القوات الأمريكية المغادرة.
بعد 20 عاماً من النفوذ العسكري والأمني والسياسي في أفغانستان تاهت أمريكا في غمضة عين، وصار أقصى أملها هو إجلاء قواتها ودبلوماسييها وما تيسر من عملائها.
وأقر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأول بأن الوضع في أفغانستان انهار في وقت أسرع مما يتوقع، معترفاً بفشل الإدارة الأمريكية والدور الأمريكي المشبوه في أفغانستان الذي لم يكن لبناء دولة أو بناء أمة – حد تعبيره.
كعادتها تحمل غيرها مسؤولية العجز والفشل، فأمريكا على لسان رئيسها استبعدت خيار القتال بدلا عن القوات الأفغانية المتهمة بالعجز رغم الدعم الأمريكي اللا محدود المقدم لها والتي يقدر بـ300 ألف مقاتل.
وكانت تقارير متداولة أفادت بأن الولايات المتحدة الأمريكية خسرت 24 ألفاً و800 جندي وضابط في حروبها العبثية بأفغانستان، إضافة إلى إنفاق تريليوني دولار.
تخلت واشنطن وبلمح البصر عن أصدقائها الأفغان الذين تشبث بعضهم بجناح إحدى الطائرات الأمريكية أثناء مغادرتها مطار كابول – كما تناقلت صورها وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين – في رسالة بليغة لكل عملاء أمريكا في العالم.
ويواجه عشرات الآلاف من الأفغان المتعاونين مع القوات الأمريكية مصيراً مجهولاً وسط مخاوف من أن يتعرضوا للقتل، كما حدث في فيتنام والعراق بحسب تقرير سابق نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
يعيد ذلك للأذهان ما حدث في فيتنام حينما تركت واشنطن الكثير من حلفائها في جنوب فيتنام يواجهون الموت بسبب تأخرها في إجلائهم.
وتكرر ذلك المشهد في العراق حينما قدمت أمريكا تأشيرات دخول لأراضيها لعدد قليل من المترجمين العراقيين الذين ساعدوا القوات الأمريكية وتركت عشرات الآلاف يواجهون مصيرهم.
وأوضحت تقارير حقوقية مقتل 1000 شخص من المتعاونين مع القوات الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق، بينما ينتظر بعضهم الحصول على تأشيرة للسفر.
وتنهار الأنظمة التي يزرعها الأمريكيون أينما حلوا من فيتنام للعراق إلى أفغانستان، وما أشبه ليلة أمريكا في كابول في 15 أغسطس 2021م ببارحتها في سايغون الفيتنامية في أبريل 1975م، حيث نوه مراقبون باستحالة تجاهل التشابه في هذا السقوط الأمريكي المدوي.
وقد تصدرت إعلاميا تغطية النهاية المخيبة لآمال الأمريكيين وأصدقائهم حول العالم وبشكل رئيسي صور طائرات الهليكوبتر التي غطت سماء كابول يوم 15 أغسطس 2021م خلال عمليات إجلاء مرتبكة للدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين من السفارة إلى مطار كابول في تذكير مؤلم بنفس المشهد في سماء سايغون الفيتنامية في أبريل 1975م.
وبعيداً عن غطرسة وأكاذيب الجنرالات والتقارير الاستخباراتية فإن الولايات المتحدة الأمريكية دولة محتلة في نهاية المطاف، وبالتالي ليس من المستغرب أن تكون نهايات وجودها غير سعيدة كما حدث في كمبوديا والصومال ودول أخرى .
ويسجل التاريخ النهايات غير السعيدة للوجود الأمريكي في كثير من مناطق العالم وسننتظر مآلاتها قريبا ربما في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط .