المشتقات النفطية “أزمة” تهب مع كل ريح


> مواطنون: مع كل أزمة بنزين نترك أعمالنا ونتفرغ للبحث عن محطة

> مختصون: الجرد السنوي وتفجير أنابيب النفط والتقطعات في الطرق أسباب رئيسية للأزمة

> أصحاب محطات: شركة النفط لا تغطي حاجة المستهلك بشكل منتظم

ظل يبحث لمدة يومين عن مادة البنزين في محطات المشتقات النفطية بالعاصمة صنعاء على أمل أن يقوم بتعبئة سيارته التي بتوقفها تتوقف جميع أعماله المجدولة في برنامجه اليومي ليسمع أخيرا عن محطة تقوم ببيع المشتقات النفطية فسارع إليها فرحا كالعطشان في الصحراء على أمل الحصول على مادة البنزين لسيارته إلا أنه يصطدم بازدحام وتراكم السيارات حول المحطة التي عانت هي أيضا من قبله للوصول إلى لترات من البنزين
عبدالعزيز الكبسي يقول: لست الوحيد الذي يبحث عن المواد البترولية فما أكثر الباحثين والمحتاجين إليها ويظهر ذلك من خلال الطوابير أمام المحطات ويضيف: بدون المشتقات النفطية يصبح المجتمع مشلولا وعاجزا عن الحركة… أزمة البنزين وقضية الانقطاع المتكرر والمفاجئ وقصص تواجده في بعض المحطات وغيابه في أخرى والتأخير الذي تمارسه بعض المحطات بهدف الاستغلال وخفايا وأسرار تلك اللعبة في هذا التحقيق:

وقال الكبسي -وهو وكيل مدرسة الشهيد أحمد مبخوت- إن اختفاء البنزين مشكلة تجعله وكثيرين عند سماعهم الأزمة يتركون جميع الأعمال جانبا ويقومون بعملية البحث عن محطة تقوم بصرف المواد النفطية خاصة مادة البنزين ومضى يقول إن حركة المجتمع ونشاطه الحركي يرتبط بتوفير المشتقات البترولية لكنه يبدي استغرابه من دور وزارة النفط وشركة النفط والجهات المختصة تجاه هذه المعضلة.
من جانب آخر يحكي أكرم المطري قصة معاناته بالقول: إن عمليه انقطاع المواد البترولية تجعلنا نترك أعمالنا ونتجول في جميع الاتجاهات بحثا عن البنزين مضيفا أنه حتى إن وجدت محطة تقوم بالصرف فنقوم بمواجهة مشكلة أخرى حيث نبقى محتشدين أمام المحطات لساعات طويلة بسبب السيارات الواقفة في الطابور حتى يصل إلينا الدور وهذه مشكلة تتكرر مع مادة أساسية لا نستطيع الاستغناء عنها لأنها ترتبط بجميع أعمالنا الخاصة والعامة.
تأخير المشتقات النفطية
المشكلة طرحناها على أصحاب المحطات فماذا يقولون.. وكيف يبررون خاصة عندما يطرح البعض أن هناك تلاعباٍ.. يقول هادي عبده صاحب محطة سعوان بأمانة العاصمة: إن من أسباب حدوث الأزمة يعود إلى عدم تغطيتنا بالمشتقات النفطية الكافية خاصة ونحن نواجه احتشاد كثير من السيارات أمام المحطة وهو الشيء الذي يجعل الكمية المتوفرة تنتهي في وقت سريع إضافة إلى أن أغلبية الواقفين في الطابور يقومون بتعبئة نسبة كبيرة من هذه المواد وادخاره وأوقات الأزمة مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية في توزيع النفط مثلا المناطق الزراعية في الريف تحتاج مادة الديزل أكثر بعكس المحطات التي بالمدن منوها بأنه لم تعد معاملة الحصول على المواد البترولية كالسابق والتي كانت لا تستغرق سوى يومين والمعاملة اليوم تحتاج أسبوعاٍ على الأقل لكي يتم صرفها أما حول ما يقال عن تلاعب أصحاب المحطات بالنفط فيوضح بالقول: إن هناك مندوب الشركة يتأكد من الصرف ومن العدادات التي يتم ختمها بالشمع الأحمر ولا يستطيع أحد التلاعب بها مؤكدا أن الشركة مؤخرا تقوم بضبط المحطات المخالفة.
كميات قليلة
من جانب آخر قال نور الدين الصلوي -مسئول المتابعة بشركة النفط في محافظة صنعاء- إن هناك عجزاٍ في توفير المشتقات النفطية بكميات كبيرة وهو الذي يضطر الشركة إلى صرف مواد قليلة تقدر بـ(15) ألف لتر للمحطات وهذه الكميه تعتبر قليلة جداٍ أمام السيارات المتراكمة في الطابور الواحد التي يتم تصريفها خلال ساعات قليلة ويؤكد أن المحطات تحتاج إلى كميات كبيرة من المشتقات النفطية للقضاء على الأزمة.
أسباب الانقطاع
فيما يؤكد عبدالحميد المسوري مدير عام هيئة استكشاف المعادن أن سبب الانقطاع الأخير للمشتقات النفطية يعود إلى أن الشركة والوزارة تقومان بعملية الجرد السنوية إضافة إلى استمرار تفجير أنبوب النفط مؤخرا وهو الأمر الذي أوقف عمليه ضخ المشتقات النفطية رغم الإصلاحات المستمرة للأنبوب.
أمن وزارة النفط
مدير أمن وزارة النفط صالح قبان يشرح أسباب تأخر المشتقات النفطية بالقول: هناك عصابات طرق تعترض ناقلات المشتقات النفطية إضافة إلى تفجير أنابيب النفط بين الحين والآخر وهذه أسباب رئيسية لأزمة البنزين وتأخر المشتقات النفطية بشكل عام عن المحطات مشيرا إلى أن أغلب المواطنين يقوم بتعبئة أكبر قدر ممكن من المواد البترولية وتخزينها وهذه مشكلة تؤدي إلى نفاد الكمية من المحطات بسرعة وتعمق من أزمة المشتقات النفطية.
الخلاصة: تجمع الآراء على أن أسباباٍ متفرقة تقف خلف أزمة المشتقات النفطية أبرزها العامل الأمني المتمثل في التفجيرات المستمرة لأنبوب النفط في أكثر من مكان على طول امتداده إضافة إلى وجود عصابات تخريب تعترض ناقلات المشتقات النفطية بهدف عمل أزمة وكنوع من الابتزاز للدولة.. تحت لافتة مطالب لأشخاص.
لهذا كله يؤكد المختصون على ضرورة تأمين خطوط سير ناقلات النفط وحمايتها ووضع خطة أمنية لحماية أنابيب النفط من أعمال التخريب التي تطالها.. كي تصل المشتقات النفطية إلى المستهلك في الأوقات المحددة وبشكل منتظم وبغير ذلك ستبقى الأزمة قائمة بين وقت وآخر..

قد يعجبك ايضا