الثورة نت/ وكالات
يبدو أن روسيا تسعى الى تعزيز قدراتها العسكرية بوتيرة عالية لحماية أمنها خاصة في مجال الصواريخ العابرة للقارات ذات المواصفات الخارقة، وذلك في ظل تصاعد توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وفي هذا السياق،أعلن المدير العام لوكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”، دميتري روغوزين أن صواريخ “سارمات” الباليستية العابرة للقارات ستضمن أمن روسيا لعدة عقود.
وقال روغوزين على قناة يوتوب “سولوفيوف لايف” وفق وكالة سبوتنيك الروسية السبت 7/8/2021م: إن “العمل جار الآن على تطوير منظومة فريدة من نوعها وهي منظومة “سارمات”.
وأضاف: “نختتم الآن فعليا الاختبارات الأرضية لهذه المنظومة بأكملها، ونفعل ذلك بطريقة ستتيح تهيئة الأرضية من خلال تطوير مثل هذا الصاروخ الباليستي القوي، لضمان أمن البلاد وتطورها المستقبلي بالكامل للسنوات الـ30-الـ40 القادمة”.
ومن المقرر أن يحل صاروخ “سارمات” (إر.إس-28) محل أثقل صاروخ استراتيجي في العالم وهو من طراز “فوييفودا” (وفقًا لتصنيف حلف الناتو “ساتانا”، إر.إس-20 في)، وبدأت أعمال التطوير الخاصة بمشروع “سارمات” في عام 2011. وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من تجارب إطلاقه في مطار “بليسيتسك” الفضائي بشمال روسيا.
وسيكون الصاروخ الجديد قادرًا على مهاجمة أهداف عبر القطب الشمالي وعبر القطب الجنوبي، متجاوزا أنظمة الدرع الصاروخي.
ويصل مدى صاروخ “سارمات” 18 ألف كلم ووزن الإقلاع الخاص به 208.1 طن، وطوله 35.5 متر وقطره ثلاثة أمتار.
وبهذا الخصوص،لا يستطيع صاروخ أمريكي جديد من طراز SM-3 مقارعة صاروخ “سارمات” الروسي العابر للقارات بنظر خبير روسي.
وأعلن جهاز الإعلام التابع لوكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية عن نجاح تجربة صاروخ Block-IIA ، وهو نسخة جديدة من صاروخ SM-3 المضاد للصواريخ، مشيرا إلى أن هذا الصاروخ أصاب صاروخا بالستيا عابرا للقارات وأسقطه.
ووفق وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تمكنت لأول مرة في التاريخ من اعتراض صاروخ بالستي عابر للقارات بواسطة صاروخ مضاد تم إطلاقه من المنصة الأرضية.
إلا أن الخبير العسكري الروسي العقيد كونستانتين سيفكوف لم ير مبررا لإعلان تجربة الصاروخ الأمريكي الجديد إنجازا مشهودا. وقال الخبير في تصريحات صحفية وفق وكالة سبوتنيك إن صاروخ SM-3 مخصص للتعامل مع أهداف أقل سرعةً، أي أنه مخصص لاعتراض الصواريخ التكتيكية.
وقد يستطيع صاروخ SM-3، مع ذلك، اعتراض صاروخ بالستي، ولكن لا يمكنه أن يفعل ذلك إلا بعد أن يخفض الصاروخ البالستي سرعته إلى حد كبير على مقربة من الهدف المزمع تدميره. ولا يمكن أن يحقق صاروخ SM-3 في هذه الحالة النجاح الكامل إلا إذا تم تدمير ما يحمله الصاروخ المستهدف من رؤوس مدمرة. ومن أجل ذلك يجب أن يحمل الصاروخ الاعتراضي الرأس المدمر المناسب.
وأشار الخبير إلى أن الصاروخ البالستي يحقق المهمة المطروحة عليه عندما تصبح المسافة الفاصلة بينه وبين الهدف المطلوب تدميره مئات الكيلومترات في حين لا يزيد مدى صاروخ SM-3 على 200 كيلومتر.
وتجدر الإشارة إلى أن الصاروخ الأمريكي لم يُسقط أثناء التجربة الصاروخ البالستي الحقيقي، بل أصاب ما يحاكي تحليق الصاروخ البالستي.
ولفت الخبير إلى أن صاروخ “سارمات” الذي تستعد روسيا لتسليمه إلى قواتها المسلحة هو وحده يستطيع أن يختبر قدرات الصواريخ الاعتراضية، مع العلم أن هذا الصاروخ يقدرعلى اختراق الشبكات المخصصة لاصطياد الصواريخ، ويستطيع أن ينأى بنفسه عن الصواريخ الاعتراضية.
وفي وقت سابق في منتدى”آرميا-2019″ لأول مرة كشفت الخصائص التكتيكية والفنية للصاروخ الباليستي “سارمات”، إذ يبلغ مداه 18 ألف كم، وكتلته — 208.1 طن. كتلة الرأس الحربي حوالي 10 أطنان.
وطول الصاروخ 35.5 متر، وقطره ثلاثة أمتار. كتلة الوقود 178 طن، ومجهز برأس منقسم مع وحدات من التوجيه الفردي.
ونظام صواريخ سارمات هو مجمع استراتيجي روسي من الجيل الخامس. تم إنشاؤه ليحل محل قوات إر-36إم “فويفودا” في القوات.
وبدأ في روسيا عام 2008 إصلاح عسكري واسع النطاق، أصبح أحد أهم عناصره برنامج إعادة تسليح القوات المسلحة. وتقرر في عام 2010 تخصيص 20 تريليون روبل [317 مليار دولار حسب سعر الصرف الحالي] حتى عام 2020 ، بهدف إيصال نسبة التقنيات الجديدة في القوات المسلحة إلى 70 بالمئة.
وفي المجال نفسه، سبق أن أفادت وسائل إعلام روسية أن ميدان التجارب الروسي “ساري شهان” يوم 25 أبريل الماضي شهد اختبارا عاشرا ناجحا للصاروخ المضاد التابع لمنظومة الدرع الصاروخية الروسية.
وقال قائد الجيش الأول للقوات الجوفضائية الروسية العميد، سيرغي غرابتشوك، وفق موقع قناة “روسيا اليوم” إن سلسلة من اختبارات الصاروخ المضاد أكدت كل مواصفاته التصميمية. ودمر الصاروخ في إطلاقه الاختباري العاشر هدفا افتراضيا بالدقة المطلوبة.
ويرى المحللون العسكريون أن الاختبارات العشرة الناجحة كافية لتأكيد جاهزية الصاروخ المضاد التابع للدرع الصاروخية.
وسبق لقائد القوات الجوفضائية الروسية، اللواء سيرغي سوروفيكين، أن أعلن في يوليو عام 2020 أن الصواريخ المضادة الجديدة ستعزز الدفاعات الجوية والدرع الصاروخية لموسكو وستزيد ضعفا من فاعليتها.
واعتقد معظم المحللين العسكريين آنذاك أن المقصود بالأمر هو صاروخ “نودول” الروسي الواعد الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من منظومة “إس – 500” الروسية للدفاع الجوي والدرع الصاروخية.
وبمقدور هذا الصاروخ “حسب اللواء، اعتراض كل الأنواع من الأهداف الطائرة، بما فيها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في مرحلة أخيرة لمساره وكذلك في المرحلة المتوسطة في بعض الأحيان.
وعلاوة على ذلك فإن صاروخ “نودول” قادر على اعتراض الأهداف المحلقة في مدار الأرض المنخفض حيث تعمل غالبية الأقمار الصناعية الأمريكية للاستطلاع والاتصال.
يذكر أن “نودول” هو صنف واعد مستقبلي من الصواريخ المضادة الروسية التي يمكن أن تنطلق من المنصات الثابتة والمتحركة على حد سواء.
ومؤخرا أطلقت روسيا تجربة ناجحة للنظام الصاروخي الروسي الجديد من طراز “تسيركون” و لم تخف وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قلقها من التجربة وهو الأمر ذاته الذي عبر عنه حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وأطلقت الفرقاطة الروسية “الأميرال غورشكوف” مؤخراً بنجاح، صاروخاً من طراز “تسيركون” فرط الصوتي، وذلك على هدف أرضي، على ساحل بحر بارنتس، شمال شرقي النرويج والجزء الأوروبي من روسيا.
وتمكن الصاروخ “تسيركون” من إصابة الهدف مباشرة، وذلك عبر مسافة تفوق الـ 350 كم، طبقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية كشف في الوقت نفسه عن أن الاختبار الأخير تم من خلاله التأكد من خصائص الصاروخ (الذي حلق بسرعة 7 ماخ التي هي وحدة قياس سرعة الصوت) من الناحية التكتيكية والفنية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها بموقع “تويتر” فيديو يُظهر جانباً من التجربة الناجحة لإطلاق الصاروخ، من عدة زوايا مختلفة.
وبحسب تقرير نشره موقع”ذا ناشيونال إنترست” الأميركي، فإنه بعد جولة الاختبارات الجديدة التي خضع إليها الصاروخ الروسي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، فإنه “يقترب خطوة جديدة من الاستعداد القتالي” ودخول الخدمة.
ووفق التقرير نفسه، فإنه تم إطلاق “تسيركون” عدة مرات (4 مرات على الأقل) وذلك من الفرقاطة “الأميرال غورشكوف” منذ بداية العام الماضي 2020، وقد نجح في إصابة أهداف برية وبحرية على حد سواء، وذلك على مسافات تتراوح بين 350 و500 كم.