جامع الإمام الهادي ويقال له أيضاً الجامع المقدس ، يقع هذا المسجد في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة صعدة الجديدة والتي اختطها الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام، ويبعد عن صعدة القديمة بحوالي 3 كيلو مترات، وسمي الجامع باسمه، وقد أسسه قبل وفاته بسنة واحدة أي سنة 297هـ، وتوفي الإمام الهادي ولا زال بناء المسجد على قدر قامة رجل وقيل نصف قامة ، ثم تولى أولاده عملية استكمال البناء بالشكل والحجم الذي خُطّطَ له – وهو البناء الموجود اليوم في الجهة الجنوبية – ليقوم الإمام المهدي علي بن محمد سنة 753هـ بتوسعته بـ 45متراً طولا و8 أمتار عرضا، ثم قام الأمير شمس الدين بن الإمام شرف الدين ببناء الملحق الأمامي للجامع.
المميزات العامة لجامع الإمام الهادي :
الميزة الأولى أنه بناه الإمام الهادي إلى الحق وهو الذي فاق علما وفضلا وفقها وتأثيرا في اليمن ورجالاتها، وكونه إمام المذهب الزيدي، ومؤسس دولة الأئمة الزيديين، لذلك فقد حظي بارتباط روحي عميق مع الناس خاصتهم وعامتهم.
الميزة الثانية أنه مثّل مدرسة علمية جعلت من صعدة هجرة علمية يهاجر إليها من مختلف المحافظات حتى نافست في ذلك مدينة العلم والعلماء زبيد والجامع الكبير بصنعاء ليتخرج منها مئات العلماء وعشرات الأئمة، فضلا عن أنه – أي هذا المسجد – كان مسرحاً لأحداث سياسية مهمة ومنها مبايعة بعض أئمة اليمن.
الميزة الثالثة : أنه يعد معلماً دينياً وتاريخياً شامخاً عند الزيدية خاصة وفي اليمن عامة فضلاً عن أنه يقع وسط مدينة أثرية وقديمة لها أهمية تجارية قبل الإسلام وبعده وبالإضافة إلى أهميتها الدينية في تاريخ الإسلام.
الميزة الرابعة : هي تلك النقوش الزاخرة التي انفرد بها هذا المسجد ، وكذلك الشكل الهندسي المتميز، والآثار الموجودة بداخله مثل : المخطوطات الموجودة بمكتبته الخاصة ، وكون القبور والقباب والمشاهد التي بجواره، تشتمل على أبرز أعلام اليمن ومشاهيره.
الميزة الخامسة : قيل في سبب بنائه: إنه عليه السلام “خرج ذات يوم من منزله فرأى نورا صادعا في موضع المسجد الذي أسسه، فعزم حينها على بناء المسجد في ذلك الموضع”.
نبذة مختصرة عن الإمام الهادي مؤسس المسجد …
هو يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم الرسي – نسبة إلى جبل الرس بالمدينة المنورة – بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، ولد بالمدينة المطهرة سنة 245هـ، جاءت فيه آثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنها : ((أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أشار بيده إلى اليمن وقال: سيخرج رجل من ولدي في هذه الجهة اسمه يحيى الهادي يحيي الله به الدين))، ذاع في المدينة صيت علمه وعدله، وانتشرت فضائله، وظهرت أنواره وشمائله، حتى بلغ النواحي والأقطار مما جعل وفدا من أهل اليمن يقدمون إليه ويطلبون منه إنقاذهم من الفتن التي حلت بينهم، فاستجاب لهم وخرج معهم، فلما شاهد من بعضهم العصيان والتمرد على أوامره رجع إلى المدينة، فازداد الحال بأهل اليمن سوءا وضاقت عليهم الدنيا بما حل فيهم وبينهم، فساروا إليه مرة ثانية معتذرين منه ومتضرعين إليه بأن يرجع إليهم فأجابهم وخرج الخرجة الثانية سنة284هـ، فحكم بينهم بحكم الله ووحد قبائل اليمن المتناحرة، فعم في البلاد العدل والسلام والهدوء بعد أن كان الظلم والاقتتال متفشيا فيها، توفي الإمام الهادي بعد أن جاهد بعلمه وسيفه ونشر العلم والتعليم وتصدى للقرامطة الذين استباحوا صنعاء وأهلها بزعامة علي بن الفضل الذي ادعى النبوة، فهزمهم شر هزيمة، واستجاب لمناظرة دعاه إليها أعيان وعلماء من أهل الجبر في صنعاء، فهزمهم فاستسلموا له واتبعوه، توفي الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الرسي في 20 ذي الحَجَّة عام 298هـ وعمره 53 سنة، ودفن بمدينة صعدة بجوار جامعه هذا.
من أهم مؤلفاته :
1 – مجموع رسائله، وتدعى (المجموعة الفاخرة.
2 – الأحكام في الحلال والحرام.
3 – كتاب المنتخب.
4 – كتاب التفسير.
(1) لمعرفة المزيد عن جامع الإمام الهادي انظر المصادر التالية :
1 – جامع الإمام الهادي عبر التاريخ، لمؤلفه / عبدالله المتميز.
2 – مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن، لمؤلفه / عبدالسلام الوجيه.
(2) لمعرفة المزيد عن سيرة الإمام الهادي انظر المصادر التالية :
1- التحف شرح الزلف، لمؤلفه / الإمام مجد الدين المؤيدي.
2 – الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيدية، لمؤلفه / الشهيد المحلي.
3 – كتاب التاريخ، لمؤلفه / أحمد محمد محمد الهادي.
4 – سيرة الإمام الهادي يحيى بن الحسين، لمؤلفه/ علي بن محمد بن عبدالله العباسي العلوي.