الأسير المحرر العميسي يروي لـ “الثورة ” مشاهد تعذيبه في سجون العدوان بمارب: مارسوا ضدي الضرب والجلد والصعق الكهربائي.. ومرتزق سوداني يقتلع لي أضراسي

 

ابتزوا أهلي وأخبروا زوجتي أنهم سيبادلون جثتي بجثث قتلاهم
كان طعامي (كدمة) مع الماء صباحاً و(رزّ) مخلوطاً بالتراب وقت الغداء
يوم خروجي كنت أتضور جوعاً وألهث عطشاً ورفضوا إعطائي جرعة ماء
لا يزال هناك مئات الأسرى في سجون العدوان ومنهم من استشهد تحت التعذيب

لم يكن لديَّ أمل بأني سأخرج حياً .. بهذه الكلمات بدأ الأسير المحرر عبدالسلام علي عبدالله العميسي حديثه وهو يصف ل ” الثورة ” مشاهد تعذيبه في سجن الاستخبارات التابع لمرتزقة العدوان الأمريكي السعودي في مارب .
قبل عام في أحد المعارك وقع المجاهد عبدالسلام علي العميسي- وهو أحد أبناء محافظة حجة ناحية كحلان الشرف أسيراً في أيدي مرتزقة العدوان في جبهة صرواح بمحافظة مارب بعد أن نفدت ذخيرته ، وحالت غارات الطيران المكثفة بينه وبين رفاقه المجاهدين أثناء تنفيذهم هجوماً على مواقع المرتزقة .

الثورة 
محمد شرف الروحاني


يتذكر الأسير المحرر عبد السلام العميسي اللحظات الأولى عند أسره ويقول : اجتمع حولي أكثر من خمسة عشر مرتزقاً وقاموا بضربي ضرباً مبرحاً وعصبوا عيني وحملوني فوق أحد الأطقم واقتادوني إلى ما يسمى ” سجن الاستخبارات” بمدينة مارب.
أربعمائة الف ريال مقابل مقطع فيديو
أثناء نقل الأسير العميسي إلى مدينة مارب قام أحد المرتزقة بتصوير مقطع فيديو للأسير بغرض ابتزاز أسرته، حيث قام المرتزق بالتواصل مع شقيق الأسير وطلب أربعمائة ألف ريال مقابل إرسال الفيديو له وطمأنته على أخيه بأنه ما زال حياً ، وهو ما عرفه الأسير محمد العميسي بعد تحريره ووصوله إلى أهله في نهاية شهر يونيو الماضي . .
لم يكتف المرتزقة بتعذيب الأسير العميسي بل مارسوا تعذيباً من نوع آخر فبعد أسره طلبوا منه رقم واحد من أهله للتواصل معه ، ولأن الأسير العميسي لم يكن يحفظ سوى رقم زوجته أعطاهم الرقم ليقوموا بعدها بالاتصال بها وإخبارها بأن زوجها أصبح جثة وسيتم مبادلته بجثث قتلى منهم .
تحقيق وتعذيب
بدأ التحقيق مع الأسير العميسي منذ اليوم الأول لوصوله سجن الاستخبارات التابعة لمرتزقة العدوان الأمريكي السعودي في مدينة مارب.
كشف التحقيق عن مدى التخبط الكبير الذي يعيشه هؤلاء المرتزقة، وهم يطلبون من الأسير العميسي الكشف لهم عن مكان الصواريخ ومخازن الأسلحة .
لم يكن التحقيق هو ما فاجأ الأسير العميسي وإنما سماعه لصوت شخص معروف لديه وهو الذي بادرة في التحية، وقال ” إرحب يا بو علي ” وأخبر المحقق بأنه سوف يعطيه تقريراً كاملاً عن الأسير ” أبو علي ” ليتم بعدها إعادته إلى زنزانته الانفرادية .
سألنا الأسير المحرر عن هذا الشخص فأخبرنا أن هذا الشخص يدعى”عرفات محمد علي العدلاني” وهو أحد أبناء عمران مديرية عيال سريح وله معرفة سابقة به قبل أن ينضم العدلاني للقتال في صفوف العدوان.
ضرب وصعق بالكهرباء
يوضح الأسير العميسي لـ ” الثورة ” انه عاش حياة صعبةً في الزنزانة تحت وطأة التعذيب ضرباً وجلداً وصعقاً بالكهرباء .
وعن الأشخاص الذين كانوا يقومون بتعذيبه يقول الأسير العميسي أن المشرف على تعذيبه كان أحد اليمنيين ويسمي نفسه ” أبو تراب ” بينما كان الآخران صومالياً وسودانياً .
السوادني قلع أضراسي
ويروي العميسي مشهدًا آخر للتعذيب أثناء التحقيق وهو قلع الأضراس، يقول: بعد أسبوع جاءني الشخص السوداني الذي كان يقوم بتعذيبي وقام بخلع ضرس من أضراسي وكان كل أسبوع يخلع لي ضرساً حتى خلع لي خمسة أضراس .
لم يقتصر الأمر على الضرب والصعق بالكهرباء وخلع الأضراس فكان السجانون يعلقون الأسير العميسي على رأسه على جدران الزنزانة لمدة سبع ساعات يومياً.
التجويع كان جزءاً من التعذيب الذي يمارسه المرتزقة، فالطعام الذي كان يقدمه السجانون للأسير العميسي عبارة عن ” حبة كدمة ” وماء في الصباح وقليل من الارز المخلوط بالتراب في الظهر و” حبة كدم ” وماء في الليل واستمر ذلك طيلة العام الذي قضاه الأسير في زنزانته الانفرادية في سجن الاستخبارات في مارب .
تحرير بوساطة محلية
بعد أن قضى الأسير عبدالسلام العميسي عاماً كاملاً تحت وطأة التعذيب في زنزانة انفرادية أتى إليه في إحدى الليالي مندوب الأسرى لدى المرتزقة المدعو أحمد صلاح- وهو دكتور وفق رواية الأسير المحرر محمد العميسي- وأخبره بأنه سيتم الإفراج عنه في اليوم التالي في صفقة تبادل محلية، وهو ما لم يصدقه الأسير حيث قضى تلك الليلة كما يروي لنا بجانب باب الزنزانة.
في صباح اليوم التالي خرج الأسير المحرر من زنزانته الانفرادية بسجن الاستخبارات بصحبة عدد من المرتزقة لكنه خرج جائعاً وظمآناً فمن أتوا لاصطحابه رفضوا أن يعطوه حتى شربة ماء رغم طلبه المتكرر لهم أثناء رحلته من السجن إلى منطقة الجوبة في محافظة مارب التي تمت فيها عملية التبادل المحلية في نهاية يونيو الماضي .
بعد عام كامل من التعذيب والمعاناة تنفس الأسير محمد العميسي هواء الحرية، لكن ذكريات السجن والتعذيب ما زالت ترافقه ليبقى شاهداً على حقيقة هؤلاء المرتزقة وإجرامهم .
تحرر الأسير عبدالسلام العميسي، لكن مئات الأسرى ما زالوا يقبعون في سجون العدوان ومرتزقته ويتعرضون لأصناف من التعذيب الوحشي ومنهم من قتل تحت التعذيب .. كل ذلك والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحماية الأسرى غائبة عن ممارسة دورها وعاجزة عن وقف انتهاكات العدوان ومرتزقته بحق الأسرى وهو ما يجعلها شريكة في هذه الجرائم .

قد يعجبك ايضا