كيف انتصر مشروع مواجهة الإرهاب الأمريكي السعودي في البيضاء الحياة تعود إلى طبيعتها في (نعمان وناطع والزاهر والصومعة) بعد “النصر المبين”

 

عادت الحياة إلى طبيعتها في مديريات نعمان وناطع والزاهر والصومعة في محافظة البيضاء بعد عملية النصر المبين بمرحلتيها الأولى والثانية اللتين بموجبهما تم تحرير هذه المديريات من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.

الثورة /عبدالله محمد

وتداعى رجال القبائل في المديريات الأربع تلبية لنداء الجيش واللجان الشعبية للمساعدة في تطبيع الحياة العامة في هذه المديريات يدفعهم حس وطني مسؤول وارتياح كبير من تطهير مناطقهم من شرور تنظيمي القاعدة وداعش بعد أن عانوا خلال تواجدهم في هذه المديريات بعد أن ذاقوا منهم مرارة التنكيل بالناس عبر الإرهاب والقتل والتدمير الذي مارسه الإرهابيون طيلة تواجدهم في هذه المناطق .
وتحقق الانتصار المبين على داعش والقاعدة في البيضاء بمشاركة مسؤولة من أبناء القبائل في المحافظة الذين عكسوا بإصرارهم على الانتصار وطرد التنظيمات الإرهابية من محافظتهم أعلى درجات المسؤولية واليقظة التي ينبغي أن تكون موجودة عند كل اليمنيين لطرد المحتلين ومرتزقتهم من كل شبر من أرض اليمن والتخلص من الوصاية إلى غير رجعة.
ووفقا لمراقبين فإنه “بهذا الإنجاز الميداني المهم، تكون طلائع قوات صنعاء قد وسعت دائرة عملية “النصر المبين” ميدانياً إلى 4 أضعاف، وبمساحة تعادل نصف مساحة دولة البحرين خلال أسبوعين (100 كم – 400 كم). وبقدر ما يحمل هذا الإنجاز من أهمية على مستوى محافظة البيضاء، فإنّ له أهمية كبرى متصلة بالمعارك الدائرة في محافظة مارب، على مستوى خطوط الإمداد وغيرها، كما أنه يمثل ضربة قاضية على وقع الهزيمة العسكرية والنفسية والخسائر البشرية لدى المدعومين أمريكياً وسعودياً “.
البيضاء استراتيجيا
وتكتسب محافظة البيضاء أهمية استراتيجية من الناحية الجغرافية، لكونها تقع في قلب اليمن، ولها حدود إدارية مع ثماني محافظات يمنية: شمالية مع مارب وإب وذمار وصنعاء، وجنوبية مع مارب ولحج وأبين وشبوة والضالع، وبالتالي فإنها تمثل حلقة ربط جغرافي وتجاري بين شمال الوطن وجنوبه.
وتقول تحليلات سياسيين في هذا الصدد :”نظراً إلى أهمية هذه المحافظة من الناحية الاستراتيجية، بحكم موقعها الجغرافي، فقد جعل منها تنظيم “القاعدة” خلال السنوات الماضية وكراً لمعسكراته ولمعامل تصنيع المفخخات والعبوات الناسفة وإعداد الانتحاريين والمقاتلين، ومن جنسيات مختلفة، وأغلبهم من الجنسية السعودية. وقد استفادت “القاعدة” وداعموها من موقع المحافظة لتوزيع الموت على اليمنيين شمالاً وجنوباً، قتلاً وتفخيخاً واغتيالات…
والمتتبع لمسرح الأحداث في البيضاء منذ سنوات سيجد وعلى وقع الغارات الأمريكية بطائرات “الدرونز” على محافظة البيضاء، والتي وصفها العميل عبد ربه منصور هادي بـ”الأعجوبة”، واستهدافها القبائل، أن “القاعدة” كانت تتسع وتوسع علاقاتها ببعض رجالات القبائل، بمعنى أنَّ الغارات الأمريكية لم تحدّ من نشاط “القاعدة”، بقدر ما كانت حريصة على تهيئة حاضنة شعبية لها.
السعودية ودعم الإرهاب
وبالعودة إلى الوراء يقول مختصون بقضايا الإرهاب إن الأمر استمر كذلك إلى العام 2013م. وفي هذا العام تحديداً، دخلت قوات “الجيش واللجان الشعبية” في مواجهة مباشرة مع “القاعدة”، وتمكّن أبطال الجيش واللجان ورجال القبائل من هزيمة التنظيم في منطقة المناسح في مديرية ولد ربيع، وإسقاط أحد أهم أوكاره في شبه الجزيرة العربية.
ووفقا للمعطيات التي ترادفت وقتها وأدت إلى تساقط أوكار “القاعدة” في البيضاء وغيرها من المحافظات، وصولاً إلى العام 2015م، شنَّ تحالف العدوان الأمريكي السعودي حملته العسكرية، وكأنها جاءت لإعادة هذه التنظيمات الإرهابية.
وقد وثقت الكاميرات دعماً سعودياً وإماراتياً كبيراً لتنظيم “القاعدة”، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية، إما بالإنزال الجوي، أو بتسليمهم معدات عسكرية حديثة. وهذا ليس ادعاء، فقد كشفت قناة “سي إن إن” الأمريكية ذلك بتحقيقات تلفزيونية على الأرض، حسبما يقول مراقبون محليون.
ويتحفنا أولئك المراقبون بالتأكيد على أن قيادات في “القاعدة” و”داعش” اعترفوا في تسجيلات مصورة بأنهم يقاتلون جنباً إلى جنب مع التحالف. في ظل هذه الظروف واتساع المعركة، وجدت “القاعدة” فرصة لإعادة تموضعها في البيضاء وغيرها من المحافظات، بدعم واضح من التحالف. وعليه، إن هذه العلاقة تفسر استعانة واشنطن والرياض بعناصر “القاعدة” و”داعش” في البيضاء وكأنهم جيوشهم الاحتياطية.
وتشير معلومات مؤكدة نقلها محللون سياسيون أن هناك مؤشرات توحي بتحريك “القاعدة” مؤخراً في البيضاء، ومنها لقاء عقد نهاية شهر يونيو، جمع علي محسن الأحمر، صاحب العلاقة التاريخية بالتنظيم، وقائد قوات البحرية الأمريكية الوسطى، قائد الأسطول الخامس الفريق بحري براد كوبر، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن كاثي ويستلي هدفه تقديم الدعم الأمريكي السعودي لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، تحت عنوان الدعم مقابل التصعيد في البيضاء لتخفيف الضغط على مارب.
السعي لإعادة تموضع القاعدة
ومن بين أهداف الدعم إعادة تموضع “القاعدة” و”داعش” في البيضاء. وبهذا، تكون واشنطن قد ضمنت بقاء مبررٍ لاستمرار تواجد قواتها “المحددة”، بحسب توصيف الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أشهر، بمزاعم مواجهة الإرهاب.
وبالمعطى السياسي الراهن جاء التصعيد بعد أن أعلنت واشنطن الشهر الماضي سأمها من استمرار عمليات الجيش واللجان الشعبية في مارب، كما أعلنت ومعها الرياض دعمها السياسي لما أسموه “الجيش الوطني” في البيضاء، رغم أن المقاتلين في البيضاء ضد الجيش واللجان الشعبية من عناصر “القاعدة”. وتم حشد عناصر إلى صفوفهم من الساحل الغربي ومن المحافظات الجنوبية.
قدرات متفوقة في إعادة تطبيع الأوضاع
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء حسن الجفري أن هذا الانتصار هو دليل على قدرة الجيش اليمني واللجان الشعبة في الميدان عسكريا من جهة وقدرتهم أيضا على تطبيع الأوضاع في تلك المناطق وإعادة الحياة الطبيعية اليها بالتعاون مع المواطنين ..وتأكيد على ان السعودية والإمارات هما أدوات أمريكية رخيصة من أجل تحقيق المشروع الأمريكي في المنطقة ولا يملكون الخيار باتخاذ أي قرار إلا بأمر من أمريكا، وأن الإمارات والسعودية لا يتقاتلون فيما بينهم بل يتقاتلون في الداخل اليمني في إطار المصالح والمطامع الاقتصادية ومن أجل تدمير اليمن كما دمروا من قبل سوريا وليبيا والعراق، تحت الكثير من المسميات التي لم تعد تنطلي على أحد.

قد يعجبك ايضا