جامعة صنعاء شهدت ثورة تقنية من خلال تفعيل موقعها الإلكتروني والتوجه الجاد نحو أتمتة جميع أعمالها الإدارية
أكاديميون اعتبروه إنجازاً استثنائياً في ظل العدوان.. جامعة صنعاء تتقدم 834 مرتبة عالمية خلال عام في تصنيف “ويب ماتركس” العالمي
جامعة صنعاء تحصل على المرتبة 201 وفقاً لتصنيف “ويب ماتركس” والمرتبة 53 وفقاً لمؤشر “سكوبس” على مستوى الوطن العربي
الثورة/ هاشم السريحي
مع تقدم التكنولوجيا ودخولها في كل مجالات الحياة، أصبح استخدامها مؤشراً لمدى تقدم المجتمعات في جميع النواحي العلمية والعملية.
ففي مجال التعليم العالي يمكن للجامعات والمؤسسات البحثية الاستفادة من الإنترنت في نشر أبحاثها فضلاً عن الحصول على البحوث المنشورة في الشبكة العالمية، وقد أسهم الإنترنت في إحداث تغييرات في أساليب وطرق تقييم وتصنيف المجتمعات وأصحاب المؤسسات التعليمية مما دفع أصحاب تلك المؤسسات إلى إثبات وجودها من خلال تعمقها في استخدام التكنولوجيا في تنفيذ أعمالها ورفع كفاءة وجودة ودقة مخرجاتها وخدماتها.
وفي ظل توجه بلادنا نحو تعزيز النهضة العلمية وفق الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة عملت الجامعات اليمنية وفي مقدمتها جامعة صنعاء على تعزيز تواجدها وتأكيد حضورها في الشبكة العالمية من خلال تطوير وتحديث موقعها على شبكة الإنترنت وأتمتة معظم معاملاتها، ليظهر ذلك من خلال تقدم تصنيفها عبر مواقع الويب الخاصة بتصنيف الجامعات والمؤسسات البحثية على مستوى العالم.
فقد تقدمت جامعة صنعاء 461 مرتبة في قائمة تصنيف “ويب ماتركس” العالمي للجامعات الصادر عن المجلس العالي للبحث العلمي بإسبانيا للعام 2021م.
وأظهرت نتائج التصنيف تقدّم جامعة صنعاء من المرتبة ٤٧٧٢ إلى المرتبة ٤٣١١ عالمياً، من بين أكثر من ٣٠ ألف جامعة حول العالم، وحصلت الجامعة على المرتبة الأولى محلياً و٢٠١ عربياً، وسبق لجامعة صنعاء أن تقدمت ٣٧٣ مرتبة وفقاً لتصنيف ٢٠٢٠م، حيث تقدّمت من المرتبة ٥١٤٥ إلى المرتبة ٤٧٧٢ عالمياً.
ويعد تصنيف “الويب ماتركس” أكبر تصنيف أكاديمي لمؤسسات التعليم العالي التي تقدم كل ستة أشهر تمريناً علمياً مستقلاً وموضوعياً ومجانياً ومفتوحاً لتوفير معلومات موثوقة ومتعددة الأبعاد ومحدثة ومفيدة حول أداء الجامعات من جميع أنحاء العالم.
ويهتم الموقع بتصنيف الجامعات وفقاً لوجودها وأنشطتها وأبحاثها المنشورة على شبكة الإنترنت، وكذا مدى انتشار أعمالها رقمياً على الإنترنت، وتميز البحث العلمي المنشور لباحثيها وكوادرها، وذلك بهدف تحسين جودة التعليم العالي والبحث العلمي وتشجيع نشر المقالات العلمية المحكمة بطريقة الوصل المفتوح.
ويعتبر التصنيف مؤشراً لالتزام الجامعات بالاستفادة من الإنترنت لعرض ما لديها لكي يستفيد منها الآخرون، ويعتمد على قياس أداء الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية ضمن معايير “الحجم، ومخرجات البحث، والأثر”.
كما تصدرت جامعتي صنعاء وتعز الجامعات اليمنية وحازت على المرتبة الأولى والثانية على الترتيب، وفق تصنيف مؤشر سكوبس العالمي SCIMAGO مطلع العام 2021م.
ويعتبر SCIMAGO مؤشراً ذا موثوقية عالية على مستوى العالم ويعتمد على الأداء البحثي ومخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي لتصنيف 3897 جامعة من مختلف دول العالم.
وجاءت جامعة صنعاء أيضاً في المرتبة 53 بين أفضل 210 جامعة على مستوى الوطن العربي والمرتبة 101 بين أفضل 429 جامعة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة 570 بين أفضل 4126 جامعة في العالم.
كما جاءت جامعة تعز في المرتبة الثانية على مستوى الجامعات اليمنية والمرتبة 56 على مستوى الجامعات العربية والمرتبة 105 على مستوى الجامعات في الشرق الأوسط، والمرتبة 574 على مستوى الجامعات في العالم.
والجامعتان صنعاء وتعز هما المصنفتان الوحيدتان من اليمن ضمن جامعات الوطن العربي والشرق الاوسط وفقاً لتأثيرهما الأكبر من ناحية البحث العلمي والتأثير المجتمعي.
ويظهر موقع سكوبس أيضاً مقارنة أداء جامعة صنعاء في المؤشرات الثلاثة (الأداء البحثي ومخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي) ومجموع المقياس العام مع الجامعات الأخرى على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط ثم على مستوى العالم.
ويأتي هذا التقدم لجامعة صنعاء في التصنيف العالمي نتيجة ما تشهده من ثورة تقنية من خلال الانتقال من العمل اليدوي إلى العمل الإلكتروني والتوجه بجدية نحو أتمتة جميع الأعمال الإدارية، وكان أول ثمار هذه النقلة نجاح الجامعة في عملية امتحانات القبول الإلكترونية للطلاب المتقدمين.
وفي هذا السياق أشار رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس أن الجامعة بمجهودها العلمي والأكاديمي حققت خطوات حثيثة بوضع آلية لتحديث الأنشطة العلمية والتقنية لمواكبة التطور الحاصل في الجامعات العالمية.
وأكد أن التصنيف جاء نتيجة لجهود إدارة الجامعة ممثلة بكادرها الأكاديمي والإداري في إظهار صورتها الحقيقية على موقعها الإلكتروني والسعي لإدراج مؤشرات الجامعة على موقعها الإلكتروني للحصول على مراكز متقدمة في قائمة التصنيف العالمي.
من جهته أكد الدكتور يحيى الأشموري عميد كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الرازي أن أفضل استراتيجية لتحسين رتبة الجامعة في قائمة التصنيفات هي زيادة كمية ونوعية محتويات الويب الخاصة بالجامعة.
وأشار الأشموري إلى أن الهدف الأساسي من ترتيب الويب هو تعزيز الوصول المفتوح إلى المعرفة وتحسين الوجود الأكاديمي والبحثي للجامعات والمؤسسات العلمية على الويب ونشر النتائج العلمية.
وأشار الدكتور عادل عبدالسلام أستاذ نظم المعلومات وعلوم الحاسوب المشارك بجامعة صعدة إلى أنه يجب على الجامعات أن تعمل على تحليل احتياجات الطلاب والباحثين والمؤسسات للخدمات الرقمية والمعلومات وأن تتبنى سياسات نشر رقمية لما تمتلكه من تلك المصادر المعلوماتية بما يعزز الوصول إليها، مؤكداً على ضرورة تصميم مواقع ويب ديناميكية خاصة بالجامعات ونشر محتوى يمكن المنتسبين للجامعة من تطوير صفحاتهم ونشر المنتجات الرقمية الخاصة بهم والتي تعتبر مصادر إثراء للمحتوى الرقمي للجامعات.
ويقول الدكتور عادل عبدالسلام: يجب على الجامعات أن تعمل على تشجيع الباحثين والأكاديميين على الإنتاج الرقمي، وأن تعزز وجودها في المكتبات الرقمية والشبكات الاجتماعية والأكاديمية، وأن تعمل على بناء وتطوير علاقات تعاونية مع مؤسسات بيئتها الخارجية بالشكل الذي يسهم إيجابياً في نشر وتبادل الارتباطات الخارجية ومضاعفة إمكانية الوصول إلى صفحات الجامعة.