الولاية اصطفاء إلهي فلا يحق لأحد من البشر أن يختار أو يضع منهجاً معيناً ليسير الناس عليه .
ولاية الإمام علي لم تكن ولاية سلطة انتهت بالشهادة بل ولاية اقتداء واهتداء تربط الأمة مدى الدهر .
مناسبة إسلامية عظيمة تضمنت الإعلان التاريخي الذي نزل فيه أمر اكتمال الدين بالولاية
يوم الغدير هو يوم أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة على المسلمين أجمع، وذلك من خلال تنصيب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ،إنه يوم عظيم، فالآيات النازلة فيه،والأحاديث الواردة بخصوصه كلها تدل على عظمته وأهميته،وبالرغم من كل هذا فإنّ قليلي المعرفة بهذا اليوم يشنّعون على الاحتفال بهذا اليوم ، غافلين عن كلّ ما ورد بخصوص ذلك اليوم من آيات وأحاديث ، حتّى صار ذلك العيد نسياً منسيّاً عند أولئك من قليلي الإيمان والمعرفة، لكن هيهات لنا أن ننساه أو نتجاهله
سيظل عيد الأعياد،وسنحييه جيلا بعدجيل،إلى يوم ينفخ في الصور،فعيد الغدير جاء للمسلمين بخير الدنيا والآخرة وهذا ما لا يتوفر في سائر الأعياد.
الاسرة – خاص
إن أول من اتخذ يوم الغدير عيداً هو رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله حيث روي عنه أنه قال: “يوم غدير خم أفضل أعياد امتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا ، ثم قال صلوات الله عليه وعلى آله: معاشر الناس! إن علي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، خلق علي من طينتي وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين”
وروي عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق(عليه السلام): أنّه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوماً شيّد اللَّه به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: اللَّه ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيّدنا؟ قال: لا. قالوا: أفيَوم الأضحى هو؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما؛ وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة”
فمن منطلق هذه الأدلة على أهمية عيد الغدير،ومن منطلق التعظيم لهذا اليوم،أجرى المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة استطلاعاً مع الناشطات اليمنيات اللاتي أكدن جميعهن على التعظيم لهذا اليوم والتأكيد على ولاية أولي الأمر أهل الاصطفاء الإلهي والاختيار السماوي.
الدكتورة فاطمة بخيت -الأكاديمية والناشطة الثقافية بمديرية معين بدأت حديثها عن أهمية هذا اليوم واحتفال اليمنيين به بالقول: هذا اليوم يوم عظيم له مكانة كبيرة بين أبناء الشعب اليمني، هذا الشعب الذي كانت له مواقفه المشرفة لنصرة هذا الدين منذ الأيام الأولى للدعوة، فمنذ القدم وهو يعظم هذا اليوم حتى أصبح جزءاً من هويته الإيمانية، كيف لا يكون له تلك المكانة وقد تم فيه إعلان ولاية أولياء الله الذين هم امتداد لولاية الله على هذه الأرض، فما كان الله ليترك هذه الأمة دون أن يصطفى من يلي أمرها بعد رحيل نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تقتضي السنة الإلهية منذ خلق أبينا آدم عليه السلام وإرسال الرسل حتى آخر أيام الدنيا، ففي اختيار القيادة والمنهج لهداية الناس، منهج يبين الطريق القويم الذي تسلكه الأمة لتنجو من الضلال والضياع، وقيادة تجسد ذلك المنهج قولاً وعملاً، وتقود الأمة وفق ذلك المنهج إلى بر الأمان، فلا تضل ولا تنحرف مادامت تتمسك بالقيادة وتقتفي آثارها.
وأضافت عن الاستثنائية لهذا اليوم قائلة:
لقد كان يوم الغدير يوماً استثنائياً وحدثاً متميزاً وعلامة فارقة في تاريخ الأمة، حتى تكون مرتبطة بولاية الله، فلا تتبع السبل فتفارق سبيل الله ونهجه.
وعن خطورة عدم التولي لأولياء الله تحدثت قائلة:
إن المتأمل لتفاصيل هذا اليوم وتسلسل الأحداث فيه ونزول الآيات وما قيل من أحاديث من قِبل من لا ينطق عن الهوى، يدل دلالة واضحة على خطورة عدم التولي لمن أمرنا الله بتوليهم والسير على نهجهم.
ونوهت بخيت بضرورة التولي لأدلة أحاديث رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وتابعت بالقول :
لذا كانت خطبته -صلوات الله عليه وعلى آله- واضحة وبينة في رسم ذلك الطريق عندما قال: (أيّها الناس إنّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إنّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)(أيّها الناس إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، ورفع صلى الله عليه وآله وسلم يد الإمام علي عليه السلام وقال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).
وعن نتيجة الانحراف من ولاية الله إلى ولاية الشيطان استرسلت بخيت حديثها قائلةً:
فماذا كانت النتيجة عندما انحرفت الأمة عن ولاية الله إلى ولاية الشيطان وأوليائه، والواقع يشهد كيف أصبح حال الأمة عندما تخلت عن ولاية أولياء الله، كيف أصبحت تعاني من الضلال والضياع، ولا تهتدي إلى حل أو مخرج للخروج مما هي فيه؛ لأنّها مفارقة لتلك الولاية، ونظرت إلى ذلك الحدث وكأنه حدث عابر، وتعاملت مع الآيات والأحاديث تعامل من كأن الأمر لا يعنيه ولا يهمه، فجاءت التحليلات الخاطئة والتأويلات المضلة التي أضلت الأمة وسحقتها فكانت النتيجة ليس ضلال وضياع فحسب؛ بل موالاة أعداء الله والدين من اليهود والنصارى وأوليائهم، والتثقف بثقافتهم.
الاستاذة أشواق المأخذي /نائب مدير مكتب التربية مديريه التحرير، حيث بدأت حديثها:
نبارك لأنفسنا و للأمة أجمع عيد الأعياد، عيد إكمال الدين وإتمام النعمة، قال جل في علاه : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}
فعند قراءتنا لهذه الآية الكريمة يأتي السؤال ماذا يريد الله منا ؟ ماهي التوجيهات التي يجب أن نعمل بها من هذه الآية الكريمة ؟
هنا نذكر حادثة مهمة جدا ولها وقع في منهاج حياتنا بها نستقيم و نهتدي من الضلال إلى خط الاستقامة ..خط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم و الضالين ..إنها حادثة الغدير عندما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله
في خطبته الشهيرة وهو في الحج يخاطب أمته (ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، كما قال : كذلك (إني أوشك أن أدعى فأجيب)، فالنبيُّ -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله- كان يعيشُ في أدائه الرسالي بحركته في الأُمَّـة في خطاباته وَاهتماماته وتوجُّهاته يعيشُ في وجدانه الاستعدادَ للرحيلِ من هذه الحياة، وهو فيما يقدم للأمة وفيما يوجّه به الأُمَّـة وفيما يتخاطبُ به مع الأُمَّـة هو في المراحل النهائية لتمامِ الرسالة الإلهية في تبليغه -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله- ونشاطه التبليغي في أوساط الأُمَّـة وكان يحسسُ الأُمَّـة بهذا حينما يقولُ (ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، حين يقول (إني أوشك أن أدعى فأجيب).. فأجيب الله وأرحل إلى جواره ويستضيفني إلى رحمته ويحسسُ الأُمَّـة: إنما سأقدِّمُهُ لكم وما أقولُه لكم هو في غاية الأَهميَّة لما بعد رحيلي من هذه الحياة لما بعد ارتقائي وعروجي إلى رحمة الله .
وأضافت المأخذي: كانت هذه الحادثة في مكان يدعى غدير خم في عز الظهر .. ونحن ندرك ماذا يعني هذا الوقت بالذات من شدة الحر كون الشمس في كبد السماء عمودية على بقاع الأرض ، وفي سياق حديثها أوضحت المأخذي أن المراد بالتولي : أن تتولى جهة، تولي تنظر إليها أنها الجهة التي تعتبر ولي أمرك ولاية أمر منها تتلقى الهداية، منها تتلقى التوجيهات، بها تقتدي, بها تهتدي؛ إن المقام مقام يتطلب هذا فعلاً، ولهذا قال بعدها: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ؛ لأنك عندما تريد أن تكون كما قال الله سبحانه وتعالى تريد أن تكون من حزبه أليس يعني هذا أنك تريد أن تكون جندياً من جنوده في مواجهة طائفة خبيثة من خلقه هم أهل الكتاب اليهود والنصارى.
وتوا صل حديثها بالقول :اليوم في واقعنا المعاصر والمعاش ما تعانيه الأمة من تولي لليهود و النصارى .. اليوم يطبع المسلمين مع اليهود مع إسرائيل دون خجل أو خوف من الله تعالى ..
هذا هو عدم فهم وإدراك معنى التولي الحقيقي من أمرنا الله بتوليهم عبر آيات الله في كتابه و علّمنا رسولنا الكريم بهم عبر أحاديثه وختمها بخطابه في يوم الغدير .
فيما أفادت أحلام عبدالله أبو طالب -أم الشهيد إبراهيم أبو طالب/ بقول: إن فرحتنا بيوم الغدير سببه أنه نعمة من الله سبحانه وفضل على العباد، حيث أنعم الله علينا بولي اتباعنا له يعني عدم الضلال أبداً.
وأوضحت أحلام أبو طالب أن حادثة الغدير والاحتفال بها غُيّبت في فترة من فترات حكم الطغاة بالرغم من احتفال أجدادنا جيلا بعد جيل بهذا اليوم.
وأضافت أبو طالب هذه المناسبة تمثل نصرا لله ولرسوله وللإمام علي .
وأكدت أن حادثة الغدير متفق عليها فهي متواترة في أغلب كتب أحاديث رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فلايشك فيها إلا غافل ولا ينكرها إلا ضال .
واسترسلت أم الشهيد في سياق حديثها قائلةً:
نحن في هذا اليوم نبلغ ما بلغه الرسول الأعظم قبل ١٤٣٢ عام تقريبا وذلك لأن الغدير له علاقة بمصير الأمة كلها، فتولي الإمام علي مفتاح أبواب الهداية بالقرآن لأن علي مع القرآن والقرآن مع علي كما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى .
النظرة القاصرة
أما الناشطة الثقافية -يسرى الدولة- بمديرية التحرير استهلت حديثها عن النظرة القاصرة لمفهوم الولاية حيث قالت: يقول الله تعالى:( إنما وليكم الله ) البعض نظرته إلى مفهوم الولاية قاصرة، حيث يدعو الله بطلب الرزق أو إنزال المطر أو الشفاء والصحة وغيرها وهذه نظرة غير صحيحة والبعض نظرته خاطئة (العلمانيين) حيث لا توجد علاقة لله بحياة البشر، أما النظرة الصحيحة هي أن ولاية الله شاملة (هداية ورعاية وتأييد وألطاف إلهية) وأعظم نعمة أنعم الله علينا بها هي الهداية حيث قال تعالى:(إن علينا للهدى) وقال(قل إن هدى الله هو الهدى) .
وأشارت يسرى الدولة إلى أن الولاية اصطفاء إلهي بقولها:اذاً لو تساءلنا كيف نتولى الله علينا أن نعرف أن سنة الله في الهداية ثابتة عندما قال:(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب)
فسنة الله في الهداية إنزال كتاب وهو (المنهج الإلهي) وإرسال الرسل وهم(القيادة)الذين يقودون الأمة وفق المنهج الإلهي الذي اختاره الله
واصطفاه حيث قال (إن الله اصطفى لكم الدين) فلا حق لأحد من البشر أن يختار أو يضع منهجاً معيناً أو دستوراً ليسير الناس عليه، وكذلك لا حق لأحد أن يختار القيادة التي تقود الأمة وفق منهج عشوائي وإنما هو اختيار واصطفاء إلهي قال تعالى:(إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) ومن آل إبراهيم كان الاصطفاء لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وآله حيث كان اصطفاء رسول الله للرسالةفي وقت كان العرب في وضعية سيئة وظلام وجهل قبائل متناحرة لاتوجد لهم قضية ولا هدف.
ولخصت الدولة حادثة الغدير بقولها:عندما انتهى رسول الله من الحج وهي حجة الوداع والتي كان معه من الحجيج ما يقارب مائة وعشرون ألف حاج وذلك في تاريخ( 18 من ذي الحجة) وكان قد وصل إلى منطقة صحراوية شديدة الحرارة فيها غدير( تسمى غدير خم)في هذه المنطقة نزل قول الله سبحانه وتعالى (َا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) فتوقف رسول الله صلوات الله عليه في مكانه وطلب من كان قد وصل من الحج إلى مناطقهم بالرجوع إليه وطلب من الذين لا يزالون في المؤخرة بأن يستعجلوا وجهز الساحة لتتسع لمائة ألف حاج وأمر بأقتاب الإبل أن تُرص بجانب بعض،وبعدها صعد رسول الله والإمام علي معه وخطب فيهم خطبته الأخيرة حيث قال : (أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه. ورفع يده مع يد الإمام علي بقوة حتى ظهر بياض إبطيهم لشدة حرص الرسول ليراه الحجاج، ثم قال« اللهم والِ من والاه. وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» ، ثم قال إني تارك فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتب الله وعترتي آل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
وأضافت الدولة قولها:إن حديث حادثة الغدير يعتبر من أكثر الأحاديث تواتر وقيل بأنه روي بأكثر من 150 طريقة.
أما أميرة السلطان – كاتبة / فبدأت حديثها قائلة:عندما خلق الله سبحانه وتعالى هذه الأرض، خلقها بنظام دقيق وبتدبير عجيب يدل على أنه الحكيم، فكان لابد لهذه الدنيا من خليفة يقوم بأعمال ومهام تشهد على عظمة الخالق عز وجل .
فالولاية هي عملية اصطفاء واختيار إلهي فولاية الأمر ليست كالانتخابات يختار فيها الناس من يريدون وبحسب أهوائهم.
الولاية لله هي ولاية هداية ونصر وعزة ورعاية شاملة إدارة كاملة لكل واقع حياتنا من منطلق رحمته وحكمته ولطفه وقوته وعزته.
ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي من منطلق كونه القائد والقدوة المعلم والمرشد والهادي الذي يزكي النفس ويسمو بالروح يبني هذه الأمة لتكون أمة راقية متقدمة عزيزة كريمة.
وولاية الإمام علي عليه السلام هي امتداد لولاية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قائدا من بعده للأمة، يواصل مشوار الرسول في بناء هذه الأمة وهدايتها وفي إدارة شؤونها والسير بها إلى شاطئ الأمان كونه القائد لسفينة النجاة من بعد رسول الله.
ولخصت أميرة السلطان سبب إحياء المسلمين ليوم الغدير بالتالي: استجابة لأمر الله وهو القائل في محكم كتابه الكريم (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) فهو يوم أتم الله فيه النعمة وأكمل فيه الدين.
ويعتبر إحياء هذه المناسبة بوعي وبفهم لمدلولها فنجعل منها منطلقا أساسيا لترسيخ وتثبيت مبدأ الولاية مبدأ الحق.
إحياء يوم الغدير هو دليل واضح على رفضنا لولاية الأمر التي تختارها أمريكا.
ويوم الولاية هو يوم نحافظ فيه على ذلك البلاغ الذي بلغه النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ليبقى جيلا بعد جيل فيكون هذا اليوم شهادة للنبي بالبلاغ وإكمال الحجة وإتماما لها على الناس.
شهادة بكمال الدين
كما تحدثت رقية الوزير / مديرية شعوب فقالت: نحن نحيي مناسبة عيد الغدير ونؤكد على إحيائها من باب الشكر لنعمة الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، والاحتفال بهذا اليوم شهادة بكمال الدين الإسلامي أن الله أكمله وأتمه والشهادة بكمال الدين لها أهمية كبيرة فيما تعنيه من الشهادة لله سبحانه وتعالى بحكمته برحمته بعدله بقدسيته
وشهادة أيضا للرسول صلوات الله عليه وآله بالبلاغ لذلك الأمر الالهي العظيم وهو عائدٌ من حجة الوداع..
ونوهت الوزير قائلةً:ولاية الإمام علي لم تكن ولاية سلطة انتهت باستشهاده بل ولاية اقتداء واهتداء تبقي الأمة مرتبطة بها على مدى الزمن في كل الأجيال.
وأشارت الوزير إلى الموالاة الفاسدة من قبل أغلب الأنظمة العربية والإسلامية قائلةً:نحن نلاحظ في وقتنا الحاضر مسارعة الأنظمة العربية والإسلامية وعلى رأسها النظامين السعودي والإماراتي لتولي أعداء الأمة من اليهود والنصارى التولي العلني والصريح قولاً وفعلاً بل فتحوا المجال لمحاولة ربط الأمة بالولاية للأمريكي ففتحوا له المجال للتدخل في كل شؤون أمتنا بلا استثناء سياسيا واقتصاديا وفكريا وثقافيا .
فتحوا للجبارين والجائرين والظالمين ثم فتحوا المجال لولاية الأمر اليهودية والصهيونية والأمريكية لتكون هي من يحكم واقع الأمة
أما ميسون الغرباني: الناشطة الثقافية بمديرية الوحدة فقد وصفت يوم الغدير بأنه يوم تضمن الإعلان التاريخي العظيم حيث قالت:مناسبة يوم الغدير مناسبة إسلامية عظيمة مهمة تلك المناسبة التي تضمنت الإعلان التاريخي العظيم ،الذي نزل الأمر من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلوات ربي عليه وعلى آله لتبليغه في يوم الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة أثناء عودة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله من حجة الوداع .
اختيار الولاية
وبدورها توضح كوثر المطاع -الناشطة الثقافية سبب اختيار الولاية لعلي عليه السلام فقالت:كيف لا وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث ما دار ، إذن فقد كان ذلك أول احتفال بهذه المناسبة الجليلة والتي نسميها بعيد الغدير أو بيوم الولاية ، وهي تعتبر احتفالا وفرحاً بفضل الله علينا لكمال هذا الدين والذي جاء ليكون رحمة للعالمين محفوظاً من عند الرحمن الرحيم ، وكان الرسول أول المحتفلين به واحتفالنا هو إقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو أيضاً فرحة باكتمال الدين وبأن الدين ليس بناقص ولا يشوبه شيء.
واسترسلت المطاع حديثها: ها نحن اليوم نلتمس هذه النعمة في مواجهة أعداء الله و ولايتنا لأعلام الهدى من آل بيت النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، فنحن نواجه أكبر مشروع تآمري ضد الإسلام ومقدساته و ما إغلاق مكة المكرمة ومنع المسلمين من الحج إلا ذريعة و مؤامرة ضد المسلمين لا تواجه إلا بالتولي لأولياء الله من المؤمنين ، وما هذه الحرب التي تشن على يمن الحكمة والإيمان إلا بسبب الحفاظ على ولايتهم و إتباع أعلام الهدى فهم سفينة النجاة
وأكدت المطاع بأن الاحتفال بهذا اليوم هدفه الضمانة الحقيقية لحماية هذه الأمة من اختراق أعدائها لها ، والتي كان يتربص بهذه الأمة ودينها الحنيف المنافقين و الكفار واليهود ، الذين شككوا فيه و في نزوله حتى شككوا في وصيه و حرضوا الناس على عدم اتباعه ومبايعة غيره في سقيفة بني ساعدة،
وآخر محطتنا الاستطلاعية كانت مع هناء الديلمي الناشطة الثقافية بمديرية آزال
حيث أكدت أن اليمانيين في يمن الإيمان يعيشون ولله الحمد والمنة في ظل قيادة أعلام الهدى وفي هذا تأكيد لتلبية حديث الغدير من نصر وتأييد وعون إلهي عظيم.
واسترسلت الديلمي في سياق حديثها إن المتأمل لأوضاع الأمة في العالم الإسلامي يرى ما وصلت إليه من انحراف وتحريف كأبرز خطرين يهددان هذه الأمة الإسلامية كنتاج طبيعي لإعراضها عن توجيهات الله ورسوله التي ضمنت العزة والكرامة لها في الدنيا والآخرة،ويتجلى لنا حديث الغدير وتلك التجهيزات العظيمة والإجراءات التي أمر بها رسول الله لعل الحاضرين يدركون خطورة وأهمية هذا الموضوع فتعي وتسمع وتطبق وتنقل ذلك عبر الأجيال
لكنهم للأسف لم يفهموا ذلك، أو ربما فهموا ذلك ولكن الكبر والغرور و حب الدنيا أعمى بصائرهم عن الإتباع لتلك التوجيهات النبوية العظيمة التي ينقلها الحبيب المصطفى عن الله عزوجل، رحمةً بهذه الأمة لئلا تضل من بعده وتضيع ثمرة هذا الدين في جعله دينا يحفظ للإنسان عزته وكرامته وقيمه ومبادئه….
ويتكرر على مسامعنا أصداء ذلك النداء العظيم للحبيب المصطفى صلوات ربي عليه وعلى آله، وهو يقول”إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي”.
وأشارت الديلمي إلى أن الضلال والتيه الذي تعيشه الأمة ما هو إلا نتاج انحرافها عن مبدأ الولاية العظيم الذي يعني لهذه الأمة الرحمة والعدل والقسط والعزة والكرامة والنصر وكل معاني الرفعة والعظمة.