فرحنا رغم العدوان والظلم ورغم القصف.. فرحنا رغم المآسي والجراح، رغم الألم والأتراح ورغم الأحزان..
فرحنا رغم أنف هذا الجيل العربي الأجبن على مر التاريخ، ورغم كل الأنوف المتلاقحة عند كل مؤامرةٍ تجمعوا حولها ليحَبْكوا فصولها وينسجوا خيوطها..
فرحنا رغم الفقر وانعدام الراتب وضيق ذات اليد.. فرحنا رغم الحصار ومؤامرات التجويع والإفقار، ورغم أنف كورونا..
فرحنا ولم تستطع أن تغتال فرحتنا أو تجتزئ منها طائرات العهر العربي ولا قرارات التواطؤ الأممي الممهورة بدماء الأبرياء والفقراء على أوراق البنكنوت المصبوغة بالنفط والبارود، فالزغاريد هي الزغاريد والأهازيج هي الأهازيج والأعياد هي الأعياد، بل إنها ازدادت رونقاً وجمالا حين امتزجت بمرارات الجرح والأسى لترسم على جبين الشمس لوحة عشقٍ أزليةٍ للحياة لشعبٍ تصالح مع الموت على أن لا يموت أو يركع..
فرحنا لأننا أهلٌ لهذه الفرحة غير المزيفة المرسومة على شفاه وجوهنا الشاحبة من وعثاء السفر إلى روابي المجد..
فرحنا رغم وعورة مسالك الفرحة علينا وتعاريج والتواءت دروبها الشائكة والطويلة ،إلا أننا وصلنا في موعدنا تماماً وفرحنا..
فرحنا كما فرح المتخمون والمترفون من حولنا، لولا أن فرحتنا لها مذاقٌ فريدٌ ونكهةٌ خاصة ؛ فرحةً بطعم الصبر والصمود ونكهة البُن والبخور المتصاعدة أدخنتها من تحت أنقاض ومباخر الألم التي لا تُغيّر لونها ولا رائحتها روائح البارود وأبخرة المتفجرات..
فرحنا، وكيف لنا اليوم أن لا نفرح ونحن وحدنا من استطعنا انتزاع الفرحة من بين فكي طاعونَين: العدوان وكورونا؟! فماذا أنتم بإصرارنا هذا صانعون؟!