شراء جعالة العيد في كل منزل يمني وتقديمها للضيوف عادة تعود عليها اليمنيون في الأعياد، فهذا العمل تقليد قديم ومن الصعب التخلي عنه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ما حول هذه العادة إلى مشكلة عانى منها غالبية المواطنين في بلادنا خاصة بعد ارتفاع أسعارها لأكثر من ضعفين مقارنة بالأعوام الأخرى وانخفاض معدلات الدخل ..
وحول المشكلات التي يواجهها أرباب الأسر بسبب ارتفاع أسعار جعالة العيد وكيفية تعاملهم مع هذا الارتفاع .. نتابع في التحقيق التالي :الاسرة / وائل علي
توافد الضيوف والأقارب منذ الساعات الأولى ليوم العيد لزيارة أهلهم وتناول جعالة العيد التي تعد من السمات العيدية القديمة )، فجعالة العيد تمثل العادات والتقاليد اليمنية ولا يكون للعيد طعم بدون المكسرات والكعك ..هذا ما أكد عليه عبد الناصر مقبل – موظف حكومي – وأضاف: اكتفيت بشراء نصف كيلو من الزبيب الخارجي بـ (7آلاف ريال) وقليل من اللوز بـ(7آلاف ريال ) والقليل من جعالة العيد المتنوعة بـ(5000ريال) كي أتمكن من تقديمها لضيوفي، أما بالنسبة للكعك فقد اشتريته من المخبز وهذه الكمية قليلة جداً بالنسبة لضيوفي لكن هذا ما أستطيع شراءه في ظل ارتفاع أسعار الجعالة إلى أكثر من ضعفين مقارنة بالأعوام السابقة.
ارتفاع الأسعار
ارتفاع سعر دبة الغاز إلى 12ألف ريال دفع بأمة الرحمن – ربة منزل- لإعداد الكعك والحلويات وإرسالهما إلى الفرن القريب من منزلها وذلك لعدم تمكنها من شراء دبة الغاز فهي – كما تقول- تقوم بطهي الطعام بالحطب منذ أكثر من أسبوع وهذا لا يمكن بالنسبة لكعك العيد .
أما بالنسبة لأم أيمن فقد أكدت أن زوجها اشترى جعالة العيد بعشرة آلاف ريال لكنها كما تقول قليلة جداً وضيوفها كثر لذا قررت أن تغطي هذا النقص بإعداد كميات اكبر من الكعك في منزلها ، وبالفعل قامت أم أيمن بشراء مستلزمات الكعك وأعدته في بيتها فالظروف فرضت عليها أن تقوم بهذا العمل – كما قالت – لتفادي الإحراج أمام الضيوف.
حلول أخرى
قررت سلمى وجارتها هدى التعاون من أجل إعداد الكعك وحلويات العيد فكل منهما قامت بإعداد أنواع مختلفة من الحلويات والكعك، وبعد ذلك قامت كل واحدة بتبادل ما صنعته مع الأخرى وهكذا أصبح لكل واحدة منهن نوعان من الكعك وحلويات العيد، وتعتبر سلمى هذه الطريقة هي المثلى من أجل تفادي غلاء وارتفاع أسعار جعالة العيد هذا العام واكتفت بشراء كيلو زبيب خارجي بألفي ريال لأن الزبيب البلدي يتراوح سعره ما بين 4 – 8 آلاف ريال يمني أقل شيء وهي لا تستطيع شراء كمية كافية لضيوفها وضيوف زوجها لذا عملت هي وجارتها على تغطية النقص في جعالة العيد بإعداد أنواع مختلفة من الكعك والحلويات.
فيما شكا المواطن سعد الدين القباطي من ارتفاع أسعار جعالة العيد بصورة غير معقولة رغم أنه – كما أوضح – استلم معاشه الذي توقع أن يكفيه لشراء ملابس وجعالة العيد رغم ان زوجته ساعدته في الاحتفاظ بملابس أولادهما من عيد الفطر ولم يتبق لسعد سوى شراء ثوب واحد لكل ولد من لأولاده الثلاثة ، ورغم محاولة زوجته مساعدته لتوفير مال لشراء جعالة ومكسرات العيد إلا أنه لم يتمكن من شراء سوى كمية قليلة لا تكاد تكفي لضيوفه في أول وثاني أيام العيد وبقية الأيام لا يعرف ماذا سيعمل .
ضرورة ملحة
أما عبد السلام الغانم فقد اكتفى بشراء كمية قليلة من الزبيب واللوز والحلويات لتقديمها لضيوفه في العيد بعد أن صدمته أسعارها بشكل لم يكن في حسبانه على حد قوله، وأضاف الغانم: لا يمكن لأي شخص في بلادنا أن يقضي العيد بدون شراء حلويات ومكسرات العيد كونها من الأولويات التي يجب أن تتوفر في المنزل ..وختم حديثه بالقول : من الصعب أن أتخيل العيد بدون المكسرات والحلويات فقد باتت من أهم مستلزماته.
تقديم حلويات ومكسرات العيد للضيوف هو أول ما نهتم به في الأعياد.. بهذا استهل رواد السالمي حديثه وتابع: جعالة العيد لا يمكن تجاهلها وعدم شرائها، فالعيد لا يكون عيدا بدون المكسرات والحلويات ولا يهم إن كانت غالية الثمن أم لا، بل المهم هو أن لا يخرج الضيف بدون ان يتناول جعالة العيد في منزلي.