سياسيون لـ ” الثورة “: لا جدوى من تعيين مبعوث جديد ما لم تغير الأمم المتحدة سلوكها تجاه القضية اليمنية
عشر سنوات من الفشل الذريع في إدارة الملف اليمني بسبب غياب الشفافية والحيادية وسيطرة قوى تحالف العدوان وعلى رأسها أمريكا على قرارات الأمم المتحدة التي عينت مبعوثاً جديداً إلى اليمن، خلفاً للعجوز مارتن غريفيث، الذي تم ترقيته إلى منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
صحيفة “الثورة ” التقت بعدد من السياسيين وسألتهم عن جدوى تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة، وهل سيأتي بجديد وخرجت بالتالي:الثورة / محمد شرف الروحاني
لا يقدم ولا يؤخر
عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، يقول : إن تعيين أي مبعوث أممي جديد في اليمن لا يقدم ولا يؤخر لأن المشكلة ليست في الأمم المتحدة التي هي عبارة عن منظمة تنفذ السياسة الأمريكية في اليمن وكذلك في المنطقة .
ويؤكد القحوم أن الأمم المتحدة هي جزء لا يتجزأ من المنظومة التي تحاصر اليمن رغم رفعها لشعارات الإنسانية .
ووفق القحوم، فإن أمريكا هي صاحبة القرار فإذا أرادت أن توقف العدوان فالمجالات مفتوحة وجاهزة وإن أرادت استمرار العدوان فأبناء الشعب اليمني لديهم الخيارات الكثيرة الرادعة لإيقاف هذا العدوان وفك هذا الحصار رغماً عن الأمريكان والنظام السعودي وكل من يسعى لقتل أبناء الشعب اليمني ، فإرادة الشعب اليمني- كما يقول القحوم- هي إرادة كبيرة وما تجلى خلال سبع سنوات خير دليل على أن أبناء الشعب اليمني لا يمكن- بأي حال من الأحوال- أن يقبلوا بأي مؤامرات جديدة حتى إن كان يحملها هذا المبعوث أو من سبقه .
ويوضح القحوم أن اليمنيين رأوا خلال السنوات الماضية تعاقب لثلاثة من مبعوثين للأمم المتحدة ولم يقدموا للشعب اليمني شيئاً .
ويرى القحوم أن تعيين مبعوث أممي جديد في اليمن انما هو تجديد للأمم المتحدة وتجديد لدول العدوان وسياساتها وتوجهاتها في ظل العدوان الظالم الذي يشن على الشعب اليمني .
أدوات تعمل مع تحالف العدوان
مقرر تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان صالح علي السهمي يقول أن مبعوثي الأممي المتحدة ليسوا إلا أداة من الأدوات التي تستخدمها قوى الامبريالية والصهيونية وأن ما حصل وما يحصل الآن يحدث وفق مشروع كبير يحاك ضد اليمن طمعاً في سواحلها وفي أراضيها وفي ثرواتها وفي موقعها الجغرافي .
ويؤكد السهمي أن تعيين مبعوث أممي جديد لن يغير شيئاً في اليمن ، ولن يأتي بجديد لأن المشكلة هي أن السعودية طامعة ومتدخلة في الشعب اليمني، وهذا ما أكده المبعوث السابق إلى اليمن جمال بن عمر الذي أوضح أن الخلاف اليمني كان قاب قوسين أو أدنى من الحل لولا التدخل العسكري السعودي .
كما يؤكد السهمي أن السعودية والإمارات هما من يحركان الأمم المتحدة، وما يؤكد ذلك أن السعودية تدرج ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال وبعدها تخرج من القائمة، ما يثبت أن المال السعودي هو من يلعب بالقرار داخل دهاليز وأروقة الأمم المتحدة باعتراف الأمم المتحدة الذي قال أمينها العام السابق بان كي مون أن الإمارات هددت بإيقاف الدعم في حالة عدم تماشي قرارات الأمم المتحدة مع أجندتها .
مبعوثو الأمم المتحدة متشابهون
أمين عام مجلس الشورى علي يحيى القاضي هو الآخر يؤكد أن تعيين مبعوث أممي جديد إلى اليمن لن يأتي بجديد بسبب تحكم قوى العدوان وسيطرتها على قرارات الأمم المتحدة .
كذلك يقول القاضي أن الغربيين تتشابه قلوبهم وأفعالهم وتتشابه غاياتهم ولذلك يجب على الشعب اليمني أن لا يعول على أحد منهم فهم يجرون وراء الأموال السعودية ووراء النفط السعودي ويضحون باليمن وبمظلوميته من أجل هذا المال المدنس .
لا يمكن الحكم عليه مسبقاً
رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان المهندس لطف الجرموزي يقول : إن تعيين مبعوث أممي جديد في اليمن هو امتداد لعمل المنظمة الدولية في إطار التدوير الوظيفي بين أعضائها فقط .
ومن وجهة نظر الجرموزي فإنه لا يمكن الحكم مسبقاً على أي مبعوث أممي جديد طالما أنه لا يوجد على الأرض أي نتائج ملموسة تتمثل في الجوانب الإنسانية وفي مقدمتها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة فإذا قام هذا المبعوث الجديد بخطوات ملموسة في هذا الجانب في هذه الحالة نستطيع القول أن هناك تقدماً وأنه استطاع أن ينجز شيئاً وإلا فهو مثل من سبقوه .
ويوضح الجرموزي أن الأمم المتحدة عموماً هي مرتهنة لقرار الدول الامبريالية وتعمل مع دول البترودلار بتنسيق واضح وانحياز للقاتل ضد الضحية وبالتالي هناك اختلال في ميزان الأمم المتحدة هذا الاختلال يجب أن يعدل ويجب أن تكون الأمم المتحدة قائمة في عملها بناءً على الميثاق الذي أنشئت من أجله وبناءً على العدل والإنصاف بين الشعوب والأمم .
ويضيف : نحن حقيقة سنتعاطى بشكل إيجابي بحسب الحالة التي سيظهر فيها المبعوث الأممي الجديد ونحن نرحب بأي توجه جاد وهو ما سيتبين من خلال اللقاءات الأولى والتصريحات الأولى لهذا المبعوث ومدى وقوفه مع الشعب اليمني خصوصاً في الجوانب الإنسانية .
لن يأتي بجديد ما لم تغير الأمم المتحدة سلوكياتها
نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان عادل راجح، يقول أن تعيين أي مبعوث جديد إلى اليمن لن يأتي بجديد ما لم تغير الأمم المتحدة سلوكياتها تجاه القضية اليمنية وتجاه العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي على اليمن لأن المشكلة ليست في مبعوث الأمم المتحدة ولكن المشكلة في السياسة الأمريكية الضاغطة على هيئة الأمم المتحدة والتوجه السياسي الأمريكي في التعامل مع القضية اليمنية وفي الكيل بمكيالين وإخراج دول تحالف العدوان من القرارات الدولية لما يحدث من جرائم حرب والتي تعتبر جرائم إبادة وحصار مدقع على الشعب اليمني وانحياز الأمم المتحدة إلى الكفة الأخرى، وهي كفة تحالف العدوان، وإصدار قرارات أممية ضد مكون أنصار الله الذي يمثل الشعب اليمني .
ويضيف : الآن لا يهمنا من يكون مبعوث الأمم المتحدة سواءً كان سويدياً أو أمريكياً أو أوروبياً، ما يهمنا هو تغيير سلوكيات الأمم المتحدة وتقيدها بنظامها وبحقوق الإنسان وبالقانون الدولي وبالبروتوكول التابع لها عند ذلك ستكون الأمم المتحدة قد حققت حسب قوانينها الشيء المطلوب وستنصف الشعب اليمني ، وإن ارتهنت الأمم المتحدة للسياسات الأمريكية فلن يأتي المبعوث الجديد بأي جديد وسيكون الحل هو بيد الشعب اليمني في استمرار صموده ونضاله ضد هذا التحالف المجرم الذي فتك بالحجر والشجر على أرض الوطن .
لن يفيد اليمنيين شيئاً
المتحدث الإعلامي لتكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان الدكتور عارف مثنى العامري يقول أن أي مبعوث أممي جديد لن يأتي بشيء ولن يفيد اليمنيين بشيء كون الأمم المتحدة تعمل في إطار بوتقة معينة وضيقة وتعمل في إطار مصالحها ومن أجل مصالح ميزانيتها التشغيلية التي تقوم بدعمها وتمويلها أجهزة تحالف العدوان، ومنها النظام السعودي والنظام الإماراتي وبالنسبة لتعيين أي مبعوث أممي إن لم يكن هناك فصل للملفات السياسية والعسكرية والإنسانية فلن يكون هناك أي جدوى في تعيين مبعوث جديد .
لا تعويل عليه
الدكتور محمد علي العروسي- جامعة صنعاء، يقول: إن الشعب اليمني تفاءل كثيراً عندما تم تعيين المبعوث الأممي مارتن غريفيث ولم ينتج منه شيء وترك ذكرى سيئة جداً عند اليمنيين فهو لم يقدم لليمنيين سوى الرحلات المكوكية من مكان إلى مكان .
ويؤكد أن تعيين مبعوث أممي جديد لن يغير من الأمر شيئاً لأن القرار هو قرار الأمريكان وقرار الصهاينة وهم من يتحكمون بقرارات المنظمة الأممية ولهذا فإن الشعب اليمني لا يعول شيئاً على المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن .