القاعدة تستعيد نشاطها بدعم من السعودية والإمارات
تحالف العدوان ومرتزقته يخلطون الأوراق ويستهدفون أبناء المحافظات المحتلة
الثورة /
قالت مصادر سياسية مطلعة، إن ما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية المحتلة -وآخرها أبين- من تمدد جغرافي وآيديولوجي لتنظيم القاعدة وعودة نشاطه بقوة، نتيجة طبيعية لسياسة تحالف العدوان وحكومة الفار هادي بمكوناتها المتناقضة الباحثة عن وسائل جديدة لخلط الأوراق، بما يمكِّنها من إعادة حضورها الذي فقدته في مساحات واسعة من الخارطة اليمنية.
وأكدت المصادر أن الأحداث التي تشهدها المحافظات الجنوبية المحتلة، تشير إلى وجود توجهات لدى الفار هادي وقيادات حزب الإصلاح الإخواني وفي مقدمتهم علي محسن الأحمر، لإعادة سيناريو الحرب التي استهدفت أبناء المحافظات الجنوبية وانتهت باجتياح كامل للجنوب صيف العام 1994م.
ولفتت المصادر إلى أن ما تشهده المحافظات المحتلة- ويتزامن مع ذكرى حرب صيف العام 1994م- يسير في اتجاه طمس القضية الجنوبية التي باتت بعيدة عن الإنصاف وأقرب إلى كونها وسيلة تستغلها القوى المعاصرة لتحقيق مآرب لا علاقة لها بواقع البلاد والمواطنين.
ونوهت إلى أنه وأمام المطالبات الشعبية المتصاعدة بإجراء حوار جنوبي – جنوبي للخروج من أتون الفوضى التي تعصف بالمحافظات الجنوبية، تقف دعوات أخرى إلى استغلال الفرصة ومفاقمة النزاع القائم، تجلَّت في ملامح متعدِّدة للجانب المناطقي والتسلطي، وأطماع المركز والسيطرة على القرار.
وأشارت المصادر إلى أن ما تشهده المحافظات المحتلة يترجم سياسات السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية، إذ أظهرت معطيات التوافق الموصوف بـ”الهش” الذي تجددت حوله المشاورات لثلاث جولات متعاقبة منذ العام 2019م، أن حل القضية الجنوبية يتعارض تماماً مع أهداف تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، وترى القوى الكبرى أن عودة الجنوب إلى ما قبل 67م هو ما قد يحقق مصالحها وأطماعها القديمة الجديدة المتصاعدة مع مرور الزمن.
وفي ذات السياق، أكدت المصادر أن الأحداث الأخيرة، وخاصة وما يحدث في محافظتي أبين والبيضاء اليوم لم يكن وليد الصدفة إذ سبق وحذرت من حدوثه العديد من التقارير والتحقيقات المحلية والدولية والتي كان أبرزها التقرير الذي بثته محطة “سي إن إن” الأمريكية -مطلع العام 2019م- والذي أكد أن أسلحة أمريكية الصنع اشترتها السعودية والإمارات من واشنطن، وصلت إلى مقاتلين ينتمون لتنظيم القاعدة جنوب اليمن، ما دفع بمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى المطالبة بفتح تحقيق في تسليم التحالف السعودي الإماراتي أسلحة أمريكية لمليشيات وجماعات متطرفة في المحافظات الجنوبية المحتلة.
وفي العام 2018م، أكدت نتائج تحقيقات أجراها محققون أجانب، أن جماعات مرتبطة بداعش والقاعدة، موالية للسعودية والإمارات في جنوب اليمن تسلَّمت أسلحة أمريكية وبريطانية الصنع.
بدورها أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية، وصول أسلحة متطورة -اشترتها الإمارات والسعودية من شركات أوروبية وأمريكية- إلى مليشيات محلية مرتبطة بالقاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية اليمنية، منها المدرعات ومنصات الصواريخ والبنادق المتطورة والعبوات الناسفة، في انتهاك واضح للاتفاقيات التجارية، حسب الصحيفة.
وكان تحقيق استقصائي أجرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في أغسطس 2018م، كشف أن السعودية والإمارات عقدتا اتفاقات سرية -عام 2016م- مع تنظيم القاعدة للانسحاب من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت ومن محافظتي أبين وشبوة، وعدد من مدن ومناطق الجنوب، مقابل أموال طائلة دفعتها الرياض وأبوظبي لمقاتلي التنظيم الإرهابي، في وقت كانت وسائل إعلام التحالف تدَّعي انتصارات كبيرة وصفتها بأنها جزء من الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية في اليمن، إلّا أن تلك الوسائل لم تبث فيديو واحداً يثبت مقتل أحد عناصر القاعدة خلال تلك العمليات الوهمية، التي لم تكن في الواقع سوى صفقات سرية غادر بموجبها مسلحو التنظيم مدينة المكلا بحضرموت ومدناً في شبوة وأبين، مع عتادهم الحربي والأموال الطائلة التي نهبوها والتي قدرت بـ”100 مليون دولار”، على أن يتجمعوا في صحراء حضرموت، بل وتم الاتفاق مع بعض مقاتلي التنظيم للانضمام إلى التحالف، الأمر الذي عزَّز قدرة القاعدة على مواصلة القتال وعودة الانتشار في عدد من المدن الجنوبية، حسب الوكالة الأمريكية.
وأشارت الوكالة، في تحقيقها، إلى أن الولايات المتحدة كانت على علم بالاتفاقات السرية التي أبرمتها السعودية والإمارات مع مقاتلي القاعدة، وهو سبب امتناعها عن تنفيذ ضربات بالطائرات المسيرة ضدهم، في حين تكثِّف القوات الموالية للرياض وأبوظبي جهودها في المحافظات الجنوبية لتجنيد عناصر القاعدة، حيث تعتبرهم مقاتلين استثنائيين.
وأضاف التحقيق أن الإمارات دفعت رواتب لمقاتلي القاعدة الذين اتفقت معهم -في فبراير 2018م- على الانسحاب من منطقة الصعيد في محافظة شبوة، على أن يتم ضمهم إلى مليشيات النخبة الشبوانية التي تمولها الإمارات.
وبثت القناة الألمانية “DW” تقريراً وثائقياً أثبت -من خلال شواهد كثيرة- تسليح السعودية والإمارات للجماعات المتطرفة، تحت عناوين المقاومة الشعبية في صفوف تحالف العدوان وحكومة الفار هادي.
وأشارت القناة الألمانية إلى أن السعودية والإمارات تجاوزتا المعايير والقوانين الدولية التي تحكم التسلُّح، من خلال صفقات الأسلحة وطريقة استخدامها في اليمن، حيث تصل إلى أيدي جماعات متطرفة تؤمن بالعنف، منها كتائب “أبوالعباس” التي تدعمها الإمارات والتشكيلات التابعة للقيادي الإصلاحي “حمود المخلافي” -الموالي للسعودية- في محافظة تعز، لافتة إلى أن تنظيم القاعدة نشر صوراً لبعض مقاتليه -في يناير 2016م- وهم يحملون بندقية ألمانية من طراز MG3، وهي المرة الأولى التي يصل هذا النوع من السلاح إلى تعز، إضافة إلى أسلحة أخرى تصنعها بلجيكا والنمسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا، تم رصدها مع مقاتلي مليشيات “أبو العباس” وتنظيم القاعدة، الأمر الذي اعتبره التقرير قرائن على ارتباط بين الكتائب والتنظيم.
كما أشار التقرير إلى ظهور أسلحة اشترتها الإمارات والسعودية من أمريكا وبريطانيا بيد المليشيات التي شكلتها الإمارات في المحافظات الجنوبية، تحت مسميات الحزام الأمني وقوات النخبة.
في السياق نفسه، كشف تقرير لوكالة “منت برس، أن ألوية العمالقة التي تقاتل في جبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، تتكون من مقاتلين ينتمون للقاعدة وداعش ومطلوبين أمنياً على ذمة قضايا جنائية وإرهابية من أبناء المحافظات الجنوبية، ويشرف عليهم بشكل مباشر ضباط إماراتيون.