15 يوماً في ربوع السعيدة “الحلقة السابعة”.. وادي مور.. النهر المائي العائم في قائمة الفرص المهدرة

 

سد إضافي في وادي مور للتمدد زراعياً في اتجاه الجنوب التهامي وتوليد الطاقة الكهربائية
الاستغلال الأمثل للموارد المائية في الوديان اليمنية يفتقر إلى الكفاءة الإدارية والطرقات
المبادرات المجتمعية في الزهرة تفتح باب الأمل في استفادة أمثل

 

نظمت مؤسسة بنيان التنموية بالشراكة مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا والسلطات المحلية في محافظات: المحويت وحجة والحديدة وريمة، زيارة توعوية وتفقدية إلى 16 مديرية تم اختيارها مديريات نموذجية ضمن 50 مديرية على مستوى الجمهورية.
إيضاح الخطوط العريضة في موجهات القيادة الثورية المباركة والسياسية العليا نحو إحداث ثورة زراعية تنموية على نطاق واسع من المشاركة المجتمعية، مثل أولويات أهداف الزيارة التي تتخذ من ايحاءات الدروس الرمضانية للسيد العلم عبدالملك الحوثي -رضوان الله- عليه مسارا ومنهجا يهتدى به في تبديد ظلمات ما أوغرته العقود الماضية من المفاهيم المغلوطة والعقائد الفاسدة في المجتمع الريفي سواء عبر الإهمال والفساد الداخلي أو بسياسات التدمير الممنهج عبر المنظمات العاملة تحت ما يسمى بـ «العمل الإنساني».. “الثورة” شاركت ضمن الفريق الإعلامي للزيارة، ومن عمق الحدث تسرد الحكاية الكاملة للرحلة خطوة بخطوة، فإلى التفاصيل:

الثورة / يحيى الربيعي

صباح اليوم السابع للزيارة (23 مايو 2021م) اتجه الفريق نحو مديرية الزهرة محافظة الحديدة، ومنها رافق الإعلاميون رئيس الزراعية العليا ابراهيم المداني في رحلة استطلاعية إلى منطقة حاجز وادي مور، وهناك استمعوا منه إلى شرح تفصيلي عن مكونات الحاجز المائي، ثم تتبعوا وقنواته في أرجاء مديرية الزهرة للتعرف على تفاصيل ما تقدمه قنوات حاجز وادي مور للمزارعين من خدمات ري، واطلع الإعلاميون على بعض من الإشكاليات التي يعاني منها المزارعون جراء ما يحدث للقنوات من طمر بالطمي وغياب الصيانة لبوابات التوزيع المائي أو تصرفات البعض ممن تعمد احتكار بعض قنوات الري لعقود من الزمن.
ورسم رئيس الزراعية العليا على الرمل خريطة توضيحية تحدث من خلالها عن مصبات الوادي: “وادي مور يسمى ميزاب اليمن الغربي، وله مصبات كثيرة تبدأ من جبل بني غوير بصعدة، وتتجه جنوبا لتمر وسط ما بين محافظتي حجة وعمران، كما تصب إليه السيول من جبال ووديان مديريات أطراف محافظة عمران من جهة الغرب، ومديريات أطراف محافظ حجة من الشرق، ثم يتجه جنوبا إلى أن يقترب من جبال مركز محافظة حجة، ويمر من جبال شرس ثم مسور وكحلان عفار، ويلتقي بوادي لاعة الآتي من جبال المحويت في منطقة جلعوص (ملاقي الوديان)، ثم يتجه غربا صوب سهل تهامة ليشق مديريتي الزهرة واللحية وصولا إلى البحر الأحمر”.
وشبَّه الوادي بمضخة القلب في جسم الإنسان، فهو يستقبل السيول من مديريات في محافظات المصب الجبلي، ويضخها إلى مديريات السهل التهامي، ويعد الأكبر في اليمن يليه وادي تبن ووادي بنا، لطول امتداده وكثرة منحنياته تسيل فيه السيول بدون أن يكون هناك أمطار ظاهرة في أجواء الجريان”.
وصرَّح “الحكومة بصدد القيام بدراسات لإنشاء وتشييد سد عند ملتقى الوديان في بني قيس بحيث يتم مد قناة إلى الجنوب تبعد عن الحالية بمسافة تسمح بتغطية مساحات زراعية أضعاف ما يغذيه الوادي في الوقت الراهن، بالإضافة إلى عمل دراسة ووضع التصاميم اللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية عبر السد”.
مقولة ورؤية
أما المقولة المشهورة عن وديان اليمن، والمساحات الزراعية الواقعة على جنباتها والتي مفادها أن هذه الأراضي تعد من أغنى المناطق في مواردها وبالإمكان أن تقام عليها نهضة زراعية كبيرة لتوافر أهم مقومات النهضة من الأراضي الزراعية والمياه والمورد البشري إلا أن إنسان هذه المناطق يعد من أفقر سكان اليمن.
فيعلِّق عليها الدكتور محمد المداني -المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية- بالقول: هناك سوء إدارة للمياه، ما جعل المياه تخرب المزارع والبيوت، وإيجاد هذه الإدارة هو بداية الطريق نحو الاستغلال الأمثل للموارد المائية في الوديان اليمنية بصورة عامة، وفي هذا الوادي بصورة خاصة نعمل في مؤسسة بنيان التنموية وبالتنسيق والشراكة مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري والسلطات المحلية للمحافظات على تصحيح وضع غرفة طوارئ وادي مور، ونحن بصدد إقرار آلية لإدارة الموارد المائية في الوادي تضمن إيصال المياه إلى كل المستفيدين مزارعين ومربيي الثروة الحيوانية ومشاريع الاستزراع السمكي على امتداد جنبات الوادي.
كما لفت المداني إلى أن استيعاب الآلية من قبل المستفيدين هو الخطوة الأولى والأهم في مسار تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية في وادي مور، ومنها يتمكن المواطنون من الزراعة بكلفة مناسبة، كما يمكن أيضا إنتاج الطاقة الكهربائية عند الحواجز، مؤكدا أن نجاح الآلية يعد نموذجاً سيتم تعميمه على بقية وديان اليمن.
أما يتعلق بالفضيانات التي تحدث في بعض المواسم المطرية الكثيفة، فقد أوضح أنه يمكن التغلب عليها بإحدى طريقتين الأولى نبدأ بتحصيل مياه الأمطار في مديريات المصب من خلال عمل حواجز مائية وبرك وسدود، وتكثيف غطاء نباتي يحتجز المياه، وفي هذا حل يمنع التدفق الكبير للسيول نحو الوادي، وهناك طريقة أخرى هي عمل حواجز وقنوات على طول الوادي نفسه بحيث تتوافر معها عدالة توزيع موارد الوادي على أصحاب الأراضي المجاورة لامتداده، واستغلال تلك الحواجز والسيول في إنتاج الطاقة الكهربائية.
واستبعد المداني فكرة تضييق ممر السيل من قائمة الحلول، معللا بأن مصادر تغذية الجريان المائي تأتي على هيئة عروق، وقد يسبب الحفر ضررا على هذه المنابع فيؤدي إلى إتلافها، كما أن كلفة الاستفادة من السيل عبر المضخات سترفع كلفة الإنتاج، مشيرا إلى إمكانية معالجة الإشكالية بعمل جابيونات من شباك سلكية تملأ بالأحجار وترص بعضها فوق بعض كالبناء لحماية الأراضي الزراعية من الانجراف.
احتكار ومخارج
من جهته قدم حمزة هادي المنسكي -أحد أبناء تهامة الوادي -شرحا تفصيليا عن وضع الوادي الحالي والاشكاليات التي تمر بها قنوات منظومة الري التي انشئت في ثمانينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن وادي مور منظومة ري سيلي تتكون من حاجز تحويلي تتفرع منه قناة رئيسية بطول 5 كيلومترات، ثم تتفرع إلى قناتين جنوبية بامتداد 24 كيلومتراً، وشمالية بطول 19 كيلومتراً، وتتفرع من القناتين 34 قناة فرعية تغذي ما يقارب 22ألف هكتار زراعي، وقد عملت بوابات تصفية مستمرة عند الحواجز والمساقط المائية التي تتكون من 25 مسقطا مائيا.
ولفت المنسكي إلى أن تميز وادي مور باحتوائه على نسبة عالية من الطمي + طول فترة تراكم الترسبات سبَّب تعرض فتحات التنظيف للانسداد بسبب ارتفاع منسوب الطمي الرملي الذي غطى على القنوات فأعاق تدفق المياه بسهولة، الأمر الذي أوصل إلى حرمان العديد من الأراضي الزراعية من المياه لسنوات.
وأوضح أن الإشكالية لها أبعاد تتعلق بضعف الوعي لدى الكثير من المزارعين خاصة أولئك الذين عمدوا إلى سد الفتحات أو تخريبها لأنها- في اعتقادهم- تسمح بمرور المياه إلى من خلفهم من المزارعين، وهو طمع غير مشروع ولا مدروس العواقب التي كان منها تجاوز تراكم الترسبات الرملية مستوى العقوم الفرعية إلى الأراضي حتى أصبحت بعض الأراضي تساوي في مستواها السطحي نفس مستوى سطح القناة أو أعلى ما أعاق دخول الماء إليها، وهذه التصرفات غير المسؤولة جعلت أغلب العقوم الفرعية غير مستوعبة لأي كمية مياه، وبالتالي أصبح المزارع غير قادر على السقي بسبب الطمي الذي تراكم في القنوات الفرعية وفي الأراضي الزراعية ذاتها.
وتطرق إلى أن طول القناة وضعف كمية المياه المتدفقة إليها ساعد في حرمان الكثير من المزارعين أسفل القناة من الري، واستأثر بالماء من هم أعلى القناة بل كان المستفيد من الوضع مزارعو الموز في أعلى القناة الذين يستنزفون المحصول المائي بتكرار سقي مزارعهم التي تحتاج إلى كميات مياه كثيرة.. وضع أصبحت فيه أراضي ما بعد الكيلو 12-15متصحرة بحكم حرمانها نهائيا من المياه، مشيرا إلى أن البعض اضطر إلى الاعتماد على الآبار الارتوازية والري بالمضخات والمواطير، وهي طريقة رفعت سقف فاتورة كلفة الإنتاج ما أدى إلى إيقاف عملية الزراعة وبيع الأرض أو تركها عرضة لانتشار أشجار السول (السلام الأمريكي).
وقال المنسكي “نظام الري مصمم على أساس أن يتم بحسب الترتيب بدءاً من الأعلى بحيث يأخذ كل مزارع حاجته من الماء، ثم تغلق البوابات كي يواصل الماء طريقه إلى المزارع التالي وهكذا حتى نهاية القناة، لكن بعض الشخصيات في العقود السابقة استغلت نفوذها في النظام السابق، فلم تكن تغلق هذه البوابات احتكارا منها لمجاري السيل، وهذا حرم المزارعين أسفل القناة من نصيبهم في مياه الوادي، ما اضطرهم إلى تقديم شكوى إلى هيئة تطوير تهامة التي بدورها أوجدت حلا ثانويا بحيث سمحت للمحرومين في أسفل القناة بأن يعملوا فتحات تغذية من الوادي مباشرة إلى القناة الرئيسية لتسهيل وصول المياه إليهم وتجاوز الاحتكار الذي فرضه من يقبعون في أعلى القناة”.
وأفاد “بناء على ذلك بدأت في الأعوام من 2011-2013م أعمال إنشاء هذه الفتحات بعدد 3 فتحات في أسفل القناة- في شمال الوادي فتحة، وفي جنوبه فتحتان لتغذية القناتين في عام 2016 م، -وبسبب العدوان والحصار توقفت أعمال هيئة تطوير تهامة، وبسبب هذا التوقف انحرف مجري الوادي وخرج عن مسار العقوم سيل كارثي جرف قرى بأكملها”.
وأضاف “أثناء هطول الأمطار الكثيرة في العام الماضي تقطعت فنتج عن ذلك عدم القدرة على تسويق المنتجات الزراعية أو خروجها من المزارع ناهيك عن عدم القدرة على الحصول على الاحتياجات، وظل المواطن على هذا الحال قرابة شهرين، فارتفعت كلفة المنتجات نتيجة اضطرار المزارعين لسلوك طرق بديلة بعيدة جدا”.
وأشار “استمر الوضع على حاله إلى أن اطلقت مبادرات مجتمعية بالشراكة مع غرفة طوارئ وادي مور وهيئة تطوير تهامة، ومساهمة العديد من الجهات الرسمية والقطاع الخاص وتم تصفية القناتين الرئيسيتين، وكذلك مجري الوادي وأعيد الوضع إلى حالته الطبيعية وتصميمه الأصلي، كما يجري حاليا بمبادرات مجتمعية وبتمويل ذاتي من أبناء المنطقة الجنوبية إعادة تأهيل القنوات الرئيسية بقدراتها المصممة مع بداية المشروع، وهي حلول تحقق الغرض منها والآن يصل الماء إلى الأراضي التي حرمت على مدار عقود من الزمن بسبب الإهمال والجشع، اما القناة الشمالية فهي مستقرة وتغطي الأراضي التي أنشئت من أجل تغذيتها”.
وعقد المنسكي الأمل على مدى وعي المزارعين في المحافظة بضرورة استمرارية المشروع في تقديم خدمات الري بٍصورة عدالة، مهيبا بالمستفيدين الابتعاد عن الجشع وحب الاحتكار، وأن يقوم كل مزارع بتنظيف مساحة القناة الواقعة أمام مزرعته والحفاظ على صيانة بوابات التصفية كي لا تتأثر القنوات ولا يؤثر الطمي على العقوم الفرعية من منطلق أن في ذلك حفاظاً على الأراضي من التحول إلى “نيس”، لأن الاستئثار بالماء يعني السقي على السقي الذي ينتج ما يسمى بـ “النتح”؛ أي خروج الماء من الأرض ما يؤدي إلى احتراق المحاصيل بسبب زيادة الماء.
إهمال ورسالة
مختصون في غرفة طوارئ وادي وهيئة تطوير تهامة بدورهم أوضحوا أن قنوات وادي مور تعرضت للأضرار جراء السيول الجارفة والتي تسببت في تعطيل منظومة الرفع الكهربائية لبوابات حاجز وادي مور الخرساني في مديرية الزهرة، وانجراف الرباب من جوانب احواض التنظيف، وجرف مخرج بوابات التصفية، وتآكل مخرج بوابات الأحواض للحاجز .
وأضافوا: “في عقم الكديد الترابي التابع لنفس المديرية تحول مجرى السيل عن مساره الطبيعي بسبب الأمطار الغزيرة، كما تعرض عقم الكويت الترابي في ذات المديرية لانهيار جزئي من المفيض.. وحدوث انفصال وهبوط في عقم الصماد الترابي، وكذا حدوث هبوط جزئي في الجابيون” .
وأشار المختصون إلى أن المجتمع هو الحاضر والمساهم الفاعل بالتنسيق مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري، وهيئة تطوير تهامة والسلطة المحلية بمديرية الزهرة ومؤسسة بنيان التنموية في تبني مبادرات مجتمعية عبر جمعيات مستخدمي المياه وغرفة طوارئ وادي مور لإزالة الترسبات الترابية والأشجار التي كانت تعيق وصول المياه إلى الأراضي الزراعية ناهيك عن إعاقة مرور سيول الأمطار في مجاريها الصحيحة، وإصلاح ما جرفته سيول الأمطار من عقوم.
من جانبهم أشاد مواطنو مديرية الزهرة بجهود اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية في تولي مهمة إحياء روح التعاون والتكافل بين أوساط المجتمع الذي يعول عليه ريادة عملية النهوض بالتنمية الزراعية من تدريب وتأهيل لجان زراعية وفرسان التنمية على مستوى المديرية الذين بدورهم حملوا الرسالة إلى مجتمعاتهم من خلال تدريب فرسان ولجان على مستوى العزل ثم القرى، مؤكدين أن الأمور الآن تسير من أفضل إلى أفضل”.
فرص وتطلع
الجدير ذكره أن وادي مور هو أحد أكبر الأودية في اليمن على الإطلاق حيث تبلغ مساحة حوضه ‏حوالي 7500 كم، بينما يبلغ طوله 300 كم، ومن روافده‏‎ ‎وادي لاعة.. الوادي يسقي أراضي مديرية الزهرة، ثم يصب في البحر الأحمر بشمال مدينة اللحية، وتتميز الأراضي التي يمر بها الوادي بخصوبة كبيرة، ومحاصيل متنوعة وذات جودة عالية.
تقدر مساحة أراضي وادي مور التي تسقى من القنوات ومن العقوم التقليدية بحوالي 55000هكتار، منها 21.985 هكتاراً تروى عبر منشآت وادي مور المكونة من حاجز تحويلي بقدرة تصميمية 4100م 3/ث وتحويلية 40م 3/ث على منظومة رفع مكونه من 24بوابة، وحاجز أمان ترابي بطول 120مترا، ومفيض بطول 240مترا.. وقناتي إمداد خرسانيتين بطول 60مترا السعة التحويلية للقناة 41م 3/ث، وحوضي ترسيب بطول 240مترا، وقناة رئيسية بطول 3.3كم سعتها التحويلية 40م 3/ث. ومقسم خرساني سعته التحويلية 40م 3/ث، وسيفونان بطول السيفون 22.5متراً.. ومن ذلك تتفرع قناتان فرعيتان بطول 43.7كم السعة التحويلية للقناه 40م 3/ث، قناة شمالية بطول 19كيلومتراً، وقناة جنوبية بطول 24كيلومتراً.. لهما 31 منشأة خرسانية وجسراً، و35 مأخذا كبيرا، و31 مأخذا صغيرا.. وقنوات إرواء بطول 33كم تحتوي على منظومة رفع مكونة من 89بوابة، وتروي العقوم التقليدية 33هكتاراً.
أما عن المحاصيل التي تزرع في وادي مور، فتتركز في الذرة الرفيعة، الدخن، والذرة الشامية في مساحة زراعية تقدر بحوالي 3750 هكتاراً.. تليها الخضار في حوالي 2250 هكتاراً ويزرع منها الطماطم، البصل، الباميا، البسباس، الكوسة، الملوخية، الفجل، والجرجير.. وتقدر المساحة المزروعة بالفواكه بحوالي 765 هكتاراً تزرع فيها عدد من أشجار الموز، والمانجو، والتمر، والليمون، والبطيخ، والشمام… أما المساحة التي تزرع محاصيل نقدية فتقدر بحوالي 1006هكتارات، ويعد السمسم من أهم محاصيلها حيث يزرع بمساحات كبيرة، يليه التبغ والقطن بمساحات قليلة.. وبالنسبة لمحاصيل البقوليات كالدجرة والقوار والفول والفاصوليا، فتقدر مساحة زراعتها بحوالي 154 هكتاراً.. وتحتل أعلاف الذرة الرفيعة والبرسيم والكالتوريا المرتبة الأخيرة بمساحة تقدر بحوالي 6900هكتار.
مسارات الإنتاج
أما عن عصر ذات اليوم، فقد عقدت ورشة توعوية ميدانية في مديرية الزهرة حضرها مدير عام المديرية عبدالرحمن الرفاعيه مشرف المديرية ومندوبون عن هيئة تطوير تهامة وغرفة طوارئ وادي مور، وعدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، وجمع غفير من المزارعين يتقدمهم فرسان التنمية وأعضاء اللجان الزراعية.
وفي الورشة التي خلصت إلى ضرورة تكاتف وتكامل وتنسيق الجهود الرسمية والمجتمعية في سبيل تجاوز العقبات التي تقف أمام تحقيق أهداف الثورة الزراعية على كافة المستويات وفي مقدمتها اشكالية التسويق العائق الأكبر أمام المنتج المحلي، دعا رئيس الزراعية العليا ابراهبم المداني والمدير التنفيذي لمؤسسة بنيان المهندس محمد المداني في كلمتين منفصلتين أبناء المديرية وفي مقدمتهم المزارعون إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة توحيد الجهود وتحديد المسارات الإنتاجية.
كما أكد رئيس الزراعية العليا الأهمية القصوى لإنشاء الجمعيات التعاونية باعتبارها كياناً محلياً يتكون (من أكفأ المزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي في المنطقة ومن يسير على الخطى الزراعية من فرسان التنمية واللجان الزراعية والمجتهدين من فنيين وإرشاديين ومحاسبين وأطباء بيطريين ومسوقين وكل من له علاقة تفيد العملية الزراعية)، ويعمل على تمثيل حلقة الوصول التي من خلالها سيتعامل الجميع مع بعضهم البعض وتتم إجراءات التسهيلات وتوفير المعلومات ورسم السياسات ومتابعتها على المستوى الرسمي بناء على ما تقدمه الجمعية من بيانات.
وفي ختام الورشة أكد أعضاء السلطة المحلية وفرسان التنمية واللجان الزراعية المضي قدما في إنجاح الهدف السامي في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وعقب ذلك قام الفريق بتدشين العديد من الأنشطة الزراعية والمبادرات المجتمعية، حيث تم تدشين موسم الحراثة المجتمعية، وكذلك تدشين معالجة أكثر من 600 ألف رأس من الماشية ضمن مبادرة علاج 10 ملايين رأس من الماشية التي أطلقتها مؤسسة بنيان التنموية، وتدشين زراعة أكثر من مليون شتلة من الأشجار الاقتصادية.

قد يعجبك ايضا