الأمم المتحدة تغاضت بوقاحة عن جرائم موثقة بالصوت والصورة

حكومة الإنقاذ الوطني تدين إخراج السعودية من قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال وإدراج أنصار الله زوراً

 

 

بن حبتور: إدراج أنصار الله ضمن قائمة العار هدفه الضغط السياسي وتحقيق مكاسب لصالح التحالف
الرويشان : هذا السقوط الأممي هو الذي يجعل بؤر التوتر في العالم مستعصية على الحل
طه المتوكل : كيف أمكن لغوتيريش أن يتجاهل مقتل 50 طفلاً يمنياً في جريمة حافلة ضحيان و3 آلاف طفل قتلتهم الغارات السعودية

الثورة / إبراهيم الوادعي

أدانت حكومة الإنقاذ الوطني القرار الأممي الوقح بتبرئة قاتل أطفال اليمن وإدراج الضحية بدلاً عنه ، وعدَّ رئيس حكومة الإنقاذ الوطني ومسؤولون في الحكومة القرار الأممي بمثابة سقطة لا تغتفر ولا يمكن تبريرها .
لافتين إلى أن تعامل الأمم المتحدة في اليمن يدلل بشكل قاطع على تحولها إلى شريك للمعتدي ضد الضحية الذي يواجه الحرب العسكرية وصنوف الحصار القاتل .
وأشار مسؤولو حكومة الإنقاذ الوطني إلى أن الأمم المتحدة تتوج بهذا القرار الأخرق تاريخاً أسود من تعاملها في بؤر التوتر الدولية التي زادت اشتعالا نتيجة تدخلاتها المصبوغة بالفساد وبيع المبادئ وآلام البشرية لقاء المال المدنس.
وقال رئيس الوزراء: بطبيعة الحال هذه ضمن القضايا الخلافية بيننا وبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، أولاً نحن هنا في اليمن ندافع عن كل شبر مع عدم مساسنا بمدرسة أو برياض أطفال أو منزل في المملكة السعودية ، خضنا حربنا الدفاعية بأخلاق المقاتل المترفع عن تناول المدنيين بأي أذى ، وانحصرت ضرباتنا في الأهداف العسكرية والجبهات.
إن تبرئة التحالف من الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها بحق الطفولة وإدراج أنصار الله ظُلماً هو نوع من الضغط الذي يمارسونه ، أنصار الله هي قوة وطنية ، وهم في مقدمة القوى اليمنية التي تحقق نصرا عظيما لكل الوطن ضد الغطرسة السعودية الإماراتية والتي باركتها إلى حد ما الأمم المتحدة .
أود أن أذكر غوتيريش وغيره بأن الأمم المتحدة ولسنوات أدخلت السعودية ضمن قائمة العار المعنية برصد انتهاكات وقتل الأطفال ، والسعودية تقوم بذلك فعلا في اليمن ، وتتعامل بوحشية مع الأطفال اليمنيين ولدينا التوثيق الوافي لجرائم السعودية بحق الأطفال اليمنيين ، ولم يكن أنصار الله ضمن القائمة .
وإدخال أنصار الله اليوم إلى القائمة يندرج- كما أشرت- إلى محاولة تشريع الضغوط عقب الانتصار ، وهم يضغطون على اليمن بمثل هذه القرارات ذات الغاية السياسية ولا تعكس حقيقة الأمر لمحاولة الحصول على مكاسب من قبل التحالف وللأسف الأمم المتحدة تتورط في ذلك.
في الحقيقة هناك مسار مخز داخل الأمم المتحدة أن، السعودية اشترت قرارات وعطلت بمالها قرارات أخرى ، وخرجت من قائمة العار وأدخلت آخرين بمالها أيضاً، ولا نستبعد أن مالاً دُفع لإدخال أنصار الله في القائمة السوداء المتصلة بالأطفال .
نحن في الأخير نعتمد على ثقة شعبنا بنا والذي يعرف تماماً أخلاقيات المجاهدين، نحن هنا في اليمن لم نعتد على مواطن فكيف نعتدي على أطفال ، هذا جزء من ذر الرماد في العيون ، وربما للقبول ببعض قراراتهم المجحفة والتي لم تظهر إلى العلن بعد .
فيما أوضح الفريق الركن جلال الرويشان أنه من المؤسف جداً أن الهيئة الدولية للأمم التي كان يعوّل عليها على الأقل في أن تكون طرفاً محايداً يتحدث باسم جميع الدول الأعضاء في المنظومة الأممية ، أن يبلغ الأمر فيها حد المساومة في شراء المناصب على حساب دماء أطفال اليمن ونساء اليمن والأطفال الذين انتُشلوا من تحت ركام المباني والمنازل المهدمة والعالم رأى كل ذلك بوضوح .
لكنها ليست المرة الأولى، فقد سبق أن رفعت السعودية من قائمة العار لقتلة الأطفال ، وربما مقابل أثمان غر معلنة ، وهذه المرة الثانية التي يحدث فيها هذا الأمر .
عندما يكون الأمر محقا ولصالح المظلوم لا تقوم الأمم المتحدة بأي دور ضاغط ويكتفوا بالقول: نحن ميسرون ، وإذا كان يتجه لصالح الظالم والقاتل كما في المفاوضات نجدهم يمارسون شتى أنواع الضغوط ، ويذهبون إلى هذه المآلات التي ثبريء السعودية من قتل الأطفال وتضع الضحية مكان القاتل.
لا أعرف كيف يمكن التعمية على حادثة قصف حافلة فيها 50 طفلا ويرفع قاتلهم من قائمة قتلة الأطفال ، كيف أمكن للأمم المتحدة أمام هذه الجريمة فقط أن تزيل اسم السعودية من قائمة العار؟! .
هذا السقوط الأممي وافتقادها المصداقية هو الذي يجعل بؤر التوتر في العالم مستعصية على الحل وقائمة منذ نشأت الأمم المتحدة، بل تزيدها توترا وصراعا، من كشمير إلى الصحراء الغربية، في البوسنة والهرسك إلى كل مكان في العالم.
كل مكان توتر في العالم تدخله الأمم المتحدة بدبلوماسيتها الخاضعة لصفقات من تحت الطاولة، غالبا نرى أنها تراوح في مكانها منذ خمسين أو ستين عاماً.
نحن لا نراهن على الموقف الأممي أو الدولي، رهاننا على الله وعلى شعبنا في موقف الصمود، ونحن ندافع عن أنفسنا في مواجهة العدوان ، وما صدر عن الأمم المتحدة يندرج في رصيدها بالمتاجرة بقضايا الشعوب في اليمن وغير اليمن.
اشتراكات الأمم المتحدة تدفعها جميع الدول الأعضاء وأية أموال غير ذلك تدخل في إطار الأموال الفاسدة وشراء المواقف ، ونحن في اليمن جربنا أكثر من مرة أن المواقف الأممية عبارة عن صفقات تجارية للأسف ضحاياها بشر ودماء تُسفك ظلماً في أكثر من بؤرة توتر في العالم ويقوم بها رجال أعمال وليسوا موظفين أمميين وحارسين للعدالة الدولية..
واستنكر د. طه المتوكل- وزير الصحة بشدة القرار الأممي تبرئة القاتل الحقيقي للأطفال اليمنيين ، وإدراج أنصار الله هذه الحركة الشريفة التي تتصدر شعبها في الدفاع عن حرمه مع باقي القوى الوطنية بوجه العدوان والحصار الظالمين منذ ست سنوات ضمن قائمة منتهكي حقوق الطفل.
العالم يعرف وشاهد جرائم السعودية بحق الأطفال اليمنيين ، هناك 3 آلاف طفل يمني مقيدون في وزارة الصحة قُتلوا بالغارات السعودية وأضعافهم يموتون بالحصار ، ولا يمكن للعالم أن ينسى جريمة حافلة ضحيان ، وإشراق نهم التي قُتلتْ وهي حاملة كتب المدرسة ، وعشرات الحالات المماثلة في قصف طال المدارس والمستشفيات وكل شيء مدني في اليمن.
وهناك أكثر من 4 آلاف طفل جريح موثقون في سجلات المسشتفيات ووزارة الصحة ، لا نتكلم عن تقارير منظمات وإنما جرائم موثقة بالصوت والصورة.
كيف أمكن للأمم المتحدة ووفقاً لتقاريرها أن تتجاهل ضحايا الحصار من الأطفال ، والذين يموتون كل يوم بسبب إغلاق مطار صنعاء ، هناك 3 آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية ويحتاجون للسفر للعلاج يمنع تحالف العدوان سفرهم عبر إغلاق مطار صنعاء ، الأمم المتحدة تتحدث عن أرقام مفزعة لمعدلات سوء التغذية جراء الحصار وأزمة إنسانية هي الأكبر عالميا ، كيف أمكن لأمين عام الأمم المتحدة أن يتجاهل تقارير منظماته ويزيل اسم السعودية من قائمة العار ، بل ويرتكب جريمة أفدح من سابقتها بوضع الطرف اليمني الضحية مكان القاتل .
الأمم المتحدة بقرارها هذا تعدت- كونها شاهد زور- إلى شريك للتحالف في جرائمه ، والقرار عربون قدمه غوتيريش ليعاد ترشيحه أميناً عاماً للأمم المتحدة ، ترشيح ملطخ بدماء الأطفال اليمنيين ، ولن يغفر له التاريخ ذلك وسيبقى وصمة عار في جبينه تذكره وسائل الإعلام به وكل المنظمات الشريفة والتي لم تبع ضمائرها بالمال .
المعركة هي اليوم معركة وعي ، وفي هذا السياق نشير إلى أن اليونيسف ومنظمات أممية أوقفت وقلصت دعم الوقود للمستشفيات والمراكز الصحية ، رغم وجود 20 % من الأطفال ضمن معدلات سوء التغذية الوخيم ، و80 ألف طفل بحاجة إلى غرف عناية مركزة ، ونتيجة الحصار يتوفى يوميا نحو 300 طفل يمني ، الأمم المتحدة تعرف ذلك ، وتصمت ، وهي بقرارها هذا تنزلق إلى كونها شريكة في العدوان والحصار على اليمن .

قد يعجبك ايضا