أكثر من 500 حالة اختطاف لفتيات.. وأكثر من 1450 جريمة قتل خلال العام الجاري

عدن تحت الاحتلال تعيش وضعاً أمنياً مزرياً وسوداوياً

 

 

الثورة  /

يمثِّل الانفلات والفوضى الأمنية والعبث وجرائم القتل اليومية وعمليات النهب والسرقة والاختطاف وانتشار المخدرات، الصورة الأبرز التي جلبها تحالف العدوان منذ دخوله وسيطرته على مدينة عدن وبقية المحافظات المحتلة، وحتى اليوم.
وفي الوقت الذي اعتقد فيه سكان عدن أن مدينتهم، التي لُقِّبت بـ”عاصمة الفوضى والاغتيالات”، قد تجاوزت مرحلة شهدوا خلالها سقوط العشرات في جرائم اغتيال أرهقت المدينة منذ العام 2015، إلا أنهم فوجئوا بعودة الفوضى وتواصل مسلسل الاغتيالات وجرائم القتل لحصد أرواح مسؤولين ومواطنين أبرياء.
وبحسب مراقبين للوضع الأمني في عدن والمحافظات المحتلة، فإن مسلسل الاغتيالات الذي كانت المنظمات الحقوقية قد رصدت فيه أكثر من 200 حادثة اغتيال، طالت قادة عسكريين وخطباء مساجد، وقُيِّدت في مجملها ضد مجهولين، عاد بقوة منذ العام 2020م وبأسلوب يشير إلى أن العمليات تُدار، ويتم تنفيذها من قبل عناصر أمنية ومسلحين محسوبين على تيارات وكيانات سياسية تمسك بزمام السلطة وبإشراف مباشر من قوات الاحتلال الإماراتي.
ووفقا لتقرير حديث فقد ارتفع معدل الجريمة المنظمة في المحافظات الجنوبية المحتلة والتي بلغت أكثر من ألف و 448 جريمة خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأوضح التقرير الإحصائي الصادر عن المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية، أن الجرائم التي شهدتها عدن وبقية المحافظات المحتلة تنوعت بين الاغتيالات والاشتباكات المسلحة والاختطافات والاعتقالات وجرائم عنصرية وحجز حريات ومنع سفر ومداهمات للمنازل والمتاجر والاعتداء وتفريق مظاهرات سلمية بالقوة.
وأرجع التقرير الأسباب الرئيسية للانفلات الأمني وارتفاع معدلات الجريمة في المحافظات الجنوبية المحتلة إلى سيطرة التنظيمات الإرهابية التي يدعمها الاحتلال الإماراتي ، إلى جانب تفجر الصراعات المسلحة بين فصائل مرتزقة العدوان التي أدت إلى جرائم الاغتيالات والتصفيات الجسدية وسقوط العديد من الضحايا.
وبين التقرير أن جرائم الاغتيالات بلغت 235 حالة اغتيال، سجلت محافظة عدن المرتبة الأولى من بين المحافظات الجنوبية تلتها محافظات حضرموت وأبين وشبوة، مشيرا إلى أن عدد ضحايا الاعتقالات بلغ نحو 117 شخصاً أغلبهم يقبعون في عدن وشبوة والمكلا ، بالاضافة إلى تسجيل 61 جريمة اختطاف مواطنين منهم عدد من النساء والأطفال.
ورصد التقرير جرائم الاعتداءات بنحو 196 جريمة طالت مواطنين وقضاة وموظفين حكوميين .. منوهاً بأن تلك الاعتداءات تسببت بتوقف العمل في عدد من المحاكم في المحافظات المحتلة كالضالع وعدن.
وأشار إلى أن مدينة عدن شهدت حوادث انفجارات مرعبة بلغت 46 حادثة خاصة عقب عودة حكومة الارتزاق والعمالة إلى مدينة عدن بحماية سعودية.
ولفت إلى أن حوادث الانفجارات انتقلت إلى محافظات أبين وشبوة وحضرموت ، وذلك نتيجة الانقسام الأمني داخل ميليشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات، إلى جانب تصاعد الصراعات بين التيارات الموالية للقيادات العسكرية والأمنية في عدن خلال الفترة الماضية.
وبحسب التقرير، فقد سجلت حوادث الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة عدن ارتفاعا ملحوظا بنحو 73 حادثة، بالإضافة إلى تسجيل 28 جريمة مداهمة منازل واقتحام مسلح في مدينة عدن ، ومحافظتي شبوة وحضرموت .
وذكر أن المليشيات المسلحة الموالية لتحالف العدوان مارست جرائم الابتزاز ضد التجار والصرافين ومالكي الاستثمارات المحلية وبلغت نحو 38 جريمة، مؤكدا أن مالكي الاستثمارات المحلية في عدن وأبين ولحج وشبوة تعرضوا لاعتداءات وصلت إلى 34 اعتداء أدت إلى إيقاف عدد من الأنشطة الاستثمارية لمصانع الإسمنت في أبين ولحج وتوقف مصالح وأعمال شرائح واسعة من المجتمع.
وتصاعدت جرائم السطو المسلح على الممتلكات العامة والخاصة في المحافظات الجنوبية المحتلة ، إلى 74 جريمة سطو على ممتلكات خاصة شملت أراضي في عدن ولحج وشبوة ، و37 جريمة سطو واعتداء على ممتلكات عامة في عدن ولحج ، و62 جريمة اعتداء ومصادرة حقوق خاصة.
ووفقا للتقرير الإحصائي، فقد بلغت جرائم تهريب النفط الخام من موانئ محافظة شبوة إلى الأسواق الدولية 29 جريمة ، بالإضافة إلى رصد جرائم تهريب وتجريف الثروة السمكية اليمنية من قبل سفن تابعة لدول تحالف العدوان.
ووثق التقرير 47 جريمة منع من السفر من مطار عدن وسيئون ، و14 جريمة إطلاق نار على وسائل نقل في الطرقات العامة من قبل عصابات مسلحة، و86 جريمة احتجاز تعسفي و28 جريمة اعتداء على مقرات وناقلات وفرق تابعة لمنظمات إنسانية دولية.
وأفاد التقرير بارتكاب 47 جريمة اعتداء على محتجين سلميين، و7 جرائم حالات إخفاء قسري لمواطنين وجريمتي تهريب سجناء من السجون.
وفي المقابل تحولت ظاهرة اختطاف الفتيات من شوارع مدينة عدن إلى هم يومي ورعب يعيشه أبناء المدينة وحديث يتناقله الشارع الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه، خاصة بعد أن تطورت الظاهرة ولم تَعُد أحداثًا ووقائع استثنائية بل تنامت بشكل رهيب في الآونة الأخيرة.
يشار إلى أنه تم رصد أكثر من 500 حالة اختطاف واغتصاب منذ سيطرة تحالف العدوان على عدن، وأثارت الوقائع حالة رعب في أوساط الأهالي الذين أكد معظمهم أن أطقماً أمنية ومسلحين جرى رصدهم أثناء تتبعهم لفتيات في المدينة وتم توثيقهم في معظم الحالات بكاميرات المراقبة.
وأثارت ظاهرة اختطاف الفتيات الكثير من التساؤلات حول من يديرها ويقف خلفها ويمولها.. في ظل توارد أنباء يتم تداولها منذ العام 2018 عن رعاية الإمارات لشبكات تقوم بالخطف والاستهداف للنساء في شوارع مدينة عدن يديرها ضباط إماراتيون.

قد يعجبك ايضا