الجمهورية اليمنية ترفض قرار غوتيريش وتُحَذِّر من تبعات القرار في إسقاط قيم العدالة وحقوق الضحايا

المكتب السياسي لأنصار الله: غوتيريش أثبت أن الأمم المتحدة مجرد منصة تافهة للدول النافذة لتحريف الحقائق ومصادرة حقوق الشعوب المستضعفة
مجلس النواب : بدلاً من الانحياز للعدالة صارت الأمم المتحدة مشكلة أمام تقديم القتلة للعدالة كمجرمي حرب
مجلس الشورى : القرار يعكس رضوخ الأمم المتحدة للضغوط السعودية التي أزالت اسمها بالمال من قائمة مرتكبي حقوق الأطفال
وزير الخارجية: القرار يؤكد كذب الأمم المتحدة التي تقف موقف المتفرج حيال قتل أطفال اليمن ويُثبت تواطؤها مع النظام السعودي تحت تأثير الضغوط المالية

صنعاء/سبأ

رفضت الجمهورية اليمنية قرار أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أصدره بالتزامن مع حصوله على موافقة بولاية ثانية للأمانة العامة، وصنف به “أنصار الله” فيما تسميه الأمم المتحدة قائمة سوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، واستنكرت الخارجية اليمنية ومجلس النواب ومجلس الشورى قرار غوتيريش الذي أصدره تجاوبا مع رغبات سعودية أمريكية.
وأتى قرار غوتيريش بعدما سحبت الأمم المتحدة في العام 2016م مملكة العدوان السعودية من قائمة العار السوداء لمرتكبي الجرائم بحق الأطفال، على خلفية الحرب التي شنها تحالف العدوان بقيادة السعودية وأمريكا على اليمن واستهدفت الأطفال اليمنيين متسببة في مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف طفل.
وكان الأمين العام السابق بان كي مون قد أدرج مملكة العدوان السعودية حينها، لكنه تراجع بعد يومين من القرار، تحت تهديدات سعودية بقطع التمويل حسب شكوى بان كي مون حينها، ليعود الأمين العام الذي جدد ولايته الثانية أمس بقرار يدين الضحايا ويحمل أنصار الله المسؤولية.
قرار قال عنه مراقبون إنه مدفوع الثمن من قبل السعودية والإمارات وإسرائيل، والتي لم يسجل عليها الأمين العام – الذي حصل على موافقة أمريكية بتولي الأمانة العامة للمرة الثانية- أي إدانة رغم جرائم الحرب التي ترتكبها هذه الدول في المنطقة بشكل عام.
قرار أمين عام الأمم المتحدة بحق أنصار الله يعزل الأمم المتحدة عن أي دور سياسي أو دبلوماسي في مسار المفاوضات التي تجري للتوصل إلى تسوية بين اليمن وتحالف العدوان السعودي الأمريكي، كما يعتبر خضوعاً أممياً للإملاءات السعودية ويفضح الدور الذي تؤديه الأمم المتحدة في التغطية على جرائم الحرب التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي في اليمن.
المكتب السياسي لأنصار الله، اعتبر أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة -بتصنيف أنصار الله ضمن ما يسميه بلائحة منتهكي حقوق الأطفال – يقطع ما تبقى للأمم المتحدة من همزة وصل مع الشعب اليمني، وبمثابة إعلان من الأمم المتحدة أنها طرف إلى جانب تحالف العدوان.
وقال في بيان صادر عنه أمس،: إن الأمين العام للأمم المتحدة بقرار تصنيف أنصار الله ضمن ما يسميه بلائحة منتهكي حقوق الأطفال صنف نفسه ومنظمته الأممية ضمن لائحة العار، وأضاف البيان أن غوتيريش قدم إثباتا ملموسا على أن المنظمة الأممية مجرد منصة تافهة تستغلها الدول النافذة لتحريف الحقائق ومصادرة حقوق الشعوب المستضعفة.
واستنكر البيان بشدة التصنيف الجائر معتبرا هذا القرار باطلا لا يستند إلى أي حُجّة.. داعيا الأمم المتحدة إلى أن تلتزم الحياد وألا تتحول إلى بوق رخيص يردد ترهات وسخافات تحالف العدوان.
وأشار إلى أن تحالف العدوان تدينه آلاف الفيديوهات التي وثقت مجازره الرهيبة بحق أطفال اليمن طيلة السنوات الماضية، إضافة إلى تداعيات الحصار.. مؤكداً أن أطفال اليمن يعرفون من قتلهم بالطائرات ويعرفون من يقتلهم بالحصار، ويعرفون من يتقلد المناصب الأممية مقابل المتاجرة بدمائهم وبطفولتهم.
ولفت البيان إلى أنه ومع براءة أطفال اليمن إلا أنهم يشفقون على الأمين العام للأمم المتحدة لما يعانيه من انحطاط نفسي وأخلاقي.
واختتم البيان بالقول: كان على الأمين العام للأمم المتحدة – لو لديه ذرة من إنسانية – أن يرفض التجديد له بولاية ثانية إذا كان المقابل أن يتقلد العار ويبيع ضميره بثمن بخس.
مجلس النواب اليمني أدان قرار غوتيريش، معبرا عن رفضه المطلق للقرار، ووقف المجلس في جلسته أمس – برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي – أمام قرار الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” بشأن إدراج اليمن في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال.
وأدان مجلس النواب في الجمهورية اليمنية بشدة هذا القرار اللامسؤول .. مؤكدا أنه في الوقت الذي يقتل فيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن يومياً على مدى سبع سنوات وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، لم تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن ساكناً تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومجازر وانتهاكات وحصار جائر تجاوزت كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، وكأن الأمر لا يعنيها.
وأشار المجلس إلى أنه بالرغم من ذلك، أسقطت الأمم المتحدة اسم السعودية من قائمة العار لقتلة الأطفال في اليمن وما ارتكبته وترتكبه من جرائم حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم، بالإضافة إلى استبعاد الكيان الصهيوني المحتل من قائمة منتهكي حقوق الأطفال في فلسطين.
ولفت إلى أنه وبدلا من أن تضطلع الأمم المتحدة وكافة الهيئات والمنظمات التابعة لها بمسؤوليتها في حماية الأطفال وصون حقوقهم من الانتهاكات وإدانة المجرمين والقتلة، تقوم بالتغطية على جرائمهم للحيلولة دون تقديمهم للمحاكمة الدولية لينالوا جزاءهم كمجرمي حرب.
وزير الخارجية: غوتيريش أدان الضحية وتواطأ مع الجلاد وقراره يمنح القتلة الضوء الأخضر للقتل
أدان وزير الخارجية المهندس هشام شرف، قرار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعدم إدراج تحالف العدوان في قائمة منتهكي حقوق الأطفال وتعمد الأمم المتحدة إدراج أنصار الله في القائمة بشكل مقصود.
وأكد وزير الخارجية أنه وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة المنظمة المناط بها الدفاع عن الحقوق الأساسية للإنسان ومنهم الأطفال كما جاء في ميثاقها، إلا أنها تغض الطرف عن استهداف دول تحالف العدوان التجمعات السكانية وقتل وجرح نحو ثمانية آلاف طفل منذ 26 مارس 2015م، فضلاً عن قيام تحالف العدوان ومواليهم بتجنيد آلاف الأطفال والزج بهم في المعارك، واستهداف المدارس والمستشفيات وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال.
وعبر عن الأسف لرضوخ الأمين العام للأمم المتحدة للعام الثاني على التوالي لضغوط دول العدوان السعودية والإمارات التي تمارسها على الأمم المتحدة بعكس سلفه بان كي مون الذي اعترف بتلك الضغوط.
وأشار إلى أن غوتيريش، لم يأخذ بعين الاعتبار المناشدات التي أطلقتها عشرات المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية في هذا الإطار متجاهلا كل التقارير والبيانات المصورة والموثقة حول استهداف طيران العدوان للتجمعات السكانية.
كما أكد وزير الخارجية، أن قرار الأمين العام يمثل المسمار الأخير في نعش الآلية التي أنشأها مجلس الأمن من أجل ردع منتهكي حقوق الأطفال في مختلف دول العالم والتي تم تسييسها بل وأصبحت تدين الضحية وتتغاضى عن الجلاد وتأخذ معيار القوة والثروة والنفوذ داخل أروقة الأمم المتحدة لاتخاذ القرارات والمواقف.
ولفت انتباه قادة دول العالم الحر وبرلماناتها إلى أن هذا القرار سيمنح الضوء الأخضر لتحالف العدوان للاستمرار في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة بحق أطفال اليمن، كما سيجعل مسؤولي الأمم المتحدة شركاء في تلك الجرائم.
وجدد وزير الخارجية التأكيد على احترام حكومة الإنقاذ الوطني لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وحماية وتعزيز حقوق أطفال اليمن وعدم الزج بهم في أي أعمال عسكرية ..مشيرا إلى أن اليمن لا يحتاج لعسكرة الأطفال طالما ولديه رجال باستطاعتهم صد العدوان وإلحاق الهزيمة به وبكل من يسانده.

مجلس الشورى يدين قرار أمين عام الأمم المتحدة بحق أنصار الله
إلى ذلك أدان مجلس الشورى، قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتصنيف أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال.
وأكد المجلس في بيان أن القرار يعكس رضوخ الأمم المتحدة للسعودية ، التي أزالت اسمها بالمال من قائمة منتهكي حقوق الأطفال قبل قرابة العام، وما زالت تسعى لتحسين صورتها السيئة لدى الرأي العام العالمي، الذي أصيب بصدمة جراء المجازر والجرائم المروعة التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق أطفال ونساء اليمن طيلة أكثر من ستة أعوام.
وأشار إلى أن تحالف العدوان استهدف بشكل متعمد المدنيين والأطفال في المنازل والطرقات والمدارس والأسواق وصالات الأعراس وقاعات العزاء وغيرها، وتسبب بقتل أكثر من ثلاثة آلاف طفل وإصابة وإعاقة أكثر من أربعة آلاف آخرين بغاراته الوحشية التي خلّفت آثاراً نفسية على أطفال اليمن.
ولفت البيان إلى أن القرار الأخير لغوتيريش، يؤكد عدم مصداقية الأمم المتحدة التي تقف موقف المتفرج حيال الجرائم المروعة بحق أطفال اليمن منذ بداية العدوان، ويثبت تواطؤها مع النظام السعودي تحت تأثير الضغوط المالية.
وأكد أن هذا القرار لن يغير الحقيقة الراسخة لدى الرأي العام العالمي الذي أذهلته صور ومشاهد أشلاء وجثث أطفال اليمن، جراء غارات طيران تحالف العدوان.
ودعا مجلس الشورى، الأمين العام للأمم المتحدة إلى التراجع عن قراره، حرصاً على ما تبقى من مصداقية المنظمة الأممية.. مطالبا مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة على مستوى العالم والاتحادات والمنظمات الدولية، برفض مثل هذه التوجهات التي لا تخدم عملية السلام في اليمن.

أحزاب المشترك
الى ذلك دانت أحزاب اللقاء المشترك – بأشد العبارات – قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإدراج أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال في اليمن، في خطوة مقصودة ومدفوعة الثمن ولا تمت للنزاهة بصلة.
مؤكدة رفضها للقرار اللامسؤول للأمم المتحدة، بإدراج أنصار الله في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، مشيرة إلى أنه يأتي متزامنا مع استبعاد الكيان الصهيوني المحتل من قائمة منتهكي حقوق الأطفال في فلسطين، وفي ذات الوقت عدم إدراج تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الذي يشن عدوانا ظالما منذ نحو سبع سنوات ويستبيح دماء اليمنيين بمختلف شرائحهم بما فيهم الأطفال.
وقال البيان : إن من مسؤوليات الأمم المتحدة الاضطلاع بمهامها في حماية الأطفال وصون حقوقهم من الانتهاكات وإدانة المجرمين الحقيقيين بدلا من إسقاطهم، كما فعلت سابقا بإسقاط اسم السعودية من قائمة العار لقتلة الأطفال في اليمن تحت ضغط المال باعتراف الأمين العام السابق بان كي مون.

منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل
من جانبها أدانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، استمرار سلسلة جرائم وتواطؤ الأمم المتحدة بحق الأطفال، إثر قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتصنيف حكومة صنعاء ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال يوم الجمعة 18 يونيو 2021، والذي لا يستند إلى حقائق ميدانية وتقارير لجان مستقلة، كما يفتقر القرار إلى توافر المعلومات والوقائع ، وإنما يستند إلى التحيز لدول تحالف العدوان مخالفا بذلك كافة القوانين الدولية والإنسانية ما يمثل خرقاً واضحاً ومتعمداً مما تسمى الأمم المتحدة.
وأشار البيان إلى أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي ارتكب على مدى أكثر من ست سنوات المجازر المروعة بحق الأطفال والنساء وأبناء اليمن، وبحسب إحصائيات وتقارير منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل منذ بداية العدوان 26مارس 2015م إلى نهاية شهر مايو 2021م، كانت حصيلة القتلى والجرحى من الأطفال والنساء (١٣.١٧٣) منها (٧.٩٥٦) طفلاً و(٥.٢١٧) امرأة.
وأضاف: تعمدت الأمم المتحدة سابقاً رفع السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن، رغم وجود التقارير الحقوقية والدولية التي تثبت جرائم تحالف العدوان المروعة بحق أطفال اليمن، وبهذا يكون لافتا عدم إدراج تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال”، مؤكداً أن اﻷمم المتحدة غير محايدة وتعمل لصالح الدول الكبرى وتعمل على تنفيذ أجندتها الخاصة.
ودعت منظمة انتصاف المُجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وجميع شرفاء وأحرار العالم وجميع الوسائل الإعلامية، إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية في مناصرة أطفال اليمن الذين تُنتهك حقوقهم منذ سنوات وإدانة وكشف الجرائم المروعة التي ارتكبها التحالف السعودي بحق أطفال اليمن منذ بداية العدوان ليرى العالم حجم الجرائم والكارثة الإنسانية وفضح تغاضي اﻷمم المتحدة عن القيام بدورها المناط بها وكشف التواطؤ المستمر انصياعاً للأموال بديلاً من تنفيذ القوانين الدولية المتعارف عليها.

تقرأون في الملف :

السعودية تشتري الأمين العام بالأموال”غسل يد السعودية من دم أطفال اليمن وأدان الضحايا”

الحرب الشاملة على الطفولة في اليمن برعاية الأمين العام” غوتيريش”

قرار غوتيريش مكافأة الجلاد وانتقام من الضحية ومحاولة مفضوحة لتبرئة مجرمي تحالف العدوان

جرائم موثّقة.. وعدالة تتاجر بها الأمم المتحدة

قد يعجبك ايضا