السعودية تشتري الأمين العام بالأموال”غسل يد السعودية من دم أطفال اليمن وأدان الضحايا”

 

الثورة / عبدالجليل الموشكي

قرار جديد اتخذه أمين عام الأمم المتحدة يعكس الرضوخ الأممي للإملاءات السعودية بشأن جرائم الحرب التي ترتكبها في اليمن منذ ستة أعوام ، قرار غوتيرش الأخير بإدانة أنصار الله بعدما سحبت الأمم المتحدة نفسها قرارا يدين القاتل (السعودية) بقتل الأطفال في اليمن يضع حيادية المنظمة الأممية على مهب الريح.
سابقاً رفضت الأمم المتحدة قراراً يطالب بفتح تحقيق دولي في جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي ، واكتفت في مقابل ذلك بتشكيل لجنة تابعة للمرتزق هادي المقيم في فنادق الرياض وعززت من دورها لتضعها في مواجهة المطالبات الدولية بالتحقيق في جرائم السعودية بحق اليمنيين.
وفي العام 2016 تراجعت الأمم المتحدة عن اتهام تحالف العدوان السعودي بقتل الأطفال اليمنيين بعد إدراج العدوان السعودي على القائمة السوداء ، عقب تلويح السعودية بقطع الأموال التي تصرفها على المنظمة ، واقعة أثبتت أن الأمم المتحدة منظمة مسيّسة ، وأن ما يحدد أداءها مصادر التمويل ونفوذها.
الخطوة التي تقارب حدود الفضيحة التي أقدم عليها الأمين العام غوتيرش يوم أمس تؤكد المقولة السائدة : الأمم المتحدة في جيب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وعلاوة على الدور الأممي إزاء جرائم العدوان السعودي بحق الشعب اليمني ، تضيف خطوة غوتيرش تساؤلات حقيقية عن حياديتها ، فبعدما رضخت المنظمة لضغوطٍ سعودية سابقا ، متراجعةً عن إدراج مملكة العدوان السعودي على «القائمة السوداء» المعنيّة بإدراج الحكومات والكيانات والمجموعات التي تقتل الأطفال من المدنيين ، أضاف غوتيرش بقراره أمس أن المنظمة باتت منصة تافهة للقتلة والمجرمين.
قتلت السعودية أكثر من 10 آلاف طفل وأعاقت آلافاً آخرين ، وحرمت مئات الآلاف من التعليم ، وتعرض أكثر من 3 ملايين طفل لسوء التغذية ، وتسببت الحرب التي تشنها على اليمن في معاناة نفسية طائلة ، كل تلك الانتهاكات لم تحرك ضمير الأمم المعنية بحقوق الإنسان والأطفال ، وكل ما فعلته الأمم المتحدة هو طلب المزيد من الشيكات النقدية من ولي العهد السعودي.
للسعودية سجل حافل بالنجاحات التي حققتها في مجال شراء الأمم المتحدة وأمينها العام وموظفيها ومبعوثيها في ملف العدوان على اليمن ، حتى مع وجود اعترافات وشهود وصور وأدلة مادية تثبت كل ما ارتكبته السعودية من جرائم حرب مروعة بحق الأطفال والنساء وبحق المدنيين كافة في اليمن إلا أن الأمم المتحدة أعفت السعودية من جرائمها ومنحتها البراءة الكاملة ، وكذلك فعلت مع النظام الصهيوني المجرم ومع قتلة آخرين في شتى أنحاء المعمورة ، المهم أن تحصل على الأموال الكافية.
تمكنت السعودية من إفشال أي تحرك دولي للتحقيق في جرائمها بفضل الأمم المتحدة التي يعمل أمينها العام كموظف ضمن طاقم ولي العهد ، وفيما يبدو فإن التهديد السعودي في العام 2016 بقطع التمويل قد جعل المنظمة تتراجع عن قرارها بإدراج السعودية في لائحة العار ، لكن هذه المرة يبدو أن غوتيريش قد تقاضى الأموال مسبقا وأصدر قراره بإدانة أنصار الله.
وعلى مدى أكثر من ستة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، أمعن التحالف الأمريكي السعودي في ارتكاب أبشع المجازر الوحشية بحق أبناء اليمن، ولم يستثنِ حتى الأطفال الأبرياء، وكثيرون هم الضحايا الذين قضوا وهم بعمر الورود، جرّاء استهداف طائرات العدوان لهم في المدارس والمنازل والأحياء السكنية.

جرائم لا تنسى
حاولت قوى العدوان على مدى السنوات الماضية إنكار المجازر التي ارتكبتها، باذلة أقصى جهودها ومسخِّرة لذلك امبراطوريات إعلامية تعمل على التضليل وحرف مسار الحقائق خصوصاً فيما يتعلق بالمجازر ومنها ما يتعلق بالأطفال.
ووفقاً لمركز عين الإنسانية، فإن آخر الإحصائيات تؤكد أن عدد الشهداء من الأطفال حتى البارحة بلغ 3.867 طفلا، فيما عدد الجرحى وصل إلى ما يزيد عن 4.227 جريحاً خلال سنوات العدوان على اليمن.
مع ازدحام تفاصيل المجازر بحق الأطفال، تترسخ في الأذهان حقيقة خبث العدو السعودي ومن معه في انتهاك حرمة الدماء البريئة، ومن ينسى تلك المجزرة التي ارتكبها بحق أطفال ضحيان من طلاب مراكز تحفيظ القرآن وهم على حافلة في رحلة مدرسية لا علاقة لها بالحرب ولا بالسياسة البتة.
خرجوا وهم لا يعلمون بأن طائرات العدو تترصد لهم بالموت، فأعمارهم الوردية لم تكن لتسمح لهم بأخذ الحيطة، بقدر ما كانت سعادتهم بقضاء أوقات ممتعة كباقي أطفال العالم، وفي لحظات غادرة من يوم الخميس 9 أغسطس 2018، حين مرور الحافلة من سوق شعبي، رمت طائرات الحقد السعودي القنبلة الأمريكية التي حولت الطلاب الصغار إلى أشلاء متفحمة اختلطت ببعضها بذنب الطفولة وتنافرت إلى أسطح المنازل والأماكن المجاورة، حتى أن الآباء لم يستطيعوا التعرف على أبنائهم لشدة ما نالهم من النار الحاقدة، ليرتقي أولئك الملائكة شهداء بموكب حزين زُف فيه 45 طفلاً شهيداً، فضلاً عن جرح 58 طفلاً.

قد يعجبك ايضا