القتل السعودي الممنهج لأطفال اليمن .. جرائم العار الأسود.. تبيضها الأموال السعودية
الحرب الشاملة على الطفولة في اليمن برعاية الأمين العام” غوتيريش”
الثورة / وديع العبسي
تنوعت أشكال الاستهداف لأطفال اليمن من قبل تحالف العدوان بأكثر من شكل، فاستهدفتهم غارات الطائرات في المدارس، وحتى عند الفرار من عمليات القصف المتكررة.
إنّ هذه الجرائم العدوانية بحقِ أطفال اليمن تؤكد أنهم كانوا أهدافا للعدوان، إذ شهدت اليمن منذ العام الأول للعدوان مجازر بحق الأطفال راح ضحيتها الآلاف، كما تُعد هذه الجرائم حُجَّة كافية لملاحقة النظامين السعودي والإماراتي في كل المحافل والمحاكم الدولية، وتعريتهما أمام الرأي العام، فهي- كما يتفق على ذلك القانونيون الدوليون- جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، وتشمل هذه الجرائم ضحايا القنابل العنقودية، وهي شاهدة على الإجرام بحق أطفال اليمن لأكثر من ست سنوات.
استهداف حافلة لنقل طلاب المدارس في مدينة ضحيان في محافظة صعدة 9 أغسطس 2018م، مثّل أحد أبرز المجازر الدموية التي ارتكبها العدوان ضد الأطفال في اليمن، تفاعلت مع المجزرة مختلف الهيئات الدولية بما فيها الأمم المتحدة.. راح ضحية المجزرة أكثر من 100 شهيد وجريح معظمهم أطفال.
وقالت المسؤولة الأمميَّة ميرتشيل ريلانو، إن الأطفال “ليسوا هدفاً في الصراع”، وقالت: “شاهدت صوراً ومقاطع فيديو مرعبة من صعدة”.
وتابعت: “ليست لديّ كلمات سوى التساؤل؛ كيف كان هذا هدفاً عسكرياً.. لماذا يتم قتل الأطفال؟”.
وشددت على أنه “لا أعذار بعد مقتل العديد من الأطفال في الهجوم على صعدة”.
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على حسابها بموقع “تويتر”: إن “هجوماً وقع على حافلة تقل أطفالاً في سوق ضحيان شمالي محافظة صعدة”.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الغارات الجوية أصابت حافلة تقل أطفالا في سوق ضحيان، وذكر رئيس وفد الصليب الأحمر في اليمن يوهانس برور أن أغلب المصابين بالغارات أطفال دون سن العاشرة.
وحينها تساءل الكاتب البريطاني “أوين جونز” في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية تحت عنوان (السعودية وإسرائيل تقتلان الأطفال في اليمن وغزة بتواطؤ بريطاني): ألن تؤدي مذبحة الأطفال في اليمن مؤخرا إلى إنهاء الصمت حيال التواطؤ الإجرامي للحكومة البريطانية مع السعودية؟
فلقد كانوا أطفالا صغارا في حافلة في طريق عودتهم من نزهة وهم يضحكون، ثم فجأة احترقوا حتى الموت، حيث قضى نحو 29 طفلا من أصل 43 في فظاعة ارتكبتها طائرات السعودية وحلفاءها الآخرين.
قال بيل فان إسفلد- باحث أول في حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش- “يُضاف هجوم التحالف بقيادة السعودية على حافلة مليئة بالأطفال إلى سجله الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات والمدارس في اليمن.. الدول التي لديها معرفة بهذا السجل، ممن تزود السعوديين بالقنابل، قد تعتبر متواطئة في الهجمات المستقبلية التي تقتل المدنيين”.
بعدها بأسابيع قليلة استشهد 22 طفلا وأربع نساء بعد استهداف حافلة في الحديدة كانت تقلهم أثناء هروبهم من غارات العدوان على الدريهمي.
على خلفية التكرار الذي وصفه المحلل السياسي فهمي اليوسفي، بالممنهج في استهداف الأطفال، واعتباره دافعاً لإلحاق السعودية بقائمة العار للأمم المتحدة المتعلقة بانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة، قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “الوعود المتكررة للتحالف بقيادة السعودية بشن ضرباته الجوية بشكل قانوني لا تُجنب الأطفال اليمنيين الهجمات غير المشروعة. هذه الضربات الجوية الأخيرة ووقعها المروع على الأطفال يجب أن تحفز مجلس حقوق الإنسان الأممي على استنكار جرائم الحرب والتحقيق فيها، وضمان محاسبة المسؤولين عنها”.
كان ذلك في العام 2017م أي قبيل مجازر 2018م التي كانت أشد فتكا بالأطفال وكان منها أطفال ضحيان في صعدة.
في العام 2017م واحدة من المجازر تمثلت بقصف طيران التحالف بقيادة السعودية 3 مبان سكنية في صنعاء يوم 25 أغسطس ، قتل فيها 16 مدنيا على الأقل، بينهم 7 أطفال، وجرح 17 آخرون، بينهم 8 أطفال، حينها وبعد استنكار دولي واسع، اعترف التحالف بشن الهجوم.
وفي 4 أغسطس ، أصابت طائرات التحالف منزلا في صعدة، ما أسفر عن مقتل 9 أفراد من عائلة الظُرافي، من بينهم 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 -12 عاما.
وأسفرت غارة جوية للعدوان في 18 يوليو في تعز عن مقتل 14 من أفراد أسرة، من بينهم 9 أطفال.
وفي ظهيرة 9 يونيو ، أغارت طائرة التحالف على منزل توفيق الصعدي في حي القوبري في صنعاء، فقتلت 4 مدنيين من بينهم 3 أطفال، وجرحت 8 من بينهم 3 أطفال.
من الجرائم الأخيرة، جريمة مايو الماضي التي استشهد فيها ثلاثة أطفال في مديرية منبة بمحافظة صعدة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد حذف تحالف العدوان منتصف العام الماضي من تقريره السنوي حول انتهاكات حقوق الأطفال، وهو ما نددت به منظمة هيومن رايتس ووتش، واصفةً قرار حذف التحالف من القائمة بـ”مستوى جديد من العار”، وصرحت مسؤولة المنظمة جو بيكر إن القرار يتجاهل “الأدلة المقدمة من الأمم المتحدة نفسها حول تواصل الانتهاكات الخطيرة بحق الأطفال” في اليمن.
وقالت جو بيكر- مديرة المناصرة في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش- “جلب الأمين العام العار على الأمم المتحدة عبر إزالة التحالف بقيادة السعودية من “قائمة العار”، حتى مع استمرار التحالف بقتل الأطفال في اليمن. لطالما استثنى دولًا قوية من قائمته بدون تبرير رغم الأدلة الدامغة التي تملكها الأمم المتحدة على ارتكاب هذه الدول انتهاكات جسيمة بحق الأطفال”.
وتضيف هيومن رايتس ووتش، أن قرار الأمين العام بإزالة دول من القائمة والتغاضي عن أخرى مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق الأطفال يثير تساؤلات حول مدى التزامه بمحاسبة الدول علنًا عن الانتهاكات المتكررة.
وقالت أدريان لابار، مديرة منظمة “ووتش ليست” المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، إن الشطب “يبعث برسالة مفادها أن الفاعلين الأقوياء يمكن أن يفلتوا من قتل الأطفال”، ودعت إلى “تقييم مستقل وموضوعي وشفاف للعملية التي أدت إلى القرار”.
وأكدت المنظمة الحقوقية، أنه من خلال إعفاء التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من أي مسؤولية عن قتل وتشويه الأطفال في اليمن، ترك الأمين العام للأمم المتحدة الأطفال عرضة لمزيد من الهجمات، وأوضحت المنظمة أن آلية المراقبة قُوضت بهذا القرار، حتى أصبحت عملية تحديد الجناة الذين يتم تضمينهم في التقرير مسيسة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
وكانت الأمم المتحدة قد أدرجت التحالف الذي تقوده السعودية، على القائمة السوداء بسبب دوره في مقتل وإصابة المئات من الأطفال وهجمات على مستشفيات ومدارس خلال العام 2016م.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة المتضمن للقرار أن التحالف مسؤول عن مقتل وإصابة 683 طفلًا و38 هجومًا على مدارس ومستشفيات خلال العام 2016م.
ترى إحدى التحليلات أن السعودية بهذه المجازر إنما تقود عملية إبادة جماعية حقيقية للشعب اليمني وبتواطؤ من الدول الغربية والديكتاتوريات العربية في الشرق الأوسط بل إنها جريمة إبادة جماعية بالتواطؤ مع مجلس الأمن الدولي!
وتساءلت إحدى القراءات القائمة على المراقبة والمتابعة والتحليل: هل أصبحَ ضميرُ الإنسانية ميتاً إلى درجة أنك لم تعُد تفرق بينه وبين حروف الصمت وأبجدية السكوت ؟ أين هي الشرعية الدولية و” الأمم المتحدة ” ، ومجلس الأمن الدولي ، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بل أين هي شعارات الإنسانية والحرية ومدعي الثقافة الإنسانية ؟! هل أصبح معنى الحيادية عدم التدخل في الدفاع عن الطفولة ؟! أين القوانين والشرائع واللوائح الدولية التي تنادي بحفظ وصيانة الدماء واحترام إنسانية الإنسان؟ ألم تعد كافية تلك الجرائم حتى تصبح المعادلة واضحة لكل من لا زال ينظر بنظرات واهمة حول ما يحدث في اليمن ..؟