إبراهيم رئيسي الأوفر حظاً برئاسة إيران .. فمن هو رئيسي؟..

 

تقرير / إبراهيم الوادعي

أقفلت عند الساعة الثانية صباحا من اليوم السبت ، صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الـ 12 منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران العام 1979م.
وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي قد أدلى بصوته في هذه الانتخابات في وقت مبكر، ودعا الإيرانيين إلى مشاركة كثيفة في عملية التصويت .
وأدلى العديد من قادة ورموز النظام الإسلامي في إيران بأصواتهم في الانتخابات التي من المقرر أن يشارك فيها ما يقرب من 59 مليونا في نحو سبعة وستين ألف مركز اقتراع ، داخل إيران والجاليات الإيرانية في الخارج.
وتذهب استطلاعات الرأي إلى توقع فوز المرشح إبراهيم رئيسي “60 عاما ” وعدم الذهاب إلى جولة إعادة وفق القانون الإيراني في حال عدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50+1 .
فمن هو إبراهيم رئيسي الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه بالجولة الأولى على منافسيه؟ ، حيث يتنافس 6 مرشحين لرئاسة جميعهم حصلوا على الموافقة من قبل لجنة مراقبة الانتخابات .
ينتمي السيد إبراهيم رئيسي إلى تيار المحافظين وسبق له المشاركة في انتخابات الرئاسة عام 2017م حيث نال حينها 38 % من الأصوات أمام روحاني الرئيس الحالي لإيران .
هو أحد طلاب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي في مدينة مشهد ، وشغل مناصب كبيرة في إيران.
يعرف عن رئيسي نزاهته وقيادته إحدى أهم عمليات مكافحة الفساد في العام 2019م بعد تعيينه رئيسا للسلطة القضائية ، حيث شرع في محاكمة مسؤولين إيرانيين كبار وقضاة بتهم الفساد ، يشغل كذلك منصب نائب رئيس مجلس الخبراء الإيراني ، ويضع مكافحة الفساد والفقر على سلم برنامجه الانتخابي .
تخشى الدول الغربية من فوز إبراهيم رئيسي، فالرجل لا يكن لها الود ، ولا يتوقع أن يفتح الاقتصاد الإيراني أمام شركاتها ، وبحسب متابعين للشأن الإيراني، فالرجل يطمح إلى مواصلة الاستثمار في البنية التحتية والخدمية لإيران .
وكذالك الرجل لا يحظى بود المنظمات الغربية منذ توليه منصب مساعد وكيل الجمهورية للمحكمة الثورية الإيرانية في طهران نهاية الثمانينيات والتي حاكمت العديد من المتآمرين على النظام الإسلامي.
وفيما يتصل بالشأن الدولي، أكد الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن الانتخابات الإيرانية الجارية تأتي في أجواء خاصة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي بما يتعلق بالملف النووي ، حيث تستمر مفاوضات فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي وعودة إيران إلى التزاماتها النووية ، وفي وقت قال فيه الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني إن الإدارة الأمريكية الجديدة تسير على نهج الإدارة السابقة في ممارسة الضغوط القصوى على إيران .
ويرى متابعون في هذا الجانب أن رئيسي لن يعارض أي قرارات يتم التوصل إليها في هذا الشأن وان الأمر سيكون منوطا كليا بمقام المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي .
وعموما هناك ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية، لا يطالها التغيير الذي يطرأ على الحكومات، كونها ضمن مبادئ الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني – رحمه الله – كالقضية الفلسطينية ودعم فصائل المقاومة ضد المشروع الصهيوني واستعادة الأمة الإسلامية حريتها واستقلال قرارها ، وفي هذا الصدد ينتمي السيد إبراهيم رئيسي إلى تيار يحافظ ويحرص على الصلات القوية مع حركات المقاومة في الأقطار الإسلامية ضمن تحرك واحد تؤمن به القيادة الثورية الإيرانية لتحقيق هدف تحرير فلسطين والقدس وطرد الأمريكيين من المنطقة.
وفي ظل إدراك قادة الثورة الإيرانية بأن أمريكا والغرب عقب هزائمهم المتكررة في الإطاحة عسكريا بالنظام الإسلامي ، عازمون على فعل ذلك من خلال الحر الناعمة،يتلقى رئيسي دعما قويا وتوحدا كبيرا خلفه لتحقيق الفوز في الانتخابات وقيادة إيران خلال الفترة المقبلة ، ومن شأن فوز رئيسي إعادة ألق الثورة الإسلامية وتصحيح أي انحرافات علقت بها ، خاصة وان الرجل يجعل من شعار مكافحة الفساد والفقر شعارا عمليا له ، وهو أنجز في ذلك الكثير خلال ترؤس السلطة القضائية أو شغله مدعيا عاما لدى محكمة الثورة في الثمانينيات ، وينتمي لتيار يؤمن بالعمل المقاوم ضمن جبهة موحدة سبيلا لخلاص فلسطين والمنطقة من الهيمنة الصهيونية .
ومن المقرر أن تغلق صناديق الاقتراع في الانتخابات الإيرانية عند الثانية من صباح اليوم السبت ، ليبدأ بعدها إعلان النتائج بشكل تدريجي وليس كلياً كما كان يجري سابقا ، هي انتخابات مفصلية تعيشها إيران قد تنهي حقبة الإصلاحيين التي اتسمت بالفشل في تحقيق الوعود وخاصة الاقتصادية منها على مدى ثماني سنوات.

قد يعجبك ايضا