بعد أسبوع من اندلاع انتفاضة 11 فبراير 2011م في تعز جاء الإصلاحيون ومعهم القاعدة ليستولوا على المنصة، بما فيها من إمكانيات، وليحرفوا الانتفاضة، ولينقلبوا على الشباب الثائر.
وكعادتهم بدأوا بجمع التبرعات من الساحة، ثم انطلقوا إلى المدينة لنفس المهمة.
في الساحة كانوا يحملون نصف برميل كان يمتلئ إلى آخره بالنقود.. كانوا يذهبون للأكل في أرقى المطاعم، ويخزنون بأغلى أنواع القات، والناس يأكلون الأرز «حاف».
في مظاهرة جمعة تعز ضد الفساد في 28 مايو 2021م لم ينتظر هؤلاء الإصلاحيون، بل بادروا منذ اللحظات الأولى للاستيلاء على منصة الخطابة لتلك الجمعة أمام شركة النفط (المحافظة) فالأمر خطير عليهم. فهم يريدون أن يطمسوا الحقائق عن ممارسات فاسديهم.
إنهم الفاسدون ومعهم شياطينهم العفاشيون الذين يخدمونهم ويحققون لهم أجنداتهم.
التقت العصابات العفاشية من إخوان ومؤتمر وقاعدة لسرقة الثورة في تعز والاستيلاء على موارد المحافظة ونهب أراضي الدولة والمواطنين وخصخصة قطاع الدولة، وخاصة الكهرباء للمحسوبين عليهم.
لقد كان فسادهم أيام عفاش مستورا ومحتشما – كما قيل – كانوا يسرقون وينهبون إلى ظهر عفاش.
اليوم أصبح فسادهم بدون حياء؛ مفضوحا أمام الصغير والكبير؛ فساد مسلَّح وبدون حياء.
الخطر هو استيلاؤهم على المظاهرة المطالبة برحيل الفساد من أول يوم.
كان الخطيب إصلاحيا، وكان محورهم قد دس في ساحة الجمعة عشرات البلاطجة.
وما إن انتهت الجمعة حتى صعد إلى المنصة واحد منهم، هو بليغ التميمي، وهو واحد من الجماعة التي تتنافس على الفساد ويدير جمعية للجماعة.
الفساد في تعز أصبح مجنحا.. التميمي هذا قال أمام المصلين: إن الفساد لا يقتصر على «محافظهم ووكيله» بل إن المحور متورط في الفساد.. وما إن نطق بهذه العبارة حتى تم إسقاطه من على المنصة بإشارة من عسكر المحور الذين اندسوا وسط المصلين.
بليغ التميمي هذا كان في بداية العدوان في الرياض يطلب الله كغيره من الجماعة الذين أثروا على حساب إغاثة المنكوبين بالحرب؛ استلم من مركز المجرم سلمان مبلغ نصف مليون دولار مقدماً من جمعية كويتية باسم السقيا لمدينة تعز، ثم ذهب ليبني له عمارة في مدينة النشمة في المعافر.
وإذا كانت انتفاضة فبراير قامت ضد عفاش وعصاباته، ومنها الإخوان، ثم اندس فيها الإخوان واستولوا عليها، فإن مظاهرة الجمعة في تعز قامت ضد الفساد الذي يتزعمه الإخوان، لكنهم استولوا على المظاهرة من أول لحظة تحركت فيها !!
آخر فضائح الفساد في شارع جمال ما سموه بالنفير الأعمى لسرقة موارد المحافظة، وسرقة المواطنين ومرتبات الموظفين، وتحويلها إلى جيوب الفاسدين.
مجموعة الشيباني في المدينة أعلنت توقف نشاطها نتيجة الابتزاز الذي يمارس ضدها من الجماعات البلطجية المدعومة من الكبار، المواطن التعيس ضاق من الفساد، وصل الفساد إلى مصادرة اللقمة.
عارف الكدافة كان قد أصدر أمرا لعسكر الأمن بقمع المظاهرة باعتبارها أخلالاً بأمن الفساد.
لقد ثار الناس في تعز ضد عصابات عفاش،لكن هذه العصابات عادت لحكم المدينة وقهر السكان ونهب الممتلكات وقتل من يعترض على ذلك.. الحكيمي سائق وايت ماء قتل لأنه رفض أن يدفع لنقطة بلاطجة 500 ريال.
يا إخوة .. يا متظاهرون .. يا ثوار: لا تكونوا كما يقول المثل ( جاء يكحلها فأعماها ) نزلتم لاستعادة الانتفاضة ورد الاعتبار للثوار والثورة فضيعتم المسار من أول يوم.
قلنا وسوف نردد القول: إن أي حركة جماهيرية، أو تظاهرة، أو ثورة تحتاج إلى برنامج ثوري وقيادة ثورة، ولا تنسوا الحلفاء.
يا إخوة تعلموا من تجربة 11 فبراير وراكموا عليها، ولاتتورطوا من أول يوم.
وأنتم شوفوا ما يخارجكم.