دروس وأنشطة صيفية متميزة تقدمها المراكز الصيفية هذا العام
“الثورة “تعاين مراكز الدورات الصيفية في أمانة العاصمة..أبناؤنا في حصون التربية والتثقيف
آباء الملتحقين : الدورات الصيفية حاجة ملحة لبناء جيل متسلح بالوعي والمعارف
يواصل أكثر من 600 ألف طالب تلقي العلم والفائدة في أكثر من ستة آلاف مركز موزعة في مختلف المحافظات المحررة بزيادة كبيرة عن العام الماضي الذي بلغ عدد الطلاب والطالبات فيه ربع مليون طالب وطالبة وذلك ضمن الدورات والأنشطة الصيفية التي سارع الطلاب باختلاف أعمارهم للانخراط فيها وحجز مقاعدهم لتحصيل العلوم الشرعية والاستفادة من أوقات الإجازات السنوية التي قد تكون بالنسبة لكثير من أولياء الأمور مشكلة بسبب إقدام البعض على قضائها في الشوارع والطرقات واكتساب عادات سيئة كتناول القات والتدخين والتعرف على رفقة السوء الذين يتجهون بهم نحو الحدائق والشوارع التجارية بحثا عن الفتيات والانحطاط الأخلاقي ويشكو البعض الآخر من أولياء الأمور من قضاء أبنائهم إجازتهم في تعلم الأفكار الدينية المغلوطة ليصبح مشروع إرهاب قادم وقنبلة موقوتة ليخسر الدنيا والآخرة لتكون الإجازة مصدر صداع لكثير من الآباء وفي المقابل يغرس الطلاب المشاركون في الدورات الصيفية “علم وجهاد” للعام 1442هـ في نفوس آبائهم أثرا إيجابيا من خلال الحصول على فائدة علمية ودينية تنال استحسانهم ورضاهم بالإضافة إلى بعض الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية التي تعود بالنفع على الطلاب باختلاف مستوياتهم..
“الثورة” التقت عدداً من أولياء أمور الطلاب المشاركين في الدورات الصيفية للاطلاع على انطباعهم حول ما يتلقاه أبناؤهم وذووهم في هذه الدورات، وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / أحمد السعيدي
في زيارتنا المبكرة لمركز الحشحوش في الجراف الغربي وجدنا أحد الآباء الذي يبدو نشيطا وهو يوصل أبناءه الثلاثة إلى باب المسجد للالتحاق بزملائهم لحضور الدروس اليومية وعندها بادرناه بالسؤال: هل تلمس الفائدة العلمية والدينية في مستوى أبنائك الثلاثة عندما يعودون يوميا إلى المنزل؟ فأجاب الحاج علي مرغم:
بالطبع اعرف ما تعلمه أبنائي واستفادوه بشكل يومي بل إني ووالدتهم نستفيد معهم حيث يقوم الولد محمد يوميا بشرح كل ما تعلمه في المركز وبما أني غير متعلم وأجهل بعض التفاصيل الصغيرة في أمور العبادة فهو يعلمنا ما تعلمه في المركز كما أنه يحذرنا من صحة بعض الأحاديث التي كنا نرددها في الماضي التي نسبوها للنبي لنشر ثقافة مغلوطة والتشويه بالدين ولو انه ليس لنا من الفائدة إلا الجهر بالصرخة التي تعد براءة من أعداء الله وتعلمهم كيف يعادون من أمرنا الله بمعاداتهم وعدم توليهم، ومن الاستفادة التي يتلقاها الأبناء جميعهم في المراكز الصيفية هي معرفة معاني بعض الآيات القرآنية وتفسيرها وسبب نزولها وليس كما في المناهج الدراسية التي يتعلم فيها الأبناء حفظ الآية ومعاني الكلمات فقط ليحفظها دون استشعار لها ولمعناها وللتوجيه الإلهي للمسلمين فيها ولذلك أنا سعيد بمشاركة أبنائي في الدورات الصيفية منذ تأسيسها في هذا المركز واطمأن قلبي على استثمار أوقات الفراغ في الإجازة المدرسية السنوية ليكون أبنائي أقوياء بالله عارفين به وأدعو كل الآباء إلى أن يسارعوا إلى إلحاق أبنائهم بهذه المراكز والدورات الصيفية.
خير العلوم
أما الأخ نور الدين الكبسي – موظف حكومي فقد دفع بأخيه زكريا للمرة الأولى للالتحاق بالمركز الصيفي بمدرسة الفلاح وذلك بعدما جرب مع أخيه معاهد تعليم اللغة الإنجليزية في السنوات الماضية ولم يلمس الفائدة العلمية ولا الأخلاقية على زكريا قال:
” كنت أحرص كل عام تدخل فيه علينا الإجازة المدرسية على أن أدفع بزكريا صاحب الاثني عشر ربيعا إلى أحد المعاهد المجاورة والتي درست أنا فيها وذلك لتعلم اللغة الإنجليزية تنفيذا لوصية المرحوم أبي الذي أوصاني بالاهتمام به وجعله نسخة مني ولكن بعد عامين لم ألمس تحسن زكريا في اللغة الإنجليزية حيث كنت أسأله بشكل يومي ولا أجده تعلم شيئا لا على مستوى الكلمات ولا النطق بل إنه اكتسب بعض العادات السلبية التي يقوم بها الشباب الأكبر منه سنا في المعهد وخصوصا تلك العادات التي يستعرضون بها أمام الفتيات وفي هذا العام وبطلب منه أن يرافق صديقه في المدرسة للالتحاق في المركز الصيفي وكنت مترددا في البداية بسبب ما أسمعه من شائعات أن المراكز طائفية وخطيرة على الأبناء ولكني وافقت بشرط أن يشرح لي يوميا ما استفاده وتعلمه في المركز وبعد مرور شهر من الدراسة تلاشت تلك الشكوك والشائعات واطمأن قلبي وأصبح زكريا يقوم بتعليم أخواته البنات الصغار كيفية أداء الصلوات وعدد الركعات وأصبح يحفظ بعض الأدعية المأثورة وتميز بالوقار والهدوء والمعرفة ولذلك ارتاح قلبي وعقلي في الاطمئنان على زكريا وسوف احرص كل عام على التحاقه بهذه الدورات التي ليست كما قال البعض لا يتواجد فيها إلا أبناء الحوثيين فقط.
تنمية الإبداع
وعلى مستوى الأنشطة والمسابقات وتنمية الجانب الفني والإبداعي عند الطلاب قال المهندس بكيل الهمداني عن ابنه همدان:
” كان يتميز بصوت جميل لترديد زوامل عيسى الليث ولطف القحوم التي يحفظها جميعا وكان لديه بعض الميول للتمثيل المسرحي الكوميدي ولكن هذه المواهب اندثرت ولم يستطع ممارستها في المدرسة بسبب تزايد عدد الطلاب وعدم اهتمام المدارس الحكومية بالجوانب الفنية وأحيانا بسبب الخجل وعندما التحق بالمركز الصيفي في مسجد بدر عاد لممارسة هوايته وتنمية موهبته وذلك بعد أن وجد اهتماما من القائمين على المركز بالجانب الفني والإبداعي عند الطلاب وهذا الشي أفرحني كثيرا فصرت أسمع همدان يترنم بزوامل الشهيد لطف القحوم والمجاهد عيسى الليث وصار أفضل بعد أن استضاف المركز أحد المزوملين المعروفين لتعلم وتدريب الطلاب الذين يميلون للإنشاد والزوملة وهذه الفائدة الفنية جزء مما استفاده همدان على مستوى الجانب العقائدي والنحوي فهمدان كان ضعيفا في مادة النحو وعندما سألته هذه الأيام عنها أجابني بأنها صارت سهلة وسهلها عليه أستاذه في المركز الصيفي فأسال الله أن يجزي القائمين على هذا المركز خير الجزاء”.
الحرب الناعمة
الأخت سحر جار الله -مدرسة حكومية- أوضحت قيمة هذه الدورات الصيفية التي جعلتها تدفع بأبنها الوحيد إليها حيث قالت:
لهذه الدورات أهمية كبيرة لأبنائنا الطلاب، من أبرزها الاستفادة من قضاء الإجازة الصيفية فيما ينفع الطالب بدلا من ضياعهم في الطرقات والشوارع، واستغلال أوقاتهم فيما ينفعهم أما الفائدة التي تعود على أبنائنا الطلاب والطالبات فهي تحصين أبنائنا الطلبة من الثقافات المغلوطة من خلال حفظ القرآن الكريم والتلاوة والقراءة، ومن خلال الدروس المتنوعة التي تقدم لهم مثل دروس الفقه والسيرة، والدروس التي تعزز وتنمي القيم والأخلاق والدروس التي تتعلق بمعرفة الله وعظمته، والدروس التي تتعلق بالبراءة من أعداء الله وكيفية تحصين وحماية مجتمعنا من الاختراق والحرب الناعمة، إلى جانب الدروس الثقافية والمعرفية والمهاراتية التي تنمي مواهبهم وقدراتهم كما أنها تساهم في توثيق علاقة الطالب بالله سبحانه وتعالى وربطه بنبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله.
الهوية والثقافة القرآنية
الأخ شرف المهدي – أحد المدرسين والقائمين على أحد هذه المراكز ويحرص على الحضور مع أبنائه التؤأمين علي والحسين قال:
تطوعت بنفسي للتدريس في المركز الصيفي بمدرسة 14 أكتوبر كما دفعت باثنين من أبنائي في الدورات الصيفية في الوقت الذي تحاول فيه الكثير من القوى والأطراف الداخلية والخارجية مسخ الهوية الإيمانية وهذا جزء من الاستهداف الممنهج لبلد الإيمان والحكمة وهنا تكمن أهمية هذه الدورات والتي يتم من خلالها تحصين أبنائنا وبناتنا من هذه الحملات المشبوهة وتعزيز القيم الأصيلة في نفوسهم وربطهم بتاريخهم وتراثهم كما أن للدورات الصيفية أهمية كبيرة في إنشاء جيل متحل بالثقافة القرآنية وبالقيم والأخلاق الإيمانية متأسيا برسول الله عليه الصلاة والسلام لذا كان لا بد أن نلحق أبناءنا بالمراكز الصيفية التي كنا نلتحق بها ونحن صغار بمراكز تحفيظ القرآن الكريم ومدارس العلوم الشرعية في مركز بدر وفي الجامع الكبير وغيره من المراكز العلمية في صنعاء وفي غيرها من المحافظات والحمد لله كانت تجربة أبنائنا ناجحة ومؤثرة في الصغير والكبير سواء في الفئات العمرية أو في الآباء والأمهات وعكست الكثير من الانطباعات الإيجابية والاستفادة بشكل أكبر لأبنائنا وبناتنا الطالبات وخصوصا في اختيار الدروس سواء القرآن الكريم أو الأحاديث والآداب وكذلك السيرة واللغة العربية والفقه والتاريخ فهناك باختصار تنوع يواكب المرحلة التي نعيشها ولابد أن يعرف أبناؤنا وبناتنا ذلك جيداً لا سيما وقد حرموا من هذه الثقافة لفترات طويلة في السابق وكان هناك فريق من المدرسين المؤهلين لإلقاء الدروس وإقامة الحلقات وقد تحقق نجاح كبير بفضل الله وهذه نعمة عظيمة ومما لمسناه أيضا في الأبناء التنافس في المنهج الذي تميز هو الآخر بالتنوع والاعتماد على بناء الإنسان البناء الروحي الإيماني بالقيم والأخلاق والاستشعار للمسؤولية والتوجيهات الإلهية، لقد راعى المنهج ما يحتاجه الإنسان المسلم المتأسي برسول الله وآله ولا ننسى التاريخ الذي كان مضيعا ولا تعرفه الأجيال وأهم ما تم تركيزه في هذه الدورات هو تصحيح الثقافات المغلوطة التي نشرتها الوهابية منذ فترة وتأثر المجتمع بها تأثرا كبيرا وهذه الدورات تعالج هذه المشكلات من خلال القرآن الكريم والسيرة النبوية والتاريخ”.