العودي: مساوئ السياسة كثيرة وأسوأها تسييس التعليم


الثورة نت رضي القعود –
قال: الدكتور حمود العودي -أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء- إن “مساوئ السياسة كثيرة لكن قد تكون عملية تسييس التعليم من أكثرها سوءا”.
وأضاف: “العملية التعليمية يفترض أن يكون فيها القاسم المشترك الذي يبلور مفهوم الهوية الوطنية ويكسب الأجيال المعارف والعلوم المجردة البعيدة عن أي أهواء سياسية أو أي بعد من الأبعاد دينية كانت أو قومية أو غير ذلك.
وعبر العودي في حديث مع “الثورة” في سياق تحقيق أجراه الزميل رضي القعود عن “الأسف الشديد” من أن عملية تسييس التعليم بدأت منذ وقت مبكر في السبعينيات واقترنت مباشرة مع بداية العمل الحزبي السري قبل أن يصبح عملا مشروعا”.
وقال: “كان لهذا الأمر ما يبرره وهو الحظر الفكري الذي كان ينظر إلى الحزبية والعمل السياسي بأنه من عمل الشيطان واضطرار المفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي السياسي إلى العمل السري وكان مجال التعليم هو المجال الأمثل بالنسبة للعمل السياسي بحيت يتم عملية التثقيف والاستقطاب الحزبي من خلال العملية التعليمية وبالتالي بدأت تتأسس فكرة العمل السياسي في الأوساط التعليمية”.
ويرى العودي أن لتلك المرحلة ما يبررها وذلك لأن الحظر والمنع كان يبيح لمن يحرم أن يبحث عن أي منفذ أو طريق ينطلق منه لكي يعبر عن رأيه أو يروج لفكرته مع الغير”.
وأشار إلى أن هذا الأسلوب لفترة طويلة ولعب دورا مهما في متغيرات الأحداث على مستوى الوطن شمالا وجنوبا قبل الثورة وبعد الثورة وبعد الاستقلال حتى وصل إلى المرحلة التي استطاع أن ينتزع حق الاعتراف بوجوده كحق من حقوق الناس “أي العمل السياسي” وبالتالي تحول العمل الحزبي قبل الوحدة بقليل وبعدها إلى عمل مشروع ومن حق الناس أن يشكلوا أحزابا ومنظمات وأن يروجوا لأفكارهم وأن يقدموا برامجهم السياسية ويدخلوا بها المنافسة في المجالس المحلية والنيابية”.
واستطرد: “كان من المفترض في هذه الفترة التي يتحول فيها العمل السياسي إلى حق مشروع أن يتم تجنيب العملية التعليمية لأنه مادام الحق السياسي قد أصبح متاحا في المجتمع والسلطة فإنه لم يعد هناك أي مبرر لأي طرف سياسي أن يستمر في ممارسة العمل الخفي في نطاق العملية التعليمية بطريقة تعبوية”.
وأكد أن “التسييس اليوم أصبح أكثر خطورة لأنه مرتبط بالسلطة أي أن الحزب يملك سلطة تنفيذية في وزارة أو مؤسسة أو جامعة أو رئاسة وزراء ثم يسيس العملية التعليمية والدينية”.
واعتبر أن “هذا الأسلوب” كارثة لأن المدرسة والجامع والوظيفة العامة والمعسكر هي مؤسسات وطنية لا يجوز مطلقا تسييسها وإذا تم ذلك فإنها تصبح قوة تخدم طرفا ما على حساب الطرف الآخر.

قد يعجبك ايضا