– يحتاج اليمن للسلام كحاجته للماء والهواء، لكن ليس سلام الاستسلام والإذعان لقوى الاستقواء والاستكبار وإنما سلام عادل وشامل ومشرف للشعب اليمني الصامد والصابر في وجه التحديات والمؤامرات التي عانى منها وما زال يعاني جراء العدوان والحصار طيلة أكثر من ست سنوات هي في عمر الأمم والشعوب الحية تعني الكثير.
– تزايدت التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية في الآونة، الكثير من الدعوات المتكررة لإجراء مفاوضات لإحلال السلام في اليمن لكنها لم تخرج من حالة الجمود أو تذيب جليد عدم الثقة بالجهود الدبلوماسية التي تكرر نفسها دون إبداء نوايا حسنة تجاه الشعب اليمني المستهدف الأول من الحرب والسلام.
– وبصورة أدق فإن المفاوضات تحت القصف والحصار هو نوع من الكذب والعبث السائد في المشهد ومضيعة للوقت، يزيد الطرف الوطني إصراراً على حسم المعركة، معركة التحرير من الوصاية والاحتلال والإرهاب وفرض الواقع الجديد مهما كانت التضحيات.
– الموقف الوطني في صنعاء من أي مفاوضات مع دول تحالف العدوان ومرتزقته وداعميه الدوليين واضح وضوح الشمس ولا يحتاج مزيداً من الشرح والتفسير.
ويتمثل ذلك الموقف الوطني بضرورة وقف العدوان وإنهاء الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء وإدخال المساعدات الإنسانية قبل الانخراط في أي مفاوضات من أي نوع سياسي.
– أما تركيز الجهود الدبلوماسية الدولية والأممية على مسألة السماح التدريجي لسفن النفط والغذاء وإدخال المساعدات الإنسانية لا يعد إنجازاً وإثباتاً على حسن النوايا بقدر ما يعتبر واجباً إنسانياً تأخر كثيراً.
– إذ يعد الملف الإنساني واحداً من التداعيات الكارثية للعدوان على اليمن وليس سبباً رئيسياً للأزمة الحقيقية التي يغالط المجتمع الدولي والأممي بوصفها حرباً أهلية وليس عدواناً خارجياً قادته السعودية بدعم وإشراف الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين، يستهدفون احتلال اليمن وانتهاك سيادته.
– وبالتالي فإن إدخال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني هو ضرورة إنسانية تحت أي ظرف ولا يحتاج لحشد المبررات وإشهار الضغوطات السياسية والعسكرية، لأن ذلك ليس من الإنسانية في شيء ويعتبر ضحكاً على الذقون واستغباء سياسياً مكشوفاً يعيق جهود تعزيز بناء الثقة.
– إن تحديد المشكلة والاعتراف بوجودها هو البوابة الأولى لكافة الحلول السياسية والاقتصادية للأزمة اليمنية.
– إذاً المشكلة في العدوان أولاً والحصار ثانياً والثقة ثالثاً.. كونوا مع اليمن يكن معكم.