كانت المملكة السعودية مهابة الجانب على كل المستويات السياسية والعسكرية والدينية، وطالما تم النظر إليها كقوة عظمى في المنطقة انطلاقا من حقيقة أنها من الدول الثلاث الأولى على مستوى العالم في مجال الإنفاق على جيشها وترسانته الحربية، لكن ومنذ أقحمت نفسها في العدوان الغاشم على الشعب اليمني قبل اكثر من ست سنين تغير كل شيء وأصبحت تتلقى الصفعة تلو الأخرى على أيدي مجاهدي الجيش واللجان قليلي العدة والعتاد، وتتعرض للهزائم المذلة وتظهر أمام العالم بذلك الشكل المهين.. ولم يعد مستبعدا أن نرى دولا صغيرة مثل قطر أو الإمارات أو حتى البحرين وهي تتجرأ في المستقبل القريب على شن هجمات عليها خاصة وان مملكة سعود لم تدع قريبا أو جارا إلا وألحقت به الأذى وضمت أراض من هذه الدولة أو تلك إلى أراضيها ومساحاتها المترامية الأطراف.
– ما تضمنته المشاهد الموثقة بعدسة الإعلام الحربي التي تم بثها عبر وسائل الإعلام الوطنية، أمس الأول، للعملية النوعية الواسعة في محور جيزان تضاف إلى قائمة طويلة من العمليات العسكرية الموثقة التي خاضها أبطال اليمن ضد عناصر الجيش السعودي المدجج بالسلاح وبأحدث التجهيزات العسكرية طوال السنوات الماضية، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر عملية نصر من الله في جبهات الحدود وكل ماحملته وتحمله تلك المشاهد هو المزيد من الفضائح والصفعات لهذا الجيش ونظامه المتغطرس.
– لا شيء يبدو من توثيقات أبطال الإعلام الحربي غير ضعف وهشاشة وانهزام جيش المملكة الذي يعد واحدا من أكثر الجيوش تسليحا على مستوى العالم، وكيف أن عناصره المزودة بأحدث أنواع السلاح تولي الأدبار وبصورة مُذلة أمام مقاتلين لايحملون إلا أسلحتهم الرشاشة البسيطة، ليقوم هؤلاء المجاهدون بقتل البعض وأسر آخرين وإحراق أعتى وأقوى المعدات بولاعات لا تزيد قيمتها عن مائة ريال يمني في صورة تكررت كثيرا خلال المواجهة المستمرة مع عناصر جيش العدوان ومرتزقته في مختلف الجبهات .
– تتوالى الفضائح المهينة للجيش السعودي الذي تُنفق عليه مليارات الدولارات والمدعم بمرتزقة من مختلف الجنسيات، لتبقى مشاهد الفرار الجماعي الانتحاري للجنود السعوديين وما يتخلله من حالات ذعر وهلع شديدين يؤديان إلى تساقط العديد منهم من المنحدرات الوعرة ومن أعلى الشواهق السحيقة ليلقوا مصارعهم كما حصل في عملية جيزان الأخيرة من أكثر المشاهد الباعثة على السخرية والتندر من قبل المتابعين والخبراء وحتى الناس العاديين على هذا الجيش غريب الأطوار عظيم الإمكانيات هزيل الأداء -ربما لا يعلم كثيرون أن المملكة السعودية تُصنف ضمن أكثر 3 دول إنفاقاً على جيوشها وأنه لا يسبقها في هذا المجال إلا الولايات المتحدة الأمريكية والصين. وذلك وفق إحصائيات موقع “جلوبال فير بور” الأمريكي للعام 2019م.
ويؤكد هذا الموقع – وهو الأشهر عالميا في التصنيفات العسكرية – أن ميزانية الدفاع المخصصة للجيش السعودي تبلغ 67.6 مليار دولار سنوياً وان عشرة في المائة من إجمالي صادرات الأسلحة الأمريكية تذهب إلى مملكة سعود، ورغم كل تلك المبالغ المرصودة للجيش السعودي والذي اشترى فقط في العام 2018م – حسب “معهد بحوث السلام الدولي في ستوكهولم” – عتادا عسكريا بقيمة تتجاوز 67 مليار دولار أي أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. إلا أن كل الحقائق على الميدان تثبت أن جيش السعودية يتعرض للصفعات والهزائم المذلة على أيدي مجاهدي الجيش واللجان الشعبية على الدوام وان ما يملكه من ترسانة حربية هائلة لا تنفعه ولا تقيه البأس ولا تغني عنه شيئا عندما يجد الجد وتقرع طبول الحرب، والسبب الوحيد الذي على النظام السعودي أن يدركه جيدا يتمثل في حروبه الظالمة التي يقرر خوضها عبثا ويدفع الأبرياء من جنوده ومرتزقته إلى محارق الهلاك في سبيل مغامرات طائشة ومراهقات صبيانية غير محسوبة العواقب .