ستظل عزة اليمن وقوة وشموخ ورفعت اليمنيين معقودة ببقاء الوحدة ((في الماضي والحاضر والمستقبل))
كما أن شعبنا اليمني وعبر مراحل التاريخ المختلفة ورغم ما تعرض له من اعتداءات لم يحقق حضارته وانتصاراته في جميع مجالات التنمية ولم ينعم بالأمن والاستقرار ((تاريخيا )) إلا في ظل وحدة الأرض ووحدة القيادة واستقلال القرار السياسي ..
ولعل حكمة السيدة اليمانية الملكة بلقيس التي خلد ذكراها القرآن الكريم .حيث مثلت النموذج الراقي في الحكمة والمشورة ووحدة الأمة و الرأي والنظر البعيد لعواقب السياسات القاصرة ..
لأنه في ظل الانقسامات والتشظي والتشطير التي توالت على اليمن نتيجة للتدخلات والأطماع وزيادة الأدياك.. ظلت اليمن بؤرة للصراع والتوتر ومدعاة للتجاذبات والأطماع الدولية ومسرح عمليات الحروب بخلفيات عديدة ..صراع المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي ((أمريكا والاتحاد السوفيتي))، تارة والإقليمية تارة (مصر والسعودية )) وكان دائماً أبناؤه وشبابه في الشطرين هم الوقود.. ولننظر ونتأمل الفترة القريبة السابقة فقط لتحقيق الوحدة ..
غير أن ((هدف)) تحقيق الوحدة اليمنية رغم الحروب والصراعات واشتعال الجبهات والتضحيات ((اقصد الخسائر في الأرواح في كل شطر) كان أهم هدف.
حيث كان حلم تحقيق الوحدة مطلباً شعبياً وهاجساً استمر شعبنا ((في الشطرين )) يناضل من أجل تحقيقه حتى في أشد مراحل الاختلافات والحروب الشطرية، ولم تستطع الأنظمة المتناحرة في الشطرين تجاهله أبداً…فقد كان الهدف الرابع لثورة سبتمبر، وكذلك لثورة أكتوبر.
لهذا كان الشيء الإيجابي والملفت للنظر انه في كل المفاوضات التي كانت تجرى عقب تلك الحروب .كان أهم عنوان وبند يجري التفاوض حوله هو الوحدة اليمنية وسبل تحقيقها …
والنتيجة التي نخلص إليها ونستفيد منها اليوم، انه مهما اشتدت التجاذبات الدولية التي تحيق بنا حاليا ومهما تآمر عملاء العدوان ..ومهما راهن الواهمون على تحقيق أطماعهم على حساب وحدة اليمن .
إذاً فقد كان الـ 22 من مايو هو الشمعة المضيئة التي حقق فيها اليمنيون ذاتهم واكتملت فرحتهم بلمّ الشّمل وطي صفحة الماضي التناحري المأساوي ..
وإلى الآن نقول لكم مهما اختلفت السياسات وتغيرت التوازنات أو مرت السنوات واستثمرت الاختلافات . وجاء العدوان سنهزمه وسيرحل الطامعون طال الزمن أو قصر.. نراهن على الله أولاً وأخيراً، وعلى عدالة قضية شعب مُعتدى عليه ظلماً وعدوانا وعلى صلابة شعبنا وعزيمة جيشنا الباسل وسواعد فتيتنا ستظل بإذن الله الصخرة التي يتحطم عليها أطماع العدوان، وسيرحلون ويزولون كما زالت ورحلت ((المملكة التي لم تكن تغيب عنها الشمس ذات يوم)).
من أنتم أيها الصغار وأين أنتم في محراب التاريخ أين انتم وما موقعكم من حضارات سبأ وحمير وذو ريدان ..أين كنتم أيام التبع اليماني .أين تاريخكم؟؟ ومن هم آباؤكم وأجدادكم أيهّا اللقطاء ؟؟؟
اليمن قاوم ((دولة)) الفرس وهازم وطارد الأحباش صمد أمام العثمانيين وركعت أمام صموده وقوة وثبات أبنائه بريطانيا العظمى .
فهذه هي اليمن.. وهؤلاء هم اليمنيون باقون ؟ّ بقاء الزمن ..اليمن باقية تحرسها الأجيال ويقاتل من أجل وحدتها الرجال . وسيظل شعب اليمن شامخاً موحداً مستقل القرار رافضا لكل أشكال الهيمنة والوصاية.وكما قال السيد القائد /عبد الملك الحوثي محال أن نركع محال أن نستسلم أو نسلم .((في اليمن هذا غير وارد)) لن تنالوا تلك الأطماع ولن تتحقق لكم أي غايات ((في يمن الإيمان والقوة والبأس الشديد )) ما دام الشعب اليمني موجوداً ..لن يستطيعوا أن يستأصلوا اليمن من التاريخ ولا أن يمحوها من الخريطة مهما غيروا وبدلوا التسميات .ومهما تغيرت جلود الاستعمار وأدواته ومسمياته ومشاريعه (( من احتلال مباشر إلى شرق أوسط جديد وحروب ناعمة إلى تطبيع واستخدام أدوات منّا وفينا)).
لأن تلك الأدوات الرخيصة والأنظمة العميلة رغم تآمرهم وإسنادهم من قبل القوات المعتدية ((في الماضي والحاضر )) لم ولن يستطيعوا النيل من وحدة اليمن على الإطلاق .لن تتحقق أطماعهم ولن تمرر مشاريعهم بإذن الله لافي بحر العرب ولا في البحر الأحمر دام فينا قلوب تنبض بالحياة وإرادة صلبة في البقاء والوحدة والصمود ..«وسيبقى نبض قلبي يمنيا »..