الوحدة والمحتلون.. ومشاريع الانقسام والتشظي

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

عمل المحتل السعودي والمحتل الإماراتي، من خلال العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا، على تحقيق جملة من الأهداف التي تستهدف اليمن وثرواته ومقدراته ومكتسباته وسيادته واستقراره، وفي مقدمة ذلك الوحدة اليمنية، والتي لطالما عملوا على التآمر عليها واستهدافها قبل وبعد تحقيقها، لأنهم لا يريدون أن يظل الشعب اليمني موحدا، ولا يرغبون أن يحافظ اليمنيون على وحدتهم التي أنهت سنوات من التشطير والانقسام والتشظي، فحشدوا الطاقات والآليات والمعدات العسكرية، وسخَّروا كل الإمكانيات والقدرات، وجلبوا المرتزقة من كل بقاع العالم تحت شعارات وعناوين كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة، خدعوا بها الكثير من العاطفيين والمأزومين الذين ركنوا إليهم، وساروا خلف أكاذيبهم وشعاراتهم الزائفة، التي سرعان ما انكشفت للجميع وتجلَّت لهم وللشعب اليمني وللعالم قاطبة أهدافهم الخبيثة ومخططاتهم الإجرامية ومشاريعهم التآمرية التي تستهدف الوحدة اليمنية في المقام الأول .
المحتل الإماراتي يعمل على قدم وساق بمعية أدواته وأذنابه من المرتزقة الخونة اليمنيين على تفكيك أوصال الوحدة اليمنية واستهداف النسيج الاجتماعي من خلال استهداف المحافظات الجنوبية والساحلية وإذكاء النعرات المناطقية واستدعاء ملفات الصراعات الدامية التي شهدها الجنوب قبل الوحدة، والعمل على تشكيل وتأسيس كيانات وتكتلات شطرية على مستوى المحافظات والمناطق الجنوبية، وتقديم الدعم والإسناد لها من أجل فرض واقع الانقسام والتشظي، بعد أن كان حليفه السعودي يعمل على فرض واقع التشطير من خلال تبني خيار العودة إلى ما قبل 22مايو 1990م بعد أن فشل في فرض ما يسمى بمشروع الأقلمة الذي نجحت ثورة 21سبتمبر في إفشاله وتعطيله .
في المهرة يحاولون العبث بأمنها واستقرارها وتحويلها إلى مستعمرة سعودية ليسهل على السعودية تنفيذ مشروع مد الأنبوب النفطي عبر أراضيها، ويعمدون إلى دعم العناصر المأجورة لرفع أعلام الانفصال وتحريك أذنابهم لمهاجمة القيادات الوطنية المناهضة للتواجد السعودي على أراضي المهرة، وفي عدن وأبين وشبوة والضالع يتصارع السعودي وأدواته من جهة والإماراتي وأدواته من جهة أخرى على فرض النفوذ والهيمنة بعد سلسلة من المواجهات المسلحة التي سقط خلالها مئات القتلى والجرحى من الجانبين، وباتت أعلام الانفصال حاضرة في المناطق الجنوبية المحتلة من قبل الإمارات وأذنابها، وعبثا يحاول حزب الإصلاح التدثر خلف عباءة الوحدة في صراعه مع المجلس الانتقالي الجنوبي من باب دغدغة العواطف واستمالة العناصر الوحدوية في تلكم المناطق، رغم أنه كان السباق في دعم خيار الانفصال عبر بوابة الأقاليم ومتاجرته بالوحدة وتورطه في حرب صيف 94م واستباحته للجنوب من خلال فتاوى حاخاماته ذات الصلة التي يعتبرها غالبية أبناء المحافظات الجنوبية من الأسباب الجوهرية التي ولَّدت لديهم الرغبة في الانفصال.
بالمختصر المفيد، الإمارات والسعودية كانتا وما تزالان سابقا ولاحقا مع الانفصال وضد الوحدة، وحديثهما عن الوقوف إلى جانب اليمن وحرصهما على الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه مدعاة للسخرية والاستهزاء، فهما ألد أعداء اليمن، وهما من تهددان وحدته وأمنه واستقراره وحاضره ومستقبله، وما العدوان والحصار والمخططات القذرة المصاحبة لهما في المحافظات الجنوبية والشرقية إلا خير شاهد على ذلك، لا يريدون أن يبقى اليمن موحدا، لأن في الوحدة عزة وكرامة لليمن واليمنيين، وهذا ما لا يريدونه لليمن واليمنيين، ولكن مشيئة الله هي الغالبة، فمهما مكروا وفجروا وغدروا وكذبوا ودجلوا ودلسوا فلن يصح إلا الصحيح، وستظل الوحدة اليمنية راسخة رسوخ جبال شمسان ونقم وعطان وعيبان ولن، يحصد السعودي والإماراتي ومن معهما سوى الخيبة والفشل والعار الذي سيظل يلاحقهم إلى أن يعجِّل الله بزوالهم ويطهِّر المنطقة من دنسهم.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا