ترحيب دولي بإعلان اتفاق التهدئة في غزة داخلية غزة: نعمل على إعادة عجلة الحياة وإزالة آثار العدوان على غزة
عواصم / وكالات
دخلت المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال “الإسرائيلي” في هدنة بوساطة مصرية بعد 11 يوماً من المعارك العنيفة، حيث قال بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو “وافق مجلس الوزراء بالإجماع على توصية جميع المسؤولين الأمنيين بقبول المبادرة المصرية بوقف ثنائي غير مشروط لإطلاق النار”.
وقد تلت هذه الخطوة ردود فعل عالمية على هدنة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية أنهت معركة تُعد الأعنف منذ سنوات.
وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أؤكد أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين تقع على عاتقهم مسؤولية تتجاوز استعادة الهدوء وتتمثل في بدء حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع،” وأضاف “غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية وينبغي بذل كل جهد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام”.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن “ما زلنا ملتزمين بالعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة”، مضيفاً “أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية”.
كما أوضح أنه “ستواصل إدارتي دبلوماسيتنا الهادئة الراسخة لتحقيق هذه الغاية. وأعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم وأنا ملتزم بالعمل على ذلك”.
أما الوسيط الذي أوصل الكيان والمقاومة الفلسطينية إلى الهدنة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال “تلقيت بسعادة بالغة المكالمة الهاتفية من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تبادلنا خلالها الرؤى حول التوصل لصيغة تهدئة للصراع الجاري بين إسرائيل وقطاع غزة. وقد كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية”.
أما مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، فرحّب بوقف إطلاق النار، وتقدم بالتعازي لمن وصفهم بـ”ضحايا العنف وذويهم. وأثني على مصر وقطر للجهود التي جرت بالاتصال الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء. أعمال بناء فلسطين يمكن أن تبدأ”.
بدروها قالت السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد: “الآن، يجب أن نحول تركيزنا نحو تحقيق تقدم ملموس بدرجة أكبر باتجاه السلام الدائم. ويجب أن نعمل معا لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة على الأرض، والتي هي -في الواقع- هائلة في غزة”.
وفي تغريدة على حسابه في تويتر، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: ”أرحب بأخبار وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة. يجب على القادة في المنطقة الآن العمل على إيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمنع الإرهاب، ويضع حدا لدوامة العنف، ويوفر سلاما مستداما وعادلا“.
ومن بريطانيا، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب “أرحب بنبأ وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة. على كل الأطراف العمل على صمود وقف إطلاق النار وإنهائه الدائرة غير المقبولة من العنف وفقدان حياة المدنيين.. تواصل المملكة المتحدة دعم الجهود لتحقيق السلام”.
كما رحبت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس، باتفاق وقف إطلاق النار، وحثت الجانبين على تعزيزه. وكتبت فون دير لاين على تويتر: ”أحث الجانبين على تعزيزه وتحقيق الاستقرار في الأجل الطويل. وحده الحل السياسي هو الذي سيجلب السلام والأمن الدائمين للجميع“.
من جانبها أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني، أمس، أن أجهزتها ستعمل من أجل إعادة عجلة الحياة في قطاع غزة إلى طبيعتها، وإزالة آثار العدوان الغاشم، بالتعاون الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى.
وناشدت الوزارة، المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة من أجل إدخال طواقم ومعدات إسناد بشكل عاجل إلى أطقم الدفاع المدني وهندسة المتفجرات؛ كي تتمكن من القيام بواجبها في إزالة آثار العدوان، أمام الحجم الهائل من الركام والدمار.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الوزارة إياد البزم، بعد ظهر أمس، حول متابعة آثار العدوان الإسرائيلي وإجراءات الوزارة بهذا الخصوص.
ملحمة جديدة
وقال البزم، إن الشعب الفلسطيني ومقاومته قدّما ملحمةً جديدةً في مواجهة الاحتلال وعدوانه الغاشم على قطاع غزة على مدار أحد عشر يوماً.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي طال كل مناحي الحياة، ولم يستثنِ بشراً ولا شجراً ولا حجراً، وارتكب جرائم ضد الإنسانية محاولاً تركيع شعبنا، لكنه خاب وخسر أمام صمود وبسالة شعبنا ومقاومته.
إعلان حالة الاستنفار
وتابع: “منذ اللحظة الأولى لعدوان باشرت وزارة الداخلية العمل وفق خطة الطوارئ، وأعلنت حالة الاستنفار في صفوف أجهزتها كافة، للقيام بواجبها في حماية الجبهة الداخلية، ومساندة المواطنين وواصلت عملها حتى أعلن عن وقف إطلاق النار لتنتقل لمرحلة جديدة من العمل”.
وبارك انتصار إرادة شعبنا على غطرسة الاحتلال، واندحاره خائباً خاسراً؛ موجهًا تحية الفخر والاعتزاز لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد أن تكرار تدمير الاحتلال لمقار وزارة الداخلية وأجهزتها لن يوقف مسيرة عملها، وستواصل العمل لاجتياز كل المصاعب من أجل خدمة شعبنا.
دليل عجز
ونبه البزم إلى أن تركيز الاحتلال على استهداف جميع مقار جهاز الأمن الداخلي دليلُ عجزٍ وفشل، ومحاولةٌ يائسةٌ لإعاقة تقدمنا الأمني في مواجهة أجهزة أمن الاحتلال واستخباراته، مؤكدًا أن الداخلية ستواصل الضرب بيد من حديد لعملائه.
وأوضح أن رجال وزارة الداخلية قدّموا أروع صور البطولة والتضحية، وفي مقدمتهم فرسان الدفاع المدني والخدمات الطبية، والشرطة والأمن الداخلي والأمن الوطني، من خلال دعم وإسناد المواطنين وحفظ استقرار الجبهة الداخلية.
وشكر البزم خلال المؤتمر الصحفي؛ الشركات والمؤسسات والمواطنين الذين هبّوا لمساندة أطقم الدفاع المدني، وساهموا بممتلكاتهم الخاصة في نجدة المتضررين من القصف الإسرائيلي.
إعادة الانتشار
ونوه إلى أن أجهزة الداخلية باشرت بتنفيذ خطة إعادة الانتشار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار؛ لتأمين الأماكن التي تعرضت للاستهداف، والمحافظة على ممتلكات المواطنين، ومساعدة المتضررين.
ولفت إلى أن الفرق الهندسية شرعت بمهامها في إزالة مخلفات الاحتلال وقذائفه، وهذه المهمة ستستغرق وقتًا طويلًا بسبب ضعف الإمكانات واتساع رقعة المناطق المستهدفة.
وأهاب بالمواطنين للتعامل بحذر مع الأماكن التي تعرضت للقصف وعدم العبث بأيّ من المخلفات؛ لخطرها على حياتهم.
وطمأن في نهاية المؤتمر الشعب باستقرار الحالة الأمنية، وقوة ومتانة الجبهة الداخلية؛ مؤكدًا على أن الداخلية لن تتخلى عن القيام بواجبها مهما بلغت التضحيات، وستبقى وفية لدماء الشهداء.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أمس، أن المقاومة الفلسطينية وجهت ضربة ملمة موجعة قاسية ستترك آثارها المؤلمة على الكيان ومستوطنيه ومستقبله.
وشدّد هنية، في تصريح صحفي تلفزيوني، على أن النصر الاستراتيجي صنع منن أداء المقاومة، وأن المقاومة تملك عقلا مبدعًا في مواجهة الاحتلال، وأن النص مركب دينيًا وعربيًا وإقليميًا.
وقال هنية: إن “كل هذه الدماء التي سالت في هذه معركة سيف القدس، وفي المعارك التي سبقتها هي مقاومة على طريق القدس”.
وأضاف القدس هي “روحنا وعقيدتنا ومستقبلنا وعاصمة دولتنا وغزة هي سيف القدس، وحملت المعركة ضد العدو جدارة ولقنته درسا لن ينساه”.
كما أكد على الاستعداد لإعمار غزة وبناء ما دمرته آلة الاحتلال، كما أنهم ملتزمون بواجباتهم تجاه الأسرى وأهالي الشهداء والجرحى.
وزف لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، هذا النصر الإلهي العظيم الاستراتيجي الذي حققته المقاومة الفلسطينية، وتابع “نقف بكل فخر وشموخ أمام هذه المقاومة وقياداتها الباسلة”.
وتوجه بالتحية إلى قادة “حماس” والفصائل وفي مقدمتهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.
وأوضح أن هذا النصر صُنع بدماء الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة المباركة، من قادة المقاومة، ومن أبناء شعبنا بفعل المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني.
وتابع إن “غزة الأبية دفعت من فاتورة الجم والبيوت والمنازل في سبيل القدس والأقصى وترسيخ معادلة المقاومة”.
واعتبر هنية، زحف عشرات الألوف من أبناء شعبنا في القدس والضفة والـ48 إلى الأقصى ليحموه بصدورهم العارية، تأكيدًا على الثبات للعالم أن “القدس لنا وأن الأقصى خط أحمر”.
وأشار إلى أن المقاومة التي وقفت دفاعًا عن القدس وانتصارًا للأقصى “كانت عند حسن الظن بها وعند مستوى المعركة”. مشدّدًا على أنه “لا يمكن للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية التخلي عن الأقصى مهما كانت التضحيات”.
ونبه إلى ضرورة تعزيز العلاقة مع المجتمع الدولي.
وأكد الدكتور أنور أبو طه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن وقف الاحتلال لاعتداءاته العسكرية ضد قطاع غزة هو عنوان نصر لشعبنا، وفشله الصارخ في ردع المقاومة أو إيقاف صواريخها، فبعد تخبطه وإرباكه وهزيمته الملموسة ذهب لإيقاف النار، بعدما طلب من الوسطاء الدوليين إمهاله يوما أو يومين.
وتابع أبو حمزة: “توقف صوت الصواريخ والمدافع والبارود ولن تتوقف مسيرتنا الطويلة وسيستمر درب جهادنا الشاق”.
وثمن دور الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل قوى محور المقاومة، التي أمدت مقاومتنا بالسلاح والخبرات، مؤكدا أنها كانت سنداً وظهيراً حقيقياً في تعزيز قدرات المقاومة المادية والفنية، مردفًا: “نقول لهم أنتم شركاء نصرنا، وسندخل الأقصى معا”.
ووجه أبو حمزة، التحية لأحرار العالم وجموع الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت في الميادين نصرة للقدس والأقصى والمقاومة في غزة في صفعة واضحة لدول التطبيع.
كما شكر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بمختلف مسمياتها، والتي عملت منذ اللحظة الأولى على توثيق العدوان، وبث صور المقاومة المشرفة وهي تدك العدو كجهد كبير لا يمكننا إلا الوقوف عنده والإشادة به.
وحذر أبو حمزة الاحتلال أن “سرايا القدس وفصائل المقاومة ما زالت في حالة استنفار، وعيوننا ترقب العدو في كل الميادين، ونعد أبناء شعبنا أننا لن نتنازل عن الحقوق وسنبقى حاضرين على قاعدة “وإن عدتم عدنا “.
وقال محلل عسكري إسرائيلي بارز، أمس، إن “الجيش الإسرائيلي” فشل في إحباط وتدمير نظام إطلاق الصواريخ الفلسطينية خلال العملية العسكرية “الإسرائيلية” الأخيرة ضد غزة.
وكتب رون بن إيشاي، المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الجمعة: “أعاد الجيش الإسرائيلي ضبط شروط وقواعد اللعبة التي جرى بموجبها الصراع في الجنوب للعقود الأخيرة، ومن الآن فصاعدًا الكرة بيد القيادة السياسية في إسرائيل”.
واستدرك قائلاً: “لكن، وهذه لكن كبيرة، فشل الجيش الإسرائيلي في إحباط وتدمير نظام إطلاق الصواريخ، إذ لا يزال الكثير من السلاح الاستراتيجي الرئيسي للمنظمات المعادية في غزة قابلاً للاستخدام، ما يسمح لحماس والجهاد بتهديد “إسرائيل”.
وأضاف: “كما حدث لنا مع حزب الله في نهاية حرب لبنان الثانية، صحيح أن ضبط النفس سيجعل حماس والجهاد تفكران مرتين، وربما ثلاث مرات، قبل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لكن القدرة على القيام بذلك هي حقيقة يجب على إسرائيل أن تأخذها في الاعتبار مستقبلاً”.