انتصار المقاومة في معركة “سيف القدس” يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع مع العدو

 

الاحتلال الإسرائيلي يخسر الحرب..وإرادة الشعب الفلسطيني تنتصر
المسيرات الاحتفالية بالانتصار في فلسطين ابتدأت منذ صباح الجمعة واستمرت حتى المساء

عواصم/ وكالات

على وقع تكبيرات العيد التي صدحت بها المساجد الفلسطينية.. عمت الاحتفالات وأجواء الفرحة أرجاء قطاع غزة ومُدن الضفة الغربية والقدس المحتلة ابتهاجاً بانتصار المقاومة على الكيان الصهيوني المحتل، وخرج المئات إلى الشوارع وسُمعت أصوات إطلاق نار بالهواء ومفرقعات نارية في مختلف المدن الفلسطينية.
وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، فقد عمّت الاحتفالات مناطق فلسطينية عديدة احتفاء بالانتصار على الاحتلال، وانطلقت في شوارع قطاع غزة والضفة المحتلة وفي مخيمات لبنان، مسيرات شعبية عفوية وتكبيرات العيد، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ابتهاجاً بانتصار المقاومة في معركة “سيف القدس”.
ويأتي احتفال الفلسطينيين اليوم، بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس” وخضوع كيان الاحتلال الصهيوني لوقف إطلاق نار متبادل ومتزامن ودون قيد أو شرط، بعد معركة خاضتها نصرةً للمسجد الأقصى والمقدسيين، وكان لها الرشقة الصاروخية الأولى والأخيرة فيها.
ومع دخول الساعة الثانية من فجر يوم أمس الجمعة وهو موعد دخول التهدئة حيز التنفيذ اندفع الفلسطينيون إلى الشوارع ابتهاجاً بنصر المقاومة، فيما علت أصوات المساجد بالتكبير والتهليل، وتمنوا الرحمة للشهداء الذي ارتقوا في المعركة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، كما تمنوا الشفاء العاجل للجرحى.
وأدى امس عشرات الآلاف من المصلين المقدسيين صلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى، وهم يحتفلون بانتصار المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي، ويطلقون تكبيرات العيد.
وتوافد آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ودخلوا باحاته أمام أعين جنود الاحتلال، وهم يحتفلون ويهتفون ويكبّرون، في مشاهد كان فيها استفزاز واضح للجنود، الذين لم يبدوا أي رد فعل، في إشارة إلى الروح المعنوية العالية عند المواطنين الفلسطينيين، وروح الهزيمة المخيمة على المحتلين.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن مصلّين مسلمين في الحرم القدسي، أطلقوا صباح أمس الجمعة شعارات مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وعلى مدى 11 يوماً متوالية لم يحصد سوى الخزي والعار والهزيمة المدوية والخسائر الاقتصادية الكبيرة، فقد بلغ عدد ضحاياه 243 شهيداً فلسطينياً من بينهم 66 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، فيما وصل عدد الإصابات الى 1910 إصابة بجراح مختلفة.. بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
فيما استشهد 28 فلسطينياً على الأقل، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال، اُستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في المدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وخلال هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم تمكنت المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها من دك المستوطنات الصهيونية والمدن المحتلة بالمئات من الصواريخ، حيث كانت كل مدن الاحتلال تحت نار المقاومة بما فيها “تل أبيب”.
في المقابل.. وبحسب اعترافات العدو الصهيوني، قُتل 12 إسرائيلياً على الأقل وأصيب المئات، فيما تضررت المئات من منازل المستوطنين والمنشآت.. كما تضرر الاقتصاد “الإسرائيلي” بشكل كبير جراء القصف الصاروخي للمقاومة الفلسطينية، والذي جاء كرد على اعتداءات الصهاينة على المسجد الأقصى المبارك وشن غارات عدوانية على قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن هذه هي المرة الأولى منذ حرب غزة في 2014م الذي يتعرض فيه الكيان الصهيوني لهذا الحجم من الأضرار: “منازل مهدمة، وسيارات مدمرة، وإصابة منشأة نفطية”.
وشهدت الساعات الأخيرة إطلاق المقاومة الفلسطينية لصليات مكثفة من الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، والتي طلب جيش الاحتلال من سكّانها البقاء في الملاجئ.
وقال الناطق باسم “سرايا القدس” أبو حمزة، قبيل وقف إطلاق النار: إن “الكلمة الأخيرة ستكون دوماً للمقاومة في الميدان على قاعدة وإن عدتم عدنا”.. مشدداً على أن المقاومة سترد على أي خرق إسرائيلي.
أما الناطق العسكري باسم كتائب “القسام” أبو عبيدة فأكد هو الآخر أن المقاومة تمكنت من “إذلال العدو وجيشه الذي تبجحت قيادته بقتل الأطفال وتدمير الأبراج السكنية”، وأن المقاومة “لديها المزيد لمواجهة الصهاينة إذا تجرَّأوا على مقدَّساتنا”.
وأعلن أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، موافقة الحركة على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار المتزامن.. مؤكداً التزام المقاومة الفلسطينية بوقف إطلاق النار ما التزم العدو به.. ومشدداً على أنها سترد على أي خرق لوقف إطلاق النار.
من جهته أكد القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان أن المقاومة “مستعدة لأي تطوّر” بعد موعد وقف إطلاق النار، وهي بذلك تكون قد “ثبّتت انتصاراً جديداً ومعادلةً جديدة”.
وكشف حمدان أن المقاومة الفلسطينية “حصلت على ضمانات من الوسطاء بأن العدوان على غزة سيتوقف”، وضمانات أخرى بـ”رفع يد الاحتلال عن الشيخ جراح والمسجد الأقصى المبارك”.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللواء أبو أحمد، إن كل فصائل المقاومة “متنبهة، والأصبع على الزناد والضربة بعشرة”.
أما لجان المقاومة الشعبية في فلسطين فقالت: “المقاومة ستبقى ضاغطة على الزناد والصواريخ في مرابضها ولن نترك ساحات القتال وسنبقى على جهوزية واستعداد تام للدفاع عن شعبنا في كل مكان من أرضنا المباركة”.
وبعد دخول المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال “الإسرائيلي” في هدنة بوساطة مصرية، توالت ردود فعل دولية على هذه الهدنة التي أنهت معركة تُعد الأعنف منذ سنوات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أؤكد أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين تقع على عاتقهم مسؤولية تتجاوز استعادة الهدوء وتتمثل في بدء حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع”.
وأضاف: “غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية وينبغي بذل كل جهد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام”.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن “ما زلنا ملتزمين بالعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة”.
وأضاف: “أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية”.
وتابع: “ستواصل إدارتي دبلوماسيتنا الهادئة الراسخة لتحقيق هذه الغاية.. وأعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم وأنا ملتزم بالعمل على ذلك”.
ولبّى الآلاف من جماهير شعبنا في مدن الضفة الغربية أمس الجمعة، دعوات النفير العام في مراكز المدن ونقاط التماس، التي أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية والتجمعات الشبابية، رفضا لاستمرار الاحتلال بإجراءاته التصعيدية المتواصلة في الضفة وابتهاجا بانتصار المقاومة الباسلة في غزة.
وانطلقت مسيرات حاشدة في المسجد الأقصى ورام الله ونابلس والخليل وطولكرم وجنين تهتف للمقاومة وتدعو لمواجهة الاحتلال في الضفة والقدس.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في عدد من المناطق، منها على المدخل الشمالي لمدينة الخليل والمنطقة الجنوبية من نعلين برام الله، وحاجز بيت إيل على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وبيت لحم وحاجز حوارة وبلدة بيتا جنوبي نابلس.
وفي القدس المحتلة، انطلقت تظاهرة ضخمة في باحات المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة والتي تخللت أداء صلاة الغائب على شهداء عدوان الاحتلال على غزة.
واحتفى المتظاهرون بنصر المقاومة وللتأكيد على استمرار المواجهة مع الاحتلال، وسط هتافات للمقاومة ولقائد أركان القسام محمد الضيف ولكتائبها المظفرة، وسط توزيع الحلوى في باحات المسجد الأقصى فرحاً بنصــر غزة.
وأفادت مصادر مقدسية بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى من باب السلسلة، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام والأعيرة المطاطية.
وفي الخليل، انطلقت مسيرة في مدينة الخليل بعد صلاة الجمعة أمس احتفاء بنصر المقاومة وللتأكيد على استمرار الهبة الشعبية نصرة للقدس.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
وكذلك اندلعت مواجهات على مدخل مدينة الخليل الشمالي في منطقة رأس الجورة، وأطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز الرصاص المعدني.
وفي رام الله، انطلقت مسيرة حاشدة لحركة حماس في مدينة رام الله، تأكيداً على استمرار مقاومة الاحتلال وتثبيت النصر في معركة “سيف القدس”.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة حيث يقام “حاجز بيت إيل” العسكري، واندلعت مواجهات أخرى على المدخل الجنوبي لبلدة نعلين.
وفي نابلس، شارك الآلاف في مسيرة حاشدة خرجت من مسجد النصر في البلدة القديمة.
فيما أدى المصلون صلاة الجمعة وصلاة الغائب على أرواح شهـداء غزة في ميدان الشهداء في مدينة نابلس، وانطلقت بعدها مسيرات دعم المقاومة.
وجابت المسيرة شوارع المدينة وأكدت على خيار المقاومة وهتفت للمقاومة وكتائبها وعلى رأسها محمد الضيف.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال على حاجز حوارة وفي بلدة بيتا جنوبي نابلس.
وفي بيت لحم، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، بعد خروج مسيرة توجهت إلى المدخل الشمالي للمدينة، هتفت خلالها للمقاومة ورافضة للاحتلال.
ولفتت مصادر محلية إلى أن عشرات حالات الاختناق وقعت خلال قمع الاحتلال المسيرة السلمية في بيت لحم.
وعَمَت شوارع قطاع غزة والضفة المحتلة، مسيرات شعبية عفوية وتكبيرات العيد ، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ابتهاجاً بانتصار المقاومة في معركة “سيف القدس”.
واندفع الفلسطينيون إلى الشوارع مع دخول الساعة الثانية من فجر يوم أمس الجمعة وهو موعد دخول التهدئة حيز التنفيذ إلى الشوارع ابتهاجاً بنصر المقاومة، فيما علت أصوات المساجد بالتكبير والتهليل.
وتمنى المواطنون الرحمة للشهداء الذين ارتقوا في المعركة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وتمنوا الشفاء للجرحى.
وانطلقت المسيرات والاحتفالات كذلك في رام الله والخليل وبيت لحم ومدينة القدس المحتلة وفي مخيمات لبنان فرحة بالانتصار الذي حققته المقاومة .
وأمس الأول دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيدا، بينهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في المدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وخرجت تظاهرة شعبية أردنية عند الحدود الأردنية – الفلسطينية للاحتفال بنصر المقاومة الفلسطينية على كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد 11 يوماً من العدوان على قطاع غزة والاعتداءات بحق الفلسطينيين بالأراضي المحتلة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والأردنية جنباً إلى جنب، فيما علت أصوات الأناشيد والأغاني الثورية التي تحاكي بالقضية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا