الثأر يدفع الأسر ثمنا باهظا أبرزه التفكك والتشرد


يفتح الثأر في اليمن على الأسرة والمجتمع أبواب الدمار والهلاك بإقحامهم في صراع لا ينتهي والى جحيم وقوده الأبرياء.
فظاهرة الثأر تنهش في جسد الأسرة اليمنية جاعلة لغة الانتقام وسفك الدماء بديلا عن لغة الحوار والتفاهم والرجوع للنظام والقانون.
على ذلك في ظل غياب دور أجهزة الدولة المعنية للحد من هذه الظاهرة.
– حول هذا الموضوع قامت ” الأسرة ” ب‘جراء هذا الاستطلاع فها كم التفاصيل:

الترمل واليتم
يرى إبراهيم مصلح الرداعي أن الثأر في اليمن ازداد خلال العقود الثلاثة الماضية منتجا كوارث ومآسي ليس لأطراف الثأر فحسب بل على أسرهم في المقام الأول وكذا المجتمع من حولهم إلا أن النساء هن أكثر من يصيبهن الألم والمعاناة من هذه الظاهرة وكذلك الأولاد فمن يقومون بالثأر لاشك أنهم سيتركون وراءهم زوجاتهم وأطفالهم سواء كان من يقوم بالثأر جناة أو مجني عليهم فالخاسر الأكبر من هذا الظاهرة المقيتة هم الزوجة والأبناء لما سيلقونه من وراء تلك الظاهرة من معاناة الترمل واليتم.
غياب الدولة
ويقول الشيخ ناصر على طلبان ان ظاهرة الثأر تهدم وتشرد الكثير من الأسر ليس ذلك فحسب بل انها فرقت بين الأهل والأصحاب وجعلت لغة الانتقام وسفك الدماء بديلا عن لغة الحوار والتفاهم بالإضافة إلى عدم الالتزام بالنظام والقانون وشرع الله الذي يحرم القتل.
لدم المسلم
وأضاف: مما لا شك فيه ان غياب الدولة وعدم اهتمامها بمعالجة قضايا الثأر والعمل على الحد من هذه الظاهرة يعتبر هو السبب الرئيسي لا نتشار الثار في مجتمعنا اليمني فكم من نساء رملن وكم من أطفال يتمو وانقلبت حياتهم رأسا على عقب في ظل غياب الدولة ومؤسساتها الأمنية والذي بدورة دفع بعض أفراد المجتمع لأخذ حقوقهم بأيديهم وهذا من وجهة نظري ما ساعد في استشراء هذه الظاهرة في اليمن.
بطئ القضاء
وتحدث المحامي ياسر الرضي عن هذه الظاهرة وسبل علاجها والحد منها حيث يؤكد أن عدم ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية وبطئ العدالة القضائية الناجزة وروتينية وتأخر إجراءات التقاضي يدفع الأفراد إلى الثأر كما ان ضعف الوازع الديني والجهل والتخلف والأمية المستشرية لدى الكثير في مجتمعنا يزيد في تفاقم هذه الظاهرة.
وأضاف: لا يمكن القضاء على ظاهرة الثأر إلا بتفعيل دور الأجهزة الأمنية والقضائية وكذلك التوعية عبر وسائل الإعلام بإقامة الندوات والبرامج التي تبين النتائج الكارثية والمأساوية على الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام كما أن للخطباء وأئمة المساجد دورا فاعلا في توعية المواطنين بمخاطر ونتائج هذه الظاهرة السيئة بأن يجعلوا منابر المساجد مركز أشعاع لإحياء ثقافة ومبادئ المحبة والسلام والألفة والتعاون ونبذ العصبية والقبلية والمناطقية والدعوة للامتثال لتعاليم الشريعة الإسلامية الغراء.
أشد تتفككا
ويؤكد رجل الدين الأخ صالح سفيان الوعل ان من يسفك الدماء بقصد الثأر والقتل يرتكب جريمة تخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والسنة النبوية المطهرة حيث قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): (إن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم ).
فهناك الكثير من الأسر تفككت وتشردت ونساء ترملن وهن ما زلن في ريعان الشباب وهناك أطفال أيضا يتموا وتوقفوا عن الاستمرار في التعاليم حرموا من حنان الأبوة بسبب هذه الظاهرة وهو ما يستوجب علينا كرجال دين ومثقفين ومشائخ واعيان ومسئولين في الدولة محاربة هذه الآفة (الثأر) بمختلف الوسائل والأساليب المتاحة لنا.

قد يعجبك ايضا