إسرائيل إلى زوال..بقية السيف أقوى وإرادة الشعب أظفر
تحت صواريخ المقاومة وبرسم معادلاتها وبشروطها، أعلن العدو الصهيوني ليلة أمس وقف عدوانه على قطاع غزة بعد عشرة أيام من جولة عاصفة وغير مسبوقة من الحرب التي جمعت الشعب الفلسطيني ووحدت جبهات المقاومة الفلسطينية لأول مرة تحت عنوان القدس، وبعدما رعفت عمليات “سيف القدس” الصهاينة خسائر وأضرار ونكست راياته وأعلامه وبيارقه.
منذ عصر الاثنين في العاشر من مايو الجاري وقادة الاحتلال الإسرائيلي يعيشون وضعا غير مسبوق من التخبط والإرباك والفزع تحت النار الكثيفة التي وجهتها فصائل المقاومة الفلسطينية على كل مدن الكيان ومستوطناته بالضربات الصاروخية، منذ عشرة مايو وقطعان الاستيطان في ملاجئهم تحت الأرض يختبئون من صواريخ المقاومة وقذائفها، منذ عشرة أيام ومطارات العدو الصهيوني لا تستطيع استقبال الرحلات الجوية ولا تستطيع الإقلاع منها، لقد طالت صواريخ سيف القدس ومسيّراتها كل المدن الفلسطينية التي يحتلها العدو الصهيوني، وامتدت لتصل إلى ما لم يكن متوقعا الوصول إليه ، وطيلة الأيام العشرة لم تتوقف مفاجآت المقاومة يوماً واحداً تنتقل من مفاجأة إلى أخرى، ومن تطور إلى آخر في الأداء وفي التكتيك وفي الكم وفي الأهداف وفي السلاح.
لقد أطاحت سيف القدس بما كان يدعيه الاحتلال الإسرائيلي من قدرات دفاعية، وغيرت قواعد الاشتباك وإلى الأبد، -الصواريخ الكثيفة التي أشعلت الحرائق في مدن الكيان، كثافة النار، وزخم الرشقات الصاروخية، استخدام الطائرات المسيّرة، انتفاضة الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة التي عكست قوة الإرادة والعزيمة، الإضرابات في الداخل الصهيوني، معادلة الصراع التي بنت المقاومة عليها معركة سيف القدس، الدعم والإسناد من الشعوب العربية والإسلامية للمقاومة الإسلامية التي أعادت للعرب كرامتهم،- عوامل جديدة تحقق بها انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وشكلت في مجملها هزيمة غير مسبوقة للعدو الصهيوني، على الصعيد الميداني القصف بالقصف دفاعا عن النفس، نقل المعركة إلى داخل المدن المحتلة، ما سببته الصواريخ من رعب ظل يجتاح الكيان الصهيوني مدة الحرب من أول ساعاتها إلى آخرها، انكشاف منظومات الدفاع جعلت الصهاينة يشعرون لأول مرة بأنهم غير آمنين وأن عليهم الرحيل من فلسطين، وقريباً سيرحلون.
لا صفقة القرن ولا التطبيع قادراً على إنقاذ العدو الصهيوني اليوم من قوة الحق والإرادة وسيوف المقاومة الفلسطينية وعزيمة الشعب الفلسطيني، لا الدعم الأمريكي مجدياً ولا مهرجانات التطبيع والخيانات العربية ستفيده ، ما بعد عملية سيف القدس ليس كما قبلها، لا التوحش في الجرائم والمذابح ستحقق له التفوق والردع وإن ظن ذلك فقد جرب في هذه الجولة ، وتأكد أن لكل فعل ردة فعل أعنف وأشدّ عليه.
ما أنجزه الشعب الفلسطيني الذي هب في الداخل المحتل مضاف إلى ما أنجزته المقاومة الفلسطينية الباسلة من غزة ، يضاف إليه ما فعله الفلسطينيون في الشتات من تحركات أطاحت بما كان الاحتلال الصهيوني يسوقه عن نفسه من سمعة وادعاءات ، شكل بداية لمرحلة جديدة من المواجهة لا تقف إلا عند تحرير فلسطين وزوال الكيان الصهيوني المحتل.
مرحلة ما بعد سيف القدس التي وحّدت الجميع ، عنوانها ازدياد قوة المقاومة مقابل تآكل قوة الكيان الصهيوني إذ لم يعد باستطاعته بعد هزائمه أن يزعم بأن جيشه لا يقهر فقد شاهدنا ما يؤكد بأنه جيش من ورق ، فشل في مواجهة انتفاضة الداخل ، وعجز من تنفيذ أي هجوم على غزة ، والأكثر من ذلك أنه اضطر إلى تغيير ملابسه خوفا من مقاومة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ..
لقد برهنت سيف القدس على فشل القبة الحديدية وانكشف الصهاينة عن أكبر كذبة روجوها منذ احتلالهم لفلسطين ، لقد انتصر سيف القدس وانتصرت إرادة الشعب الفلسطيني العظيم، وبدأت معركة زوال إسرائيل من الوجود.
بعد أن استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تقصف تل أبيب ومحيطها بنحو 130 صاروخاً خلال يوم واحد، وكذلك مستوطنات أسدود وعسقلان والقرى المغتصبة في محيط غزة، وأن تجبر حكومة العدو على إغلاق المدارس وإيقاف رحلات الطيران إلى كل المطارات الإسرائيلية ولا سيما مطار بن غوريون، وأن تجعل ملايين المستوطنين يختبئون في الملاجئ خوفاً ورعباً، وأن تثبت عجز منظومة القبة الحديدية في التصدي للصواريخ المنهمرة على المدن والمستوطنات الصهيونية، وأن تكبح غرور المجرم بنيامين نتنياهو الذي أشعل فتيل الأزمة الحالية وصعَّد عدوان جيشه المحتل على قطاع غزة، سيدرك نتنياهو وزمرته المجرمة أن ثمن إجرامهم سيكون باهظاً جداً، وأن التفوق العسكري والقوة الإسرائيلية ستتآكلان أمام جبروت الشعب الفلسطيني المقاوم، حيث لا يمكن للكيان الصهيوني أن ينكر حالة الرعب التي تسود مجتمعه وقطعان مستوطنيه وأعضاء حكومته المتطرفة وكذلك في صفوف جيش الاحتلال رغم استخدامهم كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتطورة والمحرمة ضد المدنيين الآمنين في غزة.
منذ عصر يوم الاثنين العاشر من الشهر الجاري وهو توقيت بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبدء ردود فعل المقاومة الوطنية الفلسطينية على العدوان وحتى هذه الساعة وحكام كيان الاحتلال ومستوطنوه يعيشون حالة من التخبط والفزع جراء المفاجآت اليومية التي تظهرها المقاومة من ساعة إلى أخرى، وهو ما يؤكد جهل جيش الاحتلال واستخباراته بمدى تطور هذه المقاومة التي غيرت قواعد الاشتباك عبر الانتقال سريعاً من الحجر إلى البندقية وصولاً إلى الصواريخ بعيدة المدى التي تطال الأهداف الإسرائيلية على مساحة جغرافية فلسطين، والأكثر من ذلك استخدام الطائرات المسيّرة الأمر الذي شكل هزيمة لحكومة نتنياهو على الصعيد الميداني حيث استخدمت المقاومة استراتيجية القصف بالقصف دفاعاً عن النفس ونقل المعركة إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48 حيث الأهداف الإسرائيلية المهمة، وعلى صعيد جبهته الداخلية التي باتت على قناعة تامة أن جيش الاحتلال لم يعد قادراً على حمايتها ولم يعد الدعم الأميركي ينفعها ولا تجديها مهرجانات التطبيع المجانية لفرض سياسة الأمر الواقع.
فما بعد عملية سيف القدس ليس كما قبلها، فكلما زادت وحشية نتنياهو وزاد من قصفه للمناطق السكنية في قطاع غزة وأدى ذلك إلى استشهاد المزيد من النساء والأطفال – وهي جرائم حرب موصوفة – كلما زادت وحدة الشعب الفلسطيني خلف قرار المقاومة وكلما زادت الرشقات الصاروخية التي أسفرت عن انقطاع الكيان الصهيوني عن العام الخارجي عبر إغلاق مجاله الجوي، وكذلك استهداف منشآته الاقتصادية من خطوط وقود ومعامل كيماويات وغيرها وهو ما تسبب خلال الأيام الماضية بانهيار عملته المحلية وخسائر اقتصادية كبيرة قدرت بمئات ملايين الدولارات، كما أوضح ذلك إعلام العدو مؤكداً أن “إسرائيل” في حالة صدمة وهزيمة أمام المقاومة.
ما أنجزه الشعب الفلسطيني الذي هبَّ في الضفة والقطاع وفي الأراضي المحتلة عام 1948 وحتى في الشتات من خلال الوقفات التضامنية ، ما أنجزته عمليات المقاومة الفلسطينية ضمن معركة سيف القدس ، شكل بداية لمرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عنوانها ازدياد قوة المقاومة مقابل تآكل قوة الكيان الصهيوني حيث لم يعد باستطاعة كيان الاحتلال بعد هزائمه أن يزعم بأن جيشه لا يقهر، والعالم لاحظ الرعب الذي يعيشه جنود الاحتلال خلال سماعهم أصوات صواريخ المقاومة ورفض عدد منهم الذهاب إلى محيط قطاع غزة، والأكثر من هذا أن ترسانتهم النووية ستكون وبالاً على المستوطنين أكثر من كونها مصدر قوة، وإضافة إلى ذلك عدم قدرة جيش الاحتلال على خوض حرب برية لأن القطاع سيكون مقبرة لجنوده وآلياته، حيث ثمة تحضيرات من جانب المقاومة لمثل هذه الحرب وقد أعدت لها مفاجآت لن تكون بأقل أهمية من مفاجآت الصواريخ والطائرات المسيّرة، التي برهنت على فشل القبة الحديدية في تأدية مهمتها المزعومة، وهذا ما يبشر بنصر قريب للشعب الفلسطيني واقترابه أكثر من استرجاع حقوقه المسلوبة التي توهم العدو أنها يمكن أن تسقط بالتقادم.
صحيح أن غزة قدمت مئات الشهداء والجرحى ، صحيح أن الدمار والخراب حلَّ بها وبشكل غير مسبوق ، لكن صواريخ المقاومة كانت بلسماً لكل الشعب الفلسطيني ، محدثة تغييراً في معادلة الردع عندما تجاوزت القبة الحديدية وأكدت أنها من ورق ، إذ قصفت تل أبيب بعشرات الصواريخ، وقصفت مدينتي عسقلان وأسدود بـمئات الصواريخ التي أحدثت الهلع والرعب في صفوف اليهود كما تمكنت من تفجير خط أنابيب الوقود جنوب عسقلان، كما أحرقت خزان نفط وأوقفت حركة الطيران في مطار بن غوريون، وسجلت هروب أكثر من 3 ملايين مستوطن إلى الملاجئ، وعطلت المدارس، إضافة إلى حالة البلبلة والذعر والفزع التي ضربت الصهاينة لعشرة أيام متصلة.
“سيف القدس” انتصرت للقدس وللقضية ، لدماء الشهداء والجرحى من أول شهيد على هذه الأرض إلى آخر شهيد سيسقط ، أعادت موضعة القدس كعربية إسلامية ، وسيتحقق تحرير القدس وفلسطين بالسيف والرمح والصاروخ والمدفع وزوال إسرائيل مرهون بزناد البندقية.