لا مكان للوطن عندهم!!

عبدالله الأحمدي

 

 

كثيرة هي جماعات التأسلم التي لا تعتد بالوطن ولا تمتلك إحساسا وطنيا، فالوطن عندهم صنم جاهلي أو حفنة تراب لا قيمة لها.
يقولون في أدبياتهم : إن الوطن عندهم هو الدين وإن الأخوة هي أخوة الدين وليست أخوة الوطن، ولم يعلموا أن من فقد وطنه لن يجد لدينه حيزا أو مكانا يتعبد ويقيم عليه شعائره.
كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس حزب الإخوان في اليمن يتفاوض مع مملكة بني سعود الإرهابية حول الأراضي اليمنية التي تحتلها مملكة بني سعود فقال بلهجته القبلية : ( ما عنتقاتل على حفنة تراب ) بعدها تواطأ في بيع ما يقارب ٤٠٠ ألف كم لمملكة بني سعود الإرهابية، وشاركه في ذلك الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ورئيس الوزراء – حينها – عبدالقادر باجمال الذي كانت له مقولة مشهورة في النهب والفساد، وقيل يومها إنهم استلموا عشرين مليار دولار ثمنا لتلك الأرض التي تنازلوا عنها.
كان الإمام يحيى حميد الدين أكثر حرصا على التراب الوطني وأكثر وطنية من عصابات عفاش وشيخ البيعة التي تنازلت عن معاهدة الطائف ١٩٣٤م بشكل نهائي، بعد أن كانت مزمنة بعشرين عاما قابلة للتجديد.. إنها الخيانة العظمى، ولا شيء غيرها.
ذهب الإخوان المسلمون وعلى رأسهم السعودي أسامة بن لادن، والفلسطيني عبدالله عزام والزنداني وكل رؤوس إخوان الشيطان إلى القيام بعملية لما اسموه الجهاد في افغانستان في بداية ثمانينيات القرن الماضي. وكان مال البترو دولار يتقدمهم ممولا لهم.
تركوا أولى القبلتين ومسرى الرسول الأعظم صلى عليه وآله وسلم (القدس ) تحت الاحتلال الصهيوني، وذهبوا يلبون دعوة المخابرات الأمريكية للحرب ضد السوفييت، تركوا أوطانهم محتلة من قبل الصهاينة والأمريكان وأدواتهم، وذهبوا يلبُّون دعوة أمريكا للحرب ضد السوفييت، وضد شعب أفغانستان، وعندما جاءت أمريكا والناتو لاحتلال افغانستان صمتوا ولا حركة !!
كل الجماعات التي جنَّدتها المخابرات الأمريكية بما فيها القاعدة وداعش تتجاهل القضية الوطنية لشعوب أمتها وتهيم حبا في النصارى واليهود بحجة أنهم أصحاب كتاب.
شيوخ الوهابية السعودية حرَّموا العمليات الانتحارية ضد الاحتلال الصهيوني دعما منهم لليهود المحتلين وخذلانا للمقاومة.
وعلى امتداد عمر القضية الفلسطينية لم نسمع اخوانيا قام بعملية انتحارية ضد الاحتلال، شيخهم القرضاوي افتى بقتل الرئيس الأسد والرئيس القذافي وكفَّرهما، وامتنع عن الإفتاء بالجهاد ضد اليهود قائلا: إنهم أهل كتاب وتسامح وأقرب إلى المسلمين مخالفا بذلك نصوص كتاب الله.
كل هم أولئك المتأسلمون هو جمع المال، لا فرق بينهم واليهود في حب المال، والحياة الدنيا.. الوطن عندهم نساء ومال وتسلّط.
الجماعات المتأسلمة عطَّلت الدين ودمَّرت الأوطان؛ في السودان الإخوان المسلمون فيها على حكومة الصادق المهدي الشرعية المنتخبة، وعبثوا بالحياة السياسية، ورفعوا شعار تطبيق الشريعة؛ قطعوا أيدي الناس، وجلدوا النساء قبل الرجال، وكانت النتيجة انفصال الجنوب المسيحي الذي أرادوا تطبيق الشريعة فيه.
هذه الجماعات ليست لديها من مهمة غير إشعال الحروب وتفكيك النسيج الاجتماعي للأوطان، وتمزيق الدين والمسلمين بنشر المذهبية والطائفية والفوضى وممارسة القتل والذبح واستباحة الحقوق والحريات تحت مبررات واهية (اليمن مثالا).
وما دخلت “الإخوانية” بلداً إلا وأشعلت الفتنة والحروب فيه، ومزقته ونشرت العداوة والبغضاء والحقد والكراهية بين أبنائه.. الإخوان المسلمون موقفهم شيطاني، يحسدهم عليه الشيطان.
قادة ودعاة هذه الجماعات تريدون سلطة وحكماً، حتى ولو استعانوا بالشيطان، فقد طلبوا من الغرب ضرب ليبيا، والتدخل في سوريا والعراق، وطلبوا من بني سعود وتحالفهم الشرير ضرب اليمن، وقتل أبنائه وتدمير منجزاته.
وفي فتوى للإرهابي المدعو عبدالله صعتر دعا فيها التحالف العدواني إلى قتل ٢٤ مليون يمني، ليبقى مليون اخواني يحكمون البلاد دون منافس ويعيشون فيها بسلام واطمئنان!!

قد يعجبك ايضا